دخل صاحب البيت الى الغرفة بعد أن أوصاه الشيخ ، دخل و لم يتحدث ، بل صار يتحاشى النظر إلى الشاب ، فقط يجمع الأشياء و يهز ماء الاستحمام على عجل ، و الشاب يتبعه بعينيه في صمت .
صار صوت غليان الماء يسمع ، و صار صاحب البيت يعدل الماء حتى يناسب جلد البشر ، فخاطبه الشاب أن لايبالي بغليانه فهو أحسن لجلي الوسخ من الجلد فأجابه أن الماء يكفي لسلخ جلده ،
فنهض الشاب و حين اقترابه للماء كان صاحب البيت يتراجع و فيه ارتجاف الخائف حتى لامس ضهره الحائط . وضع الشاب يده في الماء و حركه فبهت صاحب البيت و صاح: ما أنت ببشر ، فنظر إليه الشاب و ابتسم قائلا : فعلا فقد عرفت ذلك قبل قليل ، يا صديق إن الزمن أضر بي و صرت في حال المشردين و الماء ما لامسني منذ زمن ، فهل تكرمني و تزيد تحت الماء نارا فما زاد الماء غليانا إلاّ و نزع عني الوسخ و التعب .
ففعل ، ثم جلس القرفصاء غير بعيد في وجل ، و صار يتمتم بكلام المرتاب المرتعب .
حتى غطس الشاب رأسه في الماء فأطال ، ثم فتح عينيه ليرى صاحب البيت فوقه يصيح ، ابتسم له الشاب و رأسه داخل الماء و أشار له أنه بخير .
أطال الشاب الاستحمام و الرجل يضيف الماء للحوض و الحطب للنار و الماء صار لونه يميل للسواد و الشاب صار شديد البياض كلحاف تم غليه حتى نزع لونه ، ثم نبهه الشاب أنه نال كفاية من الماء و انهى استحمامه ، و أنذر الرجل أن يخرج و يوصد الباب فله أمر سيفعله لن يتحمله الرجل .
بعد ان أتم الرجل ما طلب منه ، نطق الشاب : أنتِ يا بحرية ، فأصاب الغرفة هواء قليل و حضرت جنية من خاتمه ، فيها بريق و ضوء ملئ المكان و منها عبق مسك يريح النفس ، اخفضت عيناها و ابتسمت
_ قد ناداني سيدي و أنا له مجيبة ,
_ فليختفي هذا الماء . و لتحسني هذا البيت لونا و ريحا و أثاثا ، و ليكن في ذلك عجل و اتقان ، ثم إني ابغي راحة و لك انت و التاليتان أن تنظروا لي في شأن أهل القرية ، هل فيهم من تضرر من عمل السحر و الشيطان . ثم عليكنّ أن تدلوني على السحرة و الجن الضالم فيها ، فقد أكرموني و علينا رد المعروف بأحسن منه .
فعادت الى الخاتم في لحظة و خرجت معها الباقيتان ، فيهما جمال يهيم فيه البشر ، ثم صار لهن أجنحة تكاد لا ترى من نقائها و اختلفت طريقهن كل واحدة لما أمرت به.
_ تغير البيت و صار فيه شيئ من قصور الملوك رغم ضيقه . ثم عاد صاحبه ووقع على أرضه و صاح ، كنت أدري أنني أحلم و لكن الحلم صار طويلا ، ضحك الشاب و قصّ عليه أن لا ينكر ما يراه و أن ذلك اكرام منه لصنيعه ، فنزل الرجل على صدره يبكي و أكثر شكره ، ثم مال على الحائط يقول لعلها ترضى بي الآن .
_ فهم الشاب مراده ثم نبهه أن له في ذلك حديث لكن عليه الصبر الى حين .
_ وهم في ذالك ، طرق الشيخ الباب ثم دخل ، فشم الهواء و أطال الشم .
- ما رأيت كمثل جمال البيت قط و ما وجدت سابقا أهدئ و انقى من هذا الهواء ، بوركت قد عمني خيرك .
صار صوت غليان الماء يسمع ، و صار صاحب البيت يعدل الماء حتى يناسب جلد البشر ، فخاطبه الشاب أن لايبالي بغليانه فهو أحسن لجلي الوسخ من الجلد فأجابه أن الماء يكفي لسلخ جلده ،
فنهض الشاب و حين اقترابه للماء كان صاحب البيت يتراجع و فيه ارتجاف الخائف حتى لامس ضهره الحائط . وضع الشاب يده في الماء و حركه فبهت صاحب البيت و صاح: ما أنت ببشر ، فنظر إليه الشاب و ابتسم قائلا : فعلا فقد عرفت ذلك قبل قليل ، يا صديق إن الزمن أضر بي و صرت في حال المشردين و الماء ما لامسني منذ زمن ، فهل تكرمني و تزيد تحت الماء نارا فما زاد الماء غليانا إلاّ و نزع عني الوسخ و التعب .
ففعل ، ثم جلس القرفصاء غير بعيد في وجل ، و صار يتمتم بكلام المرتاب المرتعب .
حتى غطس الشاب رأسه في الماء فأطال ، ثم فتح عينيه ليرى صاحب البيت فوقه يصيح ، ابتسم له الشاب و رأسه داخل الماء و أشار له أنه بخير .
أطال الشاب الاستحمام و الرجل يضيف الماء للحوض و الحطب للنار و الماء صار لونه يميل للسواد و الشاب صار شديد البياض كلحاف تم غليه حتى نزع لونه ، ثم نبهه الشاب أنه نال كفاية من الماء و انهى استحمامه ، و أنذر الرجل أن يخرج و يوصد الباب فله أمر سيفعله لن يتحمله الرجل .
بعد ان أتم الرجل ما طلب منه ، نطق الشاب : أنتِ يا بحرية ، فأصاب الغرفة هواء قليل و حضرت جنية من خاتمه ، فيها بريق و ضوء ملئ المكان و منها عبق مسك يريح النفس ، اخفضت عيناها و ابتسمت
_ قد ناداني سيدي و أنا له مجيبة ,
_ فليختفي هذا الماء . و لتحسني هذا البيت لونا و ريحا و أثاثا ، و ليكن في ذلك عجل و اتقان ، ثم إني ابغي راحة و لك انت و التاليتان أن تنظروا لي في شأن أهل القرية ، هل فيهم من تضرر من عمل السحر و الشيطان . ثم عليكنّ أن تدلوني على السحرة و الجن الضالم فيها ، فقد أكرموني و علينا رد المعروف بأحسن منه .
فعادت الى الخاتم في لحظة و خرجت معها الباقيتان ، فيهما جمال يهيم فيه البشر ، ثم صار لهن أجنحة تكاد لا ترى من نقائها و اختلفت طريقهن كل واحدة لما أمرت به.
_ تغير البيت و صار فيه شيئ من قصور الملوك رغم ضيقه . ثم عاد صاحبه ووقع على أرضه و صاح ، كنت أدري أنني أحلم و لكن الحلم صار طويلا ، ضحك الشاب و قصّ عليه أن لا ينكر ما يراه و أن ذلك اكرام منه لصنيعه ، فنزل الرجل على صدره يبكي و أكثر شكره ، ثم مال على الحائط يقول لعلها ترضى بي الآن .
_ فهم الشاب مراده ثم نبهه أن له في ذلك حديث لكن عليه الصبر الى حين .
_ وهم في ذالك ، طرق الشيخ الباب ثم دخل ، فشم الهواء و أطال الشم .
- ما رأيت كمثل جمال البيت قط و ما وجدت سابقا أهدئ و انقى من هذا الهواء ، بوركت قد عمني خيرك .