هذا وجهي العصريُ"
أنا آت.. فليرقُبْ كلّ مليك ٍ شحّاذ في أرض الردّة من أين تجيء الطعناتْ..
عبر تخوم الغربة في أجفان صبايا الله وعبر الساقية ِ
أختصرُ الزمن الخائف في عين النسوة.. أزجي الزمن القرشيّ إليها.. لا الدمع و نزف الفقراء ينيخ الرّحلَ.. طوافي خلف قوافل زغب..
فليرقُب.. كلّ مليك ٍ شحّاذ في أرض الردّة من أين تجيء الطعناتْ..
هذا وجهي العصري.. بلا نعل ٍ أرحلُ نحو بلاد الفُرس ِ , وأمْصار الرّوم.. و أرفع وجهي للظلمات أُسَائلُها
وأسَائل رجليّ الداميتين عن الأرض العمياء.. وهمس ِ خفافيشَ سمائي.. و بكلّ مثولي بين يد ِ الغربة ِ أصرخُ.. تصْهل أفراسُ الحرب على أبواب الكعب.. يا أهل الشام..
ووحدي.. أبسِط للملتجئين إلى ظلّ الأحجار السّوداءَ ردائي.. أتقطّع حين ينوس الموت على وجه الحُجّاج..
وبين الصدر المُشرَع للطعنة.. والرمح الظامي أتخثّرُ
أزحمُ ملكوتَ الرهبة صَدْعاً يفصل.. عرباتِ الزمن اللاهث قُدّامي وورائي..
أتصاعدُ في أنفاس الكعبة جمراً.. تتنفسه الصحراء فتحبو حاملةً هزج قبائلها نحو قوافي الحرب..
أزنّرُ نَسَبَ الراجل بالفارس.. والهارب بالثابت في الحومة حتى يرخي النخلُ النادب جنحَ الدمع عليّ..
أبايع في حمحمة الأرماح لوائي..
أضرب شرقاً.. غرباً.. ضرب اليائس.. يسقط وجهي الأوّلْ.. أضرب.. يسقط وجهي الثاني.. أتراجع بالحُجّاج إلى عرفاتَ غباراً يتكسر تحت حوافر ريح الوهن القاصمْ..
ثمّ نموت لنحلمْ.. ثم نقوم لنحلمْ.. ثم نفصّد أوردةً كي نلمح في الدمّ مجيء الأشجار مع اليوم التالي عاقدةً.. فرحَ الأنهار على الهامات عمائمْ..
سليم بركات .