بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن وكورونا وأفكار لاستثمار الأوقات
"من تأمل حال أهل الأعراف، ووقوفهم يوم القيامة في برزخ بين الجنة والنار، يتطلعون للجنة ونعيمها، ويتعوَّذن من النار وجحيمها، والسبب أنهم قوم تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، تخيَّل لو أُعطي لكل واحد منهم أمنية يومها، فهل تراه يتمنى أكثر من ثانية في الدنيا فقط لا دقيقة بأكملها؟!"[1].
عندما أُطالع أحوالنا ومآلنا، أشعر بحقيقة ما يعيش فيه بعضنا رغم البلاء العظيم الذي غزا العالم، ومهما كان الأمر، فإن النتيجة هي مدى استهانة البعض بالبلاء، ومقابلته بالسخرية والمزاح.
توقفت الحياة من حولنا، وتوقف معه قطار حياتنا، وكأن هذه الأيام التي تمضي ليست جزءًا من عمرنا، وكأنها غير محسوبة من ضمن رأس مالنا الذي نفقده مع كل نفس نتنفَّسه.
كان العديد منا يتحجج بكثرة مشاغله، وامتلاء يومه وضِيق وقته؛ مما لا يسمح له بإنجاز كثير من أهدافه، وإنهاء كثير من مشاريعه التربوية والدعوية التي باتت وقد غطاها غبار الزمن.
وها هي الفرصة قد واتت البعض، وتوقفت حركة الحياة من حولنا، وانكشفت الدنيا على حقيقتها أمام ناظرينا، وشعر كل منا أن الموت أقرب إليه من شراك نعله!
لذا فوجب علينا أن نعيد ترتيب حياتنا، وأن نوقِن أن الإحسان فيما بقِي يغفر ما مضى، وإلا أُخذنا بكليهما.
ولذا كانت هذه المقالة تضع بين أيديكم أفكارًا داعمة، ومقترحات مساندة، لعل أحدكم أن يسلك طريقها، فيصيبه الخير، ويصيبني معه الأجر، فالدال على الخير كفاعله.
المقترحات:
1- اجعل مبتدأ الأمر كتاب الله، خصِّص وقتًا للحفظ ولو خمس آيات كلَّ يوم، وحبذا لو شفعت ذلك بقراءة تفسير لهم يسير كتفسير السعدي، فالخير كل الخير في تدبره، ولن يأتي التدبر إلا بفهمه.
2- أحيِ سنة الجماعة مع أهلك، واجعَل من بيتك مصلًّى لصلاتك أنت وزوجك، وعطِّر جنبات بيتك بالذكر والدعاء.
3- اختر تخصصًا تحب أن تبرع فيه، واجعل هذه الإجازة منطلقك، فأعطه 70 % من قراءتك، وتخصصك هو ما تحبه وتستطيعه ملكاتك، وليس ما فرضته عليك الدراسة، وإن اجتمعا فذلك خير كثير، فاقصد إلى بحر تخصصك، وخلِّ عنك القنوات، فإن كثرة التشتت لا تصنع عقلًا منظمًا.
شرط ان يكون تخصص في ما يرضي الله عز وجل
4- استثمر فرصة قعودك في البيت من الإكثار من النوافل، خاصة نوافل الصيام، فلا مشقة فيه.
5- اجعل هذه الأيام تدريبًا عمليًّا على الصمت، ولا أقصد الصمت عن الخير، ولكن اجعل الشائعات تنقطع عندك ولا تتعداك، فالأجواء مشحونة، وما أكثر الأخبار المكذوبة!
6- الله الله في أبنائك، فقد سقطت أعذارك بالانشغال عنهم، وأتتك الفرصة عند قدميك، فأرِ الله من نفسك خيرًا.
7- افتح لنفسك بابًا لتعلم مهارات جديدة، فالأمر لا يحتاج أكثر من ورقة وقلم، وبحث في اليوتيوب، مع عقل واعٍ، وإرادة قوية.
8- انضم إلى منصات التعليم الإلكتروني، وانهض بنفسك فيما اخترته لها من مجال تُحبه، وحصِّل ما استطعت فيه من دورات، ودوِّن واستذكر وطبِّق ثم انشُر، فزكاة العلم نشره.
9- إن أنعم الله عليك بموفور المال، فتذكر من انقطعت بهم سُبل تحصيل الرزق، وإن أتمَّ عليك ربك موفور الصحة، فقدِّم ما استطعت من عمل خيري تطوعي، والله في عونك يمدك ويعينك.
10- اجعل من منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بك منابرَ خير وتذكير، واجعلها لك أثرًا ممدودًا بعد موتك.
هذه عشر أفكار كاملة، فاعقد العزم وجدِّد النية، فإن فعلتها فلك الأجر عند ربك، وإن منعك المانع، فبنيَّتك تؤجر، والله يتولى السرائر.
اللهم ردنا إلى بيوتك مكبرين مهللين مصلين يا رب العالمين.
[1] كتاب الدقيقة الرابحة، للكاتب، ص 13.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن وكورونا وأفكار لاستثمار الأوقات
"من تأمل حال أهل الأعراف، ووقوفهم يوم القيامة في برزخ بين الجنة والنار، يتطلعون للجنة ونعيمها، ويتعوَّذن من النار وجحيمها، والسبب أنهم قوم تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، تخيَّل لو أُعطي لكل واحد منهم أمنية يومها، فهل تراه يتمنى أكثر من ثانية في الدنيا فقط لا دقيقة بأكملها؟!"[1].
عندما أُطالع أحوالنا ومآلنا، أشعر بحقيقة ما يعيش فيه بعضنا رغم البلاء العظيم الذي غزا العالم، ومهما كان الأمر، فإن النتيجة هي مدى استهانة البعض بالبلاء، ومقابلته بالسخرية والمزاح.
توقفت الحياة من حولنا، وتوقف معه قطار حياتنا، وكأن هذه الأيام التي تمضي ليست جزءًا من عمرنا، وكأنها غير محسوبة من ضمن رأس مالنا الذي نفقده مع كل نفس نتنفَّسه.
كان العديد منا يتحجج بكثرة مشاغله، وامتلاء يومه وضِيق وقته؛ مما لا يسمح له بإنجاز كثير من أهدافه، وإنهاء كثير من مشاريعه التربوية والدعوية التي باتت وقد غطاها غبار الزمن.
وها هي الفرصة قد واتت البعض، وتوقفت حركة الحياة من حولنا، وانكشفت الدنيا على حقيقتها أمام ناظرينا، وشعر كل منا أن الموت أقرب إليه من شراك نعله!
لذا فوجب علينا أن نعيد ترتيب حياتنا، وأن نوقِن أن الإحسان فيما بقِي يغفر ما مضى، وإلا أُخذنا بكليهما.
ولذا كانت هذه المقالة تضع بين أيديكم أفكارًا داعمة، ومقترحات مساندة، لعل أحدكم أن يسلك طريقها، فيصيبه الخير، ويصيبني معه الأجر، فالدال على الخير كفاعله.
المقترحات:
1- اجعل مبتدأ الأمر كتاب الله، خصِّص وقتًا للحفظ ولو خمس آيات كلَّ يوم، وحبذا لو شفعت ذلك بقراءة تفسير لهم يسير كتفسير السعدي، فالخير كل الخير في تدبره، ولن يأتي التدبر إلا بفهمه.
2- أحيِ سنة الجماعة مع أهلك، واجعَل من بيتك مصلًّى لصلاتك أنت وزوجك، وعطِّر جنبات بيتك بالذكر والدعاء.
3- اختر تخصصًا تحب أن تبرع فيه، واجعل هذه الإجازة منطلقك، فأعطه 70 % من قراءتك، وتخصصك هو ما تحبه وتستطيعه ملكاتك، وليس ما فرضته عليك الدراسة، وإن اجتمعا فذلك خير كثير، فاقصد إلى بحر تخصصك، وخلِّ عنك القنوات، فإن كثرة التشتت لا تصنع عقلًا منظمًا.
شرط ان يكون تخصص في ما يرضي الله عز وجل
4- استثمر فرصة قعودك في البيت من الإكثار من النوافل، خاصة نوافل الصيام، فلا مشقة فيه.
5- اجعل هذه الأيام تدريبًا عمليًّا على الصمت، ولا أقصد الصمت عن الخير، ولكن اجعل الشائعات تنقطع عندك ولا تتعداك، فالأجواء مشحونة، وما أكثر الأخبار المكذوبة!
6- الله الله في أبنائك، فقد سقطت أعذارك بالانشغال عنهم، وأتتك الفرصة عند قدميك، فأرِ الله من نفسك خيرًا.
7- افتح لنفسك بابًا لتعلم مهارات جديدة، فالأمر لا يحتاج أكثر من ورقة وقلم، وبحث في اليوتيوب، مع عقل واعٍ، وإرادة قوية.
8- انضم إلى منصات التعليم الإلكتروني، وانهض بنفسك فيما اخترته لها من مجال تُحبه، وحصِّل ما استطعت فيه من دورات، ودوِّن واستذكر وطبِّق ثم انشُر، فزكاة العلم نشره.
9- إن أنعم الله عليك بموفور المال، فتذكر من انقطعت بهم سُبل تحصيل الرزق، وإن أتمَّ عليك ربك موفور الصحة، فقدِّم ما استطعت من عمل خيري تطوعي، والله في عونك يمدك ويعينك.
10- اجعل من منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بك منابرَ خير وتذكير، واجعلها لك أثرًا ممدودًا بعد موتك.
هذه عشر أفكار كاملة، فاعقد العزم وجدِّد النية، فإن فعلتها فلك الأجر عند ربك، وإن منعك المانع، فبنيَّتك تؤجر، والله يتولى السرائر.
اللهم ردنا إلى بيوتك مكبرين مهللين مصلين يا رب العالمين.
[1] كتاب الدقيقة الرابحة، للكاتب، ص 13.