- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,497
- نقاط التفاعل
- 27,859
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل وثمار كلمة التوحيد
إن كلمة التوحيد هي رأس الأمر والدين كله، وهي تمثل محور دعوة الأنبياء والرسل جميعًا منذ آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبرنا الله تعالى بشمولية هذه الدعوة عندما قال مخاطبًا نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ [النساء: 163]، وقال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وما من أمة من الأمم خلت إلا أرسل الله إليها رسولًا يدعوهم إلى هذه الدعوة؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، ولما كانت هذه الدعوة رأسَ الأمر، كان لها كثير من الفضائل والثمار؛ وإننا نذكر بعضًا منها إن شاء الله على سبيل الاختصار.
1- التوحيد عاصم للدم والمال في الدنيا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها، فقد عصم مني ماله ونفسه))[1].
2- التوحيد مُحقِّقٌ للأمن والهداية في الدنيا والآخرة:
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].
3- التوحيد من أسباب تفريج الكروب وكشف الغم:
قال الله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].
4- التوحيد يثبت اليقين والطمأنينة في القلوب؛ لأن العبد إذا حقق التوحيد، فلا يعتمد إلا على الله، ولا يتوكل إلا عليه:
قال الله تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وأعظم الذكر كلمة التوحيد كما رُوي في الحديث: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)).
5- من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عُرضت عليَّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رُفع لي سواد عظيم، فظننتُ أنهم أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم نظرت فإذا سواد عظيم، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون بغير حساب ولا عذاب، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئًا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هم الذين لا يَسْتَرْقون، ولا يَكْتَوون، ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكلون))[2].
6- التوحيد سبب لنَيْلِ شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبِه، أو نفسِه))[3].
7- التوحيد يكفِّر الذنوب والخطايا:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: ((يا ابن آدم، لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرة))[4].
كانت هذه لمحة يسيرة من فضائل وثمار هذه الكلمة المباركة، وقد أفرد كثير من العلماء عددًا من المؤلفات والرسائل حول فضائل هذه الكلمة وثمارها.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهلها، نحيا عليها، ونموت عليها، ونُبعث عليها، والحمد لله رب العالمين.
[1] أخرجه البخاري برقم (1399).
[2] أخرجه مسلم برقم (220).
[3] أخرجه البخاري برقم (99).
[4] أخرجه الترمذي برقم (3540).