قد كان البريئ في بيت قل ما يقال عنه صامد في وجه جهنم
تاكله الرياح بنهم
حيطانه من طين ياكله المطر
يبكي و يرفع صوته في فراغ الغرفة لا امه تسمعه ولا ابوه يعلم
يشتاق ثدي امه و يلهف جلده البرد
انامله تزرورق ولا سامع لندائه
لايزال يبكي
تبادل المكان لهف بكائه مع صرير الحشرات حوله يكسران الهدوء حين تربع الليل ربوع الارض ببطئ
الباب موصد فلا خوف من كاسر يغتنم لحمه ولا وحوش الخلاء تكسر عظامه بانيابها فما استطاع له وصولا الا الجوع المؤذي والبرد القاسي
جن الليل وصار اليلا
لونه كسواد عيني امه
فصمت الرضيع ونام تعبا و صار الجوع في بطنه صمتا
امه بالقرب منه تنخر تحت اظافرها حشرات الارض و الدباب الازرق يستبيت بانفها
ولكنه لا يدري ما بها
فالرضيع كل همه اسكات بطنه
اسود دمها ويبس
والولد صار نائما
يحنو لريح امه لكن ريحها تغير و لونها تكدر و روحها ارتقت
- الكوخ
ما قيل فيه انه كوخ في ناصية الجبل
يستتر خلف الاشجار في خجل
بسيط بنائه ، عظيم ما ستر
خلفه لا بعيدا جدول قد انشق هاربا من النهر
يسقي ما كانت ام الرضيع تضع في صدر الارض وتستر علها تحصد قبل الشتاء
فلا سامع لبكاء الرضيع ولا من راى الكوخ في ناصية الجبل
مع هبوب الريح و انسدال المطر تغير القدر ،
فرمى البرق بنفسه قريبا من البيت الكدر وتبعه الرعد يصرخ في قلوب الخائفين،
فنشر الرعب في قلب الرضيع فبكى
و زرع الرعد الخوف في قلب المهاجر فانتبه لي بالازرق نفضل لو تغير الافعال فانتبه ،
اتفق القدر وليس الصدفة ان يشعل البرق نارا على ديس سقف الكوخ فيبكي الرضيع وتلمح عينا المهاجر النار و يسمع البكاء
تلمس المهاجر الحنو لعائلة تتدفئ بنار وتطعم صغارها
ثم التجئ يجر اصابع قدميه،
قاصدا الكوخ يلتمس طعاما يسد به جوعه
و ما كان يتجه الا لام مقتولة و رضيع جائع وبيت يتهالك ، مع اقترابه من المكان لم يلحظ الا السكون مما خلق في نفسه بعض الارتياب و الخوف ،
لكن الجوع و البرد كانا يدفعانه للاقتراب
فنظر صوب النار لعله يرى سبب احتراق الشجرة
فعلم انها صنيع البرق ،
لكن صوت الرضيع كان لايزال ينخر الهدوء و يخالط صوت اكل النار للحطب
فخاطبه عقله ان الجوع اسكره
والا فلم لا يسمع صوت اهل الكوخ يسكتون صغيرهم
كما لا يصوغ للعقل تواجد صغير لوحده ، هنا
لمس جبينه يتحسس اثرا للحمى فلم يرى نفسه عليلا
وقرص طرف يده لعله قد اغمي و هو يحلم ، فأحس بالألم
فعلم ان ما يحدث حق بادي وواضح .
خاطره عقله مجددا ان الصوت ربما لجّني يصرخ بكاء الاطفال ليجذبه
فخاف و تراجع قليلا حتى حدثته بطنه بصوت بشع يبدي الجوع الشديد
ونفسه تدري ان لا مجال للعودة فلن يعيش طول الليلة دون اكل
فارأى ان يخاطر، فليس للخاسر مايخسره
رفع حجرا واقترب
تلمس الباب المتهالك و ارسى ادنه للباب فسمع صوت حثيث اقدام كثيرة وهمسات متقطعة و ضحكات خفيفة
فصار الرعب ينمو و يرتفع
فتراجع حتى سقط
و ما كاد ان يصرخ حتى سمع صوتا حلوا يناديه تعال يا مهاجر لا تخف
الصوت لأنثى صغيرة
حلو بديع ياسر القلوب
صوت الرضيع لازال يرتفع
اقترب المهاجر و دفع الباب لينبهر بما راى
كن ثلاثة
جمالهن لا يتصف به البشر
صغيرهم ملقى على الارض
امه غزال في صدرها سكين
قد لبسن ما خف من الثياب و اظهر المفاتن
لامست عقارب شعورهن حوافر اقدامهن و اختلفت الوانا
ادانهن مستدقة و الوانهن متالفة. منهن شديدة البياض كقشد الحليب بعد رجه
و اخرى سمراء خضراء العيون فارسية
والثالثة قصيرة ممتلئة البدن لونها كلون العسل ما بان بياضه من سواده
ارتجف قلبه و ما درى هل يحلم او ارتقى وهدا باب للجنة
فقالت الاولى قد اتى من يفك غربتنا
وقالت الثانية يا فرحتي قد جاء سعد ليلتنا
وقالت الثالثة قد طال انتظار العشيق و ها قد زار بيتنا
آخر تعديل بواسطة المشرف: