- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,357
- نقاط التفاعل
- 27,662
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
تحتمل الحياة الزوجية الكثير من الأخطاء والهفوات، نظرا إلى تشارك جوانب عديدة، ما يوجب على أحد الطرفين الاعتذار، للمحافظة على استمرار العلاقة وتوازنها. مع هذا، لا يزال الاعتذار بين الأزواج عملة نادرة، يؤدي غيابها إلى تصدع الرباط وأحيانا إلى انفكاكه لأسباب واهية.
التي تفضي إلى حالة شعورية معينة، كلها عوامل تتحكم في الأسلوب الأنسب للاعتذار منه عن الأخطاء التي قد تؤذي العلاقة. وصولا إلى هنا، تبدأ معاناة الزوج أو الزوجة للحصول على الرضا والمسامحة. فالبعض يعتقد أن عبارات الاعتذار على شاكلة “سامحني، أعتذر منك، كنت مخطئا وأرجو أن أنال عفوك..” هي قمة الإهانة لشخصه، فيما لا يمكنه أيضا إحضار هدية بعد الخلاف أو تخفيف ظله والتقرب من الطرف الآخر بالمزاح.. لما في ذلك من انتقاص لقيمته، تقول كاميليا، جزائرية مغتربة: “أعاني من ضغوطات كثيرة في العمل، والمنزل، وبالبعد عن الأهل، أنا دائمة الانزعاج والتذمر، وأحيانا عدة، أصب كل ذلك على زوجي، وأسبب له التجريح والأذى قولا أو سلوكا، لكنني لا أجد الأسلوب المناسب لطلب الاعتذار، إذ دائما ما أشعر بأنني أضحي بشكل مبالغ فيه وربما التذلل أمام زوجي يجعلني أبدو مقصرة أو ينقص من قيمتي الكبيرة في عينه”. حول هذا، يشير الخبراء إلى أن تفادي الاعتذار واعتباره إهانة للذات كثيرا ما يعتبر ناجعا مع الشخصيات الاجتماعية الضعيفة، أو التي تبادل الطرف المذنب حبا فائقا وتقديرا مع أنه خلل نفسي أيضا يقتضي ممن يعانون منه التدارك واليقين بأن الاعتذار عند الخطإ مهم في حفظ العلاقات والحرص على سلامتها.
عدم الاعتراف بالخطإ يمنع التسامح ويعمق الهوة
تؤكد الأخصائية النفسية وخبيرة العلاقات الزوجية، الأستاذة بشرى قويدر، على أن هناك العديد من العوامل التي تمنع فئة واسعة من الناس من تقديم الاعتذار، تقول: “من أهمها عدم قدرة الفرد على تحمل مسؤولية خطئه، فشخصيته تجعله دائم الشعور بأنه على حق، ولا تسمح له بالإحساس بالذنب حيال الطرف الآخر، ما يبني في ذهنه فكرة أن الاعتذار يلبسه الخطيئة، ويهدم مكانته لدى الشريك..”. والتصرف على هذا النحو، بحسب مختصين، لا يكون بمحض الإرادة وإنما عبارة عن حالة نفسية تنم عن تصرفات لاشعورية تنبع عن الشخصيات الرجالية بالعادة، وعن فئة ضيقة من السيدات اللواتي لا يقدرن أهمية الزوج، تقول السيدة هجيرة، 44 سنة: “خلال زواج دام قرابة عشرين سنة، لم يحصل أن طلب مني زوجي أن أسامحه على إهانة أو تقصير أو خطإ ارتكبه، لطالما كنت أنا من أفعل، وإن لم أكن المذنبة، لتبديد الخلافات واسترجاع المودة والاستقرار..” من جانب آخر، تؤكد هذه السيدة نظرية علماء النفس بتعميق الهوة بين الطرفين وتأزيم المشكل لدى الشريك الذي لا يعترف بالخطإ، تضيف: “أصبح الأمر يثقل كاهلي، وأشعر بأنني بلا كرامة، خصوصا أمام الأبناء، عندما أصبحت مجبرة بالعادة والتكرار على تقديم الاعتذار وإعادة المياه إلى مجاريها، رغم كوني المظلومة والمعتدى عليها..”.تقديم الاعتذار، هل هو انتقاص من قيمة المعتذر أم تقدير للشريك
كان ولا يزال الاعتذار في مختلف الثقافات والحضارات، نمط حياة، وأسلوبا راقيا لتلطيف الأجواء المشحونة بين الزوجين، سواء كان ذلك بصفة مباشرة عن طريق عبارات واضحة وصريحة، أم غير مباشر بالتقرب من الطرف الثاني بجلب هدية أو بالمساعدة في أشغال المنزل واختلاق الحديث، أو عبر المزاح، ومع أن هناك عشرات الأساليب لتقديم الاعتذار، إلا أن العشرة والمعرفة الحقيقية لجوهر الطرف الآخر وردود أفعاله، وطريقته في التفكيرالتي تفضي إلى حالة شعورية معينة، كلها عوامل تتحكم في الأسلوب الأنسب للاعتذار منه عن الأخطاء التي قد تؤذي العلاقة. وصولا إلى هنا، تبدأ معاناة الزوج أو الزوجة للحصول على الرضا والمسامحة. فالبعض يعتقد أن عبارات الاعتذار على شاكلة “سامحني، أعتذر منك، كنت مخطئا وأرجو أن أنال عفوك..” هي قمة الإهانة لشخصه، فيما لا يمكنه أيضا إحضار هدية بعد الخلاف أو تخفيف ظله والتقرب من الطرف الآخر بالمزاح.. لما في ذلك من انتقاص لقيمته، تقول كاميليا، جزائرية مغتربة: “أعاني من ضغوطات كثيرة في العمل، والمنزل، وبالبعد عن الأهل، أنا دائمة الانزعاج والتذمر، وأحيانا عدة، أصب كل ذلك على زوجي، وأسبب له التجريح والأذى قولا أو سلوكا، لكنني لا أجد الأسلوب المناسب لطلب الاعتذار، إذ دائما ما أشعر بأنني أضحي بشكل مبالغ فيه وربما التذلل أمام زوجي يجعلني أبدو مقصرة أو ينقص من قيمتي الكبيرة في عينه”. حول هذا، يشير الخبراء إلى أن تفادي الاعتذار واعتباره إهانة للذات كثيرا ما يعتبر ناجعا مع الشخصيات الاجتماعية الضعيفة، أو التي تبادل الطرف المذنب حبا فائقا وتقديرا مع أنه خلل نفسي أيضا يقتضي ممن يعانون منه التدارك واليقين بأن الاعتذار عند الخطإ مهم في حفظ العلاقات والحرص على سلامتها.