بعد ان فرغ من اقتناء كسوة العيد. خرج يحمل طفله الرّضيع، ويتبعه ابنه الثاني الذي لم يتجاوز الخمس سنوات، ممسكا بقميصه؛ وتوجه نحو الحلاق الذي كان مكتضا بالزبائن. وحين جاء دورة وتقدم من كرسي الحلاق دخل الرضيع في حالة بكاء وهياح؛ وتجند الحلاق مع أبيه في اسكاته ومحاوله ارضاءه: (اس ابابا..راني هنا بابا...معليش بابا..درك نروحو لماما..) مازال كذلك والطفل يصرخ باعلى صوته حتى انتهى الحلاق من عمله..ثم انتظر طفله الثاني الذي راح يفاوضه بخصوص قصة الشعر التي يريد.... كم هي عظيمة مشاعر الامومة والابوة؛ وكم هي رحمة الله واسعة، ابناؤنا فتنة، لكنهم يبقون رغم كل العناء هم مصدر فرحنا ومصدر شعورنا بالرضا.