AMH1398
:: عضو منتسِب ::
قال الله تعالى في محكم التنزيل:
"فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ" (المائدة31)
فأول انسان تعلم الدفن هو قابيل و كان من ذاك الغراب ... و لعل أول انسان تعلم الخياطة هو سيدنا إدريس عليه السلام كان من ذاك العصفور.
الحقيقة البادية هي أن الانسان هو الذي يتعلم من الكائنات الأخرى و ليس العكس ...! أما جميع الكائنات الأخرى فكلٌ له غرائزه و لا يتعلم أو يُقلد كائن كائن أخر.
و للإنسان احتياجات من مولده حتى مماته، آخرها أن يُدْفَنَ جسده و يُوَارَى الثرى.
حاجات الإنسان لا تنتهي من يوم مولده حتى مماته و قد يكون حتى بعد الممات فهو أيضا لا يزال يحتاج لمن يدعو له، و لكن ظاهر الاحتياجات ينتهي بحاجته لمن يواريه الثرى.
و حيث أن الإنسان وُلِدَ و قد يكون الكائن الوحيد الذي ليس له غرائز حياتية كما العصفور مثلا. فكل عصفور حتى و إن لم ير جنسه من الطيور الأخرى تجده يصنع عشا بالغريزة كما أن القط يحفر في الأرض ليقضي حاجته أو كما نقار الخشب ينقر في الشجر ليصنع له بيتا أو ذاك العنكبوت الذي ينسج بيتا ... و هكذا كل الحيوانات في طريقة عيشها مسكنا و مأكلا مرورا بمواسم هجرة و خلافه و ذلك من الأزل.
أما الإنسان فرغم رقيه إلا أنه يولد و لا يعلم شيئا و لكنه يكتسب خبرات حياتية ممن حوله لو لم يدركها لعاش حياة بدائية قد تكون أقل بكثير من أغلب الحيونات.
و هنا كان التأمل و التفكر فيما يحيط بالإنسان ليعلم و يتعلم و يتطور ... إذ كل ما حولنا هي رسائل لنتعلم منها:
فذاك الغراب علمنا كيف ندفن موتانا ..
و ذاك العصفور علمنا كيف نخيط وننسج ..
و ذاك الطائر علمنا كيف نصنع أثاثا من الخشب ..
و ذاك الثعبان علمنا كيف نصنع إبرة لنحقن العلاج في أجسادنا ..
و ذاك الخنفس علمنا نصنع منشارا ..
و ذاك العقرب علمنا نصنع كمَّاشا ..
حتى الجماد بخواصه و التي هي كما الغريزة في الحيوانات علمنا الكثير:
فما سقوط تفاحة أمام نيوتن إلا رسالة قرأها حق القراءة ..
وما حركة سلك أمام قضيب مغناطيسي ليتولد كهرباء إلا رسالة ليتفجر منها علوم وتقنيات.
"وَ ٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا وَ جَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَ ٱلۡأَبۡصَٰرَ وَ ٱلۡأَفِۡٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ" (النحل78) صدق الله العظيم
آخر تعديل بواسطة المشرف: