space-cowboy
:: عضو مُشارك ::
كنوع من التمرد على ابجديات الموضوع، أو التغريد خارج الصندوق، اردت التعقيب على المدونة المُحرمة للأخت @خديجة ph . وبالضبط هذه العبارة "و عاشا بسعادة و هناء و انجبا صبيانا و بنات ثم … ثم ماذا؟"، ولكن مدونتها محُكمة الأقفال، وعلى عتبات ابوابها تنّين وبركان، فما كان مني حتى اوصل رسالتي، إلأ ان اتحايل على قوانين اللعبة بقوانين الحِيلْ، بكتابة هذا الموضوع الذي يتشرف بقراءتكم.
كلنا شاهدنا افلام الرسوم المتحركة في طفولتنا. سندريلا والحذاء السحري. فلة والأقزام السبعة...ورأينا كيف كانت تنتهي قصص تلك الأميرات. بعد شد وبسط، وجس نبض، وقضم تفاحة، ثم إفراغ...ومعارك ضارية في أعالي القِلاع، بين الأخيار والأشرار تارة...وتارة بين الأميرة وفارسها المغوار. ثم يأتي قهر الاعداء, والصلح بعد العتاب, أو بغير عتاب, ثم القبول المُقدر منذ يوم الميلاد. ثم حفلة الزفاف,,,يحضرها الحيوانات والبشر...ثم جينيريك النهاية, الذي يريحنا تارة من قصة مملة كانت جاثمة على انفاسنا. او يحزننا تارة لنهاية سريعة غير متوقة.
بمنضورنا الطفولي. كانت النهايات جميعها سعيدة تشعرنا بالنشوة والإطمئنان قبل أن نخلد للنوم. هي فعلا قصص محبوكة لتناسب الحس الطفولي الذي لا يبحث عن ما ورائية الأشياء, وإن كنت في قرارة نفسي اريد معرفة الصورة ل "عاشا بسعادة وهناء, وأنجبا صبيانا وبنات"
التعبير الفرنسي اكثر وضوحا لما اريد الوقوف عليه
Ils vécurent heureux, et eurent beaucoup d'enfants
هذه الجملة الكلاسيكية مٌصرفة لفعل الماضي passé simple . ومن مزايا هذا الزمن أنه يحكي احداثا متسارعة وخفيفة لا تحتاج الإطالة. كأنها غارقة في الفراغات البينية. بتعبير آخر. لقد اُسدِل الستار على خشبة المسرح. لم يعد هناك امر يستحق المشاهدة. اغربوا من هنا, وناموا سُعداء.
هل هو ستار السعادة ؟ أم الحياء من نظرات الجمهور في الساعات الحميمية ؟ لأن البعض يقول Vivons heureux, vivons cachés
تحدث الكثير من الفلاسفة عن ماهية السعادة والبحث عنها. ولكن لا اذكر احداً اخبرنا عن ما ورائية السعادة. لحظة الوصول إليها وما بعدها, وما المُبتغى من ادراكها اصلا ! السعادة لحظة مُضطربة وحاسمة. تُحيل مباشرة إلى لحظة نهاية الفيلم بالوان الحداد, الابيض والأسود. وكأنها نهاية العالم.
احيانا كثيرة شعرت بأن نهاية السعادة هي اللحظة التي تليها مباشرة. تلك اللحظة التي نفصح فيها عن مشاعرنا, ويخفق فيها القلب كأجنحة طائر مرتبك, ادرك سقف السماء. هي اللحظة نفسها التي تهز عرش الإنسان وتُصيبه بغم خفي من إدراك المُبتغى. ما اُسميه "غُربة الوصول". او "تراجيديا الوصول". شبق جنائزي (La petite mort)
السعادة لا تقبل الحياة بدون مشاكل تهوي بنا إلى اسفل الدرج. وإلا صرفناها إلى الماضي المُبهم. واكتفينا بنوستالجيا السعادة كصورة ذهنية مُبهمة لا تقبل التفكير. كما هو حال شارلي شابلن وبوليت كودار في نهاية فيلم "Les temps modernes" في سيرهما نحو المجهول. لحظة تستحق التأمل. وكأن السعادة تكمن في السير...واللاوصول.
آخر تعديل بواسطة المشرف: