- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,754
- نقاط التفاعل
- 28,256
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
لماذا تطالب الفتيات ببيت مستقل بعد الزواج؟
انتشرت، بين بنات اليوم، معتقدات جديدة حول الارتباط في إطار الزواج، وأصبح من أهم شروطهن الإقامة في مسكن منفرد، يحفظ خصوصياتهن، ويضمن راحتهن الشخصية بعيدا عن ضغوط وقيود عائلة الزوج.. تتعدد أسبابهن، لكن الهدف واحد دائما، هو الاستقلالية، مهما كلف ذلك من ثمن.الموظفات أكثرهن مطالبة بالاستقلالية
يفرض برنامج العمل اليومي على السيدات، خاصة المتزوجات، نمط حياة مختلفا عن البقية. فمع أنهن أكثر ديناميكية، وحرصا على أداء مهامهن ومسؤولياتهن الأسرية لتعويض الغياب الدائم، فإن وقتهن الضيق لا يساندهن في ذلك. لذا، نجد الموظفات يخضعن لترتيب خاص، وأسلوب عيش يتطابق مع طبيعة عملهن، قد ينجزن أشغال البيت في المساء، أو مرة في الأسبوع، وبعضهن يطهين طعاما يخزن لثلاثة أيام أو أكثر. لهن قوانين صارمة مع الزوج والأبناء، للحفاظ على النظام العام، والعديد من أوجه الحياة التي لا نجدها داخل العائلات الكبيرة، ويصعب تقبلها والالتزام بها. هذا، ما يدفع بالسيدات العاملات إلى المطالبة بالاستقلالية في السكن، حتى لا تكون مطالبة بالقيام بمهام لا تقوى عليها إلى جانب مهامها المهنية. وهو ما توجهت إليه ليليا، إعلامية بمؤسسة خاصة: “أقمت سنتين في بيت حماتي، كانت كلها خلافات، نظرا إلى خروجي المبكر، وعودتي المتأخرة من العمل. كان علي تنظيف البيت، وإعداد العشاء، وترتيب الغرف، والجلي وغسل الملابس أحيانا، بعد يوم شاق في مهنة المتاعب.. خارت قواي، ما دفعني إلى كراء بيت متواضع جدا..”. تؤكد ليليا أن الإنتاج الفكري يزداد عندما تكون السيدة مرتاحة في بيتها، تسير وفق نظامها الخاص: “أصبحت أقوم بالتنظيف في عطلتي الأسبوعية، ويظل بيتي نظيفا، تخلصت من الخلافات اليومية، وتفرغت لعملي وتربية ابنتي أفضل من أي وقت مضى”. لهذا، لطالما تنصح السيدات العاملات بالمطالبة بمسكن خاص حتى قبل الزواج.التباعد حفظا للعلاقات
في زمن مضى، كانت علاقة أمهاتنا وجداتنا تتوطد بالعشرة، وتطيب بالامتداد تحت سقف واحد، الكنة تعتبر تركها بيت أهلها انتقالا إلى أهل آخرين، تتعلم منهم عاداتهم، وتسير وفق قوانينهم، وتلقنها الحماة ما غفلت أمها عنه، وتمضي اليوميات هادئة بعيدة عن المشاكل والخلافات، يقوم كل من في البيت بمهامه الموكلة إليه، وفقا للأعراف السائدة في جميع العائلات. مع هذا، ظلت الأمثال الشعبية تحذر من هذه العلاقة، وتعتبر اتفاق الحماة والكنة كدخول إبليس الجنة، لأنه، في جميع الأحوال، كانت العروس الجديدة تشعر بالاستغلال وباختلاف البيئة،ولكنها لا تملك حق الدفاع عن نفسها أو مواجهة الحماة. هذه الأخيرة التي نادرا ما تكون راضية عن أداء كنتها، تضعها تلقائيا تحت المراقبة وتضيق عليها. هذا النمط من الحياة الذي يشبه الحرب الباردة، الذي لم يخل منه بيت جزائري، دفع بالكثيرات إلى المطالبة بمسكن مستقل بعد الزواج، حفظا للمودة والعلاقة التي تربطهن بعائلة الزوج. تقول ابتسام، 31 سنة: “رفضتني حماتي منذ البداية، ما أعطاني صورة عن طبيعة الحياة التي قد أعيشها في بيتها بعد الزواج. لذا، اشترطت على زوجي استئجار منزل منفرد، وأخذت أرتب عزومات خاصة لأهله، وأزورهم على فترات بعيدة، وحاولت أن أحسن علاقة ابنهم بهم، كي لا أتعرض للمشاكل. أعلم أن هناك حساسيات مستمرة، لكنني على الأقل أضمن عدم احتكاكي المباشر بحماتي وعائلتها..”.