- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,409
- نقاط التفاعل
- 27,747
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أسباب رقي الإنسان وتقدمه ونجاحه: إتقانه لعمله، والحرص على الإتيان به على الشكل المرضي والمطلوب، وبأفضل الوسائل المتاحة، والإنسان بفطرته السليمة يحب العمل المتقن، ويبغض ضده.
ولله المثل الأعلى، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بإتقان وإحكام، وأخبر بذلك عن نفسه سبحانه، فقال: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون ﴾ [النمل: 88]، وقال سبحانه: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 37 - 40].
إتقان العمل مطلوب في كل شيء، وأولى الأعمال بالإتقان هو العمل الذي يُعرَض على رب العالمين، ونحن نعلم أنه إذا قيل لأحد الموظفين: عملك هذا سيُعرض على المسؤول الفلاني، فسيبذل قُصارى جُهدِه في إخراجه في أعلى معايير الدقة، فكيف - ولله المثل الأعلى - إذا كان العمل سيُعرض على رب العالمين؟ أليس حريًّا بنا أن نكون فيه أكثر إتقانًا؟ لا سيما وقد دلت النصوص على أن الله تعالى يحب العمل المتقن ولو في أيسر الأمور؛ فهو من أسباب الحصول على محبة الله تعالى، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: ((إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))؛ صححه الألباني في صحيح الجامع.
ولذا حثَّ الإسلام على الإتقان في جميع العبادات، فعلى سبيل المثال: رغَّبنا في إتقان الوضوء، حتى في المكاره، كالبرد الذي توجد فيه المشقة، قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المَكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكُمُ الرِّباط))؛ رواه مسلم.
وحذَّر صلى الله عليه وسلم من الإخلال ولو بركن واحد من أركان الوضوء، عن عبدالله بن عمرو قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنا بماءٍ بالطريق تعجَّل قومٌ عند العصر، فتوضؤوا وهم عجالٌ، فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويلٌ للأعقاب من النار؛ أسبغوا الوضوء))؛ رواه البخاري ومسلم.
وهذا يلفت عناية المسلم إلى الحرص على الإتقان، وأنه في غاية الأهمية، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، فنجد أنه يأمر ذلك الأعرابي أن يُعيد الصلاة ثلاث مرات؛ لأنه لم يتقن أداءها، فكان يقول له: ((ارجع فصلِّ، فإنك لم تُصلِّ))؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وكذلك قُلْ في الحج، فلا بد أن يكون خاليًا من الرفث والجدال والفسوق؛ ليكون حجًّا مبرورًا؛ قال سبحانه: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أتى هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه))؛ رواه مسلم.
ولدينا في القرآن مادة التجويد؛ يعني: إتقان القراءة، وفي هذا العصر أهل الدنيا يقولون: الجودة أولًا.
الإتقان مطلوب ومرغَّب فيه في حفظ القرآن وتعلمه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران))؛ رواه مسلم، وهكذا في سائر العبادات، الإحسان أمر مرغوب، والإتقان جميل ومطلوب.
وهذا هو الإتقان الذي تميزت به أمة الإسلام، وسادت الأمم لما تمسكت به، الإتقان مطلوب في كل شيء؛ لأنه إحسان والله يحب المحسنين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرته، فلْيُرِح ذبِيحته))؛ رواه مسلم.
إذًا حتى في ذبح البهيمة وإزهاق روحها، يجب أن يكون هذا بإتقان؛ حتى لا يُفقد الإحسان بتعذيب هذه البهيمة.
والإتقان يؤجر عليه المسلم إذا كان ابتغاء مرضاة الله؛ فلا تحرم نفسك الأجر إذا كنت متقنًا، وإن من الخسارة أن يكون الهدف الوحيد من الإتقان هدفًا دنيويًّا، حتى في أعمال الدنيا، كالوظيفة وغيرها، فغير المسلمين تجد منهم من يتقن عمله ولكنه لا يؤجر عليه، والله يجازيه به في الدنيا، أما المسلم فينبغي له أن يجعل الهدف الأول رضا الله؛ لأنه أولى الأهداف.
وأنت أخي الكريم لا شك أنك تتمنى أن يعاملك الناس بالإتقان في جميع الأمور، وإذا اشتريت آلة تبحث عن الشركة التي تتقن الصنع، وكذلك أنت يجب أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، فإن هذا من كمال الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))؛ رواه البخاري ومسلم.
وهكذا في المعاملات الدنيوية مطلوب منا أن نتقن أعمالنا، فأنت أيها المسلم حري بك أن تكون أكثر الناس حرصًا على الإتقان في وظيفتك، أو مهنتك، أو عملك، وأن تكون قدوة لغيرك في ذلك، وهذا في كل وقت؛ لأنك تعلم أن الله مطلع عليك، فلا يكون إتقانك لأجل أحد من المسؤولين.
وينبغي لنا أن نعلم أن الإتقان في العمل من الوفاء بالعقد، وأن التقصير ونقص العمل من الخيانة وإخلاف الوعد، والله تعالى يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، فكما تريد أن تأخذ راتبك وأجرتك كاملة، يجب أن تؤدي عملك كاملًا، بغض النظر عن راتبك قلَّ أو كثر، وسواء قُدرت جهودك أم لا، وسواء كرموك أم نسوك، ولا تترك الانضباط والإتقان بسبب ما تراه من تسيب بعض الموظفين أو العاملين معك؛ فتقليدهم لن يعفيك أمام الله إن أهملت واجبك، وأنت ما دمت رضيت بعملك، وأبرمت العقد على القيام به، فقُمْ به على أكمل وجه، وإن لم يقدر جهدك مسؤولك، فالمهم أنك أرضيت ربك، وكسبت الكسب الحلال الذي لا إثم فيه ولا شبهة.
إن ترك الإتقان يجر على الناس الويلات، وأحيانًا يعرض حياة الناس للخطر، انظر كم يخسر العالم من أرواح وممتلكات بسبب الصناعات الرديئة غير المتقنة!
فالإتقان محمود في كل شيء وصاحبه ممدوح في الدنيا والآخرة، رزقنا الله وإياكم الإتقان، ورضا الرحيم الرحمن، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أسباب رقي الإنسان وتقدمه ونجاحه: إتقانه لعمله، والحرص على الإتيان به على الشكل المرضي والمطلوب، وبأفضل الوسائل المتاحة، والإنسان بفطرته السليمة يحب العمل المتقن، ويبغض ضده.
ولله المثل الأعلى، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بإتقان وإحكام، وأخبر بذلك عن نفسه سبحانه، فقال: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون ﴾ [النمل: 88]، وقال سبحانه: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 37 - 40].
إتقان العمل مطلوب في كل شيء، وأولى الأعمال بالإتقان هو العمل الذي يُعرَض على رب العالمين، ونحن نعلم أنه إذا قيل لأحد الموظفين: عملك هذا سيُعرض على المسؤول الفلاني، فسيبذل قُصارى جُهدِه في إخراجه في أعلى معايير الدقة، فكيف - ولله المثل الأعلى - إذا كان العمل سيُعرض على رب العالمين؟ أليس حريًّا بنا أن نكون فيه أكثر إتقانًا؟ لا سيما وقد دلت النصوص على أن الله تعالى يحب العمل المتقن ولو في أيسر الأمور؛ فهو من أسباب الحصول على محبة الله تعالى، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: ((إن الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))؛ صححه الألباني في صحيح الجامع.
ولذا حثَّ الإسلام على الإتقان في جميع العبادات، فعلى سبيل المثال: رغَّبنا في إتقان الوضوء، حتى في المكاره، كالبرد الذي توجد فيه المشقة، قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المَكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكُمُ الرِّباط))؛ رواه مسلم.
وحذَّر صلى الله عليه وسلم من الإخلال ولو بركن واحد من أركان الوضوء، عن عبدالله بن عمرو قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنا بماءٍ بالطريق تعجَّل قومٌ عند العصر، فتوضؤوا وهم عجالٌ، فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويلٌ للأعقاب من النار؛ أسبغوا الوضوء))؛ رواه البخاري ومسلم.
وهذا يلفت عناية المسلم إلى الحرص على الإتقان، وأنه في غاية الأهمية، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، فنجد أنه يأمر ذلك الأعرابي أن يُعيد الصلاة ثلاث مرات؛ لأنه لم يتقن أداءها، فكان يقول له: ((ارجع فصلِّ، فإنك لم تُصلِّ))؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وكذلك قُلْ في الحج، فلا بد أن يكون خاليًا من الرفث والجدال والفسوق؛ ليكون حجًّا مبرورًا؛ قال سبحانه: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أتى هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه))؛ رواه مسلم.
ولدينا في القرآن مادة التجويد؛ يعني: إتقان القراءة، وفي هذا العصر أهل الدنيا يقولون: الجودة أولًا.
الإتقان مطلوب ومرغَّب فيه في حفظ القرآن وتعلمه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران))؛ رواه مسلم، وهكذا في سائر العبادات، الإحسان أمر مرغوب، والإتقان جميل ومطلوب.
وهذا هو الإتقان الذي تميزت به أمة الإسلام، وسادت الأمم لما تمسكت به، الإتقان مطلوب في كل شيء؛ لأنه إحسان والله يحب المحسنين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرته، فلْيُرِح ذبِيحته))؛ رواه مسلم.
إذًا حتى في ذبح البهيمة وإزهاق روحها، يجب أن يكون هذا بإتقان؛ حتى لا يُفقد الإحسان بتعذيب هذه البهيمة.
والإتقان يؤجر عليه المسلم إذا كان ابتغاء مرضاة الله؛ فلا تحرم نفسك الأجر إذا كنت متقنًا، وإن من الخسارة أن يكون الهدف الوحيد من الإتقان هدفًا دنيويًّا، حتى في أعمال الدنيا، كالوظيفة وغيرها، فغير المسلمين تجد منهم من يتقن عمله ولكنه لا يؤجر عليه، والله يجازيه به في الدنيا، أما المسلم فينبغي له أن يجعل الهدف الأول رضا الله؛ لأنه أولى الأهداف.
وأنت أخي الكريم لا شك أنك تتمنى أن يعاملك الناس بالإتقان في جميع الأمور، وإذا اشتريت آلة تبحث عن الشركة التي تتقن الصنع، وكذلك أنت يجب أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، فإن هذا من كمال الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))؛ رواه البخاري ومسلم.
وهكذا في المعاملات الدنيوية مطلوب منا أن نتقن أعمالنا، فأنت أيها المسلم حري بك أن تكون أكثر الناس حرصًا على الإتقان في وظيفتك، أو مهنتك، أو عملك، وأن تكون قدوة لغيرك في ذلك، وهذا في كل وقت؛ لأنك تعلم أن الله مطلع عليك، فلا يكون إتقانك لأجل أحد من المسؤولين.
وينبغي لنا أن نعلم أن الإتقان في العمل من الوفاء بالعقد، وأن التقصير ونقص العمل من الخيانة وإخلاف الوعد، والله تعالى يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، فكما تريد أن تأخذ راتبك وأجرتك كاملة، يجب أن تؤدي عملك كاملًا، بغض النظر عن راتبك قلَّ أو كثر، وسواء قُدرت جهودك أم لا، وسواء كرموك أم نسوك، ولا تترك الانضباط والإتقان بسبب ما تراه من تسيب بعض الموظفين أو العاملين معك؛ فتقليدهم لن يعفيك أمام الله إن أهملت واجبك، وأنت ما دمت رضيت بعملك، وأبرمت العقد على القيام به، فقُمْ به على أكمل وجه، وإن لم يقدر جهدك مسؤولك، فالمهم أنك أرضيت ربك، وكسبت الكسب الحلال الذي لا إثم فيه ولا شبهة.
إن ترك الإتقان يجر على الناس الويلات، وأحيانًا يعرض حياة الناس للخطر، انظر كم يخسر العالم من أرواح وممتلكات بسبب الصناعات الرديئة غير المتقنة!
فالإتقان محمود في كل شيء وصاحبه ممدوح في الدنيا والآخرة، رزقنا الله وإياكم الإتقان، ورضا الرحيم الرحمن، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.