المقطع الرابع .
____كان حلمه مبهما ، و بينما هو مستغرق في نومه . سار منقذه لشيخٍ في تلك القرية يستفسره. كان الشيخ ذو رؤيى و رزانة . قليل الكلام حافض أسرار الجميع ، لديه حكمة و موهبة التصرف في شؤون الناس . يبدو عليه الفقر و الضعف في البدن . لكن لا يرجع سائلا أبدا ، القى عليه سلاما يخصهم و جلس على عتبت بيته ، يا حكيم اني اهتديت لأمر غريب ، قد جئت لك لتشير علي بما أفعله ،
أزاح الشيخ نضره للأرض و قال: الفتى كان فيه رعب عضيم ، و في خنصره خاتم بثلاث أحجار بديعة ، و بدى عليه الغنى كأبناء الأكابر .
كيف لك أن تعلم بهذا ؟
أنت وجدته تائها. و عيناه سوداء شديد سوادها ، و في جسمه ضغف لا يقوى على السير .
الحق تقول يا شيخ لكن أنّا لك علم بهذا ، الأمر عضم علي بعد كلامك .
فلنمضي لبيتك ، و حاذر الطريق أن لا يتبعنا أحد . ثم اشر لأهلك الابتعاد من بيتك الى حين . انّ مالقيته يا بني لهو أمر عضيم ، قد يكون فيه خير كثير او دمار كبير .
فحصل و عند وقوفهما امامه صاح الشيخ في المهاجر النائم :
" يا عبد الله لا تخف ، فالصالحون منا قادمون لنجدتك "
ثم نشر عبائته و فرشها الأرض و سحب كيسا فيه كثير الأشياء و صار ينثر على العبائة قليلا و على النائم أقل ، ثم سأل الماء فجيئ له بقدح و صار يتمتم فيه كثيرا حتى تفل فيه ثلاث مرات ، فرش الماء على النائم و صار فيه اهتزاز و صراخ بغير صوته المعلوم ، جعل ذلك منقذه يرتعب و يخرج عجلا من البيت هاربا .
ثم اقترب الشيخ للنائم و جاء بيده على عبايته و أكثر الكلام بصوت مرتفع محاولا سحب الخاتم من يده و الخاتم يرتج و النائم يزيد صراخه حتى أضلمت الغرفة و صار فيها ريح و صراخ كثير و بكاء أطفال ، تلك الأحجار الثلاثة ذابت و تحولت لثلاث جنيات ، ابتسم لهن الشيخ و قال :
ما عهدتكنّ تخطئن الهدف ، فما أصبتنّ إلا مرتحلا له عليكنّ قدرة قتلكن و استعبادكن .
و أنتنّ الآن ملكه . و له أن يحرركنّ من سحر ملك الوحوش ليرجع عقلكنّ ، او يكون أشر منه فيؤذي بكن الناس .
ثم ضرب بيده على الخاتم فوقع و عادت الجنيات ثلاث أحجار كريمة سكنت الخاتم . ثم اتى به الشيخ ووضعه بيد النائم و أغشي عليه.
____كان حلمه مبهما ، و بينما هو مستغرق في نومه . سار منقذه لشيخٍ في تلك القرية يستفسره. كان الشيخ ذو رؤيى و رزانة . قليل الكلام حافض أسرار الجميع ، لديه حكمة و موهبة التصرف في شؤون الناس . يبدو عليه الفقر و الضعف في البدن . لكن لا يرجع سائلا أبدا ، القى عليه سلاما يخصهم و جلس على عتبت بيته ، يا حكيم اني اهتديت لأمر غريب ، قد جئت لك لتشير علي بما أفعله ،
أزاح الشيخ نضره للأرض و قال: الفتى كان فيه رعب عضيم ، و في خنصره خاتم بثلاث أحجار بديعة ، و بدى عليه الغنى كأبناء الأكابر .
كيف لك أن تعلم بهذا ؟
أنت وجدته تائها. و عيناه سوداء شديد سوادها ، و في جسمه ضغف لا يقوى على السير .
الحق تقول يا شيخ لكن أنّا لك علم بهذا ، الأمر عضم علي بعد كلامك .
فلنمضي لبيتك ، و حاذر الطريق أن لا يتبعنا أحد . ثم اشر لأهلك الابتعاد من بيتك الى حين . انّ مالقيته يا بني لهو أمر عضيم ، قد يكون فيه خير كثير او دمار كبير .
فحصل و عند وقوفهما امامه صاح الشيخ في المهاجر النائم :
" يا عبد الله لا تخف ، فالصالحون منا قادمون لنجدتك "
ثم نشر عبائته و فرشها الأرض و سحب كيسا فيه كثير الأشياء و صار ينثر على العبائة قليلا و على النائم أقل ، ثم سأل الماء فجيئ له بقدح و صار يتمتم فيه كثيرا حتى تفل فيه ثلاث مرات ، فرش الماء على النائم و صار فيه اهتزاز و صراخ بغير صوته المعلوم ، جعل ذلك منقذه يرتعب و يخرج عجلا من البيت هاربا .
ثم اقترب الشيخ للنائم و جاء بيده على عبايته و أكثر الكلام بصوت مرتفع محاولا سحب الخاتم من يده و الخاتم يرتج و النائم يزيد صراخه حتى أضلمت الغرفة و صار فيها ريح و صراخ كثير و بكاء أطفال ، تلك الأحجار الثلاثة ذابت و تحولت لثلاث جنيات ، ابتسم لهن الشيخ و قال :
ما عهدتكنّ تخطئن الهدف ، فما أصبتنّ إلا مرتحلا له عليكنّ قدرة قتلكن و استعبادكن .
و أنتنّ الآن ملكه . و له أن يحرركنّ من سحر ملك الوحوش ليرجع عقلكنّ ، او يكون أشر منه فيؤذي بكن الناس .
ثم ضرب بيده على الخاتم فوقع و عادت الجنيات ثلاث أحجار كريمة سكنت الخاتم . ثم اتى به الشيخ ووضعه بيد النائم و أغشي عليه.