ما هي الخرائط الذهنية؟
يعود الفضل في استحداث خرائط العقل إلى توني بوزان Tony Buzan، حيث ألّف كتابًا بعنوان "الخرائط الذهنية" والذي ضمّن فيه كلّ أبحاثه وما توصّل إليه في هذا الشأن. أمّا عن مفهومها، فهي عبارة عن تمثيل مرئي للطريقة التي يرتّب بها الدماغ المعلومات. في مركز الخريطة يتمّ وضع الكلمة الرئيسية (أو صورة أو حتى رمز يعبّر عنها)، ثمّ يتفرّع من المركز كلمات إضافية أو صور ذات علاقة بالكلمة الرئيسية في المركز، حيث تترابط الكلمات والرموز في الخرائط الذهنية تمامًا كما يربط الدماغ بين المعلومات معًا. ومن هذه الكلمات والرموز الفرعية، يمكن أن تتفرّع المزيد من المواضيع، ويستمرّ الأمر على هذا المنوال في الخريطة الذهنية إلى حين ترتيب جميع المعلومات، أو الوصول إلى الغاية من رسم الخريطة. فوائد الخرائط الذهنية
فوائد الخرائط الذهنية
خرائط العقل هي ببساطة مرآة خارجية تعكس طريقتك المتشعبة في التفكير، وتبسّطها من خلال الاستعانة برسومات وصور توضيحية تسهم في إطلاق قدرات دماغك الديناميكية، حيث
تتلخص أهم فوائد الخرائط الذهنية
فيما يلي: 1- الفعالية والتنظيم تتشارك الخرائط الذهنية بأنواعها في عدد من الأمور الأساسية، حيث تتمتّع جميعها ببُنية تنظيمية تبدأ من نقطة مركزية ثمّ تتشعب بعد ذلك إلى نقاط فرعية. وجميع الخرائط الذهنية تستخدم الخطوط، الرموز، الكلمات المفتاحية بالإضافة إلى الألوان والصور التي تتوافق مع مفاهيم صديقة للدماغ. ولعلّ أهم ما يميز الخرائط الذهنية، قدرتها على تحويل القوائم الطويلة من المعلومات الجامدة القاتمة إلى رسم بياني عالي التنظيم مليء بالألوان الأمر الذي يسهّل عملية حفظ وفهم هذه المعلومات، نظرًا لكون هذه الاستراتيجية في التنظيم تتوافق تمامًا مع طريقة الدماغ في تخزين المعلومات الجديدة.
2- تحفز الإبداع أحد الأمور الرائعة المتعلّقة بالخرائط الذهنية هو أنّها تتيح لك كتابة أفكارك بمجرّد أن تخطر لك، دون الحاجة إلى تدوينها حسب ترتيب أو تسلسل معيّن. هذا الأمر بدوره يحفّز الدماغ على الخروج بأفكار إبداعية جديدة، ويُسهم في رفع الإبداعية، نظرًا لأن الخرائط الذهنية لا تقيّد العقل بتسلسل أو طريقة محددة لكتابة الأفكار.
3- إمكانية عرض التفاصيل الدقيقة خرائط العقل هي واحدة من الطرق القليلة التي تمكّنك من عرض المعلومات بأدقّ التفاصيل، بل وتتيح إمكانية الوصول إلى تفاصيل ربما لم تكن تخطر لك قبلاً، ولم تكن لتخطر لك عند استخدام طرق أخرى لتوضيح المعلومات. كيف ذلك؟ عندما ترسم خريطة ذهنية، وتبدأ بوضع الأفكار الرئيسية المتفرعة من المركز، ثم أفكار ثانوية متفرّعة من الأفكار الرئيسية، ستجد نفسك لا إراديًا تستكشف أفكارًا وتفاصيل جديدة أعمق وأدقّ لم تكن واعيًا بوجودها من قبل.
4- تطوير المهارات المختلفة وخاصة المهارات الكتابية في دراسة أُجريت سنة 2009 على مجموعتين من الطلاب الذين طُلب منهم كتابة مقالة حول موضوع معيّن، وتمّ إخضاع إحدى المجموعتين لورشات تدريبية في رسم وبناء الخرائط الذهنية، تبيّن أن أفراد المجموعة الذين خضعوا للتدريب قد أبلوا أفضل من المجموعة التي لم يتطرّق أفرادها إلى موضوع خرائط العقل. لقد كانت العيّنات الكتابية للمجموعة الأولى أكثر تنظيمًا وترابطت فيها الأفكار بصورة أفضل وأكثر منطقية. من هنا نستنتج أن الخرائط الذهنية تساعد وبشكل كبير في تطوير المهارات الكتابية، نظرًا لأنها تساعد الكاتب على تجهيز أفكاره وتمحيصها وتحديد الروابط بينها قبل كتابتها في شكل نصّ. اقرأ أيضًا: ما هي مهارات الكتابة وكيف أتعلمها؟ 5- رفع الإنتاجية وهو أمرٌ حتمي لا مجال للشكّ فيه. فعند زيادة تدفّق الأفكار الإبداعية الناجم عن استخدام الخرائط الذهنية، سيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى توفير الوقت والجهد في عملية التخطيط والتفكير، وبالتالي رفع الإنتاجية. في الواقع، وبحسب استطلاع للرأي أُجري سنة 2019 لمعرفة أثر استخدام برامج الخرائط الذهنية، تبيّن أنّها بالفعل قادرة على زيادة الإنتاجية بمقدار 30%، بل وتساعد على توفير قرابة الـ 7 ساعات أسبوعيًا في عملية التخطيط.