السلام عليكم ليس ببعيد ولج انطباع الى عقلي بعد مشاهدة وسماع بعض الاحداث والتصرفات السيئة والسلبية المنتشرة في المجتمعات العربية عموما فتسائلت في نفسي هل من الممكن نكون ورثنا بعضا من عادات وطباع العرب القديمة( الايجابية طبعا والسلبية نتحدث عن السلبية فقط حسب الموضوع ) وقد قرأنا في التاريخ ما لا يمكن تبنيه او الافتخار به .
ثم قلت انه محض تشابه في نفوس الناس وطريقة عيشها وتفكيرها لا يتعلق بمرحلة تاريخية يخص فقط اختلاف وتباين الناس على مدى العصور والازمنة والحضارات اختلاف في العقيدة والاقتداء وفي اختيار نمط الحياة وفي مستوى المعرفة والمعيشة وفي الالتزام بالشرائع وما ينظم حياة الناس ويصون عقولهم وطباعهم..... حيث تبقى الفضائل والاداب والالتزام بالشرع و بالنظم والقوانين مجاورة للرذائل وسوء الاخلاق واتباع الاهواء وسوء الاخلاق مهما كانت المرحلة التاريخية حتى في أوج التزام الناس بالاسلام وجد الاختلاف والانفلات والتمرد والتقليد الاعمى والمجون....
بعض الاقوال والافعال المشينة والاحداث الشاذة في تاريخ العرب لم تصنع حضارة ولا فكرا ولا علما ولا رفعة بين الامم بل ما صنع التغيير والتقدم للافضل هي بعض الاقوال والافعال والاحداث التي كان منبعها ومصدرها وعمقها الفضيلة والاخلاق والالتزام بالاسلام وبالنظم وتمكين العقل السليم والفكرة الصائبة وتهذيب النفس وتقديم الشرع عن الهوى والحق عن الباطل والمهذب عن الماجن.
والان لا يُذكر ان الامبراطورية الرومانية كانت غارقة في الرذيلة والعبث اذا ما ذكرنا امام هذا قوتها وتوسعها وبنيانها وعلومها وازدهارها ...
كذلك التاريخ العربي والحضارة الاسلامية لا ينقص من شأنها طباع أفراد او مجموعة منها تبقى على أجناب التاريخ وما يذكر من طباع اقوام او فئة او افراد لا يخدمنا في شيء سوى انه مشابه لاقوام و فئات وافراد يعيشون معنا حاليا لا يصنعون الفارق بينما من يصنع الفارق هم ذوو الهمم والعلوم والمعارف وحسن التصرف و التعامل وحسن التفكير والتدبير وحسن ما يقدمونه وينشرونه داخل المجتمع.
الباقي كله يلتهمه التاريخ الناصع او يدفعه عن جنب كزبد البحر لا ينتقص من صفاء ماءه ولا جمال زرقته.
بارك الله فيك على طرح هذا الموضوع.