أيّام مضت و انقضت (1)

أبو مارية

:: عضو مُشارك ::
إنضم
28 ديسمبر 2020
المشاركات
433
نقاط التفاعل
1,009
النقاط
26
العمر
35
محل الإقامة
سيدي بلعباس
الجنس
ذكر
BB4B49CD-5575-420F-8C63-000935AD7E2D.gif


أ تذكر يومَ اجتمعنا في بيت جدتي..؟
-كان يوما شتويّا مثلجا باردا لكأنّما الثلج كان يجري في عروقنا، و ما إن وجدنا لسعة البرد تخز جلودنا الطرية و عظامنا الغضّة اليافعة حتى هرعنا إلى أحضان الجدة نشتكي إليها ماذا فعل الصقيع بنا..

-رمقتنا الجدة الحبيبة بنظرات الرحمة و العطف و الحنان ثم ضمتنا تحت جناحيها الدافئين و قالت: (التفوا حول الموقد و سآتيكم بشيء يدفء أجسامكم الظريفة) ، لكننا رفضنا أن نستبدل حضنها العامر بالحنان بذلك الموقد و غصنا في صمت قاطعه صوت الجدة مجددا : (إلى الموقد و سآتيكم لأحكي لكم عن جحا و الغولة )، و ذلك فعلا ما كنا نبغي ههه لأن صمتنا كان يطوي طلبات كثيرة تفقها الجدة حتى و لو لم ننبس ببنت شفة..


-تسابقنا إلى الموقد يشد بعضنا ملابس الآخر ، نجري كأن في ليس في الدنيا همّ و ليس في بيتنا غم، نجري بأنفس لا تحمل من الدنيا إلا التفكير في اللعب و العبث و استكشاف الأجواء من حولها...و ما إن بلغنا ذلك الموقد العتيق، حتى كانت النار يرقص لظاها لنا و يغني أغنية تسمى فرقعة الخشب..

-أذكر أنني سألت جدتي يوما: ( هل يصرخ الخشب من العذاب حين نشعله.؟) فردت مستنكرة مبتسبة : (كلا يا تفاحة قلبي إنما هو يغني لك و حسب..)..

-هكذا كانت جدتي تغرس فينا الخير و تعلمنا أن ننظر إلى الحياة بنظرة منيرة تستخلص من الألم أقصى اللذات.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
لك ذكريات جميلة عن ماض برئ ,,صافي ,,,,لن تحلو لك الايام وانت تتذكر ها وتقارنها بما تعيشه,,,,
هنيئااااا لك تلك الايام ,,,,,,
 
الجيل العظيم من الجدات و الامهات الكبيرات
علمونا اجمل الاخلاق و اروعها و بطرق
اقل ما يقال عنها انها غاية في الذكاء و الفهم و الادراك و الجكمة
و النبل فكل كلمة قالوها لنا بقيت راسخة و عملنا بها مذ لحظتها الاولى
و حفرت في عقولنا و قلوبنا و جوارحنا و ارواحنا
 
لك ذكريات جميلة عن ماض برئ ,,صافي ,,,,لن تحلو لك الايام وانت تتذكر ها وتقارنها بما تعيشه,,,,
هنيئااااا لك تلك الايام ,,,,,,
بل لا تحلو أيّامي إلا و أنا استرجع الماضي الجميل فرارا إليه من وطأة الحاضر المرير..أما المقارنة فكما قلت صديقي لا تصح مني بل لا تنبغي لي
الله يسلمك ردودك دائما تبهجني
 
الجيل العظيم من الجدات و الامهات الكبيرات
علمونا اجمل الاخلاق و اروعها و بطرق
اقل ما يقال عنها انها غاية في الذكاء و الفهم و الادراك و الجكمة
و النبل فكل كلمة قالوها لنا بقيت راسخة و عملنا بها مذ لحظتها الاولى
و حفرت في عقولنا و قلوبنا و جوارحنا و ارواحنا

صدقت و الذي علمك البيان ، كنا على قدر عظيم من الحكمة و العجيب العجيب أنهن أميّات لم يعرفن القراءة و الكتابة ، و مع ذلك عرفن كيف تُقرأ الحياة و قراءة صحيحة و كيف تنسخ تجاربها و تكتب نقشا في قلوب الأبناء و الأحفاد.
نسأل الله أن يجيزهن عنا كل خير و يرحم من ماتت و يبارك في من ما زلت ع قيد الحياة
 
و الله ما زال الموقد في مكانه ، لككني كلما دنوت منه دنوت من شيء يئّن و يهمس لي بأسف.. ( أين جدتي...؟)

الله يرحم جدتي توفاها الله قبل أربعة أشهر من الآن لكنني لم أرها منذ أكثر من 16 سنة والله المستعان
أسأل الله أن يجمعني بها في الجنة هي وجدي حبيب القلب ونور العين

ايام زمان فيها الخير والبركة والنفس الطيبة
أتذكر كيف كانت جدتي تقص علي القصص وتشكي لي وتحكي لي عن صباها حتى تشرق الشمس وأحيانا كانت تقول لي هاتي المصحف اقرئي من الصفحة كذا
وأبدأ بالقراءة ما هي الا دقائق اذ بي اجدها قد غطت في نوم عميق

أما جدي الحبيب قرة العين لا اجد ما اقوله كان القلب الذي اختبئ فيه من الناس كان يدافع عني ويحميني من اقرب الناس وينصحني ويحتضنني ويرقيني ان شعر بأني خائفة او فزعة من أمر ما
كنت اتسابق معه بختم القرآن وأقرأ القرآن بعد ان ينام لكي أسبقه

اييييه يا اخي لقد اججت نار الشوق الآن فكيف أخمدها؟!

رحمهما الله وجمعني بهما في الجنة

كان يوم الجمعة اجتماع العائلة فتأتي خالاتي واولادهن وتجتمع العائلة ما بين ضحك وابتسامة وتقبيل
وتصبح السفرة احزاب احزاب ههه
كل اختين مع بعضهما
والاولاد منهم من يخطط للعب خارجا ومنهم من يفكر بالذهاب مع جدي للصلاة ونحن الفتيات كنا نصنع الحلي من الخرز
او نقرأ، لكنني المدللة عند جدي لأني بكر حفيداته دائما كنت انتهي من التنظيف وعسل الصحون وهو معي يساعدني وبعدها اجلس بصحبته الوقت كله حتى وقت الغداء وبعد الغداء الى وقت النوم ههه

يا زمان وروعة زمان وعبير زمان
الله يرحمها من ايام كانت تحفة
اشعر بشوق كبير لتلك الايام

بارك الله فيكم اخينا الكريم @أبو مارية على الموضوع الجميل وجزاكم الله خيراً
 
الله يرحم جدتي توفاها الله قبل أربعة أشهر من الآن لكنني لم أرها منذ أكثر من 16 سنة والله المستعان
أسأل الله أن يجمعني بها في الجنة هي وجدي حبيب القلب ونور العين

ايام زمان فيها الخير والبركة والنفس الطيبة
أتذكر كيف كانت جدتي تقص علي القصص وتشكي لي وتحكي لي عن صباها حتى تشرق الشمس وأحيانا كانت تقول لي هاتي المصحف اقرئي من الصفحة كذا
وأبدأ بالقراءة ما هي الا دقائق اذ بي اجدها قد غطت في نوم عميق

أما جدي الحبيب قرة العين لا اجد ما اقوله كان القلب الذي اختبئ فيه من الناس كان يدافع عني ويحميني من اقرب الناس وينصحني ويحتضنني ويرقيني ان شعر بأني خائفة او فزعة من أمر ما
كنت اتسابق معه بختم القرآن وأقرأ القرآن بعد ان ينام لكي أسبقه

اييييه يا اخي لقد اججت نار الشوق الآن فكيف أخمدها؟!

رحمهما الله وجمعني بهما في الجنة

كان يوم الجمعة اجتماع العائلة فتأتي خالاتي واولادهن وتجتمع العائلة ما بين ضحك وابتسامة وتقبيل
وتصبح السفرة احزاب احزاب ههه
كل اختين مع بعضهما
والاولاد منهم من يخطط للعب خارجا ومنهم من يفكر بالذهاب مع جدي للصلاة ونحن الفتيات كنا نصنع الحلي من الخرز
او نقرأ، لكنني المدللة عند جدي لأني بكر حفيداته دائما كنت انتهي من التنظيف وعسل الصحون وهو معي يساعدني وبعدها اجلس بصحبته الوقت كله حتى وقت الغداء وبعد الغداء الى وقت النوم ههه

يا زمان وروعة زمان وعبير زمان
الله يرحمها من ايام كانت تحفة
اشعر بشوق كبير لتلك الايام

بارك الله فيكم اخينا الكريم @أبو مارية على الموضوع الجميل وجزاكم الله خيراً

رحم الله جدتك و غفر لها وحشرها من النبيين و المرسلين و الصديقين و الشهداء..

و الله أشدّ الشوق على القلب هو الشوق إلى شيء لا يعود لذلك أنصحك بأن تتمسكي بما هو متاح لك و تجعليه تسلية إذا اشتقت و عوضا لما فقدت (و إن كان الأحبة لا يعوضون).. و شكرا جزيلا على البوح كان مسليا حقا و عزاء جميلا و الله. شكرا
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز اخي جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
كلمات جميلة نفظت عن عقولنا غبار السنين ،فأخذنا الشوق و الحنين لتلك الأيام التي لن تعود أبدا.
تحياتي لك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top