🌌🔮متألقة🔮🌌
:: عضو مُشارك ::
فما الذي يمنع شخص آخر من التسلل إلى شقتي و ينسبها لنفسه و يدعي انها ملكه، بينما انا مشغول بامور اخرى في المدينة؟
دعونا نبدأ الإجابة على هذا السؤال من خلال تخيل كيف يتم حل هذه المشكلة في قبيلة صغيرة. في هذه الحالة، فإن حل المشكلة بسيط جدا. الجميع يعرف الجميع في القبيلة، ليس هناك الكثير من الناس والأكواخ الطينية محسوبة. وبالتالي يمكن لأفراد القبيلة ان تعرف ان الكوخ هذا ملك لهذا الشخص. في الأساس، فإن معظم أفراد القبيلة لديهم اتفاق حول الملكية المحفوظة للأشخاص بدون توثيق، لأنهم يعرفون بعصهم البعض في القبيلة، حتى و إن جاء ضيف او دخيل ستعرفه القبيلة، و هو ما يجعل كل الأملاك محفوظة في عقلهم.
إذا اختار عضو واحد أن يبيع الكوخ للعضو الاخر من القبيلة، يتم إبلاغ هذه الصفقة لبقية القبيلة كلها او معضمهم، و بهذا يتم تحديث الاتفاق حول الملكية في رؤوسهم. و إذا حاول أحد أفراد القبيلة المطالبة بالكوخ الذي باعه و انه ملكه بعد صفقة البيع، القبيلة لن توافق على ذلك و سيعرفون انه يكذب، و سيتم ردعه.
وبالنسبة للمجتمعات الحديثة، فإن التحدي مع هذا النهج هو أن لدينا قدرات محدودة في الذاكرة والتفكير والاتصال مع بقيتنا في المجتمع لأن عددنا يحصى بالبلايين. فإن تتبع الملكية كما الطريقة الموزعة في القبلية الصغيرة ليس ممكنا من الناحية الإنسانية. لذلك، في المجتمعات الحديثة، تم حل هذه المشكلة من قبل الحكومة التي تمتلك سجلا مركزيا فيه كل المعلومات عن مالك العقارات و الأصول و يتم تحديثه بحضور المالك و المشتري مع توثيق من الحكومات.
العقارات فقط مثال واحد من الملكيات المتعددة، ولكن عادة ما يتم حل ملكية الأشياء الكبيرة الأخرى من خلال السجلات المركزية. في ما يلي بعض الأمثلة الأخرى للسجلات التي تتبع ملكية الأشياء للأفراد و تحفظها :
تتبع الحكومات ملكية المركبات و السيارات و العربات بكل انواعها عبر سجل لوحات التسجيل.
نوادي الكلاب تتبع مكلية الكلاب من خلال سجل السلالة.
ICANN بتتبع من يمتلك مواقع الويب.
البنك يحتفظ بدفتر السندات و الحسابات المالية للأشخاص.
تتبع ما هو بين ذاتي
بنيت المجتمعات الحديثة على الإتفاق حول بعض الموضوعات التي ليست جزءا من الواقع موضوعي الملموس. و التي تعتبر معتقدات مشتركة متفق عليها مثل الدول القومية، الملكية، الأموال، القوانين، العقود، الأديان، وحقوق الإنسان…. ولا تشكل أي من هذه الظواهر جزءا من العالم الطبيعي، ولكن بعضها لا يزال ضروريا لكي نتعايش في المجتمعات الحديثة.
سميت هذه المجموعات من المعتقدات المشتركة المتفق عليها، بالبين ذاتية. وبما أن العديد من الأفراد داخل مجتمع كبير يؤمنون بتلك المعتقدات، فإنهم يعملون كظواهر موضوعية من منظور الفرد. فمثلا إن لم يثبث حسابك البنكي انك ملياردير، فإنه لا يهم بمدى اقتناعك بأنك ملياردير.
وكما يقول المؤرخ يوفال هاراري في كتابه سابينز، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لعدد أكبر من الغرباء أن يتعاونوا بشكل فعال من خلال الإيمان بمجموعة من المعتقدات المشتركة. فمثلا أنا مستعد للتجارة في الخضر مقابل المال، لأنني أؤمن أن شخصا آخر على استعداد لقبول نفس المال عندما اريد ان أشتري سيارة منه،
وبما أن الوجود البين ذاتي شيئ لا يوجد موضوعيا، فإن المجتمعات الحديثة تضفي الطابع الرسمي على هذه الاتفاقات بتوثيقها وتدعي أنها حقيقة. وتُستخدم السلطات الموثوقة للحفاظ على هذه المصادر الوحيدة “الحقيقة”. يتم الحفاظ على هذه الاتفاقات على نحو مركزي، لأنه لم تكن هناك طريقة أخرى للحفاظ عليها.
الى الآن!
تقنية البلوكشين تقوم بتوثيق الإتفاقات و إنشائها و الاحتفاظ بها جماعيا و بدون ان تكون في يد جهات مركزية او شخص او جهة او مؤسسة صوتنا عليها او غخترناها من المجتمع، البلوكشين تستبعد إحتكار الحقيقة من طرف السلطات المركزية او شيئ يسمى مركزيا، إذ ان ابلوكشين هي ضد المركزية.
في موضوعنا الثاني القادم من هذه السلسلة، سوف نشرح لكم كيف تفعل البلوكشين ما تم ذكره في الفقرة قبل هذه دون الدخول في المصطلحات التقنية. حتى نبقى في سياق “شرح مبسط و سهل من الصفر للبلوكشين Blockchain”
هل الموضوع الاول هذا عن تكنولوجيا البلوكشين كان مفهوما، و إن لم يكن كذلك، أكتب تساؤلاتكم و إستفساراتكم و سنحاول الرد عليها و توضوح ما تريد توضوحه.
دعونا نبدأ الإجابة على هذا السؤال من خلال تخيل كيف يتم حل هذه المشكلة في قبيلة صغيرة. في هذه الحالة، فإن حل المشكلة بسيط جدا. الجميع يعرف الجميع في القبيلة، ليس هناك الكثير من الناس والأكواخ الطينية محسوبة. وبالتالي يمكن لأفراد القبيلة ان تعرف ان الكوخ هذا ملك لهذا الشخص. في الأساس، فإن معظم أفراد القبيلة لديهم اتفاق حول الملكية المحفوظة للأشخاص بدون توثيق، لأنهم يعرفون بعصهم البعض في القبيلة، حتى و إن جاء ضيف او دخيل ستعرفه القبيلة، و هو ما يجعل كل الأملاك محفوظة في عقلهم.
إذا اختار عضو واحد أن يبيع الكوخ للعضو الاخر من القبيلة، يتم إبلاغ هذه الصفقة لبقية القبيلة كلها او معضمهم، و بهذا يتم تحديث الاتفاق حول الملكية في رؤوسهم. و إذا حاول أحد أفراد القبيلة المطالبة بالكوخ الذي باعه و انه ملكه بعد صفقة البيع، القبيلة لن توافق على ذلك و سيعرفون انه يكذب، و سيتم ردعه.
وبالنسبة للمجتمعات الحديثة، فإن التحدي مع هذا النهج هو أن لدينا قدرات محدودة في الذاكرة والتفكير والاتصال مع بقيتنا في المجتمع لأن عددنا يحصى بالبلايين. فإن تتبع الملكية كما الطريقة الموزعة في القبلية الصغيرة ليس ممكنا من الناحية الإنسانية. لذلك، في المجتمعات الحديثة، تم حل هذه المشكلة من قبل الحكومة التي تمتلك سجلا مركزيا فيه كل المعلومات عن مالك العقارات و الأصول و يتم تحديثه بحضور المالك و المشتري مع توثيق من الحكومات.
العقارات فقط مثال واحد من الملكيات المتعددة، ولكن عادة ما يتم حل ملكية الأشياء الكبيرة الأخرى من خلال السجلات المركزية. في ما يلي بعض الأمثلة الأخرى للسجلات التي تتبع ملكية الأشياء للأفراد و تحفظها :
تتبع الحكومات ملكية المركبات و السيارات و العربات بكل انواعها عبر سجل لوحات التسجيل.
نوادي الكلاب تتبع مكلية الكلاب من خلال سجل السلالة.
ICANN بتتبع من يمتلك مواقع الويب.
البنك يحتفظ بدفتر السندات و الحسابات المالية للأشخاص.
تتبع ما هو بين ذاتي
بنيت المجتمعات الحديثة على الإتفاق حول بعض الموضوعات التي ليست جزءا من الواقع موضوعي الملموس. و التي تعتبر معتقدات مشتركة متفق عليها مثل الدول القومية، الملكية، الأموال، القوانين، العقود، الأديان، وحقوق الإنسان…. ولا تشكل أي من هذه الظواهر جزءا من العالم الطبيعي، ولكن بعضها لا يزال ضروريا لكي نتعايش في المجتمعات الحديثة.
سميت هذه المجموعات من المعتقدات المشتركة المتفق عليها، بالبين ذاتية. وبما أن العديد من الأفراد داخل مجتمع كبير يؤمنون بتلك المعتقدات، فإنهم يعملون كظواهر موضوعية من منظور الفرد. فمثلا إن لم يثبث حسابك البنكي انك ملياردير، فإنه لا يهم بمدى اقتناعك بأنك ملياردير.
وكما يقول المؤرخ يوفال هاراري في كتابه سابينز، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لعدد أكبر من الغرباء أن يتعاونوا بشكل فعال من خلال الإيمان بمجموعة من المعتقدات المشتركة. فمثلا أنا مستعد للتجارة في الخضر مقابل المال، لأنني أؤمن أن شخصا آخر على استعداد لقبول نفس المال عندما اريد ان أشتري سيارة منه،
وبما أن الوجود البين ذاتي شيئ لا يوجد موضوعيا، فإن المجتمعات الحديثة تضفي الطابع الرسمي على هذه الاتفاقات بتوثيقها وتدعي أنها حقيقة. وتُستخدم السلطات الموثوقة للحفاظ على هذه المصادر الوحيدة “الحقيقة”. يتم الحفاظ على هذه الاتفاقات على نحو مركزي، لأنه لم تكن هناك طريقة أخرى للحفاظ عليها.
الى الآن!
تقنية البلوكشين تقوم بتوثيق الإتفاقات و إنشائها و الاحتفاظ بها جماعيا و بدون ان تكون في يد جهات مركزية او شخص او جهة او مؤسسة صوتنا عليها او غخترناها من المجتمع، البلوكشين تستبعد إحتكار الحقيقة من طرف السلطات المركزية او شيئ يسمى مركزيا، إذ ان ابلوكشين هي ضد المركزية.
في موضوعنا الثاني القادم من هذه السلسلة، سوف نشرح لكم كيف تفعل البلوكشين ما تم ذكره في الفقرة قبل هذه دون الدخول في المصطلحات التقنية. حتى نبقى في سياق “شرح مبسط و سهل من الصفر للبلوكشين Blockchain”
هل الموضوع الاول هذا عن تكنولوجيا البلوكشين كان مفهوما، و إن لم يكن كذلك، أكتب تساؤلاتكم و إستفساراتكم و سنحاول الرد عليها و توضوح ما تريد توضوحه.