- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,694
- نقاط التفاعل
- 28,157
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
[ رَبّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار].
[ رَبّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار].
• هل تعلم أنّ هذه الدعوة العظيمة هي أكثر دعوة كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
• هل تعلم أن هذه الدعوة جمعت خيري الدنيا والآخرة؟
• هل تعلم أن هذه الدعوة هي أشمل الدعاء وأكمله وأفضله؟
[أقصد: دعاء المسألة].
• ختم الله بها آيات الحج من سورة البقرة.." فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله..." ثم أثنى على من دعا بها..
• قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام وَلاَدٍ حسن. لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا ، فأنزل الله فيهم:" فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق" وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" فأنزل الله : "أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب". تفسير ابن كثير 1/ 488
• قال ابن كثير في تفسيره 1/ 488: فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع،
وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام.
• قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ] : " اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" المسند " 3/101، ورواه مسلم 2690/ 26
• وكان أنس ابن مالك رضي الله عنه إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه .
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن شداد يعني أبا طالوت قال: كنت عند أنس بن مالك، فقال له ثابت: إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم. فقال :[ اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار]. وتحدثوا ساعة حتى إذا أرادوا القيام ، قال : يا أبا حمزة ، إن إخوانك يريدون القيام فادع لهم فقال: تريدون أن أشقق لكم الأمور، إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله. الدر المنثور 1/ 559، صحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في العمدة 1/ 251
• وروى الإمام أحمد أيضا : حدثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، وعبد الله بن بكر السهمي ، حدثنا حميد عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟ " قال : نعم ، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله ! لا تطيقه، أو لا تستطيعه، فهلا قلت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . " قال: فدعا الله، فشفاه. انفرد بإخراجه مسلم ، فرواه من حديث ابن أبي عدي به.23/ 2688
• وقال ابن مردويه : حدثنا عبد الباقي ، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور ، حدثنا سعيد بن سليمان ، عن إبراهيم بن سليمان ، عن عبد الله بن هرمز ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكا يقول : آمين . فإذا مررتم عليه فقولوا: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (. الدر المنثور 1/559
وبعد؛ فهذا دعاء ثابتٌ من نصوص الوحيين؛ وإنا عنه غافلون، وإنه من الدروس المستقاة من هذه الأيام ؛ والعقل أن نحافظ عليه، وأن نلتزمه، وأن لانفرط في فضله وبركته..
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار!!