- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,691
- نقاط التفاعل
- 28,154
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
لا يختلف اثنان على إن الأسرة هي الملاذ الوحيد للعيش بأمان وراحة بال وهي المدرسة التي يتلقى فيها الطفل القيم والمبادئ العليا التي يستند عليها في مستقبله، فالأسرة تصقل شخصية الطفل وتهيئه للتكيف مع المجتمع وتجعله قادراً على التأقلم مع الحياة بحلوها ومرها فنجاح المرء وتفوقه في المجالات العلمية والاجتماعية سره يكمن في البيئة الأسرية الخصبة التي تسمح للجانب الإبداعي والطموح لدى الطفل بأن يتشكل.
فماذا لو كانت هذه الأسرة هشة البنيان ومشتتة؟
كيف ينمو الطفل ويتطور في أسرة مهزوزة؟؟
وما تأثير هذه الخلافات على نفسيته وتكوينه؟؟
مما لا شك فيه أن الطفل وبخلاف تصوراتنا يمكنه أن يحلل الأمور ويدرك أبعادها، فالمواقف الحياتية التي يتعرض لها والتي يظن الجميع أنه لا يعيها ولا يتأثر بها، تترك بصمات واضحة على شخصيته وعلى طريقة تعامله مع الآخرين، لذا فإننا نجد الطبيب النفسي يبدأ معالجة المريض مبتدئا من طفولته البعيدة لفك العقد الموجودة في شخصيته.
الخلافات الأسرية
فالطفل الذي يعيش في أسرة تهشمت أوصالها بسبب الخلافات الأسرية، وتصدعت جدرانها بصرخات يومية، يشعر بما يهدد استقراره وهدوءه ويبقى في حيرة من أمره مراقبا بهدوء وصمت جميع الأحداث، وكل ما يدور حوله، ولا يظهرعليه أية انفعالات ولا ردود أفعال ولكن الأحداث تنطبع في ذاكرته، لذا ينصح الأطباء والأخصائيين النفسيين الآباء والأمهات عند حدوث أي خلاف أو سوء فهم بينهما أبعاد الأطفال الصغارلاسيما إذا تطور الأمر إلى صراخ وضجيج، فهذا يؤدي إلى زرع الكراهية والعدوانية في نفسية الطفل وغالبا ما يتكون لديه اعتقاد بأنه سبب الخلاف وفي ظل هذه الأجواء فإن الطفل يكون فريسة سهلة المنال للأمراض والعقد النفسية والاجتماعية والتي تختلف درجات تأثيرها حسب عمر الطفل وحسب نوعية الخلاف.. فإن كانت الخلافات مؤقتة ولمدة يوم أو يومين ثم ينتهي كل شيء فذلك أمر عادي وسهل التجاوز، ولكنها تكون خطيرة ومؤثرة إذا ما تكررت الخلافات دون أن يتمكن الوالدان من الوصول إلى حل جذري لمشاكلهم فإن ذلك يسبب للطفل (وخاصة إذا كان دون العاشرة من عمره) اضطرابات سلوكية واضحة وتتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز وخاصة في المدرسة حيث تتراجع مقدراته على الإستيعاب، وإذا كان الطفل صغيرا جدا فآثار الخلافات هذه تظهر عنده على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد أنه من دون سبب، يرافقه تبول لا إرادي وفقدان للشهية.
ضياع الأطفال
وكلما تطور الخلاف وطال كلما كثرت السلبيات وزادت الأمور تعقيدا فكثير من الأسر تكون فيها الخلافات يومية ومستمرة، بحيث يعجز الوالدان على الحد منها أو إيجاد الحلول الناجعة لها، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة فيشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس ولن يبقى أمامهم حل سوى الهروب من البيئة المحيطة بهم إلى محيط آخر ظننا منه أنها ستجلب له الراحة والطمأنينة المفقودة، ليدخل في متاهات وضياع وليتعرف على رفاق السوء عله يجد لديهم نوعا من المحبة لاسيما إذا كانت هناك فترات متقطعة من الانفصال بين الزوجين.. والمراهق شديد التأثر بسلوك والديه ففي المرحلة التي يحتاج فيها إلى النصح والإرشاد والشعور بالمحبة والألفة، يدخل في جو من الحرمان والضياع، قد تدفع به هذا الشرخ العميق في العلاقات الأسرية إلى ارتكاب الكثير من المعاصي والتهور والعصبية النفسية التي تدخله في طريق مسدود لاسيما إذا صادفه محرضات خارجية كرفاق السوء، ليرتمي في النهاية في أحضان الفساد ظناً منه أنه يعاقب والديه اللذين سببا له كل هذه المآسي.
ومن هنا يؤكد أكثر الباحثين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين بضروة التعامل بالحساسية المفرطة تجاه تربية الأطفال وعدم إقحامهم في الخلافات العائلية واليومية حفاظا عليهم وعلى مستقبلهم.
يتحتم علينا في النهاية ألا نخلط بين أمرين هامين هما الخلافات العميقة والكبيرة وبين أهمية الحوار والنقاش في الأسرة فهذه الأخيرة تعتبر الملح الذي يعطي للحياة الزوجية طعمها وقد أشار إلى ذلك العالم النفسي الفرنسي بياترس روبير والذي أكد على أنه يجب علينا أن نشرك أبناءنا في بعض المناقشات لأن النقاش والاختلاف في الرأي هو مصدر غني يستمد منه الطفل قدرته على التواصل مع الآخرين وعلى استمرار جو المحبة بين أفراد الأسرة.
فماذا لو كانت هذه الأسرة هشة البنيان ومشتتة؟
كيف ينمو الطفل ويتطور في أسرة مهزوزة؟؟
وما تأثير هذه الخلافات على نفسيته وتكوينه؟؟
مما لا شك فيه أن الطفل وبخلاف تصوراتنا يمكنه أن يحلل الأمور ويدرك أبعادها، فالمواقف الحياتية التي يتعرض لها والتي يظن الجميع أنه لا يعيها ولا يتأثر بها، تترك بصمات واضحة على شخصيته وعلى طريقة تعامله مع الآخرين، لذا فإننا نجد الطبيب النفسي يبدأ معالجة المريض مبتدئا من طفولته البعيدة لفك العقد الموجودة في شخصيته.
الخلافات الأسرية
فالطفل الذي يعيش في أسرة تهشمت أوصالها بسبب الخلافات الأسرية، وتصدعت جدرانها بصرخات يومية، يشعر بما يهدد استقراره وهدوءه ويبقى في حيرة من أمره مراقبا بهدوء وصمت جميع الأحداث، وكل ما يدور حوله، ولا يظهرعليه أية انفعالات ولا ردود أفعال ولكن الأحداث تنطبع في ذاكرته، لذا ينصح الأطباء والأخصائيين النفسيين الآباء والأمهات عند حدوث أي خلاف أو سوء فهم بينهما أبعاد الأطفال الصغارلاسيما إذا تطور الأمر إلى صراخ وضجيج، فهذا يؤدي إلى زرع الكراهية والعدوانية في نفسية الطفل وغالبا ما يتكون لديه اعتقاد بأنه سبب الخلاف وفي ظل هذه الأجواء فإن الطفل يكون فريسة سهلة المنال للأمراض والعقد النفسية والاجتماعية والتي تختلف درجات تأثيرها حسب عمر الطفل وحسب نوعية الخلاف.. فإن كانت الخلافات مؤقتة ولمدة يوم أو يومين ثم ينتهي كل شيء فذلك أمر عادي وسهل التجاوز، ولكنها تكون خطيرة ومؤثرة إذا ما تكررت الخلافات دون أن يتمكن الوالدان من الوصول إلى حل جذري لمشاكلهم فإن ذلك يسبب للطفل (وخاصة إذا كان دون العاشرة من عمره) اضطرابات سلوكية واضحة وتتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز وخاصة في المدرسة حيث تتراجع مقدراته على الإستيعاب، وإذا كان الطفل صغيرا جدا فآثار الخلافات هذه تظهر عنده على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد أنه من دون سبب، يرافقه تبول لا إرادي وفقدان للشهية.
ضياع الأطفال
وكلما تطور الخلاف وطال كلما كثرت السلبيات وزادت الأمور تعقيدا فكثير من الأسر تكون فيها الخلافات يومية ومستمرة، بحيث يعجز الوالدان على الحد منها أو إيجاد الحلول الناجعة لها، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة فيشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس ولن يبقى أمامهم حل سوى الهروب من البيئة المحيطة بهم إلى محيط آخر ظننا منه أنها ستجلب له الراحة والطمأنينة المفقودة، ليدخل في متاهات وضياع وليتعرف على رفاق السوء عله يجد لديهم نوعا من المحبة لاسيما إذا كانت هناك فترات متقطعة من الانفصال بين الزوجين.. والمراهق شديد التأثر بسلوك والديه ففي المرحلة التي يحتاج فيها إلى النصح والإرشاد والشعور بالمحبة والألفة، يدخل في جو من الحرمان والضياع، قد تدفع به هذا الشرخ العميق في العلاقات الأسرية إلى ارتكاب الكثير من المعاصي والتهور والعصبية النفسية التي تدخله في طريق مسدود لاسيما إذا صادفه محرضات خارجية كرفاق السوء، ليرتمي في النهاية في أحضان الفساد ظناً منه أنه يعاقب والديه اللذين سببا له كل هذه المآسي.
ومن هنا يؤكد أكثر الباحثين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين بضروة التعامل بالحساسية المفرطة تجاه تربية الأطفال وعدم إقحامهم في الخلافات العائلية واليومية حفاظا عليهم وعلى مستقبلهم.
يتحتم علينا في النهاية ألا نخلط بين أمرين هامين هما الخلافات العميقة والكبيرة وبين أهمية الحوار والنقاش في الأسرة فهذه الأخيرة تعتبر الملح الذي يعطي للحياة الزوجية طعمها وقد أشار إلى ذلك العالم النفسي الفرنسي بياترس روبير والذي أكد على أنه يجب علينا أن نشرك أبناءنا في بعض المناقشات لأن النقاش والاختلاف في الرأي هو مصدر غني يستمد منه الطفل قدرته على التواصل مع الآخرين وعلى استمرار جو المحبة بين أفراد الأسرة.