- إنضم
- 22 سبتمبر 2021
- المشاركات
- 107
- نقاط التفاعل
- 204
- النقاط
- 13
- العمر
- 74
- محل الإقامة
- أستراليا
- الجنس
- أنثى
عندما هتفَ له الرحيلُ سمعتُ النداءَ، خفقَ قلبي الصغيرُ بحزنٍ يداعبُهُ فرحُ الشباب ِ، هيَّأتُ له جوازَ السفر، وأنا أمسكُ بيدِهِ، رتبتُ له حقيبة ملابسه، وأغرقتها بعطرِنا الشرقي، نثرت فيها قطوف الياسمين الدمشقي وأوصيته ألا يذبل قبل مصافحته، أودعتُ فيها آمالي، ودموعَ أمي، وأحلامَ أبي، وعندما أسلمَ جناحيهِ للريحِ الغريبةِ طارتْ بهِ إلى حيثُ مغربُ الشمسِ.
هناكَ في البعيدِ البعيدِ، حطَّتْ طائرتُهُ في مطارٍ يبتلعُ القادمينَ بنهمٍ مفزعٍ، يقتلُعُهم من جذورِهم مهما كانتْ ضاربةً في لحمِ الأرضِ، يغسلُهم من أنفسِهم، فيولدوا من جديدٍ مولِدًا آخرَ يسرقُهم من ذكرياتِهم التي هي وقودُ الألمِ في صدورِ محبيهم..
صعبٌ أنْ يرتدي القلبُ ملابسَ لا تليقُ بدمِهِ؛ أن ينبضَ بغيرِ همهماتٍ درجَ عليها؛ هو كذلك نزعَ من خافقِهِ كلَّ الجمالِ، والدفءِ، والودادِ، استعار له اكسسوار غربي من الصَّعبِ أنْ يتأقلما معًا، ولكنَّهُ فعلَ!
أتراهُ يعودُ وقد غيَّبتْ الأرضُ في بطنِها أمًا، وأبًا، أختًا، وأخًا؟
بالله عليك لاتعُدْ أخشى على قلبك المتعبِ الاستقالةَ من النبضِ، يمام بيتنا القديم أيضًا لم يعد يهدلُ، فقد غادرَ هو الآخرُ الدارَ. ابقَ بعيدًا، واقرأ خفقَ صدري كلما أحسست ضيقًا، علَّك تتعلم من جديد أبجدية الوفاء، فيكون بيننا كلامٌ آخر.
أختك
زاهية بنت البحر
مريك محمد يمق
مدونتي
مدونتي
عني
زاهية بنت البحر( مريم محمد يمق) شاعرة وكاتبة سورية إعلامية سابقا، ولدت في جزيرة أرواد، ترعرعت في طرطوس، ودرست الأدب العربي في دمشق.…
zahya12.blog
آخر تعديل بواسطة المشرف: