Bfatiha
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 26 ماي 2021
- المشاركات
- 149
- نقاط التفاعل
- 352
- النقاط
- 18
- محل الإقامة
- منتدي الامة الجزائرية
- الجنس
- أنثى
أولًا نتطرق الى تسميت القبيلة باسم الأب نعم عاد ليس اسم قبيلة وإنما اسم الأب الأكبر عاد { وأنه أهلك عادا الأولى ( 50) } [سورة النجم]، وكذلك ثمود سميت باسم الأب يقولون ثمود بن عابر إذن هذه الأسماء التي ذكرها هي في الحقيقة ليست أسماء القبائل وإنما أسماء أشخاص هي سميت بأسمائهم.
لكن قصة هود لم تتكرر في القرآن وإنما في كل موضع يُذكر جانب ويذكر ما يراد أن يركّز عليه ويلقى عليه الضوء لكن تتبعها كلها يحتاج إلى وقت فنختار الأمرين النعمة والنقمة
ثانيًا نستعرض قصة سيدنا هود في القرآن الكريم كله
هي وردت في الأعراف أول سورة ذكرت فيها هذه القصة ووردت في هود والشعراء وفصلت والأحقاف والذاريات والقمر والحاقة والفجر، لكن قد يكون هناك موضع تفصيل وقد يكون جانب إيجاز.
لماذا سميت السورة بسورة الاعراف وذلك
لقصة أصحاب الأعراف: (الآيات 44 -51) تذكر الآيات قصة أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على الأعراف ينتظرون حكم الله تعالى فيهم. والأعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين الجنة والنار والمكث عليها مؤقت لأن في الآخرة الناس إما في النار أو في الجنة. وأصحاب الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله تعالى فيهم
و الأن نبدأ في سرد المشاهد قوم عاد نقف عند مسألة التذكير بالنعم
في الأعراف دعا قومه إلى توحيد الله وعبادته (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ (73)) هذا أول ما نزل وهذا ما ورد على لسان أكثر الأنبياء ورد على لسان نوح وهود وصالح وشعيب ستغفار والتوبة حتى ربهم يزيدهم قوة إلى قوتهم ويأتيهم ببركات من السماء والأرض (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ (52) هود)
في الشعراء ذكر شيئاً من مظاهر القوة وعدّد آلآء الله عليهم وكيف تصرّفوا (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128)) بناء، (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)) بناء، (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)) بطش بالآخرين، (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)) هذا تفصيل كثير كانوا في نعم كثيرة إذن في البناء والقوة والأنعام والبنين والجنات والبساتين
قمة التمدن، كان عندهم العدة والعتاد والقوة الثمار وقوة في الجسم وقوة في كل شيء.
كلها قوة لكن على طريق الإجمال لا على طريق التفصيل. لم يذكر شيئاً من النعم لا في الأحقاف ولا في الذاريات ولا في القمر ولا في الحاقة.
يبقى الفجر لم يذكرهم بل وصفهم بإنهم إرم ذات العماد (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8))
لماذا سميت بسورة الشعراء ؟
الجواب
لان السورة تتحدث عن الإعلام والشعراء الذين هم رمز الإعلام خاصة في عصر النبي r كان شعراء الإسلام وسيلة تأثير هامّة في المجتمع آنذاك خاصة أن العرب كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب عقولهم بطريقة خاصة. أما في عصر موسى فكان السحر هو المنتشر فجاءت حجة موسى r بالسحر الذي يعرفه أهل ذلك العصر جيداً وهكذا على مرّ العصور والآزمان. وفي كل العصور فإن وسيلة الإعلام سلاح ذو حدين قد تستخدم للهداية (كآية موسى الذين قالوا عليه سحر وشعراء الإسلام) وقد تستخدم للغواية والضلال والإضلال (كسحرة فرعون وشعراء قريش الكفّار).
ثالثًا والآن نأخذ بقية السور إن شاء الله و نستعرض مشاهد قوم عاد نقف عند مسألة التذكير بالنقمة
سورة فصلت ذكر استكبارهم واعتداهم بقوتهم واغترارهم بها حتى قالوا (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً (15)
ثم ذكر عقوبتهم وأنه أرسل عليهم ريحاً صرصراً أذاقتهم عذاب الخزي في الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى (16)) هذا أول موضع يذكر فيه نوع العذاب
في سورة الاحقاف أول مرة تذكر مساكنهم وأنها بالأحقاف (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21))
كلمة الاحقاف :فالاحقاف، جمع حقف بكسر الحاء وسكون القاف وهو الرمل العظيم المستطيل وكانت هذه البلاد المسماة بالاحقاف منازل عاد وكانت مشرفة على البحر بين عُمان وعدن وفي منتهى الاحقاف حضرموت (جنوب اليمن)
وصف الريح جاءت على هيئة عارض سحاب ممطر استبشروا بها فإذا هي ريح مدمرة تدمر كل شيء فلم يبق منهم إلا مساكنهم خاوية
(فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا (25)) كل شيء من زروع وثمار وبساتين والبشر
(فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ)
وذالك لأن ربنا أراد إهلاكهم ولم يرد إهلاك مساكنهم حتى تبقى عبرة لمن يتعظ.
في الذاريات زاد في وصف الريح قال عقيم لا تأتي بخير وما تأتي على شيء إلا دمرته قال (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)) هذا وصف، ريح عقيم يعني لا تأتي بخير
في القمر ذكر عمل الريح في الناس وأنها تنزعهم كأنهم أعجاز نخل منقعر.
وكأنه عذاب مقصود فيه آية وعبرة أيّما عبرة هذه القوة والأجسام الضخام التي لم يخلق مثلها في البلاد ينزعها بهواء!
في الحاقة ذكر وصف الريح وذكر أنها عاتية ليس فقط صرصر وذكر مدتها، هذا الموطن الوحيد الذي ذكر فيه مدة الريح (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا (7)) وذكر أنه لم يبق من عادٍ أحداً (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8))
معني الحاقة من أسماء يوم القيامة.
نعود الى سورة الأعراف أول ما بدأت (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72)) كيف قطع دابرهم؟ فقط ذكر نجاته ونجاة من معه وقطع دابر الآخرين، كيف حصل ذلك؟
أولًا: ما معنى دابر؟
إهلاكهم، لم يبقي أحداً منهم بترهم
عقاب الأقوام قبل سيدنا محمد إستئصال جماعي إذن من رحمة ربنا بنا أن أمهلنا حتى نتوب ونستغفر، الحمد لله.
إنتهى المشهد.
والله أعلى و أعلم
المصدر
كتاب ( على طريق التفسير البياني) الجزء الثالث ص 197 - 232
للمؤلف الدكتور فاضل صالح السامرائي
كتاب (الكشاف) الطبعة الثالثة ص