الدعاء المشروع عند رؤية مبتلى

أم أُنٌَيسة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
27 جويلية 2013
المشاركات
12,522
نقاط التفاعل
34,509
النقاط
2,256
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




مَن رَأَى مُبتَلًى فقال : الحمدُ للهِ الذي عافَانِي مِمَّا ابْتلاكَ به ، و فَضَّلَنِي على كَثيرٍ مِمَّنْ خلق تَفضِيلًا ، لَمْ يُصِبْهُ ذلكَ البلاءُ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير



الصفحة أو الرقم: 8667 | خلاصة حكم المحدث : حسن


من رأى مبتلًى فقال : " الحمدُ للهِ الذي عافاني مما ابتلاكَ به ، و فضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا " ، لم يُصِبْهُ ذلك البلاءُ

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 2737 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الابتلاءُ بأنواعِه كلِّها فيه فتنةٌ واختبارٌ للعبدِ، ويَنبغي عليه الصبرُ والدُّعاءُ للهِ، أما العبدُ الذي عافاهُ اللهُ؛ فإنه في نِعمةٍ يَنبغي شُكرُ اللهِ عليها، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ: "مَن رأَى مُبتلًى" بأيِّ بَليَّةٍ في البَدَنِ كمَرَضٍ، أو الدُّنيا كفقرٍ، أو الدِّينِ كعاصٍ، والمُرادُ برُؤياه: النَّظَرُ إليه أو السَّماعُ به، "فقال" أي: عَقِبَ رُؤيتِه في نَفْسِه أو بحيثُ لا يَسمَعُه؛ لِئَلَّا يكونَ شامتًا به: "الحمدُ للهِ الذي عافاني"، أي: نجَّاني وأنقَذَني "ممَّا ابتلاك به" دعا اللهَ عزَّ وجلَّ وحَمِدَه على حِفظِه مِن ذلك البلاءِ، "وفضَّلني"، أي: صيَّرني أفضَلَ منك، وأَكثَرَ خيرًا، وَأحسَنَ حالًا بالعافِيَةِ والسَّلامةِ مِن الابتلاءِ مِن ذلك أو أعَمَّ "على كثيرٍ ممَّن خَلَقَ تَفضيلًا" وهذا فيه شُكرٌ للهِ على السَّلامةِ مِن الشُّرورِ "لم يُصِبْه ذلك البلاءُ"، أي: كان ذِكرُ اللهِ وحمْدُه سببًا في أنْ يَحفَظَ المرْءَ ويحمِيَه مِن هذا البلاءِ الذي وَقَعَ بغيرِه؛ لأنَّه لا يأمَنُ أنْ يَقَعَ به؛ ولأنَّ اللهَ يُعافيه ويرحَمُه بدُعائِه، فيَنبغي للعبدِ أنْ لا يزالَ ذاكرًا نِعَمَ اللهِ عليه مُعتبِرًا في رُؤيَةِ العبادِ، ومُقِرًّا أنَّ ما به مِن نِعمةٍ؛ فمِنَ اللهِ.

وفي الحديثِ: أنَّ ذِكرَ اللهِ والثَّناءَ عليه يَحفَظُ الإنسانَ، ويُعافيه مِن البلايا .



السؤال 133649
نعلم أننا إذا رأينا إنساناً ابتلاه الله بمرض أو أصابه فإننا نقول هذا الدعاء (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك الله به وفضلني على كثير من عباده ممن خلق تفضيلا) وسؤالي : هل نقول هذا الدعاء إذا رأينا حيوانا به إصابة مثل العرج .

الجواب
الحمد لله.

فضل الله تعالى بني آدم على الحيوانات ، وعلى كثير ممن خلق سبحانه وتعالى ، كما قال جل وعلا : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) سورة الإسراء/70 .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية : أي : "لقد شرفنا ذرية آدم على جميع المخلوقات ، بالعقل ، والعلم ، والنطق ، وتسخير ما في الكون لهم ، وفضلناهم على من خلقنا من سائر الحيوانات ، وأصناف المخلوقات من الجن ، والبهائم والوحش والطير..." انتهى .

وقال ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (1/263) : "فسبحان من ألبسه خلع الكرامة كلها من العقل والعلم والبيان والنطق والشكل والصورة الحسنة والهيئة الشريفة والقد [أي : القوام] المعتدل واكتساب العلوم بالاستدلال والفكر واقتناص الأخلاق الشريفة الفاضلة من البر والطاعة والانقياد..." انتهى .

وهذا يدلك على أن الحيوانات مخلوقات ناقصة في أصلها لم يتم الله عليها النعمة كما أتمها على بني آدم ، فجنس البشر أنعم الله عليهم بالعقل والنطق والفهم ...وغير ذلك من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ، ولم يودعها بعض مخلوقاته من الحيوانات.

وعليه ؛ فلا يشرع هذا الذكر عند رؤية الحيوانات المريضة...؛ لأننا لو قلنا بهذا للزم منه أننا متى ما رأينا حيواناً ، ولو لم يكن مريضاً ، أن نقول هذا الذكر؛ لأن الله فضلنا عليه .

ولأنه لم ينقل شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه .

ويدل لهذا لفظ الحديث المشار إليه : ( مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ ) رواه الترمذي (3431) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وشروح العلماء للحديث يستفاد منها أنهم لم يجعلوا الحديث شاملا للمبتلى من الحيوان ، فإنهم ذكروا أن "البلاء" في الحديث يشمل البلاء البدني كالمرض ، والبلاء الديني ، وهو نقص الدين بسبب فعل معصية أو بدعة ، وهذا لا يشمل الحيوان قطعاً .

ولهذا استحب العلماء أن يقال هذا الذكر إذا رأى عاصياً أو فاسقاً أو ظالماً .

وانظر : "تحفة الأحوذي" ، "فيض القدير" (6/130) .

والحاصل : أن هذا الدعاء لا يقال إذا رأى حيواناً مريضاً ، بل إذا رأى إنساناً مبتلى بمرض أو نقص في البدن أو الدين .

والله أعلم
 
جزاك الله خيرا اختي بموضوعاتك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top