درس العمل والإنتاج في الإسلام و مشكلة البطالة

ريحـان

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
24 نوفمبر 2015
المشاركات
13,707
الحلول
1
نقاط التفاعل
25,945
النقاط
2,306
محل الإقامة
تركيا - إسطنبول
الجنس
أنثى
1642109912867.png



يتجه التشريع الإسلامي دائما إلى تحقيق اليسر المادي والعيش الهنيء لكل فرد من أفراد المجتمع، فضلا عن سد حاجاتهم الضرورية. و سبيل تحقيق هذا الهدف هو العمل الشريف، لذلك نجد العمل و الإنتاج في الإسلام مرغب فيه ومنهي عن البطالة، قال الله تعالى :
( وَقُلِ اِ۪عْمَلُواْ فَسَيَرَي اَ۬للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَالْمُومِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَيٰ عَٰلِمِ اِ۬لْغَيْبِ وَالشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَۖ ) [ التوبة/105 ]
وقال : ( فَإِذَا قُضِيَتِ اِ۬لصَّلَوٰةُ فَانتَشِرُواْ فِے اِ۬لَارْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اِ۬للَّهِ وَاذْكُرُواْ اُ۬للَّهَ كَثِيراٗ لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَۖ ) [ الجمعة/10 ]

للقراءة والحفظ :

عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لأَنْ يَأْخذ أَحَدُكمْ حَبْلَهُ َفيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطبٍ عَلى ظهْرِهِ َفيَبِيعَهَا َفيَسْتغْنِيَ بِثمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ الّناسَ أَعْطوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ ) [رواه البخاري]

التعريف بالصحابي راوي الحديث الزبير بن العوام رضي الله عنه :

هو الصحابي الجليل الزبير بن العوام بن خويلد، أبو عبد الله رضي الله عنه، أسلم وهو شاب في السادسة عشر، وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن المهاجرين إلى الحبشة، ومن الستة أهل الشورى، وأول من سل سيفه في الإسلام، روى أحاديث قليلة، توفي سنة 36 هـ.

شرح الكلمات :

الكلمة
شرحها
حزمة
المجموعة من الحطب
منعوه
ردوه ولم يعطوه

الإيضاح والتحليل :

1 – مفهوم العمل في الإسلام :

العمل هو كل جهد بشري مشروع يبذله الإنسان، يعود عليه أو على غيره بالخير والفائدة والمنفعة، سواء أكان هذا الجهد جسميا كالحرف اليدوية، أو فكريا كالتعليم والقضاء.

2 – الإسلام يحثنا على العمل :

يحث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على العمل والاكتساب من حرفة أيا كانت، فبين عليه السلام أن الرجل حين يأخذ حبلا ومعولا ويخرج إلى الجبال والغابات أو المراعي والمزارع فيجمع حزمة حطب مما رغب عنه الناس أو من كلأ مباح، ثم يبيعها بقليل من المال ينفق منه على نفسه وأولاده، ويصون بذلك كرامة نفسه وعزتها ويحفظ وجهه ويمنع عنه ذل السؤال ومهانة الطلب. ولأَن يباشر المؤمن مهنة بسيطة وعملا متواضعا يعيش منه ويلتمس به أبواب الرزق أحب عند الله من ذلك المؤمن الضعيف، والمجد العامل أنفع وأفضل من ذلك العاطل الكسول الخامل كما جاء في الحديث ( وما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده ) [رواه البخاري]

3 – محاربة الإسلام للبطالة :

يرفض الإسلام رفضا قاطعا أن يوجد في المجتمع أفراد قادرون على العمل والإنتاج ثم تعطل طاقاتهم، فقد أبغض الإسلام البطالة وذم من يقعد عن العمل، لأن في ذلك تعطيلا للقوى والمواهب عن تأدية دورها في الحياة، إضافة إلى أنه سبيل إلى الفقر الذي يكاد أن يكون كفرا. والبطالة تجعل صاحبها عبئا وعالة على غيره، وهذا يؤدي إلى ركود الحياة الاقتصادية. من أجل كل هذا حمل الإسلام الدولة مسؤولية توفير مناصب العمل للرعية حسب تخصصاتها، كما أعطى لها حق منع التسول عن القادرين على العمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) [رواه الشيخان]
و قال عمر رضي الله عنه: ( إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإن لم تجد في الطاعة عملا وجدت في المعصية أعمالا )

4 – نظرة الإسلام إلى التسول والنهي عنه :

سؤال الناس واستجداءهم ذل ومهانة، والأصل في المسلم أن يكون عاملا عزيزا، فلا جرم إن كان الإسلام يمقت التسول وسؤال الناس، قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله عز وجل، وليس في وجهه مزعة لحم ) [متفق عليه]، وهذا كناية عن ذهاب الحياء والكرامة، وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو ذي غرم مقطع، أو ذي دم موجع ) [رواه أبو داود]

الفوائد والإرشادات :

1 – حث المسلم على العمل وتحصيل الرزق، وأن يكون ذلك من كسب يده وثمرة جهده.
2 – ينبغي إجهاد النفس في تحصيل الرزق الحلال.
3 – لا تحل المسألة مع القدرة على العمل وكسب الرزق.
4 – مدح التعفف والتنزه عن سؤال الناس.

5 – لا ينبغي احتقار العمل والاستحياء منه ولو كان بسيطا.


 
بارك الله فيك على الموضوع القيم أختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top