- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,700
- نقاط التفاعل
- 28,172
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
الحمد لله والصلاة والسلا على سيدنا رسول الله
حـدود الأخـلاق
* للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدواناً ، ومتى قصرت عنه كان نقصاً ومهانة.
-فللغضب حد وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص ، وهذا كماله. فإذا جاوز حدّه تعدى صاحبه وجار ، وإن نقص عنه جبن ولم يأنف من الرذائل.
- وللحرص حد وهو الكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها ، فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ، ومتى زاد عليه كان شرهاً ورغبه فيما لا تحمد الرغبة فيه.
-وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفةُ أن يتقدم عليه نظيره ، فمتى تعدّى ذلك صار بغياً وظلماً يتمنى زوال النعمة عن المحسودويحرص على إيذائه ، ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همّـه وصغر نفس.
-وللشهوة حد وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نهمة والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات ، ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغاً في طلب الكمال والفضل كانت ضعفاً وعجزاً ومهانة.
-وللراحة حد وهو إجمام النفس والقوى المدركة الفعالة للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يُضعفها الكد والتعب ويضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانياً وكسلاً وإضاعة وفات به أكثر مصالح العبد ، ومتى نقص عنه صار مُضّراً بالقوى موهناً لها وربما انقطع به.
-والجود له حد بين وطرفين ، فمتى جاوز حده صار إسرافاً و تبذيراً ، ومتى نقص عنه كان بخلاً تقتيراً.
-والغيرة لها حد لذا جاوزته صارت تهمه وظناً سيئاً بالبرئ ، وإذا قصّرت عنه كانت نغافلاً ومبادئ دياثه.
-وللتواضع حد إذا جاوزه كان ذلاً ومهانة ، ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر والفخر.
- وللعزِّ حد إذا جاوزه كان كبراً وخلقاً مذموماً ، وإن قصّر عنه انحرف إلى الذلّ والمهانة.
- وضابط هذا كله العـدل ، وهو الأخذ بالوســط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفــريط.
فخير الأمــور الوســط
الفوائـد
ابن قيم الجوزيه