أبو مارية
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 28 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 433
- نقاط التفاعل
- 1,009
- النقاط
- 26
- العمر
- 35
- محل الإقامة
- سيدي بلعباس
- الجنس
- ذكر
حصل ذات مرة أن دعيت لاحتساء القهوة في مقهى محاذ لمتوسطة اشتغلت فيها حينا من الدهر ، و حدث أن طفق كل واحد منا يحكي عن علاقته بصاحبته (زوجته) ، حتى نطق أحدنا- و قد توسمت فيه من قبل سوء الطبع و رجوت أن أكون مخطئا- فقال: زوجتي أمتي كما أقول تفعل و إن خالفتني في شيء من أمري أو أظهرت التراخي في خدمتي ضربتها حتى تؤوب إلي خاضعة راكعة مستكينة...
و ما إن أكمل حديثه حتى هلّل له الحضور ولم يمنعهم من التصفيق إلا هيبة المكان ههه
و بما أنني أصغرهم سنا فقد رأيت نفسي أصغرهم مرتبة فآثرت الصمت و سكنت إلى التجاهل..
الآن أخبروني بالله عليك هل فتح باب مفتوح أصلا نعده مفخرة و انجازا يبلغ الدُنا صداه، و هل التغلب على كائن ضعيف و ديع يعد إثباتا لرجولة و إظهارا للفحولة و إبرازا لسطوة الآمر الناهي؟
إن أنذل الرجال لرجل يضرب صاحبته إرضاء لشيطان كِبره و غروره و أخسّهم مرتبة من يلقمها جمرا كلما همت بمجادلته أو محاورته ، و أشد من ذلك كله خسّة و وضاعة الذي يتخذ من زوجته فاكهة المجالس يسلي بها فلانا و علانا...
قال الشُّعيبي : كان لي جارٌ مِن كِندَةَ يُفزِعُ امرأتَهُ و يَضرِبُها، فَقُلتُ في ذلك :
رأيتُ رجالاً يَضرِبونَ نِساءَهُم -- فَشُلَّت يميني يوم تُضرَبُ زينبُ
فَزينبُ شَمسٌ والنساءُ كَواكِبٌ -- إذا طَلعت لم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
هكذا و الله الرجولة أن تبسط لزوجتك جناح الذل و الرحمة ، و أن تعفو عنها و تتجاوز عن سيئاتها ما لم تكن مما لا يمكن التجاوز عنه ، فضرب الزوجة مشروع لكنه ليس الضرب الذي يستحي الكريم أن يضرب حتى دابته به
و حسبنا ما كان من محمد صلى الله عليه وسلم إزاء زوجاته رضي الله عنهن...
آخر تعديل بواسطة المشرف: