- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,683
- نقاط التفاعل
- 28,150
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
أمر الله عز وجل عباده بالمسارعة بالخيرات والتنافس فيها للفوز بالمغفرة والرضوان، واختص سبحانه بحكمته البالغة وعلمه الواسع أزماناً وأمكنة بمزيد من الفضل والشرف، وحض رسول الله صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه الأزمنة المباركة، يقول صلى الله عليه وسلم: "افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم"(1)، وفي رواية شاهدة لذلك قوله: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدَكم أن يصيبَه منها نفحةٌ لا يشقَى بعدَها أبدًا"(2)، وهذه منة وهِبة ربانية للأمة المحمدية حيث جعل لها كثيراً من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر تعويضاً عن قصر أعمارها.
ومن هذه الأزمان التي تهب فيها نفحات الله تعالى العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي هذه السطور نعرض لفضل العشر وما يستحب فيها من أعمال صالحة:
فضل العشر من ذي الحجة
نوَّه القرآن الكريم بفضل هذه الأيام المباركات، وأبانت السنة الشريفة عن شرفها وعلو قدرها، ويمكن إجمال هذا الفضل في الأمور الآتية:
- أحب أيام العمل الصالح إلى الله:
أن الله عز وجل أقسم بها؛ فقال في محكم تنزيله: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1 -2]، وذهب جمهور المفسرين إلى أنها العشر من ذي الحجة، واختاره ابن كثير حيث قال: "والليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة كما قال بذلك ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد وقتادة والضحاك والسدى ومقاتل ومسروق، وغير واحد من السلف والخلف، وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا: «ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام» (يعني: عشر ذي الحجة) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»(3).
ويؤكد هذا ابن عاشور (ت: 1393هـ) أثناء تفسيره لهذه الآية، فيقول:«وليال عشر: هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر واستغني عن تعريفها بتوصيفها بعشر وإذ قد وصفت بها العدد تعين أنها عشر متتابعة وعدل عن تعريفها مع أنها معروفة ليتوصل بترك التعريف إلى تنوينها المفيد للتعظيم وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي وقت مناسك الحج، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف، وفي ثامنتها ليلة التروية، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر، فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر، وهو قول ابن عباس وابن الزبير»(4).
ومعلوم أن الله إذا أقسم بشيء دل ذلك على عظمته وأهميته، ونقل السيوطي عن أبي القاسم القشيري أنه قال: “القسم بالشيء لا يخرج عن وجهين: إما لفضيلة، أو لمنفعة، فالفضيلة، كقوله تعالى: ﴿وطور سينين وهذا البلد الأمين﴾ [التين: 2 – 3] والمنفعة كقوله تعالى: ﴿والتين والزيتون﴾ [التين: 1](5).
ويرجح ابن القيم (ت: 751ه) أن المقصود بـ"ليال عشر" هو عشر ذي الحجة وأن الله أقسم بها لعظيم أجرها وفضلها؛ فيقول: «والعشر هو عشر ذي الحجة وهو يتضمن أفعالا معظمة من المناسك، وأمكنة معظمة، وهي محلها، وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه، فإن الحج والنسك عبودية محضة لله، وذل وخضوع لعظمته»(6).
- فيها ركن الإسلام الأعظم:
وفيها يتم الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، ولا يخفى على المسلم فضيلته وثوابه العظيم؛ فقد أخرج الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»(7)، وبأداء المسلم فريضة الحج يكون قد حصًل في هذه الأيام أمهات العبادات، وإلى هذا عزى الحافظ ابن حجر علةَ التّفضيل لأيام العشر من ذي الحجّة على غيرها؛ فقال: «والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذِي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادةِ فيهِ؛ وهي الصلاة، والصّيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره»(8).
فهي الأيام المعلومات التي خصها الله تعالى بقوله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28](الآية)، فقد روى البخاري حديثا معلَّقاً مجزوماً(9) به عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «واذكروا الله في أيام معلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق»(10) أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة(11).
- وما أدراك ما يوم عرفة:
ويندرج في هذه الأيام المعلومات؛ يوم عرفة وهو يوم مغفرة الذنوب وتنزُل الرحمات والعتق من النيران، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عباداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو فيتجلى فيقول جل وعلا ماذا أراد هؤلاء؟»(12).
- فيها أعظم الأيام عند الله:
وكذلك فيها يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر"(13) ويوم القر: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرّون فيه بمنى.
أن الله أكمل لنبيه صلى الله عليه وسلم دين الإسلام في يوم من أيامها وهو يوم عرفة حين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالي: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ [المائدة: 3]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً بعرفة يوم الجمعة، وكان أحبار اليهود يقولون: لو نزلت فينا معشر اليهود لاتخذناها عيداً، ومما جاء في الأثر قول كعب: «لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية، لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم، فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه! فقال عمر: أي آية يا كعب؟ فقال: “اليوم أكملت لكم دينكم”، فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه: يوم جمعة، ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد»(14).
ما يستحب فيها من أعمال
ما من لحظة تمر على المؤمن "إلا والله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف المحب لا يمل من التقرب بالنوافل إلى مولاه ولا يأمل إلا قربه ورضاه.. وكل وقت يخيله العبد من طاعة مولاه فقد خسره وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة"(15).
- التوبة وهجران المعاصي:
وجعل الله هذه الأيام العشر من مواسم الطاعات التي يستكثر فيها المؤمن من العمل الصالح تقربا إلى الله عز وجل وابتغاء مرضاته، وندب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام أفضلية العمل في هذه الأيام: بقوله: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر»، فيستقبلها المؤمن بتوبة نصوح وعزم أكيد على عمارتها بالأعمال والأقوال الصالحة وهجر المعاصي.
والناس يتفاوتون في العمل الصالح، لهذا لم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة معروفة في هذه الأيام، وإنما فتح الأبواب للجميع كل حسب قدرته، فكل عمل صالح اجتمع فيه الإخلاص في النية الموافقة للشرع النية يسمى عملا صالحا، فلكل مؤمن أن يتخذ منفذا ليسلك به إلى ربه، فمن المؤمنين الصائم، ومنهم القائم، ومنهم المتصدق، ومنهم الذاكر ومنهم “جامع المنفذ السالك إلى الله تعالى في كل واد، الواصل إليه من كل طريق، فهو جعل وظائف عبوديته قبلة ونصب عينه يؤمها أين كانت، ويسير معها حيث سارت، قد ضرب مع كل فريق بسهم، فأين كانت العبودية وجدته هناك، إن كان علم وجدته مع أهله، أو جهاد وجدته في صف المجاهدين، أو صلاة وجدته في القانتين، أو ذكر وجدته في الذاكرين، أو إحسان ونفع وجدته في زمرة المحسنين…يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها ويتوجه إليها حيث استقرت مضاربُها، لو قيل له: ما تريد من الأعمال ؟ لقال: أريد أن أنفذ أوامر ربي حيث كانت»(16)، كل حسب استعداده وأين يجد لذته ويشعر أنه أقرب إلى ربه.
وقد وردت بعض الآثار في استحباب بعض الأعمال بعينها؛ وهي كالآتي:
- الإكثار من ذكر الله:
ذِكر اللهِ سبحانه وحمده وتكبيره كثيرا؛ كما هو صنيع حجّاجِ البيتِ الحرام؛ "فأهل الموسم يرمون الجمرة فيشرعون في التحلل من إحرامهم بالحج ويقضون تفثهم ويوفون نذورهم ويقربون قرابينهم من الهدايا ثم يطوفون بالبيت العتيق وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله وتكبيره والصلاة"(17)، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»(18)، وروى البخاري أنه: «كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها»(19)، وقال: «وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة: «تكبر يوم النحر» وكن «النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد»(20).
- التكبير في كل مكان:
هذه الآثار تبين أنه يسن للمسلمين إذا دخل عليهم عشر ذي الحجة الجهر بالتكبير في البيوت والمساجد والطرقات والأسواق وغيرِها؛ اقتداءً بالسلف الكرام من الصحابة والتابعين، وهو تكبير مطلق لا يتقيد بوقت؛ يبتدأ بدخولِ الشهر إلى آخرِ أيام التشريق، وهناك تكبير ثان مقيد، يكون عُقيب الصلوات المفروضات ويبتدئ من يوم فجر عرفة إلى صلاة العصر في آخر أيام التشريق؛ فلا يكبَّر بعد ذلك، وصحّت به الآثار عن غير واحد من الصحابة فعن عليّ كرم الله وجهه: «أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ويكبر بعد العصر»(21).
وقد نُقل عن السلف صيغ متعددة مما يدل على أن الأمر فيه سعة، ومن ذاك ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عباس أنه كان “يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من النحر يقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد»(22)، وما أخبر به عبد الرزاق، عن أبي عثمان النهدي قال: كان سلمان يعلمنا التكبير يقول: «كبروا الله: الله أكبر الله أكبر، مرارا…»(23).
- صيام التسع لغير الحاج:
يستحب صوم التسع لغير الحاج، فقد “وروي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر” (24)، قال الإمام النووي عن صيامِ هذِه الأيام: «هي مستحبة استحبابا شديدا، لاسيما التاسع منها»(25) ومن تعذر عليه ذلك، فلا أقل من صيام يوم عرفة، لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال:« “صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده»(26) (الحديث).
- ذبح الأضاحي:
كذلك يشرعُ في ختام هذه العشرِ ذبح الأضاحي قربة لله عز وجل وعملا بسنة إمام المرسلين، واقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السّلام الذي فداه الله سبحانه بذِبح عظيم لما امتثل لأمر ربه بذبح ابنه في رؤية رآها؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافّات:103-107 ]، يقول ابن رجب: “فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك وهو إراقة دماء القرابين”(27)، والأضحية سنة مؤكدة على القادر؛ في قول جماهير أهل العلم، وقد فصل الفقهاء في أحكامها.
و الأعمال الصالحة يشارك بها غير الحاج من حجَّ بيتَه، وينال بها الأجر؛ وهذا من رحمة الله سبحانه بعباده ومن كرمه؛ لأن حج بيته مشروط بالاستطاعة البدنية والمالية، وهو مما لا يستطيعه جميع خلقِه، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: « لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج»(28).
___________________________________
(1) أخرجه الطبراني 1/250، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/162.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، 3/180.
(3) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (ت: 774هـ)، 8/ 390.
(4) تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» محمد الطاهر ابن عاشور، 30/313.
(5) الإتقان، للسيوطي، 2/ 1048 – 1050.
(6) التبيان في أيمان القرآن، ابن قيم الجوزية، 1/ 40.
(7) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، رقم: 1521.
(8) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر، 2/460.
(9) أخرجه البخاري، 1/329) معلّقاً، ووصله عبدُ بن حميد؛ كما قال الحافظ في “فتح الباري” 2/458، والحديث المعلق هو ما حذف من أول إسناده راو أو أكثر.
(10) أخرجه البخاري، كتاب أبواب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق.
(11) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 269.
(12) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، رقم: 1348.
(13) أخرجه أبو داود 1765 بنحوه، وأحمد 19098 باختلاف يسير.
(14) جامع البيان في تأويل القرآن، ابن جرير الطبري (ت: 310هـ)، 5/ 525.
(15) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 223.
(16) طريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن قيم الجوزية، ص: 179.
(17) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 276.
(18) أخرجه أحمد، رقم: 5446)، والدارقطني في “العلل”، 12/376 واللفظ لهما، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، 2971، باختلاف يسير.
(19) أخرجه البخاري، أبواب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق.
(20) أخرجه البخاري، أبواب العيدين، باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.
(21) المصنف في الأحاديث والآثار: أبو بكر بن أبي شيبة، كتاب صلاة العيدين التكبير من أي يوم هو إلى أي ساعة، رقم: 5633.
(22) المصنف في الأحاديث والآثار: أبو بكر بن أبي شيبة، كتاب صلاة العيدين التكبير من أي يوم هو إلى أي ساعة، رقم: 5646.
(23) الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق)، معمر بن أبي عمرو راشد، باب ذكر الله، 20581.
(24) السنن الصغير، البيهقي كتاب الصيام، جماع أبواب الصيام، باب العمل الصالح في العشر من ذي الحجة.
(25) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، النووي، 8 / 71.
(26) أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، رقم: 1162.
(27) لطائف المعارف، ص: 276.
(28) لطائف المعارف، ص:272.
ومن هذه الأزمان التي تهب فيها نفحات الله تعالى العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي هذه السطور نعرض لفضل العشر وما يستحب فيها من أعمال صالحة:
فضل العشر من ذي الحجة
نوَّه القرآن الكريم بفضل هذه الأيام المباركات، وأبانت السنة الشريفة عن شرفها وعلو قدرها، ويمكن إجمال هذا الفضل في الأمور الآتية:
- أحب أيام العمل الصالح إلى الله:
أن الله عز وجل أقسم بها؛ فقال في محكم تنزيله: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1 -2]، وذهب جمهور المفسرين إلى أنها العشر من ذي الحجة، واختاره ابن كثير حيث قال: "والليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة كما قال بذلك ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد وقتادة والضحاك والسدى ومقاتل ومسروق، وغير واحد من السلف والخلف، وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا: «ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام» (يعني: عشر ذي الحجة) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»(3).
ويؤكد هذا ابن عاشور (ت: 1393هـ) أثناء تفسيره لهذه الآية، فيقول:«وليال عشر: هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر واستغني عن تعريفها بتوصيفها بعشر وإذ قد وصفت بها العدد تعين أنها عشر متتابعة وعدل عن تعريفها مع أنها معروفة ليتوصل بترك التعريف إلى تنوينها المفيد للتعظيم وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي وقت مناسك الحج، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف، وفي ثامنتها ليلة التروية، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر، فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر، وهو قول ابن عباس وابن الزبير»(4).
ومعلوم أن الله إذا أقسم بشيء دل ذلك على عظمته وأهميته، ونقل السيوطي عن أبي القاسم القشيري أنه قال: “القسم بالشيء لا يخرج عن وجهين: إما لفضيلة، أو لمنفعة، فالفضيلة، كقوله تعالى: ﴿وطور سينين وهذا البلد الأمين﴾ [التين: 2 – 3] والمنفعة كقوله تعالى: ﴿والتين والزيتون﴾ [التين: 1](5).
ويرجح ابن القيم (ت: 751ه) أن المقصود بـ"ليال عشر" هو عشر ذي الحجة وأن الله أقسم بها لعظيم أجرها وفضلها؛ فيقول: «والعشر هو عشر ذي الحجة وهو يتضمن أفعالا معظمة من المناسك، وأمكنة معظمة، وهي محلها، وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه، فإن الحج والنسك عبودية محضة لله، وذل وخضوع لعظمته»(6).
- فيها ركن الإسلام الأعظم:
وفيها يتم الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، ولا يخفى على المسلم فضيلته وثوابه العظيم؛ فقد أخرج الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»(7)، وبأداء المسلم فريضة الحج يكون قد حصًل في هذه الأيام أمهات العبادات، وإلى هذا عزى الحافظ ابن حجر علةَ التّفضيل لأيام العشر من ذي الحجّة على غيرها؛ فقال: «والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذِي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادةِ فيهِ؛ وهي الصلاة، والصّيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره»(8).
فهي الأيام المعلومات التي خصها الله تعالى بقوله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28](الآية)، فقد روى البخاري حديثا معلَّقاً مجزوماً(9) به عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «واذكروا الله في أيام معلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق»(10) أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة(11).
- وما أدراك ما يوم عرفة:
ويندرج في هذه الأيام المعلومات؛ يوم عرفة وهو يوم مغفرة الذنوب وتنزُل الرحمات والعتق من النيران، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عباداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو فيتجلى فيقول جل وعلا ماذا أراد هؤلاء؟»(12).
- فيها أعظم الأيام عند الله:
وكذلك فيها يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر"(13) ويوم القر: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرّون فيه بمنى.
أن الله أكمل لنبيه صلى الله عليه وسلم دين الإسلام في يوم من أيامها وهو يوم عرفة حين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالي: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ [المائدة: 3]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً بعرفة يوم الجمعة، وكان أحبار اليهود يقولون: لو نزلت فينا معشر اليهود لاتخذناها عيداً، ومما جاء في الأثر قول كعب: «لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية، لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم، فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه! فقال عمر: أي آية يا كعب؟ فقال: “اليوم أكملت لكم دينكم”، فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه: يوم جمعة، ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد»(14).
ما يستحب فيها من أعمال
ما من لحظة تمر على المؤمن "إلا والله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف المحب لا يمل من التقرب بالنوافل إلى مولاه ولا يأمل إلا قربه ورضاه.. وكل وقت يخيله العبد من طاعة مولاه فقد خسره وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة"(15).
- التوبة وهجران المعاصي:
وجعل الله هذه الأيام العشر من مواسم الطاعات التي يستكثر فيها المؤمن من العمل الصالح تقربا إلى الله عز وجل وابتغاء مرضاته، وندب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام أفضلية العمل في هذه الأيام: بقوله: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر»، فيستقبلها المؤمن بتوبة نصوح وعزم أكيد على عمارتها بالأعمال والأقوال الصالحة وهجر المعاصي.
والناس يتفاوتون في العمل الصالح، لهذا لم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة معروفة في هذه الأيام، وإنما فتح الأبواب للجميع كل حسب قدرته، فكل عمل صالح اجتمع فيه الإخلاص في النية الموافقة للشرع النية يسمى عملا صالحا، فلكل مؤمن أن يتخذ منفذا ليسلك به إلى ربه، فمن المؤمنين الصائم، ومنهم القائم، ومنهم المتصدق، ومنهم الذاكر ومنهم “جامع المنفذ السالك إلى الله تعالى في كل واد، الواصل إليه من كل طريق، فهو جعل وظائف عبوديته قبلة ونصب عينه يؤمها أين كانت، ويسير معها حيث سارت، قد ضرب مع كل فريق بسهم، فأين كانت العبودية وجدته هناك، إن كان علم وجدته مع أهله، أو جهاد وجدته في صف المجاهدين، أو صلاة وجدته في القانتين، أو ذكر وجدته في الذاكرين، أو إحسان ونفع وجدته في زمرة المحسنين…يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها ويتوجه إليها حيث استقرت مضاربُها، لو قيل له: ما تريد من الأعمال ؟ لقال: أريد أن أنفذ أوامر ربي حيث كانت»(16)، كل حسب استعداده وأين يجد لذته ويشعر أنه أقرب إلى ربه.
وقد وردت بعض الآثار في استحباب بعض الأعمال بعينها؛ وهي كالآتي:
- الإكثار من ذكر الله:
ذِكر اللهِ سبحانه وحمده وتكبيره كثيرا؛ كما هو صنيع حجّاجِ البيتِ الحرام؛ "فأهل الموسم يرمون الجمرة فيشرعون في التحلل من إحرامهم بالحج ويقضون تفثهم ويوفون نذورهم ويقربون قرابينهم من الهدايا ثم يطوفون بالبيت العتيق وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله وتكبيره والصلاة"(17)، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»(18)، وروى البخاري أنه: «كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها»(19)، وقال: «وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة: «تكبر يوم النحر» وكن «النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد»(20).
- التكبير في كل مكان:
هذه الآثار تبين أنه يسن للمسلمين إذا دخل عليهم عشر ذي الحجة الجهر بالتكبير في البيوت والمساجد والطرقات والأسواق وغيرِها؛ اقتداءً بالسلف الكرام من الصحابة والتابعين، وهو تكبير مطلق لا يتقيد بوقت؛ يبتدأ بدخولِ الشهر إلى آخرِ أيام التشريق، وهناك تكبير ثان مقيد، يكون عُقيب الصلوات المفروضات ويبتدئ من يوم فجر عرفة إلى صلاة العصر في آخر أيام التشريق؛ فلا يكبَّر بعد ذلك، وصحّت به الآثار عن غير واحد من الصحابة فعن عليّ كرم الله وجهه: «أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ويكبر بعد العصر»(21).
وقد نُقل عن السلف صيغ متعددة مما يدل على أن الأمر فيه سعة، ومن ذاك ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عباس أنه كان “يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من النحر يقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد»(22)، وما أخبر به عبد الرزاق، عن أبي عثمان النهدي قال: كان سلمان يعلمنا التكبير يقول: «كبروا الله: الله أكبر الله أكبر، مرارا…»(23).
- صيام التسع لغير الحاج:
يستحب صوم التسع لغير الحاج، فقد “وروي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر” (24)، قال الإمام النووي عن صيامِ هذِه الأيام: «هي مستحبة استحبابا شديدا، لاسيما التاسع منها»(25) ومن تعذر عليه ذلك، فلا أقل من صيام يوم عرفة، لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال:« “صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده»(26) (الحديث).
- ذبح الأضاحي:
كذلك يشرعُ في ختام هذه العشرِ ذبح الأضاحي قربة لله عز وجل وعملا بسنة إمام المرسلين، واقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السّلام الذي فداه الله سبحانه بذِبح عظيم لما امتثل لأمر ربه بذبح ابنه في رؤية رآها؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافّات:103-107 ]، يقول ابن رجب: “فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك وهو إراقة دماء القرابين”(27)، والأضحية سنة مؤكدة على القادر؛ في قول جماهير أهل العلم، وقد فصل الفقهاء في أحكامها.
و الأعمال الصالحة يشارك بها غير الحاج من حجَّ بيتَه، وينال بها الأجر؛ وهذا من رحمة الله سبحانه بعباده ومن كرمه؛ لأن حج بيته مشروط بالاستطاعة البدنية والمالية، وهو مما لا يستطيعه جميع خلقِه، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: « لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج»(28).
___________________________________
(1) أخرجه الطبراني 1/250، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/162.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، 3/180.
(3) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (ت: 774هـ)، 8/ 390.
(4) تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» محمد الطاهر ابن عاشور، 30/313.
(5) الإتقان، للسيوطي، 2/ 1048 – 1050.
(6) التبيان في أيمان القرآن، ابن قيم الجوزية، 1/ 40.
(7) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، رقم: 1521.
(8) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر، 2/460.
(9) أخرجه البخاري، 1/329) معلّقاً، ووصله عبدُ بن حميد؛ كما قال الحافظ في “فتح الباري” 2/458، والحديث المعلق هو ما حذف من أول إسناده راو أو أكثر.
(10) أخرجه البخاري، كتاب أبواب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق.
(11) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 269.
(12) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، رقم: 1348.
(13) أخرجه أبو داود 1765 بنحوه، وأحمد 19098 باختلاف يسير.
(14) جامع البيان في تأويل القرآن، ابن جرير الطبري (ت: 310هـ)، 5/ 525.
(15) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 223.
(16) طريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن قيم الجوزية، ص: 179.
(17) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب الحنبلي، ص: 276.
(18) أخرجه أحمد، رقم: 5446)، والدارقطني في “العلل”، 12/376 واللفظ لهما، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، 2971، باختلاف يسير.
(19) أخرجه البخاري، أبواب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق.
(20) أخرجه البخاري، أبواب العيدين، باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.
(21) المصنف في الأحاديث والآثار: أبو بكر بن أبي شيبة، كتاب صلاة العيدين التكبير من أي يوم هو إلى أي ساعة، رقم: 5633.
(22) المصنف في الأحاديث والآثار: أبو بكر بن أبي شيبة، كتاب صلاة العيدين التكبير من أي يوم هو إلى أي ساعة، رقم: 5646.
(23) الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق)، معمر بن أبي عمرو راشد، باب ذكر الله، 20581.
(24) السنن الصغير، البيهقي كتاب الصيام، جماع أبواب الصيام، باب العمل الصالح في العشر من ذي الحجة.
(25) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، النووي، 8 / 71.
(26) أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، رقم: 1162.
(27) لطائف المعارف، ص: 276.
(28) لطائف المعارف، ص:272.