أقطعوا علينا الهواء خير ،كانت هذه الجملة المجازية المعنى ،تصدر منا حينما نصل الى ذروة القنطة ،واليوم صارت حقيقة مرة يعيشها إخواننا المرضى بإبتلاء كورونا ،لم يعد الأكسيجين متوفرا في غالب مستشفيات الوطن ،صار الهواء الذي يستمتع به الأصحاء منا يشترى بالمال ولا يوجد ،يبحث عنه أقرباء المرضى كما يبحث عن الماء فاقده في الصحراء ،وصل بنا الوباءء إلى قمة العجز ،فلا يكاد صباح يمر ولا مساء يمضي إلا و وجه النشريات الإخبارية عابس كئيب ،تحمل أنباء الموت وكأني حينما أشاهد تلك الأعداد أضع يدي على عنقي خوفا من الإختناق ،كانت تخنقنا هموم اللقمة والآن صار يخنقنا خبر على التلفزيون ،يآه وآه كم كنا نعيش في رغد لم نحمد الله عليه ،كان يعانق الواحد فينا أخاه فرحا مسرورا ،يبسط يده حتى رائحة العرق التي كانت تصدر من إخواننا أصبحت اليوم عزيزة ،ألهذا الحد يبلغ بنا البلاء أن يخشى الواحد فينا أن يحضن أمه أو اخته أو زوجه؟ ،صرنا نخاف الرجوع الى بيوتنا محملين بالعدوى ،نخشى على أهلينا أن نكون سببا في مرضهم خطأ بريء واحد قد يكلف الغالي ،كيف أصبحت حياتنا تعيسة ،أي ذنوب هاته التي منعت شيوخا ادخرو جهدهم ومالهم في سبيل حج بيت الله حتى أغلقت كل الطرق إليه و آه مرة أخرى كم كنا في رغد من العيش لم نوف شكره ،إخواننا يعانون مستشفياتنا في بؤس وتحت قصف البلاء ،لم يعد حلم الطبيب خيارا لأنجب النجباء وهم يرون إخوانهم الأطباء يختطفون واحد تلو الآخر ،حتى الجنازات لم تعد يشهد لها ،ولم يعد أجر حضور الجنازة خيارا لأحدنا ،كيف أصبح العريس يخاف من عرسه ،و المحتفل يخاف من الإحتفاال ،لم اعد أقدر على الكتابة اللهم أرفع عنا الوباء .