الدرس الأول من الوحدة الأولى: أهمية السعي لإطالة العمر.
- · الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
- · أهلا وسهلا في هذا الدرس.
- · هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الأولى: (أهمية السعي لإطالة العمر).
- عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
- · الأول: الهدف الحقيقي من هذه الحيـاة.
- · الثاني: المشكلة الكبرى في هذه الحياة .
- · العنصر الأول: الهدف الحقيقي من هذه الحيـاة:
- أن الساعة التي تمر من حياتنا ولا نحسن استغلالها ستكون علينا حسرة وندامة يوم القيامة وساعتها سيقول كل مقـصر يا ليتني قدمت لحياتي إلا أن يتفضل الله جل وعلا ويتكرم، وهو أهل للكرم.
ونحن نختلف عن اليهود فإنهم يتمنّون أن تكون حياتهم ليس فيها موت رغبة في ملاذِّ الدنيا، إذ يتمنى أحدهم لو يُعمَّر ألف سنة، قال تبارك وتعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّـاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَّمِنَ الَّذِينَ أَشرَكُوا، يَوَدُّ أَحَدُهُم لَو يُعَمَّرُ أَلـفَ سَنَةٍ وَمَـا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَن يُّعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعمَلُونَ} [سورة البقرة آية (96)].
وأما المسلم فيحرص على حياته ليس لذاتها، وإنما لكسب أكبر قدر ممكن من الحسنات. فإذا رأى المسلم أن حياته يزداد فيها حسنات وقرباً من الله، دعا الله أن يطيل عمره وأن يحسن عـمله، يشهد لهذا حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قـال يا رسول الله أي الناس خيـر؟ قال: ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ))، قال: فأي الناس شر؟ قال: ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ)) [رواه الإمام أحمد والترمذي].
وإذا رأى أن بقاءه في الحياة سيعـرضه إلى فتن وزيادة سيئات، دعا الله أن يقبـضه إليه غيـر فاتن ولا مفتـون؛ لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان مما يقوله من الدعاء أنه كان يدعو فيقول: ((.... وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ،)) [رواه الإمام أحمد والترمذي].
وهذا لا يعارض ما رواه سعد بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال: ((لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ)) [رواه البخاري] لأن الرسول ﷺ أباح تمني الموت عـنـد حصول ضرر يفتن في الدين. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي)) [رواه البخاري].- · العنصر الثاني: المشكلة الكبرى في هذه الحياة:
- §إن أكبر مشكلة تواجـه كل مسلم بل كل إنسان على هذا الوجود هي: أن حيـاته محدودة، ومعدودة بسنوات وأيام بل وثوان لا يستطيع أن يزيد فيـها لحظة واحدة. فمهما بلغ المسلم من حرص وجهـد لكسب الحسنات فلا يزال العـمـر قـصيـراً موازنة بأعـمار الأمم السابقة؛ لحـديث أبـي هـريرة رضي الله عنه أن رسـول الله ﷺ قال: ((أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ)) [رواه الترمذي].
- § فإن ثلثها سيكون نوماً - على افتراض أن الإنسان ينام ثمانيَ ساعات يوميـاً أي ثلث يومه –
- فإن ثلثها سيكون نوماً - على افتراض أن الإنسان ينام ثمانيَ ساعات يوميـاً أي ثلث يومه –
- § وخمس عشرة سنة تكون فترة طفولة ومراهقة ومشاغبة غالباً، وهي قبل سن التكليف،
- § فيبقى حوالي خمس وعشرين سنة قد يمضي منها على الأقل سنتان تقريباً في تناول وجبات الطعام الثلاث وقضاء الحاجـة ونحو ذلك من الأمـور الملحة – على افتراض مضي ساعتين منها يومياً –
- § فيبقى حوالي ثلث عمره تقريباً؛ ثلاثة وعشرون سنة، وهو ما ينبغي علـيه أن يشغله في إنتاج أكبـر قدر ممكن من الحسنات. وذلك الثلث يزيد المرء حسرة على قصر عمره الإنتاجي.
- § ومن هنا تبدأ المشكلة، وتبرز ضرورة الأخذ بأسباب إطالة العمر.
- نهاية الدرس
- نهاية الدرس
- بهذا ننتهي من هذا المساق
- ونلقاكم في المساقات القادمة
عن زادي للتعلم الشرعي
نفعنا الله واياكم.....