فريدريك ترامب هو جد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أتى إلى أمريكا كمهاجر ألماني ليبحث عن فرصة للثراء في الولايات المتحدة، مثل كثيرين غيره في ذلك الوقت، وبالفعل حالفه الكثير من الحظ هناك.
ولد فريدريك في عام 1869م في قرية صغيرة تقع في الدولة التي كان يطلق عليها حينها اسم مملكة بفاريا، وكانت نشأته متواضعة إلى حد ما، فقد كان طفل بين ستة أطفال ووالدهم كان من مزارعي العنب في المنطقة وقد ساءت الأمور بالنسبة للعائلة عندما توفي يوهانس والد فريدريك عن عمر يناهز 48 عام تاركًا زوجته وأطفاله الستة دون أموال بل وعليهم القليل من الديون.
ومن أجل توفير نفقات العيش كان على خمسة من بين ستة من الأطفال أن يعملوا في الحقول، لأن والدة فريدي قررت أن فريدريك لا يقدر على العمل اليدوي في الحقول لأنه كان طفلًا مريضًا، ولذلك اتخذت قرارًا بجعله يعمل في مهنة أقل إجهادًا من العمل في المزارع، فأرسلته يتدرب كحلاق وكان ذلك في عام 18883 حينها كان ترامب في الرابعة عشر من عمره.
وبكل المقاييس كان فريدريك متحمسًا ليكون تاجرًا، فظل تقريبًا يعمل كل يوم لمدة عامين لصقل مهنته في حلاقة الشعر، وبعد الانتهاء من تدريبه عاد لقريته لكنه وجد أن عدد سكان القرية قليل جدًا لدعم مهنته كحلاق، لذلك قرر مثل عدد كبير من الأوروبين في ذلك الوقت أن يهاجر لأرض الفرص الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يعرف أحد بدقة الظروف التي هاجر فيها فريدريك، لكنه قال لاحقًا أن والدته هي من حثته على الهجرة وأنه فعل ذلك تلبية لرغبتها، ويقول أخرون أنه من بيته في الليل وترك لعائلته ملاحظة مكتوبة يخبرهم فيها أنه قرر الهجرة، لكنه في ذلك كان عليه أن يرسل إخطار مكتوب للحكومة يخبرهم فيه عن نيته للهجرة وهو مالم يفعله في ذلك الوقت، لكن أخته التي كانت قد سبقته بالهجرة كانت تعلم أنه قادم إلى الولايات المتحدة.
ومهما كانت الطريقة التي هاجر بها فإن فريدريك البالغ من العمر 16 عامًا حينها أبحر مع مئات المهاجرين الأخرين على متن السفينة SS EIDER إلى نيويورك أملًا أن يعثر لنفسه على حياة أفضل، وكان يحمل معه حقيبة واحدة فقط، وتم استجواب فريدريك من قبل سلطات الهجرة عند وصوله وسجلوا بجانب اسمه أنه ليس لديه مهنة.
وعلى الرغم من أن فريدريك لم يكن يملك الكثير وقت وصوله، إلا أنه كان يتمتع بميزة ليست موجودة عند غيره من المهاجرين وهي أخته كاثرين التي سبقته بالهجرة للولايات المتحدة واستقرت هناك قبل بضعة سنوات وتزوجت من موظف وبالصدفة كان اسمه فريدريك أيضًا.
أقام ترامب مع أخته في شقتها المتواضعة بالحي الصيني الحديث والذي كان في ذلك الوقت مليئًا بالأعمال التجارية التي يديرها المهاجرين من الألمان، وسرعان ما التحق فريدريك بوظيفة كانت مخصصة في السابق للموظفين من المواطنين الأمريكيين، وهي نفس مهنته السابقة حلاق، ويقال أن فريدريك حصل على وظيفته الأولى في الولايات المتحدة بعد وطوله لأراضيها ب24 ساعة فقط.
وسواء كان ذلك صحيحًا أم لا، فقد قضى فريدريك في نيويورك مدة 6 سنوات، وجمع ثروة صغيرة، تقدر بعدة مئات من الدولارات وهي تعادل اليوم حوالي 10 ألاف دولار، وانتقل فريد بعد ذلك إلى سياتل حيث استثمر أمواله في الشيء الذي سيشكل بعد ذلك أساس لثروة العائلة.
انتقل فريد لمنطقة في سياتل تسمى نصب لافا، وهناك افتتح مطعمًا يسمى The Poodle Dog، وقد أعيد تسميته فيما بعد باسم Dairy، ومن أرباح هذا المطعم أعاد فريدريك استثمار ثروته الصغيرة في عدة مشاريع أخرى حول سياتل ولاسيما في بلدة التعدين القريبة من مونتي كريستو، ولم يكن استثماره في التعدين بل استثمر في العقارات مما جعل ثروته تنمو ببطء.
لكن لم يكن هذا هو استثماره الأهم فقد قرر فريد أثناء عمله في مونتي كريستو أن يمول اثنين من عمال المناجم في يوكون وذلك قبل أشهر قليلة من ظهور الذهب في كلوندايك في عام 1896م، وهذا القرار سيصبح من أولى القرارات التي اتخذها فريدريك وحالفها الحظ، وأثناء فترة اندفاع الذهب في كلوندايك قرر ترامب العودة إلى سياتل والابتعاد عن مونتي كريستو وبيع ممتلكاته هناك، وكان هذا ثاني أكبر قرار محظوظ في تاريخ فريد
حيث أنه بعد مغادرته بفترة اتضح للمنقبين أنهم بالغوا في تقدير قيمة رواسب المعادن بالمنطقة فأدى ذلك لحدوث انهيار اقتصادي بالمنطقة بعد فترة وجيزة من مغادرته، وليس ذلك فقط بل إن المنطقة وبعد بيع لفريد لأخر ممتلكاته بها دمرت بالكامل بفعل الفيضانات والانهيارات الجليدية، وقد أدى ذلك لانقطاع سبل العيش أمام الكثيرين الذين كانوا مازالوا يحتفظوا بأملاكهم في المدينة.
وبحول عام 1898 استطاع عمال المناجم الذين مولهم ترامب أن يكتشفوا عدة أماكن للمعادن تعادل عشرات ألاف من الدولارات إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير، فقرر مرة أخرى بيع ممتلكاته لاستثمارها في منطقة يوكون، وكما فعل من قبل لم يستثمر في التعدين بشكل مباشر لكنه كان يوفر الطعام والشراب لعمال المناجم، وكان لفريد شريك تجاري في ذلك الوقت وهو رجل يدعى إرنست ليفين كان قد التقى به أثناء سفره إلى بينيت في كولومبيا البريطانية.
وكان أول استثمار لفريد في المنطقة هو مطعم وفندق يسمى القطب الشمالي تم وفه بأنه هو الأروع والأفخم في تلك المنطقة حينها، بالرغم من أنه بدأ بخيمة بسيطة لبيع لحوم الخيول المجمدة، لكنه سرعان ما أصبح الوجهة الأولى لعمال المناجم لإنفاق أموالهم التي اكتسبوها.
وبعد أن لم تعد مدينة بينيت هي المكان المثالي لعمال المناجم لجني ثرواتهم، وذلك بعد أن تم بناء خط سكك حديدية وقد تجاوز تلك المدينة تمامًا، لذلك قرر فريد نقل القطب الشمالي لمنطقة أكثر سخونة ونشاط بالنسبة لعمال المناجم وهي وايت هورس، فقد قام بتفكيك كل شيء وأعاد بنائه في الموقع الجديد مثل الفندق الأصلي تمامًا.
وفي عام 1901م وعلى الرغم من أن القطب الشمالي كان يحقق أرباحًا طائلة من بيع بضعة آلاف من الوجبات يوميًا لعمال المناجم، وكان أيضًا مرتعًا للمقامرين منهم، لكن فريد قرر فجأة بيع حصته لشريكه.
وكان السبب في ذلك هو تفاقم المشاكل بينه وبين شريكه الذي كان مخمورًا دائمًا، وأيضًا فإن فريدريك كان يفكر في العودة إلى مسقط رأسه، وقد أظهر فريد بقراره هذا أنه كان يمتلك مستوى غريب من التبصر التجاري، فبعد عام واحد من بيع نصيبه أنهارات أرباح الفندق تمامًا بسبب التدخل الحكومي، وتم القبض على شريكه، وفي عام 1905م احترق الطب الشمالي.
قرر فريدريك زيارة بلدته ومسقط رأسه، وأثناء تواجده هناك قابل جارة سابقة له كانت تبلغ من العمر 5 سنوات فقط عندما غادر للولايات المتحدة، لكنها في ذلك الوقت كانت قد بلغت الواحد والعشرين من عمرها وهي إيزابيث كريست فأصبح فريد مغرمًا بها، وعلى الرغم من أن والدة فريدريك رفضت ذلك بسبب وضع عائلة كريست المتدني، إلا أنه تجاهل رغبات والدته وطلب من إليزابيث الزواج، وقد وافقت بعد تردد وانتقل الزوجان إلى نيويورك.
وبالعودة إلى الولايات المتحدة استثمر فريد أمواله في فندق، لم يكن يملكه فحسب بل عمل حلاقًا فيه أيضًا، لكن في أبريل عام 1904م وفور ولادة طفلتهما الأولى إليزابيث شعرت زوجة فريد بالحنين للوطن، فقرر العودة لبلدتهما ويبدو أنه كان عازمًا على البقاء هناك للأبد.
لكن بعد فترة وجيزة من عودته لألمانيا وإيداع كامل ثروته هناك والتي كانت تعادل نصف مليون دولار اليوم ألغت الحكومة الألمانية جنسيته لأنه لم يخطر الحكومة نفسه عند مغادرته لأول مرة، وأيضصا فإنه غادر قبل فترة وجيزة من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية واعتبرت الحكومة أنه فعل ذلك للتهرب من الخدمة العسكرية.
وقد وضع قانون في ألمانيا كان يقضى بأن أي شخص هاجر إلى أمريكا الشمالية لتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية سيفقد جنسيته، لكن هذا القانون لم يسن إلا بعد عام 1886، وهو العام الذي أعقب مغادرة فريدريك البلاد بالفعل، وبالتالي ، لم يعتقد أنه يجب أن يتعرض لفقدان الجنسية لقيامه بشيء لم يكن قانونًا في الوقت الذي فعله.
فقدم التماسات وحتى أنه أرسل رسالة الأمير ريجنت لويتبولد، لكن في النهاية لم يلقى أي أذان صاغية وطلب منه بشكل غير رسمي مغادرة البلاد في غضون أسابيع، مع ابنته وزوجته الحامل، وفي 1 يوليو 1905م تم ترحيل العائلة الصغيرة إلى نيويورك، وبعد بضعة أشهر ولد ابنه فريد.
بعد ذلك كانت حياة فريدريك بسيطة نسبيًا، فقد استمر في العمل في صناعة الفنادق وقص الشعر طوال أوائل القرن العشرين وحتى وفاته المفاجئة جراء الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي في بداية انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918م، وكان قد ترك حينها ثروة تقدر ب 32000 دولار.
ولد فريدريك في عام 1869م في قرية صغيرة تقع في الدولة التي كان يطلق عليها حينها اسم مملكة بفاريا، وكانت نشأته متواضعة إلى حد ما، فقد كان طفل بين ستة أطفال ووالدهم كان من مزارعي العنب في المنطقة وقد ساءت الأمور بالنسبة للعائلة عندما توفي يوهانس والد فريدريك عن عمر يناهز 48 عام تاركًا زوجته وأطفاله الستة دون أموال بل وعليهم القليل من الديون.
ومن أجل توفير نفقات العيش كان على خمسة من بين ستة من الأطفال أن يعملوا في الحقول، لأن والدة فريدي قررت أن فريدريك لا يقدر على العمل اليدوي في الحقول لأنه كان طفلًا مريضًا، ولذلك اتخذت قرارًا بجعله يعمل في مهنة أقل إجهادًا من العمل في المزارع، فأرسلته يتدرب كحلاق وكان ذلك في عام 18883 حينها كان ترامب في الرابعة عشر من عمره.
وبكل المقاييس كان فريدريك متحمسًا ليكون تاجرًا، فظل تقريبًا يعمل كل يوم لمدة عامين لصقل مهنته في حلاقة الشعر، وبعد الانتهاء من تدريبه عاد لقريته لكنه وجد أن عدد سكان القرية قليل جدًا لدعم مهنته كحلاق، لذلك قرر مثل عدد كبير من الأوروبين في ذلك الوقت أن يهاجر لأرض الفرص الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يعرف أحد بدقة الظروف التي هاجر فيها فريدريك، لكنه قال لاحقًا أن والدته هي من حثته على الهجرة وأنه فعل ذلك تلبية لرغبتها، ويقول أخرون أنه من بيته في الليل وترك لعائلته ملاحظة مكتوبة يخبرهم فيها أنه قرر الهجرة، لكنه في ذلك كان عليه أن يرسل إخطار مكتوب للحكومة يخبرهم فيه عن نيته للهجرة وهو مالم يفعله في ذلك الوقت، لكن أخته التي كانت قد سبقته بالهجرة كانت تعلم أنه قادم إلى الولايات المتحدة.
ومهما كانت الطريقة التي هاجر بها فإن فريدريك البالغ من العمر 16 عامًا حينها أبحر مع مئات المهاجرين الأخرين على متن السفينة SS EIDER إلى نيويورك أملًا أن يعثر لنفسه على حياة أفضل، وكان يحمل معه حقيبة واحدة فقط، وتم استجواب فريدريك من قبل سلطات الهجرة عند وصوله وسجلوا بجانب اسمه أنه ليس لديه مهنة.
وعلى الرغم من أن فريدريك لم يكن يملك الكثير وقت وصوله، إلا أنه كان يتمتع بميزة ليست موجودة عند غيره من المهاجرين وهي أخته كاثرين التي سبقته بالهجرة للولايات المتحدة واستقرت هناك قبل بضعة سنوات وتزوجت من موظف وبالصدفة كان اسمه فريدريك أيضًا.
أقام ترامب مع أخته في شقتها المتواضعة بالحي الصيني الحديث والذي كان في ذلك الوقت مليئًا بالأعمال التجارية التي يديرها المهاجرين من الألمان، وسرعان ما التحق فريدريك بوظيفة كانت مخصصة في السابق للموظفين من المواطنين الأمريكيين، وهي نفس مهنته السابقة حلاق، ويقال أن فريدريك حصل على وظيفته الأولى في الولايات المتحدة بعد وطوله لأراضيها ب24 ساعة فقط.
وسواء كان ذلك صحيحًا أم لا، فقد قضى فريدريك في نيويورك مدة 6 سنوات، وجمع ثروة صغيرة، تقدر بعدة مئات من الدولارات وهي تعادل اليوم حوالي 10 ألاف دولار، وانتقل فريد بعد ذلك إلى سياتل حيث استثمر أمواله في الشيء الذي سيشكل بعد ذلك أساس لثروة العائلة.
انتقل فريد لمنطقة في سياتل تسمى نصب لافا، وهناك افتتح مطعمًا يسمى The Poodle Dog، وقد أعيد تسميته فيما بعد باسم Dairy، ومن أرباح هذا المطعم أعاد فريدريك استثمار ثروته الصغيرة في عدة مشاريع أخرى حول سياتل ولاسيما في بلدة التعدين القريبة من مونتي كريستو، ولم يكن استثماره في التعدين بل استثمر في العقارات مما جعل ثروته تنمو ببطء.
لكن لم يكن هذا هو استثماره الأهم فقد قرر فريد أثناء عمله في مونتي كريستو أن يمول اثنين من عمال المناجم في يوكون وذلك قبل أشهر قليلة من ظهور الذهب في كلوندايك في عام 1896م، وهذا القرار سيصبح من أولى القرارات التي اتخذها فريدريك وحالفها الحظ، وأثناء فترة اندفاع الذهب في كلوندايك قرر ترامب العودة إلى سياتل والابتعاد عن مونتي كريستو وبيع ممتلكاته هناك، وكان هذا ثاني أكبر قرار محظوظ في تاريخ فريد
حيث أنه بعد مغادرته بفترة اتضح للمنقبين أنهم بالغوا في تقدير قيمة رواسب المعادن بالمنطقة فأدى ذلك لحدوث انهيار اقتصادي بالمنطقة بعد فترة وجيزة من مغادرته، وليس ذلك فقط بل إن المنطقة وبعد بيع لفريد لأخر ممتلكاته بها دمرت بالكامل بفعل الفيضانات والانهيارات الجليدية، وقد أدى ذلك لانقطاع سبل العيش أمام الكثيرين الذين كانوا مازالوا يحتفظوا بأملاكهم في المدينة.
وبحول عام 1898 استطاع عمال المناجم الذين مولهم ترامب أن يكتشفوا عدة أماكن للمعادن تعادل عشرات ألاف من الدولارات إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير، فقرر مرة أخرى بيع ممتلكاته لاستثمارها في منطقة يوكون، وكما فعل من قبل لم يستثمر في التعدين بشكل مباشر لكنه كان يوفر الطعام والشراب لعمال المناجم، وكان لفريد شريك تجاري في ذلك الوقت وهو رجل يدعى إرنست ليفين كان قد التقى به أثناء سفره إلى بينيت في كولومبيا البريطانية.
وكان أول استثمار لفريد في المنطقة هو مطعم وفندق يسمى القطب الشمالي تم وفه بأنه هو الأروع والأفخم في تلك المنطقة حينها، بالرغم من أنه بدأ بخيمة بسيطة لبيع لحوم الخيول المجمدة، لكنه سرعان ما أصبح الوجهة الأولى لعمال المناجم لإنفاق أموالهم التي اكتسبوها.
وبعد أن لم تعد مدينة بينيت هي المكان المثالي لعمال المناجم لجني ثرواتهم، وذلك بعد أن تم بناء خط سكك حديدية وقد تجاوز تلك المدينة تمامًا، لذلك قرر فريد نقل القطب الشمالي لمنطقة أكثر سخونة ونشاط بالنسبة لعمال المناجم وهي وايت هورس، فقد قام بتفكيك كل شيء وأعاد بنائه في الموقع الجديد مثل الفندق الأصلي تمامًا.
وفي عام 1901م وعلى الرغم من أن القطب الشمالي كان يحقق أرباحًا طائلة من بيع بضعة آلاف من الوجبات يوميًا لعمال المناجم، وكان أيضًا مرتعًا للمقامرين منهم، لكن فريد قرر فجأة بيع حصته لشريكه.
وكان السبب في ذلك هو تفاقم المشاكل بينه وبين شريكه الذي كان مخمورًا دائمًا، وأيضًا فإن فريدريك كان يفكر في العودة إلى مسقط رأسه، وقد أظهر فريد بقراره هذا أنه كان يمتلك مستوى غريب من التبصر التجاري، فبعد عام واحد من بيع نصيبه أنهارات أرباح الفندق تمامًا بسبب التدخل الحكومي، وتم القبض على شريكه، وفي عام 1905م احترق الطب الشمالي.
قرر فريدريك زيارة بلدته ومسقط رأسه، وأثناء تواجده هناك قابل جارة سابقة له كانت تبلغ من العمر 5 سنوات فقط عندما غادر للولايات المتحدة، لكنها في ذلك الوقت كانت قد بلغت الواحد والعشرين من عمرها وهي إيزابيث كريست فأصبح فريد مغرمًا بها، وعلى الرغم من أن والدة فريدريك رفضت ذلك بسبب وضع عائلة كريست المتدني، إلا أنه تجاهل رغبات والدته وطلب من إليزابيث الزواج، وقد وافقت بعد تردد وانتقل الزوجان إلى نيويورك.
وبالعودة إلى الولايات المتحدة استثمر فريد أمواله في فندق، لم يكن يملكه فحسب بل عمل حلاقًا فيه أيضًا، لكن في أبريل عام 1904م وفور ولادة طفلتهما الأولى إليزابيث شعرت زوجة فريد بالحنين للوطن، فقرر العودة لبلدتهما ويبدو أنه كان عازمًا على البقاء هناك للأبد.
لكن بعد فترة وجيزة من عودته لألمانيا وإيداع كامل ثروته هناك والتي كانت تعادل نصف مليون دولار اليوم ألغت الحكومة الألمانية جنسيته لأنه لم يخطر الحكومة نفسه عند مغادرته لأول مرة، وأيضصا فإنه غادر قبل فترة وجيزة من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية واعتبرت الحكومة أنه فعل ذلك للتهرب من الخدمة العسكرية.
وقد وضع قانون في ألمانيا كان يقضى بأن أي شخص هاجر إلى أمريكا الشمالية لتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية سيفقد جنسيته، لكن هذا القانون لم يسن إلا بعد عام 1886، وهو العام الذي أعقب مغادرة فريدريك البلاد بالفعل، وبالتالي ، لم يعتقد أنه يجب أن يتعرض لفقدان الجنسية لقيامه بشيء لم يكن قانونًا في الوقت الذي فعله.
فقدم التماسات وحتى أنه أرسل رسالة الأمير ريجنت لويتبولد، لكن في النهاية لم يلقى أي أذان صاغية وطلب منه بشكل غير رسمي مغادرة البلاد في غضون أسابيع، مع ابنته وزوجته الحامل، وفي 1 يوليو 1905م تم ترحيل العائلة الصغيرة إلى نيويورك، وبعد بضعة أشهر ولد ابنه فريد.
بعد ذلك كانت حياة فريدريك بسيطة نسبيًا، فقد استمر في العمل في صناعة الفنادق وقص الشعر طوال أوائل القرن العشرين وحتى وفاته المفاجئة جراء الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي في بداية انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918م، وكان قد ترك حينها ثروة تقدر ب 32000 دولار.