بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«العقل الباطن» مصطلح مُحدَث مثير للجدل، اختُلف في نفيه وإثباته، وتحريمه وإباحته.ويرجع الخلاف -في الجملة- إلى الاختلاف في حقيقته ومعناه.
* فإنه يُطلق ويُراد به أحد معنيين :
• العقل الباطن بمعناه النفسي .
• والعقل الباطن بمعناه الباطني الفلسفي .
*والكلام على كل منهما يطول، لكن نشير إليه باختصار:
•• أما المعنى النفسي فهو ما يتعلق ببعض العمليات الآلية غير الشعورية، كالربط، والحفظ، ونحو ذلك.
وهذا المعنى ليس له تعلق مباشر بالاعتقاد، ويُرجع في تحديد نفعه -أو عدمه- وإمكانية توظيفه في الصحة النفسية وغيرها لأهل التخصص.
•• وأما المعنى الفلسفي الباطني -وهو الذي يعنينا هنا- فهو معنى خطير يتعارض مع المعتقد الإسلامي الصحيح.
تُمرر بعض المعتقدات الباطنية المنحرفة عبر مفهوم «العقل الباطن» أحياناً، حيث تتجاوز الفرضيات النفسية، إلى مدلولات فلسفية شديدة الخطورة.
*سنشير إلى ثلاثة منها فقط:
١) أن يعتبر العقل الباطن وسيلة للتواصل مع «الوعي الكوني»:
وهو «ذاكرة» تتضمن العلم كله ماضيه ومستقبله بزعمهم وله تسميات عدة.
ومن خلال هذا التواصل، يُعتقد أنه بإمكان الإنسان تحصيل المعارف الخفية والعلوم الغيبية من «مصدر» العلم مباشرة.
وهذا باب واسع للانحراف، فمصدر العلوم المطلقة هو الربﷻ، ودعوى الأخذ عنه مباشرة دعوى باطنية قديمة، تتناقض مع عقيدة ختم النبوة وأصول التلقي.
وهذا القول يتيح للإنسان علم غير محدود، ومعرفة مطلقة، لا يقول بها من وحّد الله بربوبيته وبأسمائه وصفاته .
وأدرك الضعف البشري الجبلّي، الذي لا يُعد عيباً إلا إذا أعرض الإنسان عن مصدر القوة الحقيقية واعتمد عليه!
ولذلك لا تعجب عندما تجد من يستخير عقله الباطل بدلاً من علام الغيوب ..
٢) الاعتقاد بأن العقل الباطن يخلق الواقع الخارجي، ويشكل الأحداث. وهو ما يقوله بعض أصحاب قانون الجذب.
فإن يقينيات العقل الباطن-عندهم-تتجلى بالمحسوس،حتى يكون هو مصدر تحقيق كل الرغبات بلا استثناء.وما على الإنسان سوى تزويده بالرسائل الإيجابية.
وهذا مفهوم متأصل في الفلسفة الشرقية التي تجعل « الوعي » هو الوجود المطلق، ومن ثم يكون الفكر هو حقيقة الوجود، وبتوجيهه يتغير الواقع.
فالثروة والصحة والسعادة والزواج والذرية والنجاح توجِدها قناعات العقل الباطن ...
ورغم أنه لا يجرؤ مسلم على التصريح بالاستغناء عن عون الإله، فإن فلتات القلم واللسان تنذر بغياب مفهوم التعلق الحقيقي .
* انظر هذا النموذج :
بل إن الدعاء-عند بعضهم-ليس إلارسائل إيجابية للعقل الباطن الذي هوالواهب الحقيقي،ولذلك لا يهم من تدعو مادمت متيقناً!
٣) الاعتقاد بأن التواصل معه يُمكّن المرء من قدرات فوق بشرية، وإمكانات بلا حد.
فمنهم من يزعم إمكانية التخاطر ( قراءة الأفكار )، والتنبؤ، وتحريك الأشياء عن بعد - وغيره - من خلال العقل الباطن .
•• وهذه المزاعم الخرافية من نواتج الاعتقاد بأن «الوعي» هو الوجود المطلق، وأن الفكر متحكم بالحقائق الخارجية، كما هو متقرر في الفلسفة الشرقية.
•• و«الوعي» -الذي قد يُطلق عليه العقل الباطن- هو كالإله في تلك الفلسفة، ولذلك فإن التواصل والانسجام معه أو الاتحاد به يورث قدرات خارقة.
•• فالمقصود مما ذكر في الأيام السابقة أن «العقل الباطن» مصطلح مجمل يحتمل أكثر من معنى، ولا يمكن الحكم عليه إلا بعد الاستيضاح والاستفصال.
*د.هيفاء بنت ناصر الرشيد~
@Albaydha
•~••[صدر للباحثة]•~••
*كتاب : التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية-دراسة عقدية-.
*المشي على الجمر-حقيقته وأصله-.
المصدر: •~••[ÇáÚÞá ÇáÈÇØä]••~ •
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«العقل الباطن» مصطلح مُحدَث مثير للجدل، اختُلف في نفيه وإثباته، وتحريمه وإباحته.ويرجع الخلاف -في الجملة- إلى الاختلاف في حقيقته ومعناه.
* فإنه يُطلق ويُراد به أحد معنيين :
• العقل الباطن بمعناه النفسي .
• والعقل الباطن بمعناه الباطني الفلسفي .
*والكلام على كل منهما يطول، لكن نشير إليه باختصار:
•• أما المعنى النفسي فهو ما يتعلق ببعض العمليات الآلية غير الشعورية، كالربط، والحفظ، ونحو ذلك.
وهذا المعنى ليس له تعلق مباشر بالاعتقاد، ويُرجع في تحديد نفعه -أو عدمه- وإمكانية توظيفه في الصحة النفسية وغيرها لأهل التخصص.
•• وأما المعنى الفلسفي الباطني -وهو الذي يعنينا هنا- فهو معنى خطير يتعارض مع المعتقد الإسلامي الصحيح.
تُمرر بعض المعتقدات الباطنية المنحرفة عبر مفهوم «العقل الباطن» أحياناً، حيث تتجاوز الفرضيات النفسية، إلى مدلولات فلسفية شديدة الخطورة.
*سنشير إلى ثلاثة منها فقط:
١) أن يعتبر العقل الباطن وسيلة للتواصل مع «الوعي الكوني»:
وهو «ذاكرة» تتضمن العلم كله ماضيه ومستقبله بزعمهم وله تسميات عدة.
ومن خلال هذا التواصل، يُعتقد أنه بإمكان الإنسان تحصيل المعارف الخفية والعلوم الغيبية من «مصدر» العلم مباشرة.
وهذا باب واسع للانحراف، فمصدر العلوم المطلقة هو الربﷻ، ودعوى الأخذ عنه مباشرة دعوى باطنية قديمة، تتناقض مع عقيدة ختم النبوة وأصول التلقي.
وهذا القول يتيح للإنسان علم غير محدود، ومعرفة مطلقة، لا يقول بها من وحّد الله بربوبيته وبأسمائه وصفاته .
وأدرك الضعف البشري الجبلّي، الذي لا يُعد عيباً إلا إذا أعرض الإنسان عن مصدر القوة الحقيقية واعتمد عليه!
ولذلك لا تعجب عندما تجد من يستخير عقله الباطل بدلاً من علام الغيوب ..
٢) الاعتقاد بأن العقل الباطن يخلق الواقع الخارجي، ويشكل الأحداث. وهو ما يقوله بعض أصحاب قانون الجذب.
فإن يقينيات العقل الباطن-عندهم-تتجلى بالمحسوس،حتى يكون هو مصدر تحقيق كل الرغبات بلا استثناء.وما على الإنسان سوى تزويده بالرسائل الإيجابية.
وهذا مفهوم متأصل في الفلسفة الشرقية التي تجعل « الوعي » هو الوجود المطلق، ومن ثم يكون الفكر هو حقيقة الوجود، وبتوجيهه يتغير الواقع.
فالثروة والصحة والسعادة والزواج والذرية والنجاح توجِدها قناعات العقل الباطن ...
ورغم أنه لا يجرؤ مسلم على التصريح بالاستغناء عن عون الإله، فإن فلتات القلم واللسان تنذر بغياب مفهوم التعلق الحقيقي .
* انظر هذا النموذج :
بل إن الدعاء-عند بعضهم-ليس إلارسائل إيجابية للعقل الباطن الذي هوالواهب الحقيقي،ولذلك لا يهم من تدعو مادمت متيقناً!
٣) الاعتقاد بأن التواصل معه يُمكّن المرء من قدرات فوق بشرية، وإمكانات بلا حد.
فمنهم من يزعم إمكانية التخاطر ( قراءة الأفكار )، والتنبؤ، وتحريك الأشياء عن بعد - وغيره - من خلال العقل الباطن .
•• وهذه المزاعم الخرافية من نواتج الاعتقاد بأن «الوعي» هو الوجود المطلق، وأن الفكر متحكم بالحقائق الخارجية، كما هو متقرر في الفلسفة الشرقية.
•• و«الوعي» -الذي قد يُطلق عليه العقل الباطن- هو كالإله في تلك الفلسفة، ولذلك فإن التواصل والانسجام معه أو الاتحاد به يورث قدرات خارقة.
•• فالمقصود مما ذكر في الأيام السابقة أن «العقل الباطن» مصطلح مجمل يحتمل أكثر من معنى، ولا يمكن الحكم عليه إلا بعد الاستيضاح والاستفصال.
*د.هيفاء بنت ناصر الرشيد~
@Albaydha
•~••[صدر للباحثة]•~••
*كتاب : التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية-دراسة عقدية-.
*المشي على الجمر-حقيقته وأصله-.
المصدر: •~••[ÇáÚÞá ÇáÈÇØä]••~ •
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم