خربشات غيمة
:: عضو منتسِب ::
تقفز يوميا إلى ذهنك ملايين الأفكار. تكتشف مئات الأسباب للبقاء و الرحيل، للتفكير ملياً في ماهية كونك تقبع في المكان الذي أنت فيه، تتراكض داخلك عشرات الأسئلة إن كان ما تفعله الآن هو حقاً ما تريده، أو أنه لا يعدو حتمية فرضها محيطك الخارجي عليك، تصبح أفكارك بذلك مرنة للحدّ الذي يجعلها تأتي و تذهب على نحو بالغ السرعة،،
تتسائل كيف للانسان أن يبتلع هذا الكم من التيه و الضياع، كيف لقلبه أن يحتوي الثقة و الشك و الإيمان و برد اليقين، كيف أن في مكنونه رغبة عارمة لفعل شيء ما لكنه يستطيع بعزم العالم كله أن يزهده إن هو أراد
كيف أن كل أسباب البقاء تمتثل أمامه لكنه يبقى شخصاً لا يحفل سوى بالمغادرة
كيف له أن يشيح النظر عن شيء جليّ أمامه فقط لأن لا يحدث عكس ما يريد له أن يحدث
كيف أن بإمكانه أن يعاقب نفسه بترك أقرب الأشياء إليه
كيف أنه يركن قلبه جانباً خوفاً من سلطته
أنّى له المقدرة على تصنع القسوة و رفض اللين و السخرية من الحب و الأحلام
كيف أنه يستطيع تحويل أحد أو مكان لمقبرة لأنه حزين
كيف لوجهه أن يشع و كل شيء فيه يضمر بالخفوت
كيف له أن يخاطب أحدهم و هو يأمل عدم الرد
كيف باستطاعته التفوه بأعذار واهية لذنب اقترفه آملاً الغفران
كيف أنه متخم بالخواء من الداخل لكنه من الخارج مليّ
أنى له القدرة على ترديد تهاويد الأمل في حين ينساب التردد و الخوف من وجهه
كيف أنه يمنح النور لمن حوله و الإنطِفاء بادٍ في عينيه
من أين لهذا الكائن كل هذه الغرابة والتناق ض و التعقيد !!
آخر تعديل بواسطة المشرف: