بؤس الوظيفة : اقبح شيء هو ان تكون موظفا مقبوضا عليك من الثامنة صباحًا الى الرابعة و النصف مساءً...بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها...حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة...لن تستطيع التغيب الا بإذن ولن تاخذ عطلة راحة الا برخصة وإذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلي بشهادة طبية...وأحيانا لن يصدقوا حتى مرضك البادي على وجهك فيرسلونك الى الفحص المضاد...لن تتمتع بنوم الصباح ...لن تتمتع بشبابك ستتيه وسط حروب تفرضها طبيعة شغلك ...ستجري عبر وسائل النقل لتكون حاضرا في الوقت الذي حددوه لك ...ستعيش على أعصابك متوترا...تستهلك اقراصا مقوية وأخرى ضد التوترات العصبية...ستظل تتمنى وتنتظر الزيادة في الاجور وترقيات الرتبة والسلم...وتتابع الحوارات الاجتماعية والنقابات...لن يسمح لك بالمغادرة الا بعد ان تقضي سنين في هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد السن القانوني ...سيحتفل بك ...وبنهايتك.... وقرب موتك زملاؤك في العمل... يقولون كلمة وداع في حقك ...سيبكي البعض ليس عليك بل على حالهم الذي يشبه حالك...
سيمنحك رئيسك المباشر شهادة وهدية بلا قيمة هي عزاء أمام حياتك التي سرقت منك ...ستعود الى البيت صامتا... وفي صباح أول يوم من تقاعدك ستنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت وأن شريك حياتك هرم وغشى الشيب رأس تتمعن فيه تتساءل متى وقع كل هذا...
حينها سينادي المنادي فيك ...ان الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة...سيعاتبك ضميرك آخر عتاب...
لماذا لم تغادريها وأنت في كامل طاقتك لتستمتع بلحضات زوجك وابناءك وبالحياة ....ستجيب نفسك في آخر إعلان هزيمتك ... لم تكن لدي الإمكانيات ولم يكن لدي خيار ثاني ... ستستسلم آخر استسلام ...ستركن الى النوم ستصاب باليأس والاكتئاب وتبدأ رحلة علاجاتك سترحل دون ان يعلم أحد بموتك...فمن عاش حاني الرأس يموت دون مقاومة ...بينما سيتقدم العديد من الشباب بعد رحيلك الى مباراة تخص نفس وظيفتك وسيحلمون كما كان حلمك وانت في أوج شبابك...فتتكرر المأساة بينما ...حياتك وحياتهم الجميلة لن تتكرر....
توا تنجم تخو أيمات congé مثال عندك الحق في العام في شهر ونصف congé بخلاف العيد الكبير والصغير تنجم تقسمهم على أيمات العام مثال تخو نهارين في وسط الجمعة كل شهر تمشي تتفرهد فيهم أيضاً أيضاً خدمة خدمة على طول الإنسان ياكل من العمل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
ان كان الموضوع خاص بعمل المراة، اتفق مالانهاية بالمائة، الاولى لها بيتها وزوجها وأبناؤها هذا شرعا، أما ما يوده الناس لا يعنيني والحمد لله..
أما ان كان عمل الرجل، فيجب عليه ذلك شرط أن لا تجعله تلك الوظيفة يؤخر صلواته ولا يصليها في وقتها، حينها بئس الوظيفة وبئس المال الذي يكسبه ولا يجوز له أن يعمل في تلك الوظيفةوالا بشروط ...
ارجو تقبل مروري
تحياتي القلبية
الوظيفة في الوقت الحالي اصبحت صعبة منال عادت معريفة و بن عمي و رشوة والله رايتها بعيني
بدون تعليق...هذه رجعت الموضوع
بورك فيك على الموضوع القيم اختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى
فإن الإسلامَ دينُ العملِ والعطاءِ والرِّيادَةِ في شئون الحياة الدنيا، والمؤمنُ قائمٌ يسعى ويعمل ليدركَ خيرَ الآخرةِ والأُولى تحقيقاً لأمر الله تعالى القائل: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة:105]، وما خوطبت أمةٌ بضرورة الاهتمام بالعملِ قدر ما خُوطِبَتْ أمَّةُ الإسلام، وقد ذلَّلَ اللهُ تعالى الأرض لبني آدم ليكتنزوا ثرواتها بالعمل والجد فقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك:15]، وذلَّلَ البحرَ إمداداً بالخيراتِ للطُّعْمَةِ والحِلْيَةِ وجريان السفائن موقراتٍ مع بقية صور الانتفاع والعمل، فقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل:14].
والمؤمن خليفةُ الله في أرضه يُقَلِّبُ شَقَاشِقَهَا لتضحكَ له بعطائها ويمْخُرُ عبابَ مائها ويشقُّ سماءها ويرتادُ فضاءها بما يحويه المشهد العام للحِراكِ البشري من جهودٍ جبارةٍ تحتاجُ إلى جيوشٍ تعملُ وتكدحُ ليلاً ونهاراً في محاريب العملِ الدءوبِ بأعدادٍ لا تنتهي من طلاَّبِ حُسْنِ الاستخلاف عن الله تعالى في أرضه.
وإِثْرَ العبادةِ يأتي وقتُ العملِ وهو في ذاته عبادةٌ يؤجر عليها العبد مع النية الطيبة، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة جزء من الآية 11]، والنهار هو المجال الزمني لجلِّ الأعمال الحياتية التي يتقاسم الناس مناشطها، قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 11].
خطر البطالة والتسول:
ألا تباً لِيَدٍ مترفة ونفسٍ رِخْوَةٍ وعينٍ سبَّاقَةٍ إلى الشَّهواتِ ولسانٍ طليقٍ في الشبهات، لا يحسن إلا خبرة ضياع الأوقاتِ في الحسراتِ، ومجالاتُ هؤلاء البطالين هي المقاهي والنوادي واللعب ووسائل الاتصالٍ التي تُضيِّعُ الأعمارَ سُدى بغيرِ طائلٍ مع نفادِ المالِ وإنفاقِهِ في توافه الأمور.
ومن فقد مضمارَ العمل فقد قيمةَ وجودِه، ومن ثمَّ يدْخُلُ في نفق التسول ومدِّ يَدِ الفقرِ ولسانِ طلبِ العطفِ من النَّاس، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم الذي كان يكرهُ للعبد سؤال الناس ما دام قادراً على العمل ويجعل المسألة بلا عملٍ ضرباً من الندم فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما يزالُ الرجلُ يسأَلُ الناسَ، حتى يأتي يومَ القيامةِ ليس في وجهِهِ مُزْعَةُ لحمٍ.. ) (صحيح البخاري 1474)، فماذا يقول من حرفتُهُ التسول التي زادت فنونها وكثر بين الناس طالبوها ومحترفوها وتنوعت قصص المتسولين بين المعقول وضروب الخيال؟، حتى غدا التسول قاسماً مشتركاً في حياتنا بين القطار والحافلة والسيارة الخاصة وقارعة الطريق وعلى أبواب المدارس والمساجد والمقاهي والحدائق والمطاعم والأسواق وغيرها، أفواجٌ جديدةٌ تدخل سوق التسول كل يوم كأننا شعبٌ لا عمل لنا، ومن العجب الشديد أن يكون التسول ونبذ العمل حرفة لها مهاراتها!، وعلى الحقيقة فنحن في شدة الافتقار إلى العمل والعرق والتنمية.
وتعمُّ البلوى وتكثر السخيمة وقلة القيمة خصوصاً عند المتخرجين حديثاً من الشباب والذي يختصر أحدهم حياتَهُ من بطالةِ قلبه في النوم إلى ما بعد العصر ثم يقوم بعد تثاؤبٍ طويلٍ إلى طعامه وغثائيته واستهلاكه وربما يغرق في بحور المخدرات والموبقات من سرقةٍ وسطوٍ وزنا وقطع طريق وبلطجةٍ مخيفةٍ للناس لأنه لا يحمل رسالةً في حياته يعيش لها وعنده وقت الفراغ الذي يجب إنفاقه في عمل صالح!! والعيب ليس في تربيته فقط بل العيب فيمن يمده بالمال السهل ويجيب مطالبه ورغائبه، وهل ينتظر من أمثال هؤلاء المتسكعين في بلادنا أن يصنعوا حضارة أو يدفعوا قطار التنمية؟..كلا!.
إن اليد السفلى قد كثرت في أوطاننا ويجب تحفيزها على الدوام لتكون عليا بالعطاء والعرق والعمل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال، وهو على المنبرِ، وذكرَ الصدقةَ والتَّعَفُّفَ والمسأَلَةَ: اليدُ العُلْيَا خيرٌ من اليدِ السفلى، فاليدُ العليا هي المُنْفِقَةُ، والسفلى هي السائِلَةُ) (صحيح البخاري 1429)، وطالب العفاف من ربه بنيةٍ صادقةٍ سيغنيه الله بيقينه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: (إن ناسًا من الأنصارِ، سألوا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعْطَاهم ثم سألُوهُ فأعْطاهم حتى نَفِدَ ما عندهُ، فقال: ما يكون عِندَي من خيرٍ فلن أدَّخِرَهُ عنكم، ومن يستعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ، ومَن يتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ مِنَ الصَّبرِ) (صحيح البخاري 1469).
وقد جعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم البديل للفقر والعوز في زمانه الشريف هو العمل، وذاك ما يتصوره الناس أنه أحقر وأشق المهن "الاحتطاب" فقال: (لَأَنْ يأخذَ أحدكم حَبْلَهُ، فيَأْتِي بحِزْمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ فيَبيعها، فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ لهُ من أن يسألَ الناسَ، أعطوهُ أو منعوهُ) (صحيح البخاري 1417 عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه)، فعلى الشاب أن يبدأ مسيرة العمل بما تيسر له وأن لا يأنف من أي عمل يبدأ به والله يعينه وسيوفقه إلى عمل أرقى ومنزلة أسمى طالما بدأ، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ثم يسأل الله تعالى فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة".
بل كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجعل العمل حلاً دائماً لمشكلة البطالة والحاجة، واستخدم صلى الله عليه وسلم طريقة المزاد الحديثة المعروفة على بعض مما يملك هذا الصحابي ليشتري به أدوات إنتاجه، فعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: (أن رجلًا من الأنصارِ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يسألُه فقال أمَا في بيتِكَ شيءٌ؟ قال بلى حِلْسٌ نلبسُ بعضَه ونَبسطُ بعضَه وقعبٌ نشربُ فيه من الماءِ قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذينِ؟ قال رجلٌ أنا آخذهما بدرهمٍ قال من يزيد على درهمٍ؟ مرتينِ أو ثلاثًا قال: رجلٌ أنا آخذُهما بدرهمينِ فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمينِ وأعطاهما الأنصاريَّ وقال اشترِ بأحدِهما طعامًا فانبِذْهُ إلى أهلِكَ واشترِ بالآخر قدُّومًا فأتني به فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيدِه ثم قال له اذهبْ فاحتطبْ وبعْ ولا أَرَينَّكَ خمسةَ عشرَ يومًا فذهب الرجلُ يحتطبُ ويبيعُ فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهمَ فاشتَرَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خيرٌ لكَ من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهِكَ يومَ القيامةِ إنَّ المسألةَ لا تصلَحُ إلا لثلاثةٍ لذي فقرٍ مُدْقِعٍ أو لذي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أو لذي دَمٍ مُوجِعٍ) (سنن أبي داود1641).
ويرسخ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مبدأ ضرورة العمل وأنه باب المغفرة ويوجه أصحابه إلى ذلك قائلاً: (من أمسى كالاًّ من عمل يده بات مغفوراً له) (الطبراني في المعجم الأوسط 7/982، والألباني في السلسلة الضعيفة 2626)، ويؤسس هذه القاعدة الجليلة في المكاسب بقوله صلى الله عليه وسلم: (أطيبُ ما أكَلَ المؤمِنُ من عمَلِ يدِهِ) (ابن الملقن في شرحه للبخاري 20/458 وقال: صحيح).
بل جعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في العمل نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، فعن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: (مرَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ فرأَى أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جلَدِه ونشاطِه فقالوا يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن كان خرج يسعَى على ولَدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على نفسِه يعَفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى رياءً ومُفاخرةً فهو في سبيلِ الشَّيطانِ) (المنذري في الترغيب والترهيب 3/4 وقال: رجاله رجال الصحيح).
صور من عمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المجتمع كله في العمل، لا يأنف من أي عملٍ يَدَويٍّ يقوم به ما دام مشروعاً وذلك في زمانٍ قد أَنِفَ فيه كثيرٌ من الأحرار أن يعملوا لأن ذلك حرف العبيد لديهم، ففي صبا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد خرج في رحلات متتابعة للتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها وقبلها كان يخرج في رحلة الشتاء والصيف إلى اليمن أو الشام مع عمه أبي طالب، وقد رعى الغنم في مكة قبل بعثته المباركة، وقال في ذلك: (ما بعث اللهُ نبيًّا إلا رعى الغنمَ. فقال أصحابُه: وأنت؟ فقال: نعم، كنتُ أرعاها على قراريطَ لأهلِ مكةَ) (صحيح البخاري 2262 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه).
وفي بناء المسجد النبوي الشريف تتجلى قيمةُ العمل في الإسلام حيث يقوم رأس الدولة ذاته بالعمل في البناء وبذل الجهد بيده ولم يتَّخِذْ له حِجَاباً ولا عُلِّيَّةً من دون البناة وحُمَّال الحجارة بل كان يحمل معهم فلما رأى الأصحاب ما لا مثيل له في قيادات البشرية قالوا:
وكذلك في غزوة الأحزاب كان يمسك المعول بيده الشريفة ويفتت به الحجارة الصماء في شق الخندق، وكان الصحابة الكرام يرونَ الغبار على جلدة بطنه الشريف صلى الله عليه وسلم.
وفي بيته المبارك حيث تنزلات الملائكة وأنوار العبادة تتجلى قيمة العمل في الإسلام كما روى عروة ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه سأل خالته ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها بقوله: (قُلْتُ لعائشةَ: يا أمَّ المؤمنينَ أيُّ شيءٍ كان يصنَعُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان عندَكِ؟ قالت: ما يفعَلُ أحدُكم في مِهنةِ أهلِه يخصِفُ نعلَه ويَخيطُ ثوبَه ويرقَعُ دَلْوَه) (صحيح ابن حبان 5676).
الأنبياء والصحابة والعمل:
لم يكن الأنبياء المطهرين عليهم السلام ومعهم الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين في معزلٍ عن العمل، بل اقتحموا الميدان على اختلاف مناشطه وجهوده، فعن نبي الله داوود عليه السلام قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليهِ السلامُ كان يأكلُ من عملِ يدِه) (صحيح البخاري 2072 عن المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله تعالى عنه)، فقد كان نبي الله داود عليه السلام يعمل في صناعة الدروع الحديدية وما شابهها كما قال عزّ وجل: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ 10: 11]، وقال الله تعالى عن داوود أيضاً: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء:80]، وقال الله تعالى عن نبيه سليمان عليه السلام: ﴿ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ﴾ [سبأ 12:13].
ومن قصة موسى الكليم عليه السلام في أرض مدين نجد أنه قد وافقَ أن يكون أجيراً، يعملُ ويكدُّ بعرق جبينه وهو من أولى العزم الكبار، قال الله تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص:26].
وقد عمل جمعٌ من أولى العزم من الأنبياء أيضاً في رعي الغنم، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (بُعِثَ موسَى وهوَ راعى غنم، و بُعِثَ إبراهيمُ وهوَ راعى غنَمٍ، و بُعِثْتُ أنا وأنا أرعَى غنمًا لأهلي بأجيادٍ) (الألباني في صحيح الأدب المفرد 449 وقال: حديثٌ صحيحٌ عن عبدة بن حزن رضي الله تعالى عنه).
وعلى ذلك سارت سنة الأنبياء الكرام يعملون ولا يأنفون، فآدم - عليه السلام - فلاَّحًا يحرُث الأرض ويزْرَع بنفسِه، وكان نبيُّ الله إدريس عليه السلام خيَّاطًا، وسيدنا نوحٌ عليه السلام نجَّارًا وخليلُ الله إبراهيم عليه السلام بنَّاءً، وهو الذي بنَى الكعبةَ الشريفة وعاونَه في عملية البناء ولدُه إسماعيل عليه السلام، وكان نبي الله إلياسُ عليه السلام نسَّاجًا، وسيِّدنا عيسى عليه السلام يَعْمَل بالطبِّ.
وكان لصحابة النبي الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أعمالٌ هم لها في المهن عاملون، فكان الصديقُ أبو بكر تاجر اقمشة وعمر بن الخطاب دلالاً وعثمان بن عفان تاجراً وعلى بن أبي طالب عاملاً وكان يقول مفتخراً:
لحملي الصخرَ من قمَمِ الجبالِ
أحبُّ الىَّ من منن الرِّجَالِ
يقولُ الناسُ في الكسبِ عارٌ
فقلتُ العارُ في ذلِّ السُّؤَالِ
وكان عبد الرحمن بن عوف تاجراً والزبير بن العوام خياطاً وسعد بن ابى وقاص نَبَّالاً أي يصنع النبال وعمرو بن العاص جزاراً وكان ابن مسعود وأبو هريره لديهم مزارع يزرعونها وكان عمار بن ياسر يصنع المكاتل ويضفر الخوص.
وهكذا كان أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهم صنائعٌ وحرفٌ، ومن أشهر مواقف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (قدِمَ عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فآخَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَهُ وبينَ سعدِ بنِ الربيعِ الأنصاريِّ، وعندَ الأنصاريِّ امرأتانِ، فَعَرَضَ عليهِ أنْ يُنَاصِفَهُ أهلَهُ ومالَهُ، فقال: باركَ اللهُ في أهلِكَ ومالِكَ، دُلونِي على السوقِ، فأتى السوقَ فربِحَ شيئًا منْ أَقِطٍ وشيئًا من سمْنٍ، فرَآهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعدَ أيامٍ وعليهِ وَضَرٌ من صُفْرَةٍ، فقالَ: مَهْيَمْ يا عبدَ الرحمنِ فقالَ: تَزَوَّجْتُ أنصاريَّةً، قالَ: فمَا سُقْتَ اليهَا ، قال وزنَ نواةٍ من ذهبٍ، قال: أَوْلِمْ ولوْ بشاةٍ ) (صحيح البخاري 5072).
♦ ♦ ♦ ♦
أعمالٌ مستجَدَّةٌ على الساحة:
وهناك في قلب المجتمعات مهنٌ قد ظهرت واستقرت تدور كلها في دوائر الاستهلاك المحلي ولا تسمن ولا تغني في بناء الأمم وصنع الحضارة ، مثل المحلات التي تبيع الأدوات الاستهلاكية التي تعد في باب الترفيه، واستشرت السوق الملتهبة بالبيع في طرقات الناس والقطارات، وتزيد أعداد الواقفين لا العاملين في توقيف السيارات واغتصاب الشوارع من بعض الصبية لفرض إتاوات على الناس، والمتأمل يرى في سوق العمل عجباً، أفواجٌ كثيفةٌ متخرجة من التعليم العالي لكنها لا طموح لدى أفرادها في مجال التميز بالعمل المفيد الذي يعود بالتنمية الحقيقية على وطنه وأمته، وإنما يعمل خريج الهندسة في مجال السياحة والمتخرج من الطب بالتجارة وهكذا في دوائر مفرغة لا يجدها المتابعون إلا بين ظهراني أمتنا!.
ومع أمواج البلاء الجارفة فقد ظهر مع هذا الجيل ظرفاءٌ وهباءٌ ينعتون أنفسهم بأنهم نشطاء، ولسنا ندري أين مكان الدراسة الذي يخرج هؤلاء النشطاء في بلادنا؟ وما هو نشاطهم الحقيقي في مجال العمل ونهضة الأمة؟ وما هم إلا أدوات تعمل لمصالح غريبة مشبوهة عن وطننا وعن ديننا، وظهر كذلك استراق للمناصب والخبرات بإطلاق نعت الخبراء على كثيرٍ من المفلسين والسطحيين ومعهم كل من يعمل في صحيفةٍ لا يعرفها أحد ثم يُطلقُ عليه نعوت الإعلاميين المشهورين!، ولا شكَّ فإن سوق العمل في هذه المجالات يتأرجح بين نادرٍ من الصدق وأمواجٍ سخيفةٍ من السطحية والغثاء.
ويا للعجب المثير للدهشة في العقول من كثيرٍ من شباب هذه الأمة الذين يرفلون في التميز بمستواهم العلمي العالي والمتخصص في العلوم البحتة مثل الصيدلة أو الكيمياء أو طرق التربية أو الطب أو الزراعة أو الهندسة ثم يهمل دراسته ويرضى بمستوى دون المتوسط فيها طمعاً أن يكون من علماء الوعظ أو الحديث أو التفسير أو من المبرزين في الإعلام، وبدلاً من أن يكون حضوره الأول في قاعات دراسته وتخصصه فإذا به يهدر الوقت والجهد في غير مجاله وحاله كشجرة التفاح التي تؤمر عبثاُ أن تنتج بلحاً.. وهذا محال!، فلماذا قعد المتخصصون أدراج الغياب عن مسئولياتهم وعطلوا مواهبهم في زمن الطلبنة الحقيقية التي ستثمر بُرّاً وعسلاً عليهم وعلى أمتهم بعد تخرجهم ولماذا هذه الحيرة والتشاغل المدهون بطلب العلم، إن هذه الطريقة لا تخرج عالماً خبيراً بما يقول بل إنها تفرخ ألسنة مقلدة ناقلة للآراء فقط، والله تعالى حينما أمرنا بطلب العلم قد ندب طائفةً منا فقط، طائفةً واحدة وليست كل الطوائف، فمن تخصص في غيرها في دراسته فليبد فيها نبوغاً وهمةً، ما علاقة دارس الطب أو أصول التربية أو الفلسفة أو الصيدلة بأعماق الفقه والأصول ومناهج الدعوة وأساليبها والتفسير ومدارسه وعلم الحديث وكثرة رواياته؟ ومن هو الذي أقنعه بولوج هذا الباب؟ لقد فرض الله تعالى دراسة العلم الشرعي والتفقه في الدين وندب إليه مجموعةً متخصصةً ويجب على كل ما عداها أن يفرغ إلى حمله ويتحمل مسئوليته في الحياة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة:122].
من أخلاق العمل في الاسلام:
وقد ضبط الإسلام الحنيف أخلاق أتباعه في ميدان العمل وفرض عليهم بذل الجهد وإتقان العمل لوجه الله لا لمراءاة الناس، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ) (الألباني في صحيح الجامع 1880 وقال: حديثٌ حسنٌ عن عائشة رضي الله تعالى عنها).
وفرض الإسلام على أتباعه في مجال العمل عدم الغش للسلعة، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على صُبرةِ طعامٍ. فأدخلَ يدَهُ فيها. فنالت أصابعُهُ بللًا. فقالَ ما هذا يا صاحبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتهُ السَّماءُ. يا رسولَ اللَّهِ! قالَ أفلا جعلتَهُ فوقَ الطَّعامِ كي يراهُ النَّاسُ؟ من غَشَّ فليسَ منِّي) (صحيح مسلم 102).
ومن أخلاق العمل في الإسلام أن لا يتقاضى رشوة على عمله، فعن أبي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: (استَعمَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا على صَدَقاتِ بني سُلَيمٍ، يُدعَى ابنَ اللُّتْبِيَّةَ، فلمَّا جاء حاسَبه، قال: هذا مالُكم وهذا هديةٌ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فهلَّا جلَستَ في بيتِ أبيك وأمِّك، حتى تأتيَك هديتُك إن كنتَ صادقًا. ثم خطَبَنا، فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإني أستعمِلُ الرجلَ منكم على العملِ مما ولَّاني اللهُ، فيأتي فيقولُ: هذا مالُكم وهذا هديةٌ أُهدِيَتْ لي، أفلا جلَس في بيتِ أبيه وأمِّه حتى تأتيَه هديتُه، واللهِ لا يأخُذُ أحدٌ منكم شيئًا بغيرِ حقِّه إلا لَقيَ اللهَ يحمِلُه يومَ القيامةِ، فلَأعرِفَنَّ أحدًا منكم لَقيَ اللهَ يحمِلُ بعيرًا له رُغاءٌ، أو بقرةً لها خُوارٌ، أو شاةً تَيْعَرَ. ثم رفَع يدَه حتى رُئِيَ بَياضَ إِبْطِه، يقولُ: اللهم هل بلَّغتُ. بَصْرَ عيني وسَمْعَ أُذُني) (صحيح البخاري 6979).
وعلى الشاب في بداية حياته أن لا يأنف من أي عملٍ ما دام مباحاً لأنه لو كان في قطرٍ أجنبي لقام بأي مهنة وعدَّ نفسه بقبوله فيها من المحظوظين فليفعل ذلك في بلده باختيار حرفةٍ تكفي مطالبه فربما يرفع الله بها شأنه ولو بعد حين وأن يصبر على لأواء البدايات فإنها ليست نزهةً في وقت الأصيل، وهكذا كان سيدنا علي بن ابي طالبٍ رضي الله تعالى عنه بعد هجرته وقد ترك أملاكه في مكة واستوطن المدينة قد لا يجد ما يسدُّ به رمَقَهُ فيقول: (جُعْتُ بالمدينة جوعاً شديداً فخرجت لطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مَدَراً فظننتها تريدُ بلَّهُ فأتيتها فقاطعتها كل ذَنُوبٍ على تمر فعددت ستة عشر ذنوبا حتى محلت يداي ثم أتيت الماء فصببت منه ثم أتيتها فقلت: يكفي هذا فعدت فيها ستة عشرة تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معي منها) (البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة 7 /460 وقال: رواته ثقات، والهيثمي في مجمع الزوائد 4 /100).
♦ ♦ ♦ ♦
وأخيراً:
أمتنا مأزومةٌ تعاني من قلة النابغين المخترعين الناشطين في التخصصات التي تغير الحياة وتفيد الناس وتمكث في الأرض.
وأوطاننا تفتقر إلى إقران القول بالعمل الجادِّ في مجال الادعاء، أوطاننا تشتاق إلى عرق الشباب بعد طموحٍ ودراسةٍ في مجال الطب والتحاليل والهندسة والاعمار واستصلاح الصحراء والتصنيع لننتج ما نأكل وما نلبس وما نتزين به، إننا لفي بلاء مستطير إذ نستورد جلَّ ما نلبس ونستهلك وكثيراً مما نأكل.
إن لدينا ثروة بشرية يهتز لها السهل والجبال والبحار لو خُطِّطَ لها من أهل الذكر في كلِّ فنٍ وعمل وعندها ستشرق الأرض بنور ربها، وهذا يفئ علينا خيراً طائلاً وتشغيلاً فورياً لهذه الطاقات المبعثرة.
إنَّ الجدَّ في العمل دينٌ وعهدةٌ رحمانيةٌ وأمانةٌ محمديةٌ للمؤمنين من بني آدم أودعها الشرع بمحكماته في قلوب وعقول الأمة أفراداً ومجتمعات، ومهما رفعنا بنيان العمل ولو لأزمانٍ قادمة على غير الدين فإننا لن نفلح ولن نتقدم في دروب العاملين خطوةٌ واحدةٌ كما فشلت الجهود في سابق الأزمان، وذلك لأن الدين يربي الضمير والإتقان وإحسان العمل لوجه الله رب العالمين.
نحن نعمل ولكن بالألسنة اللاهبة.. ذاك عمل هذه الأجيال ، ومضت علينا أزمانٌ وعملنا الذي نعمله بأيدينا ليس على المستوى المنشود، ومنذ عشرات السنين سمعنا مجرد سماعٍ وقلنا مجرد قول ما تناقلته الإذاعات في سابق الأيام: "دقَّتْ ساعة العمل" فهل سمعها أهل البطالة؟
نرجو أن نرى للشباب في مجال العمل وجهاً مُشَرِّفاً ونسمع لهم ولحراكهم صوتاً مُدَوِّيّاً، ونرجو لهم أن يقودوا ثورة العمل لا ثورة الكلام وأن يتجمعوا لمليونيات الإنتاج لا مليونيات الإزعاج والتخريب حتى تدور المصانع المتوقفة وليرفع الله عن الأمة البلاء ويعم الرخاء ويزيد العطاء.
ونسأل الله تعالى أن يوفق عباده المؤمنين لصالح الأعمال.
السلام عليكم اختي
مع احترامي لكل ما كتبت من افكار و لتنسيقها لكن اختي لا أتفق معك بتاااااااااتا
الوظيفة هي تجسيد ما تعلمته على ارض الواقع مخالطتك الناس في الدرهم و الدينار قبلها كنت مجرد انسان يعيش على الهامش لا يغير ولا يتغير اما بعدها فانت من كتاب سطور هذه الحياة لا أنسى ما حييت وظيفتي الاولى ولا الثانية ولا الثالثة أي نعم مرت ايام صعاب اشتقت فيها النعاس و راحة البال لكن لما كان ذاك التعب ألم يكن لعمل مهم لا يمكن الاستغناء عنه الم تتعلم في كل يوم شيء جديد ما احلاه ذلك التعب تحس انك تستحق اجرتك نعم ضيعت لحظات مع العائلة لكن ماذا كان سيفيدهم وجودي بدون مال فهو عصب الحياة كما ان وجودي معهم يسمى بطالة لا اتوقع ان بطالتي كانت لتسعد ايا كان
عن نفسي لا أؤمن بما صورته لنا الافلام الاجنبية ان السعادة فيلًا بحوض استحمام و سائق خاص و زوجة ترتدي فاره الثياب و مال لا ينتهي و اولاد بلا مشاكل هذه الجنة أختي هنا دنيا دار الشقاء عمل مشاكل بذل جهد سعي من يريد الراحة فليست هنا العمل نعمة ماذا كنت لتفعلي من دون عمل اين ستصرفين طاقة الشباب في الراحة في النوم ؟ و ما أحلاها سن التقاعد راتب مجاني و قضاء وقت في العبادات و الطاعات و استعداد للقاء الحق و قرب من دار الراحة الابدية اسألي اختي فقط نفسك هذا السؤال ماذا كنت لتفعلي لو لم تعملي تبقي في المنزل الذي بقيتي فيه بطالة لمدة 25 سنة أو يزيد؟
هذه وجهة نظري و سامحني لكن حلاوة التعب ايام عملي لا أنساها خصوصا اذا نجحت فيه
كل ما جاء في الموضوع هو صحيح بالنسبة لأغلب الموظفين و بأخص الخصوص بالنسبة للرجال .. إن كان و لا بد من المرور على الوظيفة فأنصح بجمع مداخيل 4 سنوات و العمل على فتح نشاط مستقل و التوكّل على الله .. في كل الأحوال أنصح بعدم العمل أكثر من 8 سنوات في الوظيفة كأقصى تقدير .. لأنه بعد 8 سنوات سيبدأ تأثير القفص على العصفور (يرجع ما يقدرش يعيش خارج القفص) .. يعني الموظف سيبدأ بعدها فقدان الشجاعة على المغامرة و فقدان القدرة و النشاط على التجربة خارج الوظيفة