عظيم أثر الذنوب ومخالطة أهلها
قال ﷺ (يا أيها الناس إنها كانت أُبينتْ لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقّان معهما الشيطان فنسيتها..)
جاء رجلان يختصمان، فكان أثر ذلك أن أُنسي النبي ﷺ ليلة القدر.
هذا أثر الذنوب في غير من يواقعها، فكيف أثرها في من يواقعها؟
وخاصةً في علوم العلم والإيمان والمعرفة والإقبال على الله، تُحرم البركات بسبب هذه الذنوب.
فلذلك كان عادةُ من مضى من أهل العلم أنهم يُقبلون على أنفسهم، ولا يكثرون من الاختلاط بالناس؛ لأن خلطة الناس وكلامهم دخان القلوب، فهي تفسدها.
وخير للمرء أن يُقبل على نفسه بالعلم والفهم وقراءة القرآن وفهم الحقائق الشرعية؛ لأن مخالطة الناس تورث مثل هذه الأحوال التي يُسلب الإنسان العلم بسبب غيره، لا بسببه هو.
فانظر كم واحد منا حضر مثل هذه المجالس وكم رُفع من العلم من قلبه!
فلذلك -كثيراً- ما يقف الناس مع الأمور الظاهرة (ماعندي كتاب كذا – ماحفظت كذا – ما حضرت عند فلان) ويرون أن عدم تحصيل العلم بسببها، ويغفلون عن الحقائق الباطنة.
• الإنسان تارة يُحرَم العلم بذنب يصيبه.
• وتارة يُحرم العلم بجليس يصاحبه، كما جاء هذا عن بعض السلف.
فطالب العلم إذا أراد العلم:
ينبغي له – دائماً – أن ينظر في الباطن أكثر من نظره في الظاهر.
وأن ينظر فيما يوصله إلى العلم من الحقائق الإيمانية أكثر من الشغل بالأسباب الظاهرة.
فالعلم ليس بالأسباب الظاهرة، العلم هبة يجعلها الله لمن يحبه من خلقه بأن يرزقه علماً نافعاً (يعلم ويعمل ويدعو) وهذا لا يُحصَّل إلا بصلاح الحال وكمال الإقبال على الله.
العلم ميراث النبوة، فكما أن النبوة اصطفاء، فميراثها يكون بالاصطفاء.
إذا كان العبد يغار على ما يحب من مال أو غيره أن يضعه عند غير أهله = فالله أعظم غيرة أن يضع الوحي في غير قلوب المستحقين له.
طالب العلم ينبغي له أن يلاحظ هذا المعنى، ويتأدب بهذه الآداب، ويحرص على الحقائق الإيمانية، ويشحن بها قلبه؛ فهي أكثر مادة العلم.
ليس أكثر مادة العلم أن تحفظ!
مادة العلم أن يوفقك الله للفهم بما تحفظ، وهذا الفهم لا يؤتى إلا بزكاة النفس.
قال الله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)
صُرفوا لأجل التكبر.
قال ابن كثير: لما امتلأت قلوبهم بالكبر أذلهم الله بالجهل.
قد يفوتك الفهم في مسألة ظاهرة بسبب ما وقع في قلبك:
الماوردي كان جالساً مرة على كرسيه وحوله الناس فوقع في نفسه أنه أفقه الخلق بمذهب الشافعي، فوقفت امرأة على حلقته فقالت: يا فقيه! ما تقول في امرأة وقع منها كذا وكذا (وذكرت شيئاً في حيضتها)
قال: فانقطعت حتى كأني لم أسمع بهذه المسألة!
فلما طال سكوتي قال بعض أصحابي: رحمك الله! ألم تكن ذكرت يوم كذا وكذا: كذا وكذا.. قال: فأذكرنيها فقلت للمرأة ذلك، فنظرت المرأة إليه وقالت: إن هذا التلميذ أحق بالجلوس على الكرسي منك، أدَّبه الله تعالى بهذا .
فنحن ينبغي أن نحرص على هذه المعاني حتى نُرزق حلاوة الإيمان والعلم ونفرح بها.
أما هذه المظاهر (الكراسي – البشوت – المناصب – الرئاسات) كلها غثاء من غثاء الدنيا، لكن استغناء قلبك بالله، وإقبالك عليه وأنسك به هو حلاوة العلم.
والذي يُرزق هذه الحال لا ينظر إلى الناس أبداً، فيستوي عنده مدحهم وذمهم، وهذه حقيقة الإخلاص.
وهذه لا تُدرك إلا بالمجاهدة والمكابدة، وطول النظر في هذه المعاني واستحضارها، والتواصي بها والتعريف عليها.
وقد فُقدت في أحوالنا إلا من رحم الله.
مستفاد من برنامج السرد المجود لصحيح مسلم
المصدر موقع برامج التوعية والإرشاد لفضيلة الشيخ صالح العصيمي حفظه الله
قال ﷺ (يا أيها الناس إنها كانت أُبينتْ لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقّان معهما الشيطان فنسيتها..)
جاء رجلان يختصمان، فكان أثر ذلك أن أُنسي النبي ﷺ ليلة القدر.
هذا أثر الذنوب في غير من يواقعها، فكيف أثرها في من يواقعها؟
وخاصةً في علوم العلم والإيمان والمعرفة والإقبال على الله، تُحرم البركات بسبب هذه الذنوب.
فلذلك كان عادةُ من مضى من أهل العلم أنهم يُقبلون على أنفسهم، ولا يكثرون من الاختلاط بالناس؛ لأن خلطة الناس وكلامهم دخان القلوب، فهي تفسدها.
وخير للمرء أن يُقبل على نفسه بالعلم والفهم وقراءة القرآن وفهم الحقائق الشرعية؛ لأن مخالطة الناس تورث مثل هذه الأحوال التي يُسلب الإنسان العلم بسبب غيره، لا بسببه هو.
فانظر كم واحد منا حضر مثل هذه المجالس وكم رُفع من العلم من قلبه!
فلذلك -كثيراً- ما يقف الناس مع الأمور الظاهرة (ماعندي كتاب كذا – ماحفظت كذا – ما حضرت عند فلان) ويرون أن عدم تحصيل العلم بسببها، ويغفلون عن الحقائق الباطنة.
• الإنسان تارة يُحرَم العلم بذنب يصيبه.
• وتارة يُحرم العلم بجليس يصاحبه، كما جاء هذا عن بعض السلف.
فطالب العلم إذا أراد العلم:
ينبغي له – دائماً – أن ينظر في الباطن أكثر من نظره في الظاهر.
وأن ينظر فيما يوصله إلى العلم من الحقائق الإيمانية أكثر من الشغل بالأسباب الظاهرة.
فالعلم ليس بالأسباب الظاهرة، العلم هبة يجعلها الله لمن يحبه من خلقه بأن يرزقه علماً نافعاً (يعلم ويعمل ويدعو) وهذا لا يُحصَّل إلا بصلاح الحال وكمال الإقبال على الله.
العلم ميراث النبوة، فكما أن النبوة اصطفاء، فميراثها يكون بالاصطفاء.
إذا كان العبد يغار على ما يحب من مال أو غيره أن يضعه عند غير أهله = فالله أعظم غيرة أن يضع الوحي في غير قلوب المستحقين له.
طالب العلم ينبغي له أن يلاحظ هذا المعنى، ويتأدب بهذه الآداب، ويحرص على الحقائق الإيمانية، ويشحن بها قلبه؛ فهي أكثر مادة العلم.
ليس أكثر مادة العلم أن تحفظ!
مادة العلم أن يوفقك الله للفهم بما تحفظ، وهذا الفهم لا يؤتى إلا بزكاة النفس.
قال الله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)
صُرفوا لأجل التكبر.
قال ابن كثير: لما امتلأت قلوبهم بالكبر أذلهم الله بالجهل.
قد يفوتك الفهم في مسألة ظاهرة بسبب ما وقع في قلبك:
الماوردي كان جالساً مرة على كرسيه وحوله الناس فوقع في نفسه أنه أفقه الخلق بمذهب الشافعي، فوقفت امرأة على حلقته فقالت: يا فقيه! ما تقول في امرأة وقع منها كذا وكذا (وذكرت شيئاً في حيضتها)
قال: فانقطعت حتى كأني لم أسمع بهذه المسألة!
فلما طال سكوتي قال بعض أصحابي: رحمك الله! ألم تكن ذكرت يوم كذا وكذا: كذا وكذا.. قال: فأذكرنيها فقلت للمرأة ذلك، فنظرت المرأة إليه وقالت: إن هذا التلميذ أحق بالجلوس على الكرسي منك، أدَّبه الله تعالى بهذا .
فنحن ينبغي أن نحرص على هذه المعاني حتى نُرزق حلاوة الإيمان والعلم ونفرح بها.
أما هذه المظاهر (الكراسي – البشوت – المناصب – الرئاسات) كلها غثاء من غثاء الدنيا، لكن استغناء قلبك بالله، وإقبالك عليه وأنسك به هو حلاوة العلم.
والذي يُرزق هذه الحال لا ينظر إلى الناس أبداً، فيستوي عنده مدحهم وذمهم، وهذه حقيقة الإخلاص.
وهذه لا تُدرك إلا بالمجاهدة والمكابدة، وطول النظر في هذه المعاني واستحضارها، والتواصي بها والتعريف عليها.
وقد فُقدت في أحوالنا إلا من رحم الله.
مستفاد من برنامج السرد المجود لصحيح مسلم
المصدر موقع برامج التوعية والإرشاد لفضيلة الشيخ صالح العصيمي حفظه الله
آخر تعديل: