السلام عليكم ورحمة الله.
تكررت مرة اخرى وبكل ألم و حسرة ظاهرة تمزيق الكراريس وحرقها ورميها أمام أبواب المدارس هذه السنة بل كما يبدوا باتت عادة وأسلوب توديعي للسنة الدراسية على شاكلة بدعة احتفال رأس السنة الصاخب لولا قليل من الخوف من العواقب لقام التلاميذ باحراق كامل الاقسام والمدارس بمن فيها ولا يبقون أحدا ولربما ستتحور الظاهرة نحو اعمال عنف وانتقام وتخريب واقتحام اذا لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة الكئيبة.
رغم كل التحليلات والتبريرات والآراء المختلفة والمتوافقة حولها الا اني اعتبرها كصفعة قاسية مؤلمة تضاف الى الصفعات الاخرى التي يتلقاها مجتمعنا بكل أطيافه انها صفعة مهينة ومخيبة بدءا من الأولياء الى المسؤولين على قطاع التعليم بتدرجاته جميعا حتى وان لم يكن لاحد ما او طرف ما اي مسؤولية عن التدهر الاخلاقي والتربوي والمعرفي للتلاميذ الا انه يتلقاها كسائره بنوعية مختلفة بحسرة وأسف وفقدان أمل وخيبة أمل وخذلان في الجيل الصاعد نحو مستقبل مبهم بلا معالم له وغير مدروس المناهج والاهداف في ظل عدم الاكتراث أو التعنت في عدم الاكتراث من السلطات العليا والهيئات الأساسية المتعددة واليد الخفية المتسلطة على العباد والبلاد.
أي انتكاسة وأي عجز نشهده أمام عدة ظواهر ماضية في الاجتياح التطرف والانحراف.
أي حزن وأسى على الجامعة والمدرسة وعلى مكاسب ومغانم تسقط تباعا كسقوط القلاع المحصنة والثغور الصامدة.
أي خيبة أمل وانتكاسة للعاملين الآملين والمتفائلين بغد أفضل ومستقبل مشرق لأطفالنا وشبابنا وبراعم الوطن.
أي عزاء وأي مواساة وأي رثاء نلقيه على نعش الأخلاق وحب التعلم وأي دواء نمسح به على جرح غائر في صدر وقلب مجتمع محافظ مسلم ضاعت هويته بين صراعات التسلط والتحكم.
أي مقولة صحيحة نسقطها على واقع وحاضر منهك ومذمم مضرج بالانتهاكات والفضائح والانحلال وماعاد أحد يستمع الى والد أو إمام أو معلم أو ناصح.
هل نبرر ما يفعله الصغار نضيرا وانعكاسا لما يفعله الكبار ونعتبره تحصيل حاصل وقطف ثمار لسنوات من اللامبالاة و الضياع والتكتم.
أم أن الصغار فعلا عاثوا في الاسرة والمجتمع الفساد وأتقنوا فن التمرد و والانفلات والانحراف و حان لهم تحمل الحساب و العقاب وتعلم الانضباط.
أم نكتفي بالدعاء والتضرع " ربنا و لا تحملنا مالا طاقة لنا به"
أم لكم رأي سديد فيما يحصل يا أسياد ؟