التنمية البشرية والسنة النبوية

أم أُنٌَيسة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
27 جويلية 2013
المشاركات
12,522
نقاط التفاعل
34,510
النقاط
2,256
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


التنمية البشرية والسنة النبوية
بقلم: د. سعد الله المحمدي[1]


كعادتها في التميُّز والتألُّق، والإبداع والابتكار، وعنايتها بالسُّنَّة النبويَّة بحثًا ودراسةً، وتدبُّرًا وفَهمًا، اختارت اللجنةُ المنظِّمة لجائزة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الراجحي للسُّنَّة النبويَّة وعلومها بمملكة البحرين، اختارت موضوعَ البحث العلميِّ للدورة الحاليَّة (الرابعة) بعنوان: السنة النبوية والتنمية البشرية؛ لتفتح بذلك من جديد آفاقَ البحث العلميِّ، والدراسة المتأنية، والسباق التأصيلي، والتنافس الشريف بين الباحثين وطلبةِ العلم، ومحبي السنة النبوية، للغوص في بحار السُّنة المطهَّرة، والتنقيب عن لآلئَ ودُرَرٍ وتوجيهات نبويَّة خاصة بالتنمية البشرية في السنة النبوية، على صاحبها أفضلُ الصلاة وأتمُّ التحية.



يدرك الناظرُ في سُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم - وقد أوتي جوامعَ الكلم - وفي سيرته العطرة المباركة: أنَّها حافلة بكلِّ ما مِن شأنه الارتقاء بالإنسان والمجتمع البشريِّ، والعناية به روحيًّا وفكريًّا، وعقليًّا وبدنيًّا؛ مما يعنى أنَّ نصوص السنة النبويَّة لا تهتمُّ بجانبٍ واحدٍ فقط للتنمية، بل تهتمُّ بالتنمية الشاملة للإنسان؛ مِن تنظيمِ شؤونِ حياته وأعمالِه بالمبادرات النافعة، ورَسْمِ الخطط الناجحة لتعامله مع الآخرين، ودورِه في إعمار الأرضِ والارتقاء بالمجتمع.



وبذلك سَبَقَت السنة النبوية النظرياتِ الحديثةَ كافَّةً في مجال التنمية البشريَّة؛ لعنايتها الخاصَّة بالاستثمار في العنصر البشريِّ، وتطوير قدراته في مختلف الجوانب، والنهوض بالمجتمع؛ ليصل إلى أعلى درجات الكمال والرُّقِيِّ، والازدهار والتنمية، ولا عجب في ذلك؛ فالسُّنةُ النبوية شعلةٌ مِن مشكاة النبوة، ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إنِّي أوتيت الكتابَ ومثلَه معه))؛ صحيح الجامع: 2643.



وعلى سبيل المثال لا الحصر اعتَنَت السنةُ النبوية بأهل الكفاءات والمتميِّزين في مختلف المجالات؛ كثنائِه صلى الله عليه وسلم على الصحابيِّ الجليل أُبيِّ بنِ كعبٍ بقوله: ((واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر))؛ أي: ليكن العلمُ هنيئًا لك يا أبا المنذر، وذلك بعد إجابته عن سؤال النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن أعظم آيةٍ في كتاب الله هي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]؛ [صحيح مسلم: 810].



واستخدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساليبَ العصف الذهنيِّ والتفكير الإبداعي، في التعامل مع الصحابة رضي الله عنهم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر: بينا نحن عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم جلوس، إذ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم)): إنَّ مِن الشجر لَمَا بَرَكَته كبرَكة المسلم((، فَظَنَنْت أنَّه يعني النخلةَ، فأردت أن أقول: هي النخلة يا رسول الله، ثم التَفَتُّ فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدَثُهم، فسَكَتُّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هي النخلة))؛ [صحيح البخاري: 5444].



وعَلَّمَهم مهاراتِ الاتصال والتواصل، وتحديد الأولويَّات؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن ليدعو أهل الكتاب للإسلام: ((إنك تأتي قومًا مِن أهل الكتاب فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإنْ هُم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأَعلِمهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم... الحديث))؛ [صحيح مسلم: 19]، وفي رواية لمسلم أنه قال: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه))؛ مما يحدِّد له الأولويات وخارطة الطريق.



وغَرَس فيهم الأخلاقَ الحسنة، والصفاتِ الحميدةَ؛ من التفاؤل، والمسؤولية، والشجاعة، والبرمجة الإيجابيَّة، وتعزيز الثقة بالنفس من خلال الثناء الحسن، والنداء بأحسن الألقاب؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((أمينُ هذه الأُمَّة أبو عبيدة بنُ الجرَّاح))؛ [السلسلة الصحيحة: 441/4].



كما استخدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساليبَ التشويق والتحفيز والإثارة، ومخاطبة العقول والقلوب؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عندما سَأَلَه: مَن أَسْعَد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد ظَنَنْتُ - يا أبا هريرة - ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك؛ لِمَا رأيت مِن حرصك على الحديث، أسعدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله، خالصًا مِن قلبه، أو نَفْسه))؛ [صحيح البخاري: 99].



كما أنَّ السنة النبوية أَوْلَت موضوعات التنمية البشرية عنايةً خاصَّة، فاشتملت نصوصها المباركة على مهارات إدارة الأزمات والمشاكل، واتخاذ القرار، والتخطيط، ولغة الجسد، وفن التفويض، وتنمية الحِرَف والمشاريع الصغيرة، والحثِّ على كسب اليد؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أَكَل أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أنْ يأكل مِن عملِ يده، وإنَّ نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل مِن عَمَلِ يده))؛ [صحيح البخاري: 3417].



واعتَنَت السنة النبوية بتنمية المهارات القيادية، والعمل الجماعيِّ، وبإعداد فريقِ عملٍ حتى في أصغر الحالات؛ وذلك لأنَّ العمل بروح الفريق سرٌّ من أسرار النجاح، ويحقِّق الأهدافَ المشتركة، ولا أدلَّ على ذلك من أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعيين أميرٍ في السفر حيث يقول: ((إذا خَرَج ثلاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحدَهم))؛ [السلسلة الصحيحة: 1322].



وتدعو السنة النبوية إلى نشر رُوح التفاؤلِ والبشارة في الناس، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بَعَث أحدًا من أصحابه في بعض أَمْرِه، قال: ((بشِّرُوا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تعسِّروا))؛ صحيح مسلم: 1732، وتَعَلُّمِ الناسِ أساليبَ وفنونَ التعامل مع الآخرين، أو ما يسمَّى اليوم بفن الإتيكيت في الحياة اليوميَّة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليلُ على الكثير))؛ [صحيح البخاري: 4467].



وكقوله صلى الله عليه وسلم في الاستئذان: ((الاستئذان ثلاث، فإنْ أذِنَ لك، وإلا فارجع))؛ [صحيح الجامع: 2771].

وتهتمُّ السنة النبوية بتعزيز المسؤولية في المجتمع، وبيان أنَّ القيادة تكليفٌ لا تشريف: ((كُلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيَّتِه؛ الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادم راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيته))؛ [صحيح البخاري: 893].



وتعتني بالرعاية الاجتماعيَّة، وتنمية الجوانب العلمية والمعرفية، ومراعاة الأمن والسلامة، وتشجيع الولاء الوظيفيِّ بجانب الصراحة والإخلاص في الموظف، والاعتناء بحقوقه مما تقام لها نقابة العمال في العصر الحديث.



وتحرص السنةُ النبوية على استغلال الموارد الطبيعيَّة، ونماءِ المال واستثماره، وتعزيزِ قدرات الفرد في المجتمع، والعناية بتَرْكِ الانطباع الإيجابيِّ لدى الآخرين: ((لا تَحْقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجه طلق))؛ [صحيح الجامع: 7245].



إلى غير ذلك من الميادين الخصبة في السنة النبوية التي نأمل أنْ يتصدَّى لإبرازها وبحثِها ومناقشتِها وإثرائِها الباحثون وطلبةُ العلم في ظلِّ هذه الدورة المباركة للجائزة.



شمعة أخرى:

نأمل من اللجنة المنظِّمة للجائزة جمعَ أحسنِ المواد في هذا المجال من البحوث الفائزة، ونشرها في بحثٍ واحد من بابِ مِن كلِّ بستانٍ زهرةٌ.



[1] دكتوراه في الأدب العربي، ومدرب معتمد.

رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/sharia/0/122646/#ixzz6wWPemJZY
 
كعادتها في التميُّز والتألُّق، والإبداع والابتكار، وعنايتها بالسُّنَّة النبويَّة بحثًا ودراسةً، وتدبُّرًا وفَهمًا، اختارت اللجنةُ المنظِّمة لجائزة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الراجحي للسُّنَّة النبويَّة وعلومها بمملكة البحرين، اختارت موضوعَ البحث العلميِّ للدورة الحاليَّة (الرابعة) بعنوان: السنة النبوية والتنمية البشرية؛ لتفتح بذلك من جديد آفاقَ البحث العلميِّ، والدراسة المتأنية، والسباق التأصيلي، والتنافس الشريف بين الباحثين وطلبةِ العلم، ومحبي السنة النبوية، للغوص في بحار السُّنة المطهَّرة، والتنقيب عن لآلئَ ودُرَرٍ وتوجيهات نبويَّة خاصة بالتنمية البشرية في السنة النبوية، على صاحبها أفضلُ الصلاة وأتمُّ التحية.



يدرك الناظرُ في سُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم - وقد أوتي جوامعَ الكلم - وفي سيرته العطرة المباركة: أنَّها حافلة بكلِّ ما مِن شأنه الارتقاء بالإنسان والمجتمع البشريِّ، والعناية به روحيًّا وفكريًّا، وعقليًّا وبدنيًّا؛ مما يعنى أنَّ نصوص السنة النبويَّة لا تهتمُّ بجانبٍ واحدٍ فقط للتنمية، بل تهتمُّ بالتنمية الشاملة للإنسان؛ مِن تنظيمِ شؤونِ حياته وأعمالِه بالمبادرات النافعة، ورَسْمِ الخطط الناجحة لتعامله مع الآخرين، ودورِه في إعمار الأرضِ والارتقاء بالمجتمع.



وبذلك سَبَقَت السنة النبوية النظرياتِ الحديثةَ كافَّةً في مجال التنمية البشريَّة؛ لعنايتها الخاصَّة بالاستثمار في العنصر البشريِّ، وتطوير قدراته في مختلف الجوانب، والنهوض بالمجتمع؛ ليصل إلى أعلى درجات الكمال والرُّقِيِّ، والازدهار والتنمية، ولا عجب في ذلك؛ فالسُّنةُ النبوية شعلةٌ مِن مشكاة النبوة، ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إنِّي أوتيت الكتابَ ومثلَه معه))؛ صحيح الجامع: 2643.



وعلى سبيل المثال لا الحصر اعتَنَت السنةُ النبوية بأهل الكفاءات والمتميِّزين في مختلف المجالات؛ كثنائِه صلى الله عليه وسلم على الصحابيِّ الجليل أُبيِّ بنِ كعبٍ بقوله: ((واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر))؛ أي: ليكن العلمُ هنيئًا لك يا أبا المنذر، وذلك بعد إجابته عن سؤال النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن أعظم آيةٍ في كتاب الله هي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]؛ [صحيح مسلم: 810].



واستخدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساليبَ العصف الذهنيِّ والتفكير الإبداعي، في التعامل مع الصحابة رضي الله عنهم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر: بينا نحن عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم جلوس، إذ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم)): إنَّ مِن الشجر لَمَا بَرَكَته كبرَكة المسلم((، فَظَنَنْت أنَّه يعني النخلةَ، فأردت أن أقول: هي النخلة يا رسول الله، ثم التَفَتُّ فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدَثُهم، فسَكَتُّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هي النخلة))؛ [صحيح البخاري: 5444].



وعَلَّمَهم مهاراتِ الاتصال والتواصل، وتحديد الأولويَّات؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن ليدعو أهل الكتاب للإسلام: ((إنك تأتي قومًا مِن أهل الكتاب فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإنْ هُم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأَعلِمهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم... الحديث))؛ [صحيح مسلم: 19]، وفي رواية لمسلم أنه قال: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه))؛ مما يحدِّد له الأولويات وخارطة الطريق.



وغَرَس فيهم الأخلاقَ الحسنة، والصفاتِ الحميدةَ؛ من التفاؤل، والمسؤولية، والشجاعة، والبرمجة الإيجابيَّة، وتعزيز الثقة بالنفس من خلال الثناء الحسن، والنداء بأحسن الألقاب؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((أمينُ هذه الأُمَّة أبو عبيدة بنُ الجرَّاح))؛ [السلسلة الصحيحة: 441/4].



كما استخدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساليبَ التشويق والتحفيز والإثارة، ومخاطبة العقول والقلوب؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عندما سَأَلَه: مَن أَسْعَد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد ظَنَنْتُ - يا أبا هريرة - ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك؛ لِمَا رأيت مِن حرصك على الحديث، أسعدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله، خالصًا مِن قلبه، أو نَفْسه))؛ [صحيح البخاري: 99].



كما أنَّ السنة النبوية أَوْلَت موضوعات التنمية البشرية عنايةً خاصَّة، فاشتملت نصوصها المباركة على مهارات إدارة الأزمات والمشاكل، واتخاذ القرار، والتخطيط، ولغة الجسد، وفن التفويض، وتنمية الحِرَف والمشاريع الصغيرة، والحثِّ على كسب اليد؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أَكَل أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أنْ يأكل مِن عملِ يده، وإنَّ نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل مِن عَمَلِ يده))؛ [صحيح البخاري: 3417].



واعتَنَت السنة النبوية بتنمية المهارات القيادية، والعمل الجماعيِّ، وبإعداد فريقِ عملٍ حتى في أصغر الحالات؛ وذلك لأنَّ العمل بروح الفريق سرٌّ من أسرار النجاح، ويحقِّق الأهدافَ المشتركة، ولا أدلَّ على ذلك من أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعيين أميرٍ في السفر حيث يقول: ((إذا خَرَج ثلاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحدَهم))؛ [السلسلة الصحيحة: 1322].



وتدعو السنة النبوية إلى نشر رُوح التفاؤلِ والبشارة في الناس، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بَعَث أحدًا من أصحابه في بعض أَمْرِه، قال: ((بشِّرُوا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تعسِّروا))؛ صحيح مسلم: 1732، وتَعَلُّمِ الناسِ أساليبَ وفنونَ التعامل مع الآخرين، أو ما يسمَّى اليوم بفن الإتيكيت في الحياة اليوميَّة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليلُ على الكثير))؛ [صحيح البخاري: 4467].



وكقوله صلى الله عليه وسلم في الاستئذان: ((الاستئذان ثلاث، فإنْ أذِنَ لك، وإلا فارجع))؛ [صحيح الجامع: 2771].

وتهتمُّ السنة النبوية بتعزيز المسؤولية في المجتمع، وبيان أنَّ القيادة تكليفٌ لا تشريف: ((كُلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيَّتِه؛ الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادم راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيته))؛ [صحيح البخاري: 893].



وتعتني بالرعاية الاجتماعيَّة، وتنمية الجوانب العلمية والمعرفية، ومراعاة الأمن والسلامة، وتشجيع الولاء الوظيفيِّ بجانب الصراحة والإخلاص في الموظف، والاعتناء بحقوقه مما تقام لها نقابة العمال في العصر الحديث.



وتحرص السنةُ النبوية على استغلال الموارد الطبيعيَّة، ونماءِ المال واستثماره، وتعزيزِ قدرات الفرد في المجتمع، والعناية بتَرْكِ الانطباع الإيجابيِّ لدى الآخرين: ((لا تَحْقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجه طلق))؛ [صحيح الجامع: 7245].



إلى غير ذلك من الميادين الخصبة في السنة النبوية التي نأمل أنْ يتصدَّى لإبرازها وبحثِها ومناقشتِها وإثرائِها الباحثون وطلبةُ العلم في ظلِّ هذه الدورة المباركة للجائزة.



شمعة أخرى:

نأمل من اللجنة المنظِّمة للجائزة جمعَ أحسنِ المواد في هذا المجال من البحوث الفائزة، ونشرها في بحثٍ واحد من بابِ مِن كلِّ بستانٍ زهرةٌ.

1622538909595.png
 
275057281_786822988959269_5850015905520366355_n.jpg
 
شكرا لك موضوع في غاية الاهمية
بورك فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top