- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,346
- نقاط التفاعل
- 27,662
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
احتفى العالم في الأسبوع الماضي (19 جوان) بيوم الأب العالمي، وفي ديننا الإسلامي لا حقّ على الإنسان أعظم وأكبر بعد حقّ الله تعالى وحقّ رسوله صلى الله عليه وسلم، من حقوق الوالدين، فقد تظاهرت بذلك نصوص الكتاب والسُّنّة، وأخذ الله تعالى ميثاق من كانوا قبلنا عليه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..}، وأوجبه سبحانه في شرعنا بأقوى صيغة، وأبلغ عبارة، وقرنه بتوحيده والنّهيّ عن الشّرك به، فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَان}، فعبّر عنه بصيغة القضاء الّتي هي من أقوى صيغ الأمر والإلزام؛ فإنّ قضاء القاضي نافذ، والله تعالى أحكم الحاكمين وأعدلهم وأقواهم، وقال: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أَيّ العملِ أحبُّ إلى اللَه؟ قال: “الصّلاةُ على وَقْتِهَا”، قال: ثمّ أيّ؟ قال: بِرّ الوالدين”، قال ثمّ أيّ؟ قال: “الجهاد في سبيلِ اللَه”، وعن عبد اللَه بن عمرو بنِ العاصِ رضي الله عنه قال: أقبَلَ رجل إلى نبيّ اللَه صلّى الله عليه وسلّم فقال: أُبَايِعُكَ على الهِجرة والجهاد؛ أَبْتَغِي الأَجرَ من الله، قال: “فهل من وَالِدَيْكَ أحد حيّ؟” قال: نعم بل كلاهما، قال: “فتَبْتَغِي الأجرَ من الله؟ قال: نعم، قال: “فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا”.
إنّ وجود الأب في حياة الأطفال، يعني الحماية والرّعاية، يعني القدوة والسّلطة والتّكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأنّ هناك حماية ورعاية وإرشادًا يختلف نوعًا ما عمّا يجدونه عند الأم، وبأنّ الأب هو الرّاعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضّرورية في تربيته وإعداده.
بالرّغم من أنّ الأم هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، إلّا أنّ دور الأب يبقى أهمّيته من نوع آخر، وذلك من خلال تقديم الحنان الأبوي، والسّهر على حياة الطفل وحمايته من كلّ أذى، بالتّواصل معه والتّقرّب منه، فينمو الطفل ويكبر على أسس تربوية سليمة، فالأدوار الّتي يقوم بها كلّ من الأب والأم مهمّة جدًّا في الإنماء التربوي للطفل، رغم اختلافها.
إنّ بعض الآباء يظنّون أنّ دور الرّجل يقتصر على تأمين السكن والملبس والمصاريف، ويُعرّفون مفهوم ربّ الأسرة بأنّه ذلك الديكتاتور المتسلّط الحازم في كلّ شيء، لكن هذا خطأ فادح، فمشاركة الأب في تربية الأبناء شيء في غاية الأهمّية، لما له من تأثير قويّ في شخصية الأبناء، فالأب يستطيع تحقيق التّوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم.
ويحاول أن يساعد في حلّ مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم، ويكون لهم الصّديق المخلص الموجود دائمًا، حتّى لو كان غائبًا، تبقى مبادئه وأفكاره راسخة في أذهان الأطفال، كما أنّه عليه إرشادهم وتقويمهم واستخدام الشّدّة والحزم، إلى جانب الرّفق والتّسامح.
وللأب حقّ البرّ والتّكريم مهما بلغ سنّه، ويتحتّم ذلك ويزداد عند كبر سنّه وشيخوخته، قال الله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا، وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. وللأب حقّ الإحسان والطّاعة، وتحقيق ما يتمنّاه، وله وُدّ الصّحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدّث فلا تُقاطعه، وإن دعاك فأجبه، ولا تمش بين يديه، وحيِّه بأحسن تحيّة، وقبّل رأسه ويديه ولو قبلت رجليه فهو من البرّ، وتلزمك النّفقة عليه في حال الحاجة، ولا تنسى أن تتحفه بالهدية في حال غناه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ رجلًا قال: يا رسول الله إنّ لي مالًا وولدًا، وإنّ أبي يُريد أن يجتاح مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ”، (ويجتاح) أي يستأصله، فلوالدك عليك حقّ النّفقة والرّعاية عند الحاجة أو الكبر والشيخوخة.
إنّ برَّ الأب ليس قُبلة تضعُها على جبينه أو يده، أو دراهم تضعُها في جيبه، أو هدية تُدخل بها السّرور عليه، وإن كان كلُّ ما سبق من البِرِّ، لكن بعض الأبناء يختزل البِرَّ في تلك الصّور، إنّ البرّ هو روح وحياة تبعثُها في كلّ عمل تقدِّمه لوالدك، فإنْ أعطيتَه مالًا أظهرتَ أنّك ما كنتَ لِتحصل عليه لولا الله ثمّ بسببه، وإنْ دفعتَ عنه أذًى أبَنْتَ أنّه قد دفع عنك من الأذى أضعافه، وإنْ جلبتَ له خيرًا أقررتَ أنّه قد سبقكَ وقدّم لك أعلى منه وأعظمَ. وكأنّ لسان حالك يقول: يا والدي وسيِّدي! قد قدَّمتَ أكثر ممّا عليك، وبقي ما هو لك، و{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
من المحزن لكلّ مسلم ما نسمعه بين الفينة والأخرى من أنّ فلانًا قد ساءت علاقته بوالديه.. وربّما لم ير أباه أيّامًا وربّما شهورًا وربّما عياذًا بالله سنين.. أين هؤلاء من وعيد الله ورسوله وتهديده على أعواد منبره حين قال: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، قيل: يا رسول اللّه، إنّك حين صعِدْتَ المِنبر قلتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، قال: “إنّ جبريل أتاني، فقال: مَن أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أو أحَدَهُمَا فلم يَبَرَّهُمَا، فمات فدَخَلَ النّارَ فأَبْعَدَهُ اللهُ، قُل: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أَيّ العملِ أحبُّ إلى اللَه؟ قال: “الصّلاةُ على وَقْتِهَا”، قال: ثمّ أيّ؟ قال: بِرّ الوالدين”، قال ثمّ أيّ؟ قال: “الجهاد في سبيلِ اللَه”، وعن عبد اللَه بن عمرو بنِ العاصِ رضي الله عنه قال: أقبَلَ رجل إلى نبيّ اللَه صلّى الله عليه وسلّم فقال: أُبَايِعُكَ على الهِجرة والجهاد؛ أَبْتَغِي الأَجرَ من الله، قال: “فهل من وَالِدَيْكَ أحد حيّ؟” قال: نعم بل كلاهما، قال: “فتَبْتَغِي الأجرَ من الله؟ قال: نعم، قال: “فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا”.
إنّ وجود الأب في حياة الأطفال، يعني الحماية والرّعاية، يعني القدوة والسّلطة والتّكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأنّ هناك حماية ورعاية وإرشادًا يختلف نوعًا ما عمّا يجدونه عند الأم، وبأنّ الأب هو الرّاعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضّرورية في تربيته وإعداده.
بالرّغم من أنّ الأم هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، إلّا أنّ دور الأب يبقى أهمّيته من نوع آخر، وذلك من خلال تقديم الحنان الأبوي، والسّهر على حياة الطفل وحمايته من كلّ أذى، بالتّواصل معه والتّقرّب منه، فينمو الطفل ويكبر على أسس تربوية سليمة، فالأدوار الّتي يقوم بها كلّ من الأب والأم مهمّة جدًّا في الإنماء التربوي للطفل، رغم اختلافها.
إنّ بعض الآباء يظنّون أنّ دور الرّجل يقتصر على تأمين السكن والملبس والمصاريف، ويُعرّفون مفهوم ربّ الأسرة بأنّه ذلك الديكتاتور المتسلّط الحازم في كلّ شيء، لكن هذا خطأ فادح، فمشاركة الأب في تربية الأبناء شيء في غاية الأهمّية، لما له من تأثير قويّ في شخصية الأبناء، فالأب يستطيع تحقيق التّوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم.
ويحاول أن يساعد في حلّ مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم، ويكون لهم الصّديق المخلص الموجود دائمًا، حتّى لو كان غائبًا، تبقى مبادئه وأفكاره راسخة في أذهان الأطفال، كما أنّه عليه إرشادهم وتقويمهم واستخدام الشّدّة والحزم، إلى جانب الرّفق والتّسامح.
وللأب حقّ البرّ والتّكريم مهما بلغ سنّه، ويتحتّم ذلك ويزداد عند كبر سنّه وشيخوخته، قال الله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا، وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. وللأب حقّ الإحسان والطّاعة، وتحقيق ما يتمنّاه، وله وُدّ الصّحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدّث فلا تُقاطعه، وإن دعاك فأجبه، ولا تمش بين يديه، وحيِّه بأحسن تحيّة، وقبّل رأسه ويديه ولو قبلت رجليه فهو من البرّ، وتلزمك النّفقة عليه في حال الحاجة، ولا تنسى أن تتحفه بالهدية في حال غناه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ رجلًا قال: يا رسول الله إنّ لي مالًا وولدًا، وإنّ أبي يُريد أن يجتاح مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ”، (ويجتاح) أي يستأصله، فلوالدك عليك حقّ النّفقة والرّعاية عند الحاجة أو الكبر والشيخوخة.
إنّ برَّ الأب ليس قُبلة تضعُها على جبينه أو يده، أو دراهم تضعُها في جيبه، أو هدية تُدخل بها السّرور عليه، وإن كان كلُّ ما سبق من البِرِّ، لكن بعض الأبناء يختزل البِرَّ في تلك الصّور، إنّ البرّ هو روح وحياة تبعثُها في كلّ عمل تقدِّمه لوالدك، فإنْ أعطيتَه مالًا أظهرتَ أنّك ما كنتَ لِتحصل عليه لولا الله ثمّ بسببه، وإنْ دفعتَ عنه أذًى أبَنْتَ أنّه قد دفع عنك من الأذى أضعافه، وإنْ جلبتَ له خيرًا أقررتَ أنّه قد سبقكَ وقدّم لك أعلى منه وأعظمَ. وكأنّ لسان حالك يقول: يا والدي وسيِّدي! قد قدَّمتَ أكثر ممّا عليك، وبقي ما هو لك، و{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
من المحزن لكلّ مسلم ما نسمعه بين الفينة والأخرى من أنّ فلانًا قد ساءت علاقته بوالديه.. وربّما لم ير أباه أيّامًا وربّما شهورًا وربّما عياذًا بالله سنين.. أين هؤلاء من وعيد الله ورسوله وتهديده على أعواد منبره حين قال: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، قيل: يا رسول اللّه، إنّك حين صعِدْتَ المِنبر قلتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، قال: “إنّ جبريل أتاني، فقال: مَن أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أو أحَدَهُمَا فلم يَبَرَّهُمَا، فمات فدَخَلَ النّارَ فأَبْعَدَهُ اللهُ، قُل: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ”.