- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,516
- نقاط التفاعل
- 27,911
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(آل عمران : 102)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء: 1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}(الأحزاب 70 : 71 )
أمّا بعد:
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار، نعوذ بالله من النار ومن مآل أهل النار.
بادئ ذي بدء أقول لك أخي القارئ الكريم: لعلّك تستغرب من هذه الترجمة، وهذا العنوان، وعن وجه هذه الإضافة، وتقول في نفسك: ماذا دها الكاتب؟ وما الذي جرى له؟ وهل لـ(( لا إله إلا الله )) روح؟!!!
فأقول: إي وربّي إنّ لـ ((لا إله إلا الله)) روحًا من لم يحي بها فهو الميت، ومن لم يهتد بها فهو الضّال، ومن لم يستأنس بها فهو المستوحش، أولم تسمع إلى قول الحقّ تبارك وتعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأنعام : 122 )
وقوله لا إله غيره: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام : 125 ).
وقوله لا ربّ سواه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر : 22 ).
وقوله جلّ في علاه:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}(الأنعام : 82 )
إذن أخي في الله (( لا إله إلا الله)) ليست مجرّد كلمة تقال، أو عبارة تردد على الألسن ـ وإن كان مجرّد التلفظ بها تحصل به عصمة الدم والمال والعرض ـ وذلك أنّ المنافق يقولها، والجاهل بمدلولها ومعناها يقولها، وكثيرا ممن نصبوا العداء لأهل الإسلام وحزبه يلوكون ألسنتهم بإظهارها لا تجاوز تراقيهم.
ولكن هي بمثابة الدّم للبدن، والهواء للأحياء، و الماء للنبات قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}(إبراهيم24: 25).
فإذا ما تسرّبت إلى بدن العبد، وسرت في جثمانه، وتمكّنت منه، إلاّ وأعلنها مدويّة بأنّه لا معبود بحقٍّ يستحقُّ أن تُصرف له العبادة إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصمد، فتصبح أقوالُه وأعمالُه، حركاتُه وسكناتُه، قيامُه وقعودُه، يقظتُه ونومُه، أكلُه وشرابُه، ذهابُه وإيابُه لله ربّ العالمين لا شريك له كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام 162: 163 ).
إذا تبيّن ذلك: فيا لله من أقوام يهوِّنون من شأن هذه الكلمة وقدرها، ويرمون المنشغلين بها، وبتقريرها، وبيان مدلولها ونواقضها للناس بالتخلف و التقاعس عن خوض ميادين الفكر ومجالاته، بحجّة أنّ هذه الأخيرة لا يخوضها إلاّ الفحول من أهل الفكر والعقل، أمّا تلكم فهي في متناول الجميع، سهلة المأخذ، لا تستحقّ كلّ هذا الجهد وذاك التفاني، حتّى بلغ الشقاء ببعض المنتسبين إلى العلم ـ زعموا ـ ، أنّه أصبح لا يستسيغ سماع الكلام فيها وفي شروطها ومكمّلاتها(1)، و أَيْمُ الله إنّه ليُخشى على أمثال هؤلاء أن يكون فيهم شبه بمن قال سبحانه فيهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (الزمر : 45 )، ومن قال فيهم: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورا} (الإسراء : 46 ).
والمتأمّل في أحوال هذه الأمّة يعلم يقينا أنّ كثيراً من المسلمين لم يفهم حقيقة مدلول هذه الكلمة، ومقتضياتها، ولوازمها، لذلك تجده يجمع بينها وبين ما ينقضها، فنجد بعض المسلمين يتقرّب إلى الأولياء وإلى القبور والأضرحة، بالقربات والذبح والنذر ويسألهم الشفاء والولد والغوث والمدد، ولا يدري أنّه بذلك قد أتى على هذه الكلمة بالهدم والنقض، وكثيرا من المسلمين عوامّهم خاصّةً يجهل أنّ من لوازم هذه الكلمة تحكيم شريعة الله عزّ وجلّ، والتحاكم إليها والرضا بها، فالحكم والتشريع محض حقّ الله تعالى وفعله، كالخلق والرزق والتدبير، والتحاكم إلى شريعته دون ما سواه من إفراده سبحانه بالعبادة، وهومن مقتضى شهادة أنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيما} (النساء : 65 )
إذن فـ((لا إله إلا الله)) غذاء للرّوح، و((لا إله إلا الله))طمأنينة للقلب، و((لا إله إلا الله)) نور للبصر والبصيرة.
ومن أبرز مظاهر هذه الروح، ومن أسمى معانيها، بل هي لبُّها وجوهرُها التي إذا ما خالطت بشاشتُه قلوبَ العباد، وتخلّلت في عروقهم، اهتزّت وربت، وتاقت إلى معبودها، واشتاقت إليه، وتشوّفت إلى الأنس به:
(( هي إظهار الانكسار والافتقار والحاجة إلى الله الواحد القهار، مع كمال الذلّ والمحبة، والإجلال والخضوع ))
ولنلقي نظرة خاطفة على هذه الرّوح وهي متجسّدة في أكملِ عباد الله، وأحبِّهم إليه، وأكرمِهم عليه، وصفوتِه من خلقه، أنبيائِه ورُسُلِه، عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم، مستلّين ذلك كلّه من كلام ربّنا جلّ في عُلاه، على ما فتح الله به سبحانه، سائلا إيّاه جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به عباده المؤمنين والحمد لله ربّ العالمين.
وكتب:
حسّان بن حسين بن محمد بن سليمان آل شعبان
مكة المكرّمة ـ حرسها الله ـ في 7 شوّال 1428هـ
((( آدَمُ عليه السلام )))
آدم عليه السلام هو أوّل الأنبياء، وأبو البشرية جمعاء، خلقه الله تعالى بيده كما أخبر سبحانه بذلك عن نفسه فقال: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}(ص : 75 )، وأسجد له ملائكته كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة : 34 )وعلّمه الأسماء كلّها فقال سبحانه: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة : 31 )، واصطفاه على العالمين، فقال عزّ من قائل: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران : 33 )، وخلق منه أمّنا حوّاء عليها السلام، ثمّ ابتلاهما جلّ شأنه بحكمته وإرادته بنهيه لهما عن الأكل من الشجرة، فلم يزل الشيطان بهما حتّى أغواهما، فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، فخالفا بذلك أمر الله كما أخبر بذلك ربّنا قائلا سبحانه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(البقرة : 35 )، وقال: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (طه 121: 122 )، وقال جلّ شأنه في البقرة: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة : 37 )
قال أهل العلم بالتفسير رحمهم الله في المقصود بهذه الكلمات التي أَلْـهَم الله بها آدم عليه السلام : هي ما ذكره الله عزّ وجلّ عنه وعن أُمِّنا حوّاء عليهما السلام في سورة الأعراف قائلاً: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف : 23 )
ولنقف هُنيهة مع ما تضمّنته هذه الكلمات من الذلّ والافتقار، والتضرّع و الانكسار، والتوسّل وإظهار الحاجة إلى الله الواحد القهّار، ممّا جعلها تستوجب محو الخطيئة، وتكفير السيئة، وقبول التوبة.
واللّه عزّ وجلّ جلّت قدرته بحكمته وإرادته يبتلي العبد تارة ويؤخر عنه تفريج كربته، وقضاء حاجته، ليرى تضرّعه ويسمع نحيبه، ويلمس منه ذلّه وافتقاره إليه، والذي في الحقيقة هو روح العبودية، فسبحانه ما أكرمه وسبحانه ما أرحمه(2).
قال العلاّمة الشيخ محمّد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في فوائد هذه الكلمات:
ومنها أنّ قول الإنسان(ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين)سبب لقبول توبة الله على عبده(3)، لأنّها اعتراف بالذنب.
وفي قول الإنسان: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين) أربعة أنواع من التوسل:
الأوّل: التوسل بالرّبوبية
الثاني: التوسل بحال العبد(ظلمنا أنفسنا).
الثالث:تفويض الأمر لله(وإن لم تغفر لنا وترحمنا).
الرابع: ذكر حال العبد إذا لم تحصل له مغفرة الله ورحمته لقوله (لنكوننّ من الخاسرين)، وهي تُشْبِهُ التوسّلَ بحال العبد، بل هي توسل بحال العبد، وعليه فيكون العبد توسّل بحاله توسّلا قبل الدعاء، وبحاله بعد الدعاء إذا لم يحصل مقصوده.اهـ(4).
ويؤكد هذا المعنى ويجسده قوله صلى الله عليه وسلّم (لا ملجأ ولا منجا منك إلاّ إليك)(5).
فانظر ـ يا رعاك الله ـ إلى ما تضمنته تلك العبارة على جزالتها من ذلك كلّه، ممّا جعلها حقيقة بالقبول، وهذا هو السرّ في وقوع الإجابة بالفاء التي تفيد التعقيب والترتيب في قوله تعالى: {فَتَابَ عَلَيْهِ} ممّا يشعر بأنّ القبول لم يتأخّر ولم يتراخ، ومن هذا الباب قول موسى عليه السلام حينما استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه فوكزه موسى فقضى عليه قال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(القصص : 16 )
وقد كان لآدم عليه السلام من الخصائص والمؤهّلات، ما كان يمكنه معه أن يقتصر على طلب المغفرة والتوبة مجرّدة من ذلك كلّه، لأنّه قام بقلبه من اليقين ما يجعله لا يشكّ ولا يرتاب في سماع دعائه وإجابته، كيف لا وقد خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلّمه الأسماء كلّها، واصطفاه على العالمين كما تقدّم، ولكن كلّما كان الإنسان بالله أعلمَ كان أشدَّ له خشية كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر : 28 ) ، وهو يعلم عليه السلام أنّ ذلك الأحبُّ إلى الله سبحانه.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتّى تتفطّر قدماه، فلمّا راجعته عائشة رضي الله عنها في ذلك شفقة عليه قال(أفلا أكون عبدا شكورا))(6) بأبي هو وأمّي عليه الصلاة والسلام .
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(آل عمران : 102)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء: 1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}(الأحزاب 70 : 71 )
أمّا بعد:
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار، نعوذ بالله من النار ومن مآل أهل النار.
بادئ ذي بدء أقول لك أخي القارئ الكريم: لعلّك تستغرب من هذه الترجمة، وهذا العنوان، وعن وجه هذه الإضافة، وتقول في نفسك: ماذا دها الكاتب؟ وما الذي جرى له؟ وهل لـ(( لا إله إلا الله )) روح؟!!!
فأقول: إي وربّي إنّ لـ ((لا إله إلا الله)) روحًا من لم يحي بها فهو الميت، ومن لم يهتد بها فهو الضّال، ومن لم يستأنس بها فهو المستوحش، أولم تسمع إلى قول الحقّ تبارك وتعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأنعام : 122 )
وقوله لا إله غيره: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام : 125 ).
وقوله لا ربّ سواه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر : 22 ).
وقوله جلّ في علاه:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}(الأنعام : 82 )
إذن أخي في الله (( لا إله إلا الله)) ليست مجرّد كلمة تقال، أو عبارة تردد على الألسن ـ وإن كان مجرّد التلفظ بها تحصل به عصمة الدم والمال والعرض ـ وذلك أنّ المنافق يقولها، والجاهل بمدلولها ومعناها يقولها، وكثيرا ممن نصبوا العداء لأهل الإسلام وحزبه يلوكون ألسنتهم بإظهارها لا تجاوز تراقيهم.
ولكن هي بمثابة الدّم للبدن، والهواء للأحياء، و الماء للنبات قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}(إبراهيم24: 25).
فإذا ما تسرّبت إلى بدن العبد، وسرت في جثمانه، وتمكّنت منه، إلاّ وأعلنها مدويّة بأنّه لا معبود بحقٍّ يستحقُّ أن تُصرف له العبادة إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصمد، فتصبح أقوالُه وأعمالُه، حركاتُه وسكناتُه، قيامُه وقعودُه، يقظتُه ونومُه، أكلُه وشرابُه، ذهابُه وإيابُه لله ربّ العالمين لا شريك له كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام 162: 163 ).
إذا تبيّن ذلك: فيا لله من أقوام يهوِّنون من شأن هذه الكلمة وقدرها، ويرمون المنشغلين بها، وبتقريرها، وبيان مدلولها ونواقضها للناس بالتخلف و التقاعس عن خوض ميادين الفكر ومجالاته، بحجّة أنّ هذه الأخيرة لا يخوضها إلاّ الفحول من أهل الفكر والعقل، أمّا تلكم فهي في متناول الجميع، سهلة المأخذ، لا تستحقّ كلّ هذا الجهد وذاك التفاني، حتّى بلغ الشقاء ببعض المنتسبين إلى العلم ـ زعموا ـ ، أنّه أصبح لا يستسيغ سماع الكلام فيها وفي شروطها ومكمّلاتها(1)، و أَيْمُ الله إنّه ليُخشى على أمثال هؤلاء أن يكون فيهم شبه بمن قال سبحانه فيهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (الزمر : 45 )، ومن قال فيهم: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورا} (الإسراء : 46 ).
والمتأمّل في أحوال هذه الأمّة يعلم يقينا أنّ كثيراً من المسلمين لم يفهم حقيقة مدلول هذه الكلمة، ومقتضياتها، ولوازمها، لذلك تجده يجمع بينها وبين ما ينقضها، فنجد بعض المسلمين يتقرّب إلى الأولياء وإلى القبور والأضرحة، بالقربات والذبح والنذر ويسألهم الشفاء والولد والغوث والمدد، ولا يدري أنّه بذلك قد أتى على هذه الكلمة بالهدم والنقض، وكثيرا من المسلمين عوامّهم خاصّةً يجهل أنّ من لوازم هذه الكلمة تحكيم شريعة الله عزّ وجلّ، والتحاكم إليها والرضا بها، فالحكم والتشريع محض حقّ الله تعالى وفعله، كالخلق والرزق والتدبير، والتحاكم إلى شريعته دون ما سواه من إفراده سبحانه بالعبادة، وهومن مقتضى شهادة أنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيما} (النساء : 65 )
إذن فـ((لا إله إلا الله)) غذاء للرّوح، و((لا إله إلا الله))طمأنينة للقلب، و((لا إله إلا الله)) نور للبصر والبصيرة.
ومن أبرز مظاهر هذه الروح، ومن أسمى معانيها، بل هي لبُّها وجوهرُها التي إذا ما خالطت بشاشتُه قلوبَ العباد، وتخلّلت في عروقهم، اهتزّت وربت، وتاقت إلى معبودها، واشتاقت إليه، وتشوّفت إلى الأنس به:
(( هي إظهار الانكسار والافتقار والحاجة إلى الله الواحد القهار، مع كمال الذلّ والمحبة، والإجلال والخضوع ))
ولنلقي نظرة خاطفة على هذه الرّوح وهي متجسّدة في أكملِ عباد الله، وأحبِّهم إليه، وأكرمِهم عليه، وصفوتِه من خلقه، أنبيائِه ورُسُلِه، عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم، مستلّين ذلك كلّه من كلام ربّنا جلّ في عُلاه، على ما فتح الله به سبحانه، سائلا إيّاه جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به عباده المؤمنين والحمد لله ربّ العالمين.
وكتب:
حسّان بن حسين بن محمد بن سليمان آل شعبان
مكة المكرّمة ـ حرسها الله ـ في 7 شوّال 1428هـ
((( آدَمُ عليه السلام )))
آدم عليه السلام هو أوّل الأنبياء، وأبو البشرية جمعاء، خلقه الله تعالى بيده كما أخبر سبحانه بذلك عن نفسه فقال: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}(ص : 75 )، وأسجد له ملائكته كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة : 34 )وعلّمه الأسماء كلّها فقال سبحانه: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة : 31 )، واصطفاه على العالمين، فقال عزّ من قائل: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران : 33 )، وخلق منه أمّنا حوّاء عليها السلام، ثمّ ابتلاهما جلّ شأنه بحكمته وإرادته بنهيه لهما عن الأكل من الشجرة، فلم يزل الشيطان بهما حتّى أغواهما، فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، فخالفا بذلك أمر الله كما أخبر بذلك ربّنا قائلا سبحانه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(البقرة : 35 )، وقال: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (طه 121: 122 )، وقال جلّ شأنه في البقرة: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة : 37 )
قال أهل العلم بالتفسير رحمهم الله في المقصود بهذه الكلمات التي أَلْـهَم الله بها آدم عليه السلام : هي ما ذكره الله عزّ وجلّ عنه وعن أُمِّنا حوّاء عليهما السلام في سورة الأعراف قائلاً: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف : 23 )
ولنقف هُنيهة مع ما تضمّنته هذه الكلمات من الذلّ والافتقار، والتضرّع و الانكسار، والتوسّل وإظهار الحاجة إلى الله الواحد القهّار، ممّا جعلها تستوجب محو الخطيئة، وتكفير السيئة، وقبول التوبة.
واللّه عزّ وجلّ جلّت قدرته بحكمته وإرادته يبتلي العبد تارة ويؤخر عنه تفريج كربته، وقضاء حاجته، ليرى تضرّعه ويسمع نحيبه، ويلمس منه ذلّه وافتقاره إليه، والذي في الحقيقة هو روح العبودية، فسبحانه ما أكرمه وسبحانه ما أرحمه(2).
قال العلاّمة الشيخ محمّد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في فوائد هذه الكلمات:
ومنها أنّ قول الإنسان(ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين)سبب لقبول توبة الله على عبده(3)، لأنّها اعتراف بالذنب.
وفي قول الإنسان: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين) أربعة أنواع من التوسل:
الأوّل: التوسل بالرّبوبية
الثاني: التوسل بحال العبد(ظلمنا أنفسنا).
الثالث:تفويض الأمر لله(وإن لم تغفر لنا وترحمنا).
الرابع: ذكر حال العبد إذا لم تحصل له مغفرة الله ورحمته لقوله (لنكوننّ من الخاسرين)، وهي تُشْبِهُ التوسّلَ بحال العبد، بل هي توسل بحال العبد، وعليه فيكون العبد توسّل بحاله توسّلا قبل الدعاء، وبحاله بعد الدعاء إذا لم يحصل مقصوده.اهـ(4).
ويؤكد هذا المعنى ويجسده قوله صلى الله عليه وسلّم (لا ملجأ ولا منجا منك إلاّ إليك)(5).
فانظر ـ يا رعاك الله ـ إلى ما تضمنته تلك العبارة على جزالتها من ذلك كلّه، ممّا جعلها حقيقة بالقبول، وهذا هو السرّ في وقوع الإجابة بالفاء التي تفيد التعقيب والترتيب في قوله تعالى: {فَتَابَ عَلَيْهِ} ممّا يشعر بأنّ القبول لم يتأخّر ولم يتراخ، ومن هذا الباب قول موسى عليه السلام حينما استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه فوكزه موسى فقضى عليه قال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(القصص : 16 )
وقد كان لآدم عليه السلام من الخصائص والمؤهّلات، ما كان يمكنه معه أن يقتصر على طلب المغفرة والتوبة مجرّدة من ذلك كلّه، لأنّه قام بقلبه من اليقين ما يجعله لا يشكّ ولا يرتاب في سماع دعائه وإجابته، كيف لا وقد خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلّمه الأسماء كلّها، واصطفاه على العالمين كما تقدّم، ولكن كلّما كان الإنسان بالله أعلمَ كان أشدَّ له خشية كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر : 28 ) ، وهو يعلم عليه السلام أنّ ذلك الأحبُّ إلى الله سبحانه.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتّى تتفطّر قدماه، فلمّا راجعته عائشة رضي الله عنها في ذلك شفقة عليه قال(أفلا أكون عبدا شكورا))(6) بأبي هو وأمّي عليه الصلاة والسلام .