Ozdemir Sirac
:: عضو منتسِب ::
و من لم يؤدب شبابه لن يستطيع أن يؤدب شيخوخته
و من لم يتمرس على كبح نفسه صبيا لن يقدر على ذلك كهلا و سوف تتحول لذته فتصبح عين مهانته إذا طال به الأجل .
و لهذا نرى الله يطيل آجال بعض المسرفين ليكونوا مهزلة عصورهم و ليصبحوا حكاية و نكتة تتندر بها الأجيال للإعتبار حينما يتحول الفجار و الفساق و العتاة فيصبح الواحد منهم طفلا يتبول على نفسه و كسيحا يحبو و معوقا يفأفئ و يتهته ، و تسقط أسنانه التي سبق أن نبتت بالألم فينخرها السوس لتقع مرة أخرى بالألم و تعود أطرافه التي درجت على مشاية فتدرج على عكازين.
و يتحول الوجيه الذي كان مقصودا من الكل إلى عالة و شيئا ثقيلا و كومة من القمامة يتهرب منها الكل .ثم لا يعود يزوره أحد ثم يموت
فلا يشيعه مخلوق .......
و لا تبكيه عين ......
و لا تفتقده أذن ......
و لا يذكره إنسان و كأنه دابة نفقت في حفرة فذلك هو التنكيس الذي ذكره القرآن .
( و من نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) ( 68 - يس ).
و السر في هذه المأساة أن النفس لا تشيخ و لا تهرم و لا تجري عليها طوارئ الزمان التي تجري على الجسد فهي من جوهر آخر.
فالسائق مايزال محتفظا بجميع لياقاته و سيظل شابا على الدوام و إن كانت العربة الشيفروليه الفاخرة قد صدأت آلاتها و أصابها التلف و عجزت عن الحركة و لم تعد للسائق حيلة سوى أن يسحبها .
وتلك هي حادثةالشيخوخة نفس مازالت بكامل رغباتها و شهواتها و لكن لا حيلة لها مع جسد مشلول لم يعد يطاوعها لا حيلة لها سوى أن تسحبه و تجره على كرسي متحرك .
يقول أهل الله في شطحاتهم الصوفية الجميلة إزالة التعلقات بعد فناء الآلات من المحالات .
فهم قد فهموا شيئا أكثر من مجرد أن الأجسام آلات لتنفيذ رغبات النفس ، بل هي أشبه بالسلالم يمكن أن يستخدمها صاحبها في الصعود أو في الهبوط
فالمعدة عضو أكل و لكنها أيضا عضو صيام إذا تسلقت عليها .
و سوف تضيع هذه الفرصة بالشيخوخة و انتهاء الأجل فلا أمل في إزالة التعلقات بعد فناء الآلات فذلك من المحالات .
و بذلك فهموا علاقة النفس بالجسد فهما جدليا فالنفس تؤدب الجسد و لكن الجسد أيضا يؤدب النفس و عملية الردع عملية متبادلة بين الإثنين .
الفرامل المادية مطلوبة لتربية الفرامل السلوكية و العكس صحيح و الأجل محدود يمكن أن يكون عملية إنفاق و تبديد أو عملية بناء و تشييد .
و من لم يتمرس على كبح نفسه صبيا لن يقدر على ذلك كهلا و سوف تتحول لذته فتصبح عين مهانته إذا طال به الأجل .
و لهذا نرى الله يطيل آجال بعض المسرفين ليكونوا مهزلة عصورهم و ليصبحوا حكاية و نكتة تتندر بها الأجيال للإعتبار حينما يتحول الفجار و الفساق و العتاة فيصبح الواحد منهم طفلا يتبول على نفسه و كسيحا يحبو و معوقا يفأفئ و يتهته ، و تسقط أسنانه التي سبق أن نبتت بالألم فينخرها السوس لتقع مرة أخرى بالألم و تعود أطرافه التي درجت على مشاية فتدرج على عكازين.
و يتحول الوجيه الذي كان مقصودا من الكل إلى عالة و شيئا ثقيلا و كومة من القمامة يتهرب منها الكل .ثم لا يعود يزوره أحد ثم يموت
فلا يشيعه مخلوق .......
و لا تبكيه عين ......
و لا تفتقده أذن ......
و لا يذكره إنسان و كأنه دابة نفقت في حفرة فذلك هو التنكيس الذي ذكره القرآن .
( و من نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) ( 68 - يس ).
و السر في هذه المأساة أن النفس لا تشيخ و لا تهرم و لا تجري عليها طوارئ الزمان التي تجري على الجسد فهي من جوهر آخر.
فالسائق مايزال محتفظا بجميع لياقاته و سيظل شابا على الدوام و إن كانت العربة الشيفروليه الفاخرة قد صدأت آلاتها و أصابها التلف و عجزت عن الحركة و لم تعد للسائق حيلة سوى أن يسحبها .
وتلك هي حادثةالشيخوخة نفس مازالت بكامل رغباتها و شهواتها و لكن لا حيلة لها مع جسد مشلول لم يعد يطاوعها لا حيلة لها سوى أن تسحبه و تجره على كرسي متحرك .
يقول أهل الله في شطحاتهم الصوفية الجميلة إزالة التعلقات بعد فناء الآلات من المحالات .
فهم قد فهموا شيئا أكثر من مجرد أن الأجسام آلات لتنفيذ رغبات النفس ، بل هي أشبه بالسلالم يمكن أن يستخدمها صاحبها في الصعود أو في الهبوط
فالمعدة عضو أكل و لكنها أيضا عضو صيام إذا تسلقت عليها .
و سوف تضيع هذه الفرصة بالشيخوخة و انتهاء الأجل فلا أمل في إزالة التعلقات بعد فناء الآلات فذلك من المحالات .
و بذلك فهموا علاقة النفس بالجسد فهما جدليا فالنفس تؤدب الجسد و لكن الجسد أيضا يؤدب النفس و عملية الردع عملية متبادلة بين الإثنين .
الفرامل المادية مطلوبة لتربية الفرامل السلوكية و العكس صحيح و الأجل محدود يمكن أن يكون عملية إنفاق و تبديد أو عملية بناء و تشييد .