- إنضم
- 22 سبتمبر 2021
- المشاركات
- 107
- نقاط التفاعل
- 204
- النقاط
- 13
- العمر
- 74
- محل الإقامة
- أستراليا
- الجنس
- أنثى
قصة قصيرة
زاهية بنت البحر
وجهان
استيقظ على أصوات تصم الآذان، صراخ ، عويل ، هدير جموع ، هبَّ واقفا، قابله وجهها الشاحب وعيناها الغائرتان، لم يهتم بها، أسرع إلى الشرفة لاستطلاع الأمر الذي أيقظه من هنيء نومه، الأصوات تعلو.. تقترب أكثر، مدَّ رأسه باتجاه الشارع، يركضُ الناس بذعرٍ كبارا وصغارا، لا أحد يلتفت إلى الآخر، نادى بصوت عالٍ: ماذا هناك، لماذا تركضون؟
لم يسمع صوتَه أحد.
غادر الشرفة، نزل إلى الشارع، أمسك بأحد الخائفين: بربك أخبرني ما دهاكم أيها الناس.
أفلت الرجل منه وهو يصرخ: الموت، الموت يبتلع الناس.. اهرب قبل أن يلتهمك..
أحس برجفة تحتل جسده، فكر بالهرب ولكن إلى أين، نظر إلى شرفة منزله، رآها تنظر إليه خائفة، أشار إليها: انزلي، الموت قادم.. ابتلعتها الشرفة وهو يبعد الناسَ عنه، يزداد الشارع ازدحاما، يسقط قلبه في قدميه، الموت قادم، ما العمل، يتجه نحو البيت، يصعد الدرج، يقابله جاره الفزِعُ، يمسك به: انتظر سأعطيك نقودك التي أنكرتها عليك.. يبعده الجارُ عن طريقه: ماذا سأفعل بها الآن، الموت قادم؟
يصعد الدرج، يدخل بيته، يقترب منها، سامحيني سأكون معك إنسانا. تبعده عنها: الموت قادم، تغادر البيت وصراخها يختلط بصراخ الجموع الهائجة.. يلحق بها وهي تلحق بالناس، الكل مذعورون، الموت قادم، عيون تتسع، حلوق تجف، وفرائص ترتجف، يجري خائفا، يحس بدوخة، يسقط فوق الأرض، تدوسه الأرجل، يتنفس بصعوبة، يشهق، يصرخ: الموت قادم، الموت قادم. يشعر بيد دافئة تمر بلطفٍ فوق رأسه، وصوت امرأة تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، يفتح عينيه، يرى زوجته بوجهها المشرق وابتسامتها الجميلة، يتنفس الصعداء وهو يبعدها عنه بلؤمٍ وكِبرٍ: أفٍ لكِ، اتركيني، لا أريد رؤيتك عندما أستيقظ من النوم.
بقلمي
زاهية بنت البحر
من كل روض زهرة
زاهية بنت البحر
وجهان
استيقظ على أصوات تصم الآذان، صراخ ، عويل ، هدير جموع ، هبَّ واقفا، قابله وجهها الشاحب وعيناها الغائرتان، لم يهتم بها، أسرع إلى الشرفة لاستطلاع الأمر الذي أيقظه من هنيء نومه، الأصوات تعلو.. تقترب أكثر، مدَّ رأسه باتجاه الشارع، يركضُ الناس بذعرٍ كبارا وصغارا، لا أحد يلتفت إلى الآخر، نادى بصوت عالٍ: ماذا هناك، لماذا تركضون؟
لم يسمع صوتَه أحد.
غادر الشرفة، نزل إلى الشارع، أمسك بأحد الخائفين: بربك أخبرني ما دهاكم أيها الناس.
أفلت الرجل منه وهو يصرخ: الموت، الموت يبتلع الناس.. اهرب قبل أن يلتهمك..
أحس برجفة تحتل جسده، فكر بالهرب ولكن إلى أين، نظر إلى شرفة منزله، رآها تنظر إليه خائفة، أشار إليها: انزلي، الموت قادم.. ابتلعتها الشرفة وهو يبعد الناسَ عنه، يزداد الشارع ازدحاما، يسقط قلبه في قدميه، الموت قادم، ما العمل، يتجه نحو البيت، يصعد الدرج، يقابله جاره الفزِعُ، يمسك به: انتظر سأعطيك نقودك التي أنكرتها عليك.. يبعده الجارُ عن طريقه: ماذا سأفعل بها الآن، الموت قادم؟
يصعد الدرج، يدخل بيته، يقترب منها، سامحيني سأكون معك إنسانا. تبعده عنها: الموت قادم، تغادر البيت وصراخها يختلط بصراخ الجموع الهائجة.. يلحق بها وهي تلحق بالناس، الكل مذعورون، الموت قادم، عيون تتسع، حلوق تجف، وفرائص ترتجف، يجري خائفا، يحس بدوخة، يسقط فوق الأرض، تدوسه الأرجل، يتنفس بصعوبة، يشهق، يصرخ: الموت قادم، الموت قادم. يشعر بيد دافئة تمر بلطفٍ فوق رأسه، وصوت امرأة تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، يفتح عينيه، يرى زوجته بوجهها المشرق وابتسامتها الجميلة، يتنفس الصعداء وهو يبعدها عنه بلؤمٍ وكِبرٍ: أفٍ لكِ، اتركيني، لا أريد رؤيتك عندما أستيقظ من النوم.
بقلمي
زاهية بنت البحر
من كل روض زهرة
آخر تعديل بواسطة المشرف: