- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,462
- نقاط التفاعل
- 27,825
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم: 6.
في هذه الآية الكريمة أمر سبحانه وتعالى بوقاية الأهل نار جهنم ومن الأهل الذين يجب وقايتهم نار جهنم الأبناء والبنات ولا يكون ذلك إلا بتربيتهم التربية الصالحة على الدين والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة.
وكما أن للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضًا، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم أنه قال: (وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).
فهل أدَّينا هذا الحق أيها الآباء والأمهات؟ فكما أن الولد سيسأل عن حق والده، فإن الوالد سيسأل عن حق ولده.
أيها الأحبة في الله، إن من حقوق الأولاد التي يغفل عنها كثير من الناس: أن يختار الرجل الأم الصالحة، عند الزواج، فالأم الصالحة كالأرض الطيبة، تنبت نباتًا حسنًا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
فحث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار ذات الدين؛ فذات الدين بإذن الله تكون عونًا لزوجها الصالح على تربية أبنائها تربية صالحة، وتقوم بواجبها؛ فالمسؤولية مشتركة بين الأبوين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
والطفل يولد على فطرة الإسلام، ثم يتأثر بما حوله مما يرى ويسمع من والديه وغيرهم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وكما قيل وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوده أبوه
أيها الأحبة، لا بد أن يعي كل والدين أن الأبناء والبنات أمانة يجب حفظها ورعايتها، وأن التفريط فيها خيانة كبيرة، ألا نقرأ قول ربنا في كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 27، 28].
إنها أمانة وفتنة، يعني اختبار للأبوين هل سيقومان بواجبهما أم لا، وكثير من الأبناء إنما جاء فسادهم من قبل إهمال الأبوين أو أحدهما، وبعض الآباء والأمهات يريد أبناءً صالحين دون أن يبذل أسباب الصلاح، فهذا يقال له:
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم: 6.
في هذه الآية الكريمة أمر سبحانه وتعالى بوقاية الأهل نار جهنم ومن الأهل الذين يجب وقايتهم نار جهنم الأبناء والبنات ولا يكون ذلك إلا بتربيتهم التربية الصالحة على الدين والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة.
وكما أن للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضًا، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم أنه قال: (وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).
فهل أدَّينا هذا الحق أيها الآباء والأمهات؟ فكما أن الولد سيسأل عن حق والده، فإن الوالد سيسأل عن حق ولده.
أيها الأحبة في الله، إن من حقوق الأولاد التي يغفل عنها كثير من الناس: أن يختار الرجل الأم الصالحة، عند الزواج، فالأم الصالحة كالأرض الطيبة، تنبت نباتًا حسنًا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
فحث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار ذات الدين؛ فذات الدين بإذن الله تكون عونًا لزوجها الصالح على تربية أبنائها تربية صالحة، وتقوم بواجبها؛ فالمسؤولية مشتركة بين الأبوين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
والطفل يولد على فطرة الإسلام، ثم يتأثر بما حوله مما يرى ويسمع من والديه وغيرهم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وكما قيل وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوده أبوه
أيها الأحبة، لا بد أن يعي كل والدين أن الأبناء والبنات أمانة يجب حفظها ورعايتها، وأن التفريط فيها خيانة كبيرة، ألا نقرأ قول ربنا في كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 27، 28].
إنها أمانة وفتنة، يعني اختبار للأبوين هل سيقومان بواجبهما أم لا، وكثير من الأبناء إنما جاء فسادهم من قبل إهمال الأبوين أو أحدهما، وبعض الآباء والأمهات يريد أبناءً صالحين دون أن يبذل أسباب الصلاح، فهذا يقال له:
ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكها **** إن السفينة لا تجري على اليبس
فهذا مضمار شاق يحتاج إلى صبر ومجاهدة، وقبل ذلك استعانة بالله تعالى، وقد عاتب أحدهم ولده على العقوق، فقال له ولده: يا أبتِ عققتني صغيرًا، فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا، فأضعتك شيخًا.
أيها الأحبة في الله، أيها الآباء والأمهات مسؤوليتنا ليست مقتصرة على توفير حاجات الجسد من طعام وشراب وكساء ودواء، فهناك ما هو أهم من كل هذه الواجبات، وهو غذاء الروح، الدين والأخلاق، ولا بد أن نعلم أن من أضاع هذه الأمانة فهو على خطر عظيم، فقد جاء الوعيد الشديد على ذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ)؛ متفق عليه.
أيها الإخوة الكرام... التربية الصالحة لها وسائل عديدة من أهمها:
1- الاستعانة بالله في تربيتهم والدعاء لهم:
مهما يبذل الوالدان من الجهود في تربية الأبناء، فلا غنى لهما عن توفيق الله؛ لأن الهداية بيده سبحانه، فلا بد من الدعاء مع العمل بأسباب الهداية، ولأهمية الدعاء في صلاح الأبناء كان الأنبياء والصالحون يحرصون عليه؛ كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].
2- تربيتهم على العقيدة الصحيحة:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الأطفال العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي.
3- تعويدهم على أداء العبادات:
فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)؛ رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
وكذا يعودون على الصيام قبل البلوغ، إذا كانوا يطيقونه كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعودون أبناءهم فيصومونهم، فإذا بكى أحدهم أعطوه اللعبة من العهن؛ رواه البخاري ومسلم.
وكذا بقية العبادات نعودهم عليها، فإذا كبروا سهل عليهم أداؤها والمحافظة عليها.
4- حثهم على الآداب الإسلامية:
كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه آداب الطعام، يروي ذلك هو عن نفسه فيقول: كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ)؛ يعني صفة أكلي وطريقتي فيه؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
5- إبعادهم عن رفقاء السوء وتحذيرهم منهم:
فمن رعاية الأبناء تجنيبهم رفقاء السوء، سواء الذين يجلسون معهم، أو الذين قد يراسلونهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، فصديق السوء ربما في لقاء واحد يهدم ما بناه الوالدان والمربين في سنوات، فلْنَحذر فالصاحب ساحب، لا سيما في هذا الزمان الذي سهل فيه الوصول إلى المعاصي، وأصبح التعارف عن بعد عن طريق برامج التواصل الكثيرة، حتى أصبح الشاب يتعرف على أشخاص لا يعرف عن أخلاقهم شيئًا، وقد يكونون أهل فسق وفجور، بل ربما كانوا كفارًا، فيتأثر بهم عياذًا بالله.
6- تجنيبهم كل ما يفسد أخلاقهم ودينهم:
من ذلك تجنيبهم مشاهدة المناظر الخليعة التي تُبث في التلفاز، أو في الإنترنت عمومًا، فأثرها السيئ في القلوب كبير، لا سيما عند فئة الشباب، ولا يخفى ما فيها من إثارة الشهوات، وتزيين المنكرات، نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر.
7- التربية بالقدوة:
لا شك أن المربي الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثر، وهو يخالف فعلُه قولَه، فأنت أيها المربي قدوة شئت أم أبيت، قدوة في الخير أو في الشر، فأبناؤك يربطون بين توجيهاتك وتصرفاتك، فإذا رأوك مثلا تسب أو تكذب أو تتكاسل عن الصلاة فهل سيقبلون منك إذا نهيتهم وحذرتهم من الكذب أو السب، أو التكاسل عن الصلاة ربما لن يستجيبوا، ولو استجابوا فربما يكون ذلك أمام عينيك فقط.
وقد قال ربنا سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وكما قيل:
أيها الأحبة في الله، أيها الآباء والأمهات مسؤوليتنا ليست مقتصرة على توفير حاجات الجسد من طعام وشراب وكساء ودواء، فهناك ما هو أهم من كل هذه الواجبات، وهو غذاء الروح، الدين والأخلاق، ولا بد أن نعلم أن من أضاع هذه الأمانة فهو على خطر عظيم، فقد جاء الوعيد الشديد على ذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ)؛ متفق عليه.
أيها الإخوة الكرام... التربية الصالحة لها وسائل عديدة من أهمها:
1- الاستعانة بالله في تربيتهم والدعاء لهم:
مهما يبذل الوالدان من الجهود في تربية الأبناء، فلا غنى لهما عن توفيق الله؛ لأن الهداية بيده سبحانه، فلا بد من الدعاء مع العمل بأسباب الهداية، ولأهمية الدعاء في صلاح الأبناء كان الأنبياء والصالحون يحرصون عليه؛ كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].
2- تربيتهم على العقيدة الصحيحة:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الأطفال العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي.
3- تعويدهم على أداء العبادات:
فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)؛ رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
وكذا يعودون على الصيام قبل البلوغ، إذا كانوا يطيقونه كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعودون أبناءهم فيصومونهم، فإذا بكى أحدهم أعطوه اللعبة من العهن؛ رواه البخاري ومسلم.
وكذا بقية العبادات نعودهم عليها، فإذا كبروا سهل عليهم أداؤها والمحافظة عليها.
4- حثهم على الآداب الإسلامية:
كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه آداب الطعام، يروي ذلك هو عن نفسه فيقول: كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ)؛ يعني صفة أكلي وطريقتي فيه؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
5- إبعادهم عن رفقاء السوء وتحذيرهم منهم:
فمن رعاية الأبناء تجنيبهم رفقاء السوء، سواء الذين يجلسون معهم، أو الذين قد يراسلونهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، فصديق السوء ربما في لقاء واحد يهدم ما بناه الوالدان والمربين في سنوات، فلْنَحذر فالصاحب ساحب، لا سيما في هذا الزمان الذي سهل فيه الوصول إلى المعاصي، وأصبح التعارف عن بعد عن طريق برامج التواصل الكثيرة، حتى أصبح الشاب يتعرف على أشخاص لا يعرف عن أخلاقهم شيئًا، وقد يكونون أهل فسق وفجور، بل ربما كانوا كفارًا، فيتأثر بهم عياذًا بالله.
6- تجنيبهم كل ما يفسد أخلاقهم ودينهم:
من ذلك تجنيبهم مشاهدة المناظر الخليعة التي تُبث في التلفاز، أو في الإنترنت عمومًا، فأثرها السيئ في القلوب كبير، لا سيما عند فئة الشباب، ولا يخفى ما فيها من إثارة الشهوات، وتزيين المنكرات، نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر.
7- التربية بالقدوة:
لا شك أن المربي الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثر، وهو يخالف فعلُه قولَه، فأنت أيها المربي قدوة شئت أم أبيت، قدوة في الخير أو في الشر، فأبناؤك يربطون بين توجيهاتك وتصرفاتك، فإذا رأوك مثلا تسب أو تكذب أو تتكاسل عن الصلاة فهل سيقبلون منك إذا نهيتهم وحذرتهم من الكذب أو السب، أو التكاسل عن الصلاة ربما لن يستجيبوا، ولو استجابوا فربما يكون ذلك أمام عينيك فقط.
وقد قال ربنا سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وكما قيل:
لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم
8- القرب منهم وإشباعهم عاطفيًّا:
قرب الوالدين من الأبناء لا سيما البنات، وإشباع عواطفهم بالحب والحنان، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم في غاية الأهمية، وملاطفتهم، ومشاركتهم في ألعابهم واهتماماتهم، ومدح الجوانب الإيجابية لديهم، سواء كانت الصفات المكتسبة كالصدق والأمانة والحياء مثلًا، أو حتى الصفات الخلقية؛ كالقوة عند الشاب مثلًا، والجمال عند الفتاة؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب من يهتم به، والأولاد إذا لم يجدوا الاهتمام من والديهم، فقد يجدون ذلك في الخارج عند من لا يخاف الله، فيستغل النقص الذي لديهم في هذا الجانب، فيكون ذلك سببًا في انحرافهم.
التربية الصالحة لها ثمرات عظيمة من أهمها:
1- البر بالوالدين والإحسان إليهما:
فلا شك أن أول من ينتفع بصلاح الولد بعد نفع نفسه هم والداه، فسيثمر ذلك الجهد الذي بذلاه الوالدين بِرًّا بهما، لا سيما عند الكبر؛ لأن هذا الولد نشأ على طاعة الله الذي يوجب عليه الإحسان إلى والديه، وستثمر تلك التربية الصالحة، دعوات للوالدين في حياتهما ولن تنقطع بعد مماتهما؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَاتَ الإنسانُ انْقَطعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَاريةٍ، أو عِلمٍ يُنْتَفعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُو لهُ)؛ رواه مسلم.
2- صلاح المجتمع من حولهم:
ومن ثمرات التربية الصالحة: انتفاع المجتمع بهؤلاء الأبناء الذين يمشون بين الناس بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيكونون فخرًا لمجتمعهم، فخرًا لبلدهم، يبنون مجده، ويشيدون عزه وكرامته، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويعينون الضعيف، وينشرون الأمن، فصلاحهم لهم ولغيرهم، فهم صالحون مصلحون.
3- دوام المحبة والود بينهم:
من الثمرات العاجلة أن الأبناء الصالحين يعيشون متحابين، متعاطفين، متواصلين؛ لأن الدين هو الذي يقودهم بهذه الأخلاق الفاضلة، أما غيرهم ممن لم يتربوا على طاعة الله، فغالبًا ما تجدهم متحاسدين، مشكلاتهم لا تنقطع، يأكل بعضهم بعضًا، وكم من أحداث تقع بين الإخوة منها ما تصل إلى السب والشتائم، ومنها ما تصل إلى الهجر والقطيعة، والبغض والكراهية، ومنها ما يصل إلى القتل والجرائم، نسأل الله السلامة.
4- ضمان صلاح الأجيال القادمة:
ومن الثمرات استمرار الصلاح والخير في الأجيال، فالتربية الصالحة تثمر تربية صالحة مثلها؛ كما قال سبحانه: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 34]،
وهذا يضاعف الأجر لكل من غرس بذرة طيبة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قرب الوالدين من الأبناء لا سيما البنات، وإشباع عواطفهم بالحب والحنان، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم في غاية الأهمية، وملاطفتهم، ومشاركتهم في ألعابهم واهتماماتهم، ومدح الجوانب الإيجابية لديهم، سواء كانت الصفات المكتسبة كالصدق والأمانة والحياء مثلًا، أو حتى الصفات الخلقية؛ كالقوة عند الشاب مثلًا، والجمال عند الفتاة؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب من يهتم به، والأولاد إذا لم يجدوا الاهتمام من والديهم، فقد يجدون ذلك في الخارج عند من لا يخاف الله، فيستغل النقص الذي لديهم في هذا الجانب، فيكون ذلك سببًا في انحرافهم.
التربية الصالحة لها ثمرات عظيمة من أهمها:
1- البر بالوالدين والإحسان إليهما:
فلا شك أن أول من ينتفع بصلاح الولد بعد نفع نفسه هم والداه، فسيثمر ذلك الجهد الذي بذلاه الوالدين بِرًّا بهما، لا سيما عند الكبر؛ لأن هذا الولد نشأ على طاعة الله الذي يوجب عليه الإحسان إلى والديه، وستثمر تلك التربية الصالحة، دعوات للوالدين في حياتهما ولن تنقطع بعد مماتهما؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَاتَ الإنسانُ انْقَطعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَاريةٍ، أو عِلمٍ يُنْتَفعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُو لهُ)؛ رواه مسلم.
2- صلاح المجتمع من حولهم:
ومن ثمرات التربية الصالحة: انتفاع المجتمع بهؤلاء الأبناء الذين يمشون بين الناس بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيكونون فخرًا لمجتمعهم، فخرًا لبلدهم، يبنون مجده، ويشيدون عزه وكرامته، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويعينون الضعيف، وينشرون الأمن، فصلاحهم لهم ولغيرهم، فهم صالحون مصلحون.
3- دوام المحبة والود بينهم:
من الثمرات العاجلة أن الأبناء الصالحين يعيشون متحابين، متعاطفين، متواصلين؛ لأن الدين هو الذي يقودهم بهذه الأخلاق الفاضلة، أما غيرهم ممن لم يتربوا على طاعة الله، فغالبًا ما تجدهم متحاسدين، مشكلاتهم لا تنقطع، يأكل بعضهم بعضًا، وكم من أحداث تقع بين الإخوة منها ما تصل إلى السب والشتائم، ومنها ما تصل إلى الهجر والقطيعة، والبغض والكراهية، ومنها ما يصل إلى القتل والجرائم، نسأل الله السلامة.
4- ضمان صلاح الأجيال القادمة:
ومن الثمرات استمرار الصلاح والخير في الأجيال، فالتربية الصالحة تثمر تربية صالحة مثلها؛ كما قال سبحانه: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 34]،
وهذا يضاعف الأجر لكل من غرس بذرة طيبة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.