أبو مارية
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 28 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 433
- نقاط التفاعل
- 1,009
- النقاط
- 26
- العمر
- 35
- محل الإقامة
- سيدي بلعباس
- الجنس
- ذكر
-قامت من مضجعها بجسم مرهق كأنّ جبال المعمور كلّها مرساة عبءا على كاهلها ، و مدّت يدها إلى النور المنبثق من شقوق جدار الكوخ المتداعي..
إنه يوم جديد لكنه في الحقيقة صفحة شقاء جديدة من مجلّد عظيم يدعوه الناس بالفقر و اليتم، و بيديها المرتجفتين من وقع الصقيع تحاول حلب تلك العنيزة الواهية و في الآن نفسه ترمق جيرانها المتأهبين للرحيل
و الفرار من الجحيم المقيم في المكان..
-لكنها لن ترحل فلا مكان في الدنيا لأمثالها كي يختبئون، فالحرب أول ما تبتلع تبتلعهم و تسأل هل من مزيد..!
-
على الجانب الآخر من الكوخ - و الكوخ جانب واحد لا جوانب له من فرط ضيقه- تجر الأم بقايا جسمها محاولة الوصول إلى إبريق الشاي و كأن بينه و بينه ما بين المشارق و المغارب، لكنه في حقيقة الأمر على بعد خطوة !
-قد تسأل نفسك لما الأم صارت هكذا لا تقوى على المشي ، لكنك لو ترى جارتها التي هي أخت زوج هذه المرأة العاجزة لفهمت حقيقة هذا العجز ، فهذه الجارة ضليعة بالسحر و الشعوذة و هي تسبّبت بالجحيم الذي
تحياه الأم و ابنتها الوحيدة.
-و قد تسأل أيضا ما الذي يدفع هذه الشيطانة كي تهدم أركان هذا الكوخ ركنا ركنا ، لكن انظر إلى العقرب إذ تردي الغافل و تتلذذ بمرآه و هو يتخبط في إثر سمها الساري في العروق و الأوصال حتى تفهم أن الشيطان
قد يتجسّد لنا أحيانا في شخص كنا نحسبه طول العمر سندا لنا..
(يُتبع)
آخر تعديل بواسطة المشرف: