أبو مارية
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 28 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 433
- نقاط التفاعل
- 1,009
- النقاط
- 26
- العمر
- 35
- محل الإقامة
- سيدي بلعباس
- الجنس
- ذكر
في جنح هذا الليل البهيم و قد جثم الأرق على صدري و ألقى بثقل الأرض كلها على قلبي ، لست أسمع إلا نفسي و أنا في ذلك الركن الباسق من الجبل المحاذي لمزرعتنا أناشد سحابة أرخت سدولها على الجبال أناشدها أن لا تمطر كي أتمكن من اللعب مع أبناء عمي بسلام..
كنا يومئذ بالسذاجة التي يحبها الله و يباركها ، فلم نعرف الحقد و لم تكن العداوة بيننا إلا كلمح من بصر ثم تصفو النفوس من كدر الغضب و ترنو الأعين إلى بعضها منبثقة منها أنوار الرضا و السرور..!
عشرون عاما مضت على ذلك الموقف و ها أنا ذا خلق جديد تماما، فما الذي تغيّر يا ترى ، إني أرمق كل من حولي فلا أرى من الماضي المحبوب شيئا بقي سليما كما هو ، كل شيء تغير إلا جاري المجـاهد الذي ما زال كما عرفته أول مرة ، حرفيّا لم يتغير و ما زال ريحه الطيب ينتشر عبقه في القلوب قبل الأجواء و هو يجرّ خطاه نحو المسجد على مهل كأنه لا يعرف من معنى الزمان إلا ميقات الصلاة.
إن بيني و بين هذا الأرق صحبة طويلة حتى أنني صرت أحس بقدومه قبل أن يأتي ، و ما إن يحلّ لا تقرّ له عين حتى يحرّك بين أضلعي كل المشاعر و لا يهدأ له بال حتى يستحث خطى الذكريات فتأتي إلى زرافات و وحدانا
لتعصف بحاضري و تعيدني إلى أيام السلام أيام كنا نأخذ من النخلة التمرة و لا نطمع إلى اجتثاث كل النخلة كما نصنع اليوم.
كنا يومئذ بالسذاجة التي يحبها الله و يباركها ، فلم نعرف الحقد و لم تكن العداوة بيننا إلا كلمح من بصر ثم تصفو النفوس من كدر الغضب و ترنو الأعين إلى بعضها منبثقة منها أنوار الرضا و السرور..!
عشرون عاما مضت على ذلك الموقف و ها أنا ذا خلق جديد تماما، فما الذي تغيّر يا ترى ، إني أرمق كل من حولي فلا أرى من الماضي المحبوب شيئا بقي سليما كما هو ، كل شيء تغير إلا جاري المجـاهد الذي ما زال كما عرفته أول مرة ، حرفيّا لم يتغير و ما زال ريحه الطيب ينتشر عبقه في القلوب قبل الأجواء و هو يجرّ خطاه نحو المسجد على مهل كأنه لا يعرف من معنى الزمان إلا ميقات الصلاة.
إن بيني و بين هذا الأرق صحبة طويلة حتى أنني صرت أحس بقدومه قبل أن يأتي ، و ما إن يحلّ لا تقرّ له عين حتى يحرّك بين أضلعي كل المشاعر و لا يهدأ له بال حتى يستحث خطى الذكريات فتأتي إلى زرافات و وحدانا
لتعصف بحاضري و تعيدني إلى أيام السلام أيام كنا نأخذ من النخلة التمرة و لا نطمع إلى اجتثاث كل النخلة كما نصنع اليوم.
آخر تعديل بواسطة المشرف: