كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟

MARYTA

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
29 مارس 2020
المشاركات
1,517
نقاط التفاعل
2,798
النقاط
76
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
الدرس الأول من الوحدة الأولى: أهمية السعي لإطالة العمر.
  • · الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
  • · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الأولى: (أهمية السعي لإطالة العمر).
  • عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
    • · الأول: الهدف الحقيقي من هذه الحيـاة.
    • · الثاني: المشكلة الكبرى في هذه الحياة .
      • · العنصر الأول: الهدف الحقيقي من هذه الحيـاة:
      • أن الساعة التي تمر من حياتنا ولا نحسن استغلالها ستكون علينا حسرة وندامة يوم القيامة وساعتها سيقول كل مقـصر يا ليتني قدمت لحياتي إلا أن يتفضل الله جل وعلا ويتكرم، وهو أهل للكرم.

      ونحن نختلف عن اليهود فإنهم يتمنّون أن تكون حياتهم ليس فيها موت رغبة في ملاذِّ الدنيا، إذ يتمنى أحدهم لو يُعمَّر ألف سنة، قال تبارك وتعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّـاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَّمِنَ الَّذِينَ أَشرَكُوا، يَوَدُّ أَحَدُهُم لَو يُعَمَّرُ أَلـفَ سَنَةٍ وَمَـا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَن يُّعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعمَلُونَ} [سورة البقرة آية (96)].

      وأما المسلم فيحرص على حياته ليس لذاتها، وإنما لكسب أكبر قدر ممكن من الحسنات. فإذا رأى المسلم أن حياته يزداد فيها حسنات وقرباً من الله، دعا الله أن يطيل عمره وأن يحسن عـمله، يشهد لهذا حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قـال يا رسول الله أي الناس خيـر؟ قال:
      ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ))، قال: فأي الناس شر؟ قال: ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ)) [رواه الإمام أحمد والترمذي].

      وإذا رأى أن بقاءه في الحياة سيعـرضه إلى فتن وزيادة سيئات، دعا الله أن يقبـضه إليه غيـر فاتن ولا مفتـون؛ لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان مما يقوله من الدعاء أنه كان يدعو فيقول:
      ((.... وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ،)) [رواه الإمام أحمد والترمذي].

      وهذا لا يعارض ما رواه سعد بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال:
      ((لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ)) [رواه البخاري] لأن الرسول ﷺ أباح تمني الموت عـنـد حصول ضرر يفتن في الدين. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي)) [رواه البخاري].
      • · العنصر الثاني: المشكلة الكبرى في هذه الحياة:
      • §إن أكبر مشكلة تواجـه كل مسلم بل كل إنسان على هذا الوجود هي: أن حيـاته محدودة، ومعدودة بسنوات وأيام بل وثوان لا يستطيع أن يزيد فيـها لحظة واحدة. فمهما بلغ المسلم من حرص وجهـد لكسب الحسنات فلا يزال العـمـر قـصيـراً موازنة بأعـمار الأمم السابقة؛ لحـديث أبـي هـريرة رضي الله عنه أن رسـول الله ﷺ قال: ((أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ)) [رواه الترمذي].
        • § فإن ثلثها سيكون نوماً - على افتراض أن الإنسان ينام ثمانيَ ساعات يوميـاً أي ثلث يومه –
      • فإن ثلثها سيكون نوماً - على افتراض أن الإنسان ينام ثمانيَ ساعات يوميـاً أي ثلث يومه –
      • § وخمس عشرة سنة تكون فترة طفولة ومراهقة ومشاغبة غالباً، وهي قبل سن التكليف،
      • § فيبقى حوالي خمس وعشرين سنة قد يمضي منها على الأقل سنتان تقريباً في تناول وجبات الطعام الثلاث وقضاء الحاجـة ونحو ذلك من الأمـور الملحة – على افتراض مضي ساعتين منها يومياً –
      • § فيبقى حوالي ثلث عمره تقريباً؛ ثلاثة وعشرون سنة، وهو ما ينبغي علـيه أن يشغله في إنتاج أكبـر قدر ممكن من الحسنات. وذلك الثلث يزيد المرء حسرة على قصر عمره الإنتاجي.
      • § ومن هنا تبدأ المشكلة، وتبرز ضرورة الأخذ بأسباب إطالة العمر.
      • نهاية الدرس

    • بهذا ننتهي من هذا المساق
    • ونلقاكم في المساقات القادمة
      عن زادي للتعلم الشرعي
      نفعنا الله واياكم.....





 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يطل أعمارنا في طاعته ويحسن خاتمتنا جميعا
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يطل أعمارنا في طاعته ويحسن خاتمتنا جميعا
وفيك بارك الله اختي الغالية
وجزاك خير الجزاء
ورزقك الدارين ان شاء الله

اسعدني مرورك العطر🌺🌼🌺🌼
 
الدرس الثاني من الوحدة الأولى: مفهوم إطالة العمر.
  • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
  • · أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الثاني من الوحدة الأولى: (مفهوم إطالة العمر).
  • جـاء ذكر إطالة العـمر في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسـول الله ﷺ قال: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) [رواه البخاري].
  • وقد اختلفت توجيهات العلمـاء - رحمهم الله - لمعنى الإطالة الواردة في هذا الحديث، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((والأثر: الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها. وبسط الرزق: توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه، وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور؛ وهو أن الآجـال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص؛ {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لَا يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَّلَا يَستَقدِمُونَ} [سورة الأعراف آية (34)]. وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها:

    • القول الأول: الزيادة بالبركة في عمره:
    • أن هذه الزيادة بالبركة في عمره، والتـوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك


    • القول الثاني الإطالة الحقيقية:
    • أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك، فيظهـر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يَصِلَ رَحِمَه؛ فإن وصلها زيد له أربعون. وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَـاءُ وَيُثبِتُ} [سورة الرعد آية (39)]. فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قَدَره ولا زيادة بل هي مستحيلة، وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهو مـراد الحديث

      • القول الثالث: الذكر الجميل بعد الموت:
      • أن المراد بقـاء ذكره الجميل بعـده فـكـأنه لم يمت.
      وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والأجل أجلان: أجل مطلق يعلمه الله وأجـل مـقيد، وبهـذا يتبين معنـى قـوله ﷺ: ((من سرَّه أن يُبسَطَ له في رزقه وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) [رواه البخاري]. فإن الله أمـر الملك أن يكتـب له أجـلاً وقال: ((إن وصل رحـمه زدته كذا وكذا)) والملك لا يعلم أيزداد أم لا، لكـن الله يعلم ما يستقر عليـه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر)) أهـ [مجموع الفتاوى لابن تيمية (14/490).]
    • وبالنظر لما سبق يتبين أن للعلماء في تفسير معنى الإطالة في العمر ثلاثة أقوال...
    • :
    • · القول الأول: البركة.
      • · القول الثاني: الإطالة الحقيقية.
      • · القول الثالث: الذكر الجميل بعد الموت.
      • والحصيلة التي يجب أن نخرج بها من هذا الخلاف في مفهوم إطالة العمر سواء كـانت على الحـقيـقة أم المجـاز، أن يكون هدفنا في إطالة أعمارنا هو لاستغلال ساعات العـمر وثوانيه وتوظيفه لكسب مزيد من الحسنات. وأما الذي يطول عمره ويسوء عمله فهو من شر الناس.
      • بهذا ننتهي من هذا الدرس
      • ونلقاكم في الدروس القادمة
        عن زادي للتعلم الشرعي
        نفعنا الله واياكم.....

      نهاية الدرس
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم اختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم اختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة
وفيك باركة الله اخي الياس
اسال الله العظيم ان يحفضك من كل سوء
وان يرزقك من كل خير

اسعدني مرورك العطر 🌺🌺🌺
 
اللهم امين يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى اختي الكريمة
 
الدرس الثالث من الوحدة الأولى: حكم الدعاء بطول العمر.
  • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
  • · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الثالث من الوحدة الأولى: (حكم الدعاء بطول العمر).
  • عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من أقوال العلماء حول حكم الدعاء بطول العمر:
  • هذا مما أشكل على العلماء رحمهم الله تعالى وجعلهم يختلفون على قولين فمنهم المانع ومنهم المبيح.
  • القول الأول: المانعون من الدعاء بطول العمر:
    فقد استدلوا بما روته أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أنها قالت: (اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ) قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ …)) [رواه مسلم].
  • رأى النووي رحمه الله تعالى من هذا الحديث أنه لا يستحب الدعاء بطول العمر. فقال في تعليقه على هذا الحديث: (فإن قيل ما الحكمة في نهيها عن الدعاء بالزيادة في الأجل لأنه مفروغ منه، وندبها إلى الدعاء بالاستعاذة من العذاب مع أنه مفروغ منه ق'éأيضاً كالأجل؟
  • فالجواب أن الجميع مفروغ منه ولكن الدعاء بالنجاة من عذاب النار ومن عذاب القبر ونحوهما عبادة، وقد أمر الشرع بالعبادات، وأما الدعاء بطول العـمر فليس عبادة. وكما لا يحسن ترك الصلاة والصوم والذكر اتكالاً على القدر، فكذا الدعاء بالنجاة من النار ونحوه والله أعلم) أ هـ
وروى سفيان الثوري رحمه الله تعالى أن رجـلاً، قال لعمر بن عـبد العزيز: أبقاك الله، قال: قد فرغ من هذا فادع لي بالصلاح.

قال اسماعيل بن إسحاق: أول من كتب ((أطال الله بقاءك)) الزنادقة

  • القول الثاني: المبيحون من الدعاء بطول العمر:
يرى ابن حجر رحمه الله تعالى جواز الدعاء بطول العمر للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس ادع الله له. قـال ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ)). قال الشيخ الألباني عند تعليقه على حديث أنس: (ففيه جواز الدعاء للإنسان بطول العمر، كـما هي العادة في بعض البلاد العربية خـلافاً لقول بعض العلماء، ويؤيده أنه لا فرق بينه وبين الدعاء بالسعادة ونحوها، إذ إن كل ذلك مقدر، فتأمل) أ هـ .

وسُئل فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين عن حكم قول ((أطال الله بقاءك، طال عمرك))؟ فأجاب قائلاً: (لا ينبغي أن يُطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك) أ هـ .

  • الخلاصة:
أن الدعاء بطول العمر مـباح لدعاء الرسول ﷺ لخادمه أنس وإنما الأفضل والمستحب تركه وأن يقتصر الدعاء بالنجاة من عذاب القبر ومن عذاب النار وبالفوز بالجنة وما أشبه ذلك، وأن من رَغِبَ الدعاء بطول العمر أو بشيء له تعلق بالدنيا ينبغي أن يضم إلى دعائه طلب البركة فيه، والصيانة ونحوهما، وأن يتمثل حرصه على هذه الإطالة أيضاً بأعمال البر التي حث عليها الشرع.

  • بهذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
نهاية الدرس
 
آخر تعديل:
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم اختي دمت مبدعة في سماء المنتدى مواضعيك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
وفيك بارك الله اختي الغالية
وجزاك خير الجزاء
ورزقك الدارين ان شاء الله

اسعدني مرورك العطر🌺🌼🌺🌼
أجمعين ان شاء الله
 
الدرس الثالث من الوحدة الأولى: حكم الدعاء بطول العمر.
  • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
  • · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الثالث من الوحدة الأولى: (حكم الدعاء بطول العمر).
  • عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من أقوال العلماء حول حكم الدعاء بطول العمر:
  • هذا مما أشكل على العلماء رحمهم الله تعالى وجعلهم يختلفون على قولين فمنهم المانع ومنهم المبيح.
  • القول الأول: المانعون من الدعاء بطول العمر:
    فقد استدلوا بما روته أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أنها قالت: (اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ) قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ …)) [رواه مسلم].
  • رأى النووي رحمه الله تعالى من هذا الحديث أنه لا يستحب الدعاء بطول العمر. فقال في تعليقه على هذا الحديث: (فإن قيل ما الحكمة في نهيها عن الدعاء بالزيادة في الأجل لأنه مفروغ منه، وندبها إلى الدعاء بالاستعاذة من العذاب مع أنه مفروغ منه ق'éأيضاً كالأجل؟
  • فالجواب أن الجميع مفروغ منه ولكن الدعاء بالنجاة من عذاب النار ومن عذاب القبر ونحوهما عبادة، وقد أمر الشرع بالعبادات، وأما الدعاء بطول العـمر فليس عبادة. وكما لا يحسن ترك الصلاة والصوم والذكر اتكالاً على القدر، فكذا الدعاء بالنجاة من النار ونحوه والله أعلم) أ هـ
وروى سفيان الثوري رحمه الله تعالى أن رجـلاً، قال لعمر بن عـبد العزيز: أبقاك الله، قال: قد فرغ من هذا فادع لي بالصلاح.

قال اسماعيل بن إسحاق: أول من كتب ((أطال الله بقاءك)) الزنادقة

  • القول الثاني: المبيحون من الدعاء بطول العمر:
يرى ابن حجر رحمه الله تعالى جواز الدعاء بطول العمر للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس ادع الله له. قـال ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ)). قال الشيخ الألباني عند تعليقه على حديث أنس: (ففيه جواز الدعاء للإنسان بطول العمر، كـما هي العادة في بعض البلاد العربية خـلافاً لقول بعض العلماء، ويؤيده أنه لا فرق بينه وبين الدعاء بالسعادة ونحوها، إذ إن كل ذلك مقدر، فتأمل) أ هـ .

وسُئل فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين عن حكم قول ((أطال الله بقاءك، طال عمرك))؟ فأجاب قائلاً: (لا ينبغي أن يُطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك) أ هـ .

  • الخلاصة:
أن الدعاء بطول العمر مـباح لدعاء الرسول ﷺ لخادمه أنس وإنما الأفضل والمستحب تركه وأن يقتصر الدعاء بالنجاة من عذاب القبر ومن عذاب النار وبالفوز بالجنة وما أشبه ذلك، وأن من رَغِبَ الدعاء بطول العمر أو بشيء له تعلق بالدنيا ينبغي أن يضم إلى دعائه طلب البركة فيه، والصيانة ونحوهما، وأن يتمثل حرصه على هذه الإطالة أيضاً بأعمال البر التي حث عليها الشرع.

  • بهذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
نهاية الدرس
صلة الرحم تزيد في العمر وتبارك في الرزق: أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» (متفق عليه)، ينسأ معناه: يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره. وأخرج الإمام أحمد في مسنده والبيهقي عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار» (صححه العلامة في صحيح الجامع: 3767). وأخرج الطيالسي عن عمرو بن سهل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلة القرابة مثراة في المال، محبة في الأهل، منسأة في الأجل» (صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع: 3768).
 
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم اختي دمت مبدعة في سماء المنتدى مواضعيك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
وجزاك الله بالمثل
ورزقك الدارين ان شاء الله
اسعدني مرورك العطر🌺🌼🌺🌼
صلة الرحم تزيد في العمر وتبارك في الرزق: أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» (متفق عليه)، ينسأ معناه: يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره. وأخرج الإمام أحمد في مسنده والبيهقي عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار» (صححه العلامة في صحيح الجامع: 3767). وأخرج الطيالسي عن عمرو بن سهل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلة القرابة مثراة في المال، محبة في الأهل، منسأة في الأجل» (صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع: 3768).
جزاك الله خيرا
على الاضافة القيمة
ورزقك الدارين ان شاء الله
اسعدني مرورك العطر🌺🌼🌺🌼

 
الدرس الرابع من الوحدة الأولى: أهمية استثمار الوقت.
  • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
  • · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الرابع من الوحدة الأولى: (أهمية استثمار الوقت).
  • عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
  • الأول: أهمية المحافظة على الوقت في الطاعات.
  • · الثاني: كيف نكسب أجور مضاعفة؟.
  • العنصر الأول: أهمية المحافظة على الوقت في الطاعات:
  • إن نِعَم الله تعالى على عباده لا تعد ولا تحصى؛ قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34]، إن رأس مال العبد المسلم في هذه الدنيا وقت قصير، وأنفاس محدودة، وأيام معدودة؛ فمَن استثمر تلك اللحظات والساعات في أعمال الخير فطوبى له، ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر خسرانًا مبينًا.

    ومن المعلوم أن الله تبارك وتعالى إذا أقسم بشيء، فهذا لبيان أهميته، وعظيم منفعته، ولقد أقسم الله بأزمان وأوقات معينة؛ وذلك لبيان شرف الزمان، وشرف الوقت؛

    • · فقال الله تعالى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 1، 2]،
    • · وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2]،
    • · وقال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]،
    • · وقال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1، 2]، والمقصود بالعصر هو الزمن، وفي قَسَمه سبحانه وتعالى بالعصر دليل على أن أنفس شيء في الحياة هو العمر،
    • · وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62].
    • وقال الله تعالى أيضًا: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [الإسراء: 12]. هذه الآيات السابقة وغيرها دليل قاطع على شرف الوقت.


    • العنصر الثاني: كيف نكسب أجور مضاعفة؟
  • لو تقصينا الطرق المباشرة لإطالة العمر، لوجدناها في صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار. وهذا ما نص عليـه الشارع الحكيم، وحيث أن هدفنا من إطالة أعـمارنا كسـب مزيد من الحسنات لتـقربنا إلى مرضـاة الله عز وجل، فهناك طرق غـيـر مبـاشرة لإطالة الأعمـار، يكسب سالكها أكـبر قدر ممكن من الحسنات في أقصر فترة زمنية ممكنة، ليصبح العمر الإنتـاجي - فيمـا يرى الناظر - يفوق العـمر الزمني، وهذا لا يتأتى إلا بأعـمال ذات ثواب مضاعف.

    وهذا المعنى هو الـذي قصده القول الأول من أقوال أهل العـلم بالبركة في تعريف إطالة العـمر: بأن تعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيـرك إلا في الزمن الكثير. علما بأن الله تبارك وتعالى يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها وإلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف مضاعفة، وذلك فضل من الله تعالى، ولاعتبارات منها قدر إخلاص المرء.

    وهنا يكون السـؤال: كيف يمكن أن تكسب ثواب أعـمـال يفترض أن يستغرق أداؤها زمنا يفوق عمـرك المحدود؟ فكيف يمكن أن تستغل عمرك على افتراض أنه سيكون ستين سنة ليصبح كأنه بلغ ألف سنة أو خمسة آلاف سنة أو عشرة آلاف سنة أو أكثر من ذلك بكثير؟
  • يمكن لك ذلك بأن تسلك سبيلين اثنين هما:

    (۱) الحرص على الأعمال ذات الأجور المضاعفة.

    (۲) الحرص على الأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات.
    • بهذا ننتهي من هذا الدرس
    • ونلقاكم في الدروس القادمة
      عن زادي للتعلم الشرعي
      نفعنا الله واياكم.....
 
بارك الله فيك على المعلومات القيمة اختي جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى
 
بارك الله فيك على المعلومات القيمة اختي جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى
وفيك بارك الله اخي الكريم
وجزاك خيرا
ونفعنا الله واياكم
 
الدرس الأول من الوحدة الثانية: صلة الرحم.
  • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
  • · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
  • · هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الثانية: (صلة الرحم).
  • عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
    • الأول: فضل صلة الرحم.
    • · الثاني: وسائل صلة الأرحام في عصرنا الحالي
    • العنصر الأول: فضل صلة الرحم.
    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول ((من سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وأن يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) [رواه البخاري]. ومعنى يُنسأ بضم أوله وسكون النون بعدها أي: يؤخر.

      إن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها. فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات.

      • العنصر الثاني: وسائل صلة الأرحام في عصرنا الحالي.
      • ودأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم. وأما في وقتنا المعاصر فرغم توافر مختلف وسائل النقل والاتصال كالهاتف والسيارة والبريد التـي ينعم بها كثير من الناس ولله الحمد، إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم، إذ لم يستغل ما سخر الله من تلك الوسائل في صلة الرحم. إن الواحد منا قد يشد الرحال إلى بلد بعـيد للسياحة، ولكنه يتثاقل زيارة لأحد أرحامه وهو في نفس مدينته إن لم أقل في نفس منطقته.


      إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام، فهل تكلف أحدنا واستخدم جهاز الهاتف ليتصل بأحد أرحامه على الأقل ويسلم عليه؟ روى ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلامِ)) [رواه البزار وحسنه الألباني].

      ثم لعل قائلاً مـنا يقول إن من أسباب قطيعة الرحم كثرة مشاغل الناس اليوم وتوسع المدن. ولكن الناظر إلى أمثال أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما زمن حكمهمـا لدولة مترامية الأطراف، مع الرغم من كثرة الأعباء التي كانت على عاتق كل منهما، وعدم توافر الوسائل الحديثة في النقل والاتصال، إلا أن كلًّا منهما كـان يجد من وقته وقتاً لزيارة أرحامه وخـدمة جيرانه. وأما نحن فنجد الواحد منـا يكثر من زيارة أصدقائه والالتقاء بهم ولا يضع في جدوله زيارة أحد أرحامه ولو مرة كل شهر.

      • بهذا ننتهي من هذا الدرس
      • ونلقاكم في الدروس القادمة
        عن زادي للتعلم الشرعي
        نفعنا الله واياكم.....



 
a064ab957ba7723ee39752652c80cd42.jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top