وعاشا بسعادة وهناء، وانجبا صبيانا و بنات..

space-cowboy

:: عضو مُشارك ::
إنضم
17 سبتمبر 2020
المشاركات
261
نقاط التفاعل
715
النقاط
21
العمر
41
محل الإقامة
باريس
الجنس
ذكر
ختم-التميز (1).gif


كنوع من التمرد على ابجديات الموضوع، أو التغريد خارج الصندوق، اردت التعقيب على المدونة المُحرمة للأخت @خديجة ph . وبالضبط هذه العبارة "و عاشا بسعادة و هناء و انجبا صبيانا و بنات ثم … ثم ماذا؟"، ولكن مدونتها محُكمة الأقفال، وعلى عتبات ابوابها تنّين وبركان، فما كان مني حتى اوصل رسالتي، إلأ ان اتحايل على قوانين اللعبة بقوانين الحِيلْ، بكتابة هذا الموضوع الذي يتشرف بقراءتكم.

كلنا شاهدنا افلام الرسوم المتحركة في طفولتنا. سندريلا والحذاء السحري. فلة والأقزام السبعة...ورأينا كيف كانت تنتهي قصص تلك الأميرات. بعد شد وبسط، وجس نبض، وقضم تفاحة، ثم إفراغ...ومعارك ضارية في أعالي القِلاع، بين الأخيار والأشرار تارة...وتارة بين الأميرة وفارسها المغوار. ثم يأتي قهر الاعداء, والصلح بعد العتاب, أو بغير عتاب, ثم القبول المُقدر منذ يوم الميلاد. ثم حفلة الزفاف,,,يحضرها الحيوانات والبشر...ثم جينيريك النهاية, الذي يريحنا تارة من قصة مملة كانت جاثمة على انفاسنا. او يحزننا تارة لنهاية سريعة غير متوقة.

بمنضورنا الطفولي. كانت النهايات جميعها سعيدة تشعرنا بالنشوة والإطمئنان قبل أن نخلد للنوم. هي فعلا قصص محبوكة لتناسب الحس الطفولي الذي لا يبحث عن ما ورائية الأشياء, وإن كنت في قرارة نفسي اريد معرفة الصورة ل "عاشا بسعادة وهناء, وأنجبا صبيانا وبنات"

التعبير الفرنسي اكثر وضوحا لما اريد الوقوف عليه

Ils vécurent heureux, et eurent beaucoup d'enfants

هذه الجملة الكلاسيكية مٌصرفة لفعل الماضي passé simple . ومن مزايا هذا الزمن أنه يحكي احداثا متسارعة وخفيفة لا تحتاج الإطالة. كأنها غارقة في الفراغات البينية. بتعبير آخر. لقد اُسدِل الستار على خشبة المسرح. لم يعد هناك امر يستحق المشاهدة. اغربوا من هنا, وناموا سُعداء.



rideaux-velour-2.jpg


هل هو ستار السعادة ؟ أم الحياء من نظرات الجمهور في الساعات الحميمية ؟ لأن البعض يقول Vivons heureux, vivons cachés

تحدث الكثير من الفلاسفة عن ماهية السعادة والبحث عنها. ولكن لا اذكر احداً اخبرنا عن ما ورائية السعادة. لحظة الوصول إليها وما بعدها, وما المُبتغى من ادراكها اصلا ! السعادة لحظة مُضطربة وحاسمة. تُحيل مباشرة إلى لحظة نهاية الفيلم بالوان الحداد, الابيض والأسود. وكأنها نهاية العالم.

احيانا كثيرة شعرت بأن نهاية السعادة هي اللحظة التي تليها مباشرة. تلك اللحظة التي نفصح فيها عن مشاعرنا, ويخفق فيها القلب كأجنحة طائر مرتبك, ادرك سقف السماء. هي اللحظة نفسها التي تهز عرش الإنسان وتُصيبه بغم خفي من إدراك المُبتغى. ما اُسميه "غُربة الوصول". او "تراجيديا الوصول". شبق جنائزي (La petite mort)

السعادة لا تقبل الحياة بدون مشاكل تهوي بنا إلى اسفل الدرج. وإلا صرفناها إلى الماضي المُبهم. واكتفينا بنوستالجيا السعادة كصورة ذهنية مُبهمة لا تقبل التفكير. كما هو حال شارلي شابلن وبوليت كودار في نهاية فيلم "Les temps modernes" في سيرهما نحو المجهول. لحظة تستحق التأمل. وكأن السعادة تكمن في السير...واللاوصول.



temps-modernes-1936-17-g.jpg
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
شكرا على زيارتك للمدونة اخي
لم اعرف انها ممنوعة من ردود الاعضاء حسبتهم ردوا من قبل عادي
بالنسبة للموضوع ان كنّا نتكلم عن السعادة فمن الظلم ان قصص الابطال قد حصرتها لنا في مجرد صراع هدفه الوحيد هو الوصول الى القفص الذهبي و كل قصة نجاح عداه فهي مبتورة مشلولة تنقصها السعادة لا ننكر ان الزواج بمن تحب و يحبك جزء كبير من هذه السعادة الدنيوية و الاخروية لكن اختصارها في هذا الموضوع يظلم الكثير من انواع السعادة التي لم ترسخها في اذهاننا هذه القصص لذلك تحتار عقولنا و قلوبنا لحظة حصولها على هذا الجزء من السعادة فتكون بداية النهاية و تسلل اللآسعادة الى قلوبنا
لكن ان كنا نتحدث عن ديمومة السعادة الزوجية و الفكرة المثالية عن انها جنة ابدية لا تشوبها شائبة و عن اجبارية بقائها هكذا طيلة العمر فهذا تخل عن الواقعية و ظلم للعلاقات الزوجية الطبيعية التي فيها انتكاسات سقطات و عثرات يجب ان نعرف انها جزء من الحياة لا يعتبر من يعيشها تعيسا بل يجب علينا فقط التقليل من توقعاتنا تجاه فكرة ديمومة السعادة الزوجية المثالية و كانك يجب ان تجمد تلك اللحظة التي قيل فيها و عاشا بسعادة و هناء و تعيش تقتات عليها الى نهاية العمر.
مشكور عالموضوع always a pleasure to read
سلام
 
قراءة منطقية لما كتبته الاخت خديجة عن ماهية السعادة

👍👍👍👍👍

كثيرا ماتنتهي السعادة حين الوصول اليها



مشكور اخي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top