Bfatiha
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 26 ماي 2021
- المشاركات
- 149
- نقاط التفاعل
- 352
- النقاط
- 18
- محل الإقامة
- منتدي الامة الجزائرية
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمامالمتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
سورة الكوثر
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3))
ذكر أن سبب نزول هذه السورة أنه لما مات القاسم بن الرسول الله ثم مات عبدالله قالواأعداؤه : قد انقطع نسله فهو أبتر. ذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا مات الذكور من أولادالرجل قالوا قد بتر فلان. فأنزل الله ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ).
(إنا) : ضمير التعظيم ومؤكد
فلماذا قدم الضمير إنا؟
اهم اغراض التقديم هو الاهتمام والاختصاص.
فعندما نقول أنا فعلت بمعنى فعلته أنا لا غيري (اختصاص)
وأنه خلق الزوجين ...ونوحاً هدينا من قبل.. (تفيد الاهتمام)
في الآية (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) يوجد الامران: الاختصاص والاهتمام. فالله تعالى أعطىنبيه الكوثر اختصاصاً له وليس لأحد سواه وللإهتمام أيضاً واذا كان ربه هو الذي اعطاهحصرا فلا يمكن لأي أحد ان ينزع ما أعطاه الله من حيث التأكيد في تركيب الجملة.
(أَعْطَيْنَاكَ) : لماذا لم يقل آتيناك؟
آتى تستعمل لأعطى وما لا يصح لأعطى (يؤتي الحكمة من يشاء) (ولقد آتينا موسىتسع آيات) ( وآتيناهم ملكاً عظيماً). آتى تستعمل للرحمة، للحكمة، للأموال (وآتى المالعلى حبه) وتستعمل للرشد (وآتينا ابراهيم رشده). آتى تستعمل عادة للأمور المعنوية(لقد آتيناك من لدنا ذكرا) وقد تستعمل للأمور المادية ايضاً.
أما أعطى فهي تستعمل في الامور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطىواتقى وصدق بالحسنى)
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمةكالملك والرشد والحكمة.
وأعطى للتخصيص على الأغلب وهناك امور لا يصح فيها استعمال اعطى أصلاكالحكمة والرشد.
وما دامت كلمة آتى اوسع استعمالا فلماذا اذن لم يستعمل آتى بدل أعطى؟
الإيتاء يشمله النزع بمعنى انه ليس تمليكا انما العطاء تمليك. و الإيتاء ليس بالضرورةتمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) اذن الايتاء يشمله النزع اما العطاءفهو تمليك. ورب العالمين ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر وأعطاه اياه تمليكاً لهأن يتصرف فيه كيفما شاء.
لماذا قال تعالى الكوثر ولم يقل الكثير؟
( الْكَوْثَرَ )
فوعل من وهو وصف يفيد المبالغة و الإفراط فيها
جاء في ( لسان العرب) : رجل كوثر، الكثير العطاء و الخير
الكوثر يكون صفة تدل على الخير الكثير. الكثير تفيد الكثرة فقط ليس محددة بشيئ.
فكلمة ( الْكَوْثَرَ ) تعني شيئين:
١- الكثرة.
٢- الخير.
فهي تعني الخير الكثير و ليس الكثير فقط.
وعندما عرف الكوثر بأل التعريف دخل في معناها النهر ولو قال كوثر لما دخل النهر فيهلكن حذف الموصوف أفاد الإطلاق وجمع كل الخير.
( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
بعد ان بشر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم باعطائه الكوثر جاء السبب بالفاء اياراد منه ان يشكر النعمة التي اعطاه اياها. ولذا طلب الله تعالى من رسوله صلى الله عليهوسلم شيئين:
- الاول يتعلق بالله تعالى وهو الصلاة .
- الثاني يتعلق بالعباد وهو النحر.
وقدم الله تعالى الصلاة على النحر لان الصلاة اهم من النحر وهي ركن من اركان الاسلامواول ما يسأل العبد عنه يوم الحساب والمفروض ان تكون خمس مرات في اليوم والليلةولهذا فهي اعم من النحر لأن النحر يكون مع التمكن المادي فقط في حين ان الصلاة لاتسقط عن العباد في اي حال من الاحوال.
لماذا قال وانحر ولم يقل واذبح؟
النحر في اللغة يتعلق بنحر الإبل فقط ولا تستعمل مع غير الإبل. يقال ذبح الشاة وقديستعمل الذبح للجميع وللبقر والطيور والشاة والابل لكن النحر خاص بالإبل لأنها تنحرمن نحرها فأراد الله تعالى ان يتصدق بأعز الاشياء عند العرب فلو قال اذبح لكان جائزاً انيذبح طيراً او غير ذلك ومعروف ان الإبل من خيار أموال العرب.
( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )
نزلت هذه الآية لما مات ابني الرسول r فقالت قريش بتر محمد واذا مات ابناء الشخصالمذكور يقال له أبتر.
(الأَبْتَرُ)
الأبتر في اللغة لها عدة معاني:
1. كل أمر انقطع من الخير أثره فهو ابتر
2. إذا مات اولاد الشخص الذكور او ليس له اولاد ذكور أصلاً.
3. الخاسر يسمى أبتر
من أشهر ما ذكر في اسباب النزول حادثة وفاة ابني الرسول صلى الله عليه وسلم.
(شانئك) من حيث البيان هي أقوى الالفاظ وفي قراءة (شنئك) تفيد ان الابتر هو الذي بالغفي الشنئ.
الشنآن هو البغض و الشانئ هو المبغض ، وأما البتر فهو إستئصال الشيئ.
فقد فذكر ربنا أن مبغضه صلي الله عليه وسلم هو الأبتر. فلم بقل ( إن شانئك أبتر ) أو (إن شانئك هو أبتر ) فيجعله من جملة البُتْر بل قال ( إن شانئك هو الأبتر ).
جاء في كتاب ( الكشاف) للزمخشري : إن من أبغضك من القومك لمخالفتك لهم هو الأبتر لا أنت لأن كل من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم أولادك و أعقابك و ذكرك مرفوععلى المنابر و المنار وعلى لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر يبدأ بذكر الله و يثنيبذكرك.
الرسول لم يخسر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو ليس بالأبتر فالرسول يذكر اسمه في كلثانية وهذا خاص بسيدنا محمد ...
إنما الشانيء فهو الابتر في الدنيا والآخرة وهو الخاسر مادياً ومعنوياً.
لما أمر الله تعالى رسوله بالنحر (فصل لربك وانحر)
مكنه من مئة من الإبل نحرها بعد نزول الآية شكراً لله تعالى على نعمه الكثيرة.
الله تعالي اعلى و اعلم
المصدر كتاب ( الكشاف) الطبعة الثالثة لزمخشري ص 1224
و كتاب ( على طريق تفسير البياني ) الجزء الاول
لدكتور فاضل صالح السامرائي
ص 75 - 98
سورة الكوثر
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3))
ذكر أن سبب نزول هذه السورة أنه لما مات القاسم بن الرسول الله ثم مات عبدالله قالواأعداؤه : قد انقطع نسله فهو أبتر. ذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا مات الذكور من أولادالرجل قالوا قد بتر فلان. فأنزل الله ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ).
(إنا) : ضمير التعظيم ومؤكد
فلماذا قدم الضمير إنا؟
اهم اغراض التقديم هو الاهتمام والاختصاص.
فعندما نقول أنا فعلت بمعنى فعلته أنا لا غيري (اختصاص)
وأنه خلق الزوجين ...ونوحاً هدينا من قبل.. (تفيد الاهتمام)
في الآية (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) يوجد الامران: الاختصاص والاهتمام. فالله تعالى أعطىنبيه الكوثر اختصاصاً له وليس لأحد سواه وللإهتمام أيضاً واذا كان ربه هو الذي اعطاهحصرا فلا يمكن لأي أحد ان ينزع ما أعطاه الله من حيث التأكيد في تركيب الجملة.
(أَعْطَيْنَاكَ) : لماذا لم يقل آتيناك؟
آتى تستعمل لأعطى وما لا يصح لأعطى (يؤتي الحكمة من يشاء) (ولقد آتينا موسىتسع آيات) ( وآتيناهم ملكاً عظيماً). آتى تستعمل للرحمة، للحكمة، للأموال (وآتى المالعلى حبه) وتستعمل للرشد (وآتينا ابراهيم رشده). آتى تستعمل عادة للأمور المعنوية(لقد آتيناك من لدنا ذكرا) وقد تستعمل للأمور المادية ايضاً.
أما أعطى فهي تستعمل في الامور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطىواتقى وصدق بالحسنى)
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمةكالملك والرشد والحكمة.
وأعطى للتخصيص على الأغلب وهناك امور لا يصح فيها استعمال اعطى أصلاكالحكمة والرشد.
وما دامت كلمة آتى اوسع استعمالا فلماذا اذن لم يستعمل آتى بدل أعطى؟
الإيتاء يشمله النزع بمعنى انه ليس تمليكا انما العطاء تمليك. و الإيتاء ليس بالضرورةتمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) اذن الايتاء يشمله النزع اما العطاءفهو تمليك. ورب العالمين ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر وأعطاه اياه تمليكاً لهأن يتصرف فيه كيفما شاء.
لماذا قال تعالى الكوثر ولم يقل الكثير؟
( الْكَوْثَرَ )
فوعل من وهو وصف يفيد المبالغة و الإفراط فيها
جاء في ( لسان العرب) : رجل كوثر، الكثير العطاء و الخير
الكوثر يكون صفة تدل على الخير الكثير. الكثير تفيد الكثرة فقط ليس محددة بشيئ.
فكلمة ( الْكَوْثَرَ ) تعني شيئين:
١- الكثرة.
٢- الخير.
فهي تعني الخير الكثير و ليس الكثير فقط.
وعندما عرف الكوثر بأل التعريف دخل في معناها النهر ولو قال كوثر لما دخل النهر فيهلكن حذف الموصوف أفاد الإطلاق وجمع كل الخير.
( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
بعد ان بشر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم باعطائه الكوثر جاء السبب بالفاء اياراد منه ان يشكر النعمة التي اعطاه اياها. ولذا طلب الله تعالى من رسوله صلى الله عليهوسلم شيئين:
- الاول يتعلق بالله تعالى وهو الصلاة .
- الثاني يتعلق بالعباد وهو النحر.
وقدم الله تعالى الصلاة على النحر لان الصلاة اهم من النحر وهي ركن من اركان الاسلامواول ما يسأل العبد عنه يوم الحساب والمفروض ان تكون خمس مرات في اليوم والليلةولهذا فهي اعم من النحر لأن النحر يكون مع التمكن المادي فقط في حين ان الصلاة لاتسقط عن العباد في اي حال من الاحوال.
لماذا قال وانحر ولم يقل واذبح؟
النحر في اللغة يتعلق بنحر الإبل فقط ولا تستعمل مع غير الإبل. يقال ذبح الشاة وقديستعمل الذبح للجميع وللبقر والطيور والشاة والابل لكن النحر خاص بالإبل لأنها تنحرمن نحرها فأراد الله تعالى ان يتصدق بأعز الاشياء عند العرب فلو قال اذبح لكان جائزاً انيذبح طيراً او غير ذلك ومعروف ان الإبل من خيار أموال العرب.
( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )
نزلت هذه الآية لما مات ابني الرسول r فقالت قريش بتر محمد واذا مات ابناء الشخصالمذكور يقال له أبتر.
(الأَبْتَرُ)
الأبتر في اللغة لها عدة معاني:
1. كل أمر انقطع من الخير أثره فهو ابتر
2. إذا مات اولاد الشخص الذكور او ليس له اولاد ذكور أصلاً.
3. الخاسر يسمى أبتر
من أشهر ما ذكر في اسباب النزول حادثة وفاة ابني الرسول صلى الله عليه وسلم.
(شانئك) من حيث البيان هي أقوى الالفاظ وفي قراءة (شنئك) تفيد ان الابتر هو الذي بالغفي الشنئ.
الشنآن هو البغض و الشانئ هو المبغض ، وأما البتر فهو إستئصال الشيئ.
فقد فذكر ربنا أن مبغضه صلي الله عليه وسلم هو الأبتر. فلم بقل ( إن شانئك أبتر ) أو (إن شانئك هو أبتر ) فيجعله من جملة البُتْر بل قال ( إن شانئك هو الأبتر ).
جاء في كتاب ( الكشاف) للزمخشري : إن من أبغضك من القومك لمخالفتك لهم هو الأبتر لا أنت لأن كل من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم أولادك و أعقابك و ذكرك مرفوععلى المنابر و المنار وعلى لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر يبدأ بذكر الله و يثنيبذكرك.
الرسول لم يخسر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو ليس بالأبتر فالرسول يذكر اسمه في كلثانية وهذا خاص بسيدنا محمد ...
إنما الشانيء فهو الابتر في الدنيا والآخرة وهو الخاسر مادياً ومعنوياً.
لما أمر الله تعالى رسوله بالنحر (فصل لربك وانحر)
مكنه من مئة من الإبل نحرها بعد نزول الآية شكراً لله تعالى على نعمه الكثيرة.
الله تعالي اعلى و اعلم
المصدر كتاب ( الكشاف) الطبعة الثالثة لزمخشري ص 1224
و كتاب ( على طريق تفسير البياني ) الجزء الاول
لدكتور فاضل صالح السامرائي
ص 75 - 98