يُعَدّ الصيام أحد أركان الإسلام العظيمة التي لا تكتمل إلّا به، وقد وردت الكثير من الأدلّة التي تُبيّن فضل الصيام، ومنها قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ويختلف مقدار الأجر والثواب بين الصائمين؛ ويعتمد هذا الاختلاف على أفعال المسلم أثناء الصيام، ومقدار التزامه بالآداب الإسلامية، أو عدم التزامه بها، وعلى مقدار ما يكون في قلبه من إخلاص لله -تعالى- في صيامه، ومن أعظم النِّعَم التي أنعمَ الله بها على عباده أن جعل لهم شهر رمضان شهراً للزيادة من الحسنات والطاعات، وموسماً للأعمال الصالحة. وقد حرص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أداء العبادات فيه، حتّى أنّ ابن القيّم قال في صفة عبادته -عليه الصلاة والسلام- في رمضان إنّه كان يخصّ عبادة الله -تعالى- في رمضان بما لا يشابهها في شهور السنة الأخرى؛ فيتعبّد في الليل والنهار منه، وقد أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن فضل دخول رمضان، فقال: (إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ)