نصيحة للمدمنين على الهاتف و مواقع التواصل الإجتماعي للشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله
المصدر منتديات الابانة السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا حفظكم الله تعالى وبارك فيكم،هل من نصيحة توجهونها للمدمنين على الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل مثل هذه المواقع تخرج طلبة علم أقوياء؟وجزاكم الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
أول سؤال من أسئلة هذا اللقاء متعلق بأمر أصبح ظاهرة من الظواهر،ولا أقول من الظواهر السلبية المحضة بل ظاهرة فيها شيئ من الخير ومن الإيجابية،وفيها كثير من الشر والسلبية نعوذ بالله جل وعلا من الشر وأهله وأسبابه،وهذا من خلال الإدمان ولعل السائل قصد من سؤاله الإكثار من هذه الوسائل التي الإكثار منها تضييع لما يجب على المرء من حقوق وواجبات أخرى،حتى أصبحت هذه الظاهرة سببا من أسباب الطلاق نعوذ بالله، تشتكي بعض الأخوات أو بعض الإخوة حتى من أن الطرف الآخر لا يعطيه حقه في وقته،ويقضي سائر وقته مع هاتفه وكأنه إذا دخل بيته دخل للهاتف ولم يدخل لأهله وولده ولم يراعي هذه الحقوق التي أوجبها الله عليه إزاء هؤلاء،فالحقوق إذا ضُيعيت ضاعت أوقاتنا ضاعت وبالتالي واجباتنا.
وهذا أمر ينبغي أن يتداركه الانسان وأن يتقي الله جل وعلا في نفسه فيعطي لكل ذي حق حقه،زوجتك لها حق عليك وأولادك كذلك بل ونفسك كذلك وما إلى ذلك من مثل هذه الحقوق المتعلقة بمن حولك.
فالإدمان بمعنى الإكثار بحيث يصبح المستعمل لهذه الأجهزة يعطيها أكثر من وقتها،وبالتالي يكون مضيع لما يجب عليه من الأوقات أومن الحقوق المتعلقة الغير،وخاصة إذا أُضيف إلى هذا ما يقع فيه من المخالفات كالتواصل الذي يكون بين الجنسين وهم أجانب عن بعضهم البعض،يعني تواصل النساء بالرجال الأجانب وتواصل الرجال بالنساء الأجنبيات،وقد يبدأ مثل هذا بكلمة يدعي أصحابها أنها دعوة أو أنها مذاكرة ثم تنتهي الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه من علاقات محرمة ومن وقوع في المخالفات أسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
ولهذا لا ننصح بمثل هذا والتواصل عبر هذه الوسائل بالأجانب أو بالأجنبيات كالتواصل معهم مباشرة،لا يحل لرجل أن تكون له علاقة مع امرأة أجنبية إلا في حدود ما أباحه الله،والله جل وعلا أباح لنا الزواج والنكاح وحرم علينا كل طريق أو كل وسيلة تؤدي إلى مثل هذه العلاقات التي ربما تنتهي بالمحرمات.
لأن ما يكون بين الرجل والمرأة في خلواتهم دائما وأبدا يكون الشيطان ثالثهموهذا تصديق قول النبي عليه الصلاة والسلام:ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهم.
فلنتقي الله جل وعلا في أنفسنا وأن نتقي الله جل وعلا في هذه الوسائل ولا ينبغي لنا أن نستعملها إلا في ما يُرضي ربنا تبارك وتعالى من الاستفادة من العلم النافع أو التواصل بأهل الخير من أهل العلم أو في المجموعات التي يكون فيها النفع والفائدة بين طلبة العلم،أو بين طلبة العلم ومشايخهم أو عبر هذه الإذاعات الموجودة ولله الحمد والمنة ويُشرف عليها طلبة علم ثقات أو مثل هذه المنافع التي تكون من خلال هذه الوسائل.
فهذه ينبغي أن نستفيد منها وأن نغتنمها في الخير وهذا لا يكون إلا بالضوابط الشرعية،ومن هذه الضوابط عدم الإكثار والإدمان منها لأن مثل هذه الوسائل لا تحل محل مجالس العلم أو نستغني بها كما يظن البعض نستغني بها عن الأصل،والأصل هو مجالسة أهل العلم في حلقاتهم ودروسهم هذا هو الأصل،أو الرجوع إليهم بسؤالهم وكان من كان من سلفنا يرحل لأجل مسألة واحدة،مسألة واحدة يسأل عنها ثم يرجع إلى بلده،وأُثر عن بعض الصحابة أنه خرج من المدينة إلى الشام لأجل حديث واحد عبد الله بن أُنيس رضي الله تعالى عنه وهكذا.
كون هذه الوسائل تُخرج طلبة علم أقوياء هذا لا يكون،لأن هذه الوسائل هي وسائل مساعدة ومكملة ولكنها ليست وسائل أصلية،حتى وإن كان يعني ربما بعض هذه الحصص في مثل هذه الوسائل عبارة عن معاهد عن بعد كذلك إلا أنها لا تكون كالوسائل الأصلية،يستفيد منها طلبتنا وأبناؤنا لا حرج في ذلك ويسيرون فيها على الطريقة المرضية بمعنى لا يكون اتصالهم إلا بمن عُرف بسلامة منهجه وصحة معتقده،والأصل في هذا قاعدة السلفية:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
خلاصة لما ذكرت: هذه الوسائل ينبغي أن نستعملها وأن لا تكون على حساب ما يجب علينا وعلى حساب حقوق غيرنا علينا،نعطي لكل ذي حقه حقه،ونعطي لهذه الوسائل حقها وهو حق يسير في مقابل الحقوق الأخرى.
فلا ينبغي أن نكون من المدمنين بحيث أننا نضيع ما يجب علينا،ونستعملها بضوابطها الشرعية حتى لا تصبح وبالا علينا،وسببا لمعصية ربنا تبارك وتعالى،هذا والله تبارك وتعالى أعلم.
انتهى
ـــــــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا حفظكم الله تعالى وبارك فيكم،هل من نصيحة توجهونها للمدمنين على الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل مثل هذه المواقع تخرج طلبة علم أقوياء؟وجزاكم الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
أول سؤال من أسئلة هذا اللقاء متعلق بأمر أصبح ظاهرة من الظواهر،ولا أقول من الظواهر السلبية المحضة بل ظاهرة فيها شيئ من الخير ومن الإيجابية،وفيها كثير من الشر والسلبية نعوذ بالله جل وعلا من الشر وأهله وأسبابه،وهذا من خلال الإدمان ولعل السائل قصد من سؤاله الإكثار من هذه الوسائل التي الإكثار منها تضييع لما يجب على المرء من حقوق وواجبات أخرى،حتى أصبحت هذه الظاهرة سببا من أسباب الطلاق نعوذ بالله، تشتكي بعض الأخوات أو بعض الإخوة حتى من أن الطرف الآخر لا يعطيه حقه في وقته،ويقضي سائر وقته مع هاتفه وكأنه إذا دخل بيته دخل للهاتف ولم يدخل لأهله وولده ولم يراعي هذه الحقوق التي أوجبها الله عليه إزاء هؤلاء،فالحقوق إذا ضُيعيت ضاعت أوقاتنا ضاعت وبالتالي واجباتنا.
وهذا أمر ينبغي أن يتداركه الانسان وأن يتقي الله جل وعلا في نفسه فيعطي لكل ذي حق حقه،زوجتك لها حق عليك وأولادك كذلك بل ونفسك كذلك وما إلى ذلك من مثل هذه الحقوق المتعلقة بمن حولك.
فالإدمان بمعنى الإكثار بحيث يصبح المستعمل لهذه الأجهزة يعطيها أكثر من وقتها،وبالتالي يكون مضيع لما يجب عليه من الأوقات أومن الحقوق المتعلقة الغير،وخاصة إذا أُضيف إلى هذا ما يقع فيه من المخالفات كالتواصل الذي يكون بين الجنسين وهم أجانب عن بعضهم البعض،يعني تواصل النساء بالرجال الأجانب وتواصل الرجال بالنساء الأجنبيات،وقد يبدأ مثل هذا بكلمة يدعي أصحابها أنها دعوة أو أنها مذاكرة ثم تنتهي الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه من علاقات محرمة ومن وقوع في المخالفات أسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
ولهذا لا ننصح بمثل هذا والتواصل عبر هذه الوسائل بالأجانب أو بالأجنبيات كالتواصل معهم مباشرة،لا يحل لرجل أن تكون له علاقة مع امرأة أجنبية إلا في حدود ما أباحه الله،والله جل وعلا أباح لنا الزواج والنكاح وحرم علينا كل طريق أو كل وسيلة تؤدي إلى مثل هذه العلاقات التي ربما تنتهي بالمحرمات.
لأن ما يكون بين الرجل والمرأة في خلواتهم دائما وأبدا يكون الشيطان ثالثهموهذا تصديق قول النبي عليه الصلاة والسلام:ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهم.
فلنتقي الله جل وعلا في أنفسنا وأن نتقي الله جل وعلا في هذه الوسائل ولا ينبغي لنا أن نستعملها إلا في ما يُرضي ربنا تبارك وتعالى من الاستفادة من العلم النافع أو التواصل بأهل الخير من أهل العلم أو في المجموعات التي يكون فيها النفع والفائدة بين طلبة العلم،أو بين طلبة العلم ومشايخهم أو عبر هذه الإذاعات الموجودة ولله الحمد والمنة ويُشرف عليها طلبة علم ثقات أو مثل هذه المنافع التي تكون من خلال هذه الوسائل.
فهذه ينبغي أن نستفيد منها وأن نغتنمها في الخير وهذا لا يكون إلا بالضوابط الشرعية،ومن هذه الضوابط عدم الإكثار والإدمان منها لأن مثل هذه الوسائل لا تحل محل مجالس العلم أو نستغني بها كما يظن البعض نستغني بها عن الأصل،والأصل هو مجالسة أهل العلم في حلقاتهم ودروسهم هذا هو الأصل،أو الرجوع إليهم بسؤالهم وكان من كان من سلفنا يرحل لأجل مسألة واحدة،مسألة واحدة يسأل عنها ثم يرجع إلى بلده،وأُثر عن بعض الصحابة أنه خرج من المدينة إلى الشام لأجل حديث واحد عبد الله بن أُنيس رضي الله تعالى عنه وهكذا.
كون هذه الوسائل تُخرج طلبة علم أقوياء هذا لا يكون،لأن هذه الوسائل هي وسائل مساعدة ومكملة ولكنها ليست وسائل أصلية،حتى وإن كان يعني ربما بعض هذه الحصص في مثل هذه الوسائل عبارة عن معاهد عن بعد كذلك إلا أنها لا تكون كالوسائل الأصلية،يستفيد منها طلبتنا وأبناؤنا لا حرج في ذلك ويسيرون فيها على الطريقة المرضية بمعنى لا يكون اتصالهم إلا بمن عُرف بسلامة منهجه وصحة معتقده،والأصل في هذا قاعدة السلفية:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
خلاصة لما ذكرت: هذه الوسائل ينبغي أن نستعملها وأن لا تكون على حساب ما يجب علينا وعلى حساب حقوق غيرنا علينا،نعطي لكل ذي حقه حقه،ونعطي لهذه الوسائل حقها وهو حق يسير في مقابل الحقوق الأخرى.
فلا ينبغي أن نكون من المدمنين بحيث أننا نضيع ما يجب علينا،ونستعملها بضوابطها الشرعية حتى لا تصبح وبالا علينا،وسببا لمعصية ربنا تبارك وتعالى،هذا والله تبارك وتعالى أعلم.
انتهى
ـــــــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
المصدر منتديات الابانة السلفية