- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,277
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,504
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
الموضوع سيطبع للمشاركة في مسابقة في النت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ذروة المراهقة . و في أصعب لحظات العمر تأثيرا
و في تلك اللحظات المرهقة و الصعبة و بين الحروب الداخلية و الخارجية النفسية و البدنية
التي كنت أعيشها . و في وضع جدا متأزم كانت تعيشه البلاد بسبب الإرهاب
و ويلات القتل و الذبح اليومية المتتالية
كنت طالبا في الثانوية التي كانت تبعد عنا بمسافة طويلة
كنت مجبرا على النظام الداخلي لمواصلة الدراسة
حينها كنت أحس أن كل هته الأوضاع المحيطة بي ربما ستجعلني أصاب بالجنون في اي لحظة
فلا يكاد يمر يوم حتى تسمع عن عملية ذبح او قتل
سئمت الدراسة و مللتها فكنت أهرب من القسم لأتوجه إلى المدرج أو أخرج إلى المقهى
في المدرج كنت ألتقي مع طلبة من الأقسام الأخرى و كانوا أكبر مني سنا و ثقافة
و بينما هم يراجعون دروسهم كنت أنا جالسا عند النافذة أرقب تلاميذ التربية البدنية في فناء الثانوية
ليستمر الوضع هكذا لمدة من الزمن
حتى أصبحت زميلا ملازما للمدرج و كانوا تقريبا نفس التلاميذ المجتهدين المواضبين على الدروس و المراجعة
تعودوا علي و كانوا يشاركوني أحاديثهم الخارجية البعيدة عن الدراسة طبعا الثقافية و الرياضية و السياسية
و اصبح بيني و بينهم مودة و رحمة ,
و كنت مناقشا شرسا و مدافعا عن رأيي بالحجج و كنت متقنا لفن الأقناع و السرد
و كنا جدا مثقفين و الأحاديث بيننا شيقة ممتعة نطالع كل أنواع الكتب و الثقافات و الفنون
كانت بيننا فتاة بيضاء شقراء ذات عيون خضراء جمالها لا يوصف و أنوثتها فائقة
لا تتحدث كثيرا و ربما تبتسم مرة في اليوم . و كانت ابتسامتها كالقمر ليلة البدر
و مع مرور الزمن و بينما التلاميذ المجتهدون مركزين على دراستهم و أنا جالس قرب النافذة
و عقلي يضرب يمنة و يسرة و أفكاري متزاحمة و همومي تخنقني و غيضي يقتلني
إذ بي أسمع صوتا أنثويا رقيقا حزينا .. هل تسمح لي بالجلوس قربك يا الامين
في تلك اللحظة و كأن أحدهم أخرجني من عالم إلى عالم آخر و كنت شارد الذهن تماما
و لم اصدق ان هذا الصوت يعنيني و كأنني اول مرة أسمع إسمي ينطق بهته الأنوثة المبهرة
و في لحظة رجع إلي عقلي أحسست أن هناك جسدا قريبا من كتفي يكاد يلمسني
و شممت رائحة عطر فرنسي يعيد الأنفاس و لا يعيدها
فالتفت فإذا هي الشقراء نفسها تسألني و تستأذن الجلوس قربي
فأذنت لها و أنا لا أكاد أصدق ما تراه عينايا
هل هي حورية أم بشر أم ملاك أم كائن مخلوق آخر
فتلعثم لساني و لم يعرف الحديث إلى لساني مسلكا
و تأملت وجهها للحظات حتى خجلت و طأطأت رأسها
و أنا في نفسي أقول هل أنا في علم أم حلم
................
و لكي أكسر حاجز الخجل الذي أصابني سألتها
الطقس و كأنه بارد هذا اليوم
فأجابت أي نعم إنه بارد برودة دماء البشر أو أقل
كان جوابها غريبا فسألتها لماذا
فأجابت لقد سألت التلاميذ عنك و عن حالك فلم يجبني أحد و أنت جار لهم منذ زمن
و أردفت ما بك يا الامين و لماذا أنت تجلس كل يوم في نفس المكان و في نفس الهيئة
و تراقب النافذة و كأنك تنتظر أحدا . و لماذا أنت لا تدرس و لماذا أنت هارب من قسمك
ما سبب حزنك و ما سبب الدموع التي أراها تكاد تسقط و يمنعها كبرياؤك
تنهدت طويلا و أخذت نفسا عميقا
و أجبتها أريد ترك الدراسة فهذا المكان يجعلنا أجن
فقالت هون عليك يا الأمين و هات قصتك و احكي لي لعلك ترتاح إذا فضفضت
سكت لبرهة و سألتها و أنت من تكونين لست من هته المنطقة حتى انك لست طالبة في الثانوية
قالت قصتي طويلة و لا أحد يعرفها و لما يأتي الوقت المناسب سأحكيها لك
المهم هون عليك يا الامين و إذا أردت أن تفضفض أنا مستعدة لسماعك
بعدها اخذنا أحاديث جانبية و بدأنا في الأحاديث عن الأوضاع و السياسة
و بدأ حاجز الصمت و الخجل بيننا يزول
حتى جعلتها تضحك و تقهقه ( تعرفوننا أهل البادية نحب المزاح و النكت )
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
,,,,,,,,,,,,
فعلا فلقد توالت اللقاءات و تسلسلت
و تعودنا على تلك الصداقة , فوجدت من يستمع لي و يتعايش مع ما احس به من فرح و حزن
و لا أخفيكم ان بدأت أغار عليها , لأنها كانت فاااتنة شقراء و مميزة و جالبة للأنظار
فأمرتها بالحجاب و في اليوم الموالي جاءت و هي تضع خمارا على رأسها '( يعني نص حجاب )
و اصبحت مواضبة على المصحف و على الصلاة
و مع الوقت أصبحت الثقة و الصراحة أهم ما يربطنا فأفصحت عن سرها
فهي من عائلة ذات أصول إسبانية ( جد أبيها إسباني ) و انها تسكن في ولاية أخرى و والدها له منصب و جاه و ثراء
و خوفا على عائلته من الوضع الذي كانت تعيشه البلاد أضطر أن يأتي بهم ثلاث أيام في الاسبوع إلى منطقتنا
,,,,,,,,,,,,,,,,
و في احد الأيام وجدتني أمزح مع زميلة لي فاحمر وجهها غضبا و تغيرت ملامحها
و عاملت تلك الفتاة بقسوة و لما غادرت الفتات قالت لي
بصريح العبارة الامين أنا أغار عليك انت ملكي أنا وحدي
أحسست بشيء غريب من انا حتى أستطيع كسب قلب هته الفاتنة الشقراء
أحسست بسعادة بااالغة الله وحده وحده يعلمها
و قلت في نفسي هذا الملاك ملكي انا بل و يغار علــي , يا له من حظ جاء لينسيني جرح عايشة
لا أنسى ان الثانوية كلها أصبحت تتحدث عني . فتلك الشقراء متيمة بحب الامين
.............
في النظام الداخلي في المساء يجد التلميذ نفسه في حالة فراغ رهيب خصوصا الذين لا يهتمون بالدراسة كحالي
في ذالك الوقت كنت أذهب إلى المصلى أو الملعب
فكنت أجلس مع بعض الملتزمين دينيا
طبعا عندهم علم مع من اجلس
طلبوا مني أن أتوقف عن مخالطتها و الجلوس إليها و ان هذا الامر محرم شرعا
حتى أن أحدهم قال لي إنها فاسقة و قال عندي معلومات عنها فلقد راسلتني و أراني رسالة بخط يدها
فأضطربت و تجمدت و حزنت و تذكرت قصة عايشة
و في اليوم الموالي و بينما هي تتقدم نحوي بابتسامتها البريئة الطفولية
لم اعرف كيف فصفعتها و قلت لها أنت فاااسقة
فتجمدت في مكانها و قالت كلمة لم أنساها .. لقد جرحتي بالكلمة ( تقصد كلمة الفاسقة ) أما الصفعة فأمرها عادي
في تلك اللحظة أحسست بسوء عملي و ندمت .. يالامين ماذا دهاك و ماذا قلت و ماذا فعلت
ندمت لكن بعد فوات الأوان لقد ترجيتها أن تستمع إلي فقط و لتسمع عذري لكن بلا جدوى
قالت كلمة و احدة يا الامين أنت بالنسبة لي إنتهيت
لقد حاولت و حاولت و بكل الطرق لكن يبدوا أن خطئي فادح
...............
مشت الايام و كنت أراها من بعيد و كانت كل يوم تؤكد لي خلقها العالي و معدنها الاصيل
فبدأت بحفظ القرآن و إلتزمت المكتبة و الكتب الدينية
أما أنا فبقيت اندب حظي
.............
جاء آخر يوم في العام الدراسي و أنا في الحافلة متجها إلى بلدتي
رأيتها تخرج من مكتبة و هي تلبس كامل الحجاب الشرعي و تحمل مصحفا من الحجم الكبير
فزادها حجابها جمالا إلى جمالها و أصبحت أكثر فتونا من ذي قبل
يا الامين اي خطأ أرتكبت و اي جرم أقترفت و كيف لك أن تقسوا على هكذا ملاك
لكن هي الأقدام و مشيئة الجبار و هو طبعنا أهل البادية العصبية و العجلة
فلمت نفسي بنفسي
................
توقفت عن الدراسة و مضت السنون و تزوجت و نسيت أمر الشقراء او تناسيته
و وجدت زوجة أقرت عيني فأحببتها أيما حب
و ذات يوم و أنا في إدارة أقوم ببعض المعاملات إلتقيت صدفة بصديقتها
فسألتني عن أحوالي و سألتها عن أهلها و إخوانها
ثم افترقنا لتناديني الامين انت لم تسأل عن فلانة
ضحكت لما أسأل عنها و السنون طويلة و كل واحد راح في طريق و أنا الآن متزوج و عندي بنتين
فقالت المسكينة الآن مريضة مرض نفسي و هي تعتزل كل الناس
سألتها كيف فقالت المسكينة الآن مطلقة و مصابة بصدمة
لماذا لا تتحدث معها و هي تعزك كثيرا
و الله و دون تفكير أعطيتها رقمي و افترقنا مع رجاء الشفاء للشقراء
..........................
و في إحدى الليالي و انا جالس في غرفتي وصلتني رسالة
ففتحت الهاتف فإذا به رسالة من الشقراء هذا رقمي إتصل بي
فاضطربت و حزنت و سعدت حزنت ليس الآن وقتها و انا متزوج و أحب زوجتي
و سعدت لا أعرف لماذا ممكن طبع الرجال هكذا و الله لا أعلم
ترددت كثيرا ثم اتصلت بها و أول ما فتحت سمعت صوت موسيقى حزينة في غرفتها
و قالت أرجوك لا تصفعني و انتظر ما سأقول لك
و واصلت الحديث أعرف أنك متزوج و لا أريد شيئا
فضحكت لترد إييييييييييي الامين مازالت ضحكتك هي نفسها و لم تتغير
سألتني عن عملي و أهلي
ثم اخبرتني انها وقع معها أجهاض بسبب زوجها و انها هي من طلبت الخلع و حصلت عليه
و أخبرتني انها اعتزلت المجتمع و كرهت كل الدنيا و تركت الصلاة و... و .............
......................
و بعد عدة إتصالات رجعت إلى حياتها الطبيعية و رجعت إلى ضحكتها و إبتسامتها
لكن الكارثة أنها تعلقت بي
و أنا كنت حزينا من اجل زوجتي التي كانت تثق بي فطلبتها بالتوقف عن مهاتفتي
لكنها لم تتوقف بل عرضت علــي أن تكون لي زوجة ثانية
بل عرضت علي عملا و مسكنا و سيارة يعني هته ممتلكاتها
كنت ألتفت إلى فقري فأقول هته فرصتي و لما التفت إلى زوجتي التي أحببتها و تحبني فأرفض
زوجتي أغلى شيء عندي و معها بنتايا
لاحظت زوجتي اضطرابي فحست أن أمر قد أصابني
فأصرت و استحلفتني بالله ان أخبرها
و كيف لي إخبارها و كيف سأقول لها أنا أفكر بالزواج من أخرى أو أنا أتكلم مع صديقتي القديمة
أضطرب حالي و امري و بدى الحزن على ملامحي و ارهقني السهر و التفكير
و في أحد الليالي و بعد صلاة العشاء أخبرت القيم أني أريد أصلي ركعات في المسجد و طلبت منه غلق الباب
و إطفاء المصابيح
فبقيت في المسجد و حدي فقلت يااالله أنا في بيتك و امري قد أضطرب
و هاهي زوجتي حبيبتي و روحي و عشقي و هيامي و نبض قلبي اصدق من صادقت و أطهر من عرفت
و انقى من خالطت و أطيب من ريح المسك و ارق من نسمة الهوا و هناك مال و سيارة و سكن و ثراء و أنا الذي عشت طول حياتي فقيرا
فأين المفر إلى الحبيبة أم إلى الدنيا و الثراء
فصليت القيام و دعوت ربي أن يخلصني مما أنا فيه و نمت في المسجد حتى الصبح
و صليت الاستخارة و بعدها قذف الله في قلبي أمرا ..............
فقررت أن أقطع علاقتي بالشقراء و ان أتقي الله في زوجتي
و سبحان الله في تلك اللحظة يرن هاتفي
و اول ما سمعت ـ الشقراء تقول ـ الامين راه جايني خاطب هل أقبل أم أنتظرك
كأنها اللحظة المنقذة كأنه الماء البارد او كأنه الأمل بالنجاة من خطر وشيك بأقل الخسارات
الحمد لله جات من عندها ..............
هي فرصتي لأافض الشراكة و اتخلص من ورطة مزينة بالحب و العشق الذي لا ذنب لي فيه
فصارحتها أني احب زوجتي و لا أقدر على الزواج منها حتى و إن أعطتني كل اموال الدنيا
و طلبت أن تقبل إن جاءها أبن الحلال و تنسى الامين
لأن الامين قلبه أصبح ملكا لأخرى بعقد يستمر طول الحياة
قلبي لزوجتي و هي سلطانته و لن أغيرها و لو اتو لي بالقمر عن يميني و بالشمس عن يساري
على أن أتركها لن أتركها حتى يفرق الموت بيننا
افترقنا مرة اخرى و الى الابد و الى الابد
لا اعرف هل انا ذنبها ام هي حسنتي
لا اعرف هل خذلتها ام قراري كان صائبا
حتى و ان لم يكن صائبا كان قراري منطقيا من اجلها و من اجل زوجتي
ايتها الشفراء لا اعرف أين أنت و هل فعلا كان هناك خاطب ام انك اخترتي الحل المشرف للجميع
اعتذر ربما اخطاء او ربما القدر او ربما هي حلقة من حلقات انا مملكة الاحزان
..................
الامين محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ذروة المراهقة . و في أصعب لحظات العمر تأثيرا
و في تلك اللحظات المرهقة و الصعبة و بين الحروب الداخلية و الخارجية النفسية و البدنية
التي كنت أعيشها . و في وضع جدا متأزم كانت تعيشه البلاد بسبب الإرهاب
و ويلات القتل و الذبح اليومية المتتالية
كنت طالبا في الثانوية التي كانت تبعد عنا بمسافة طويلة
كنت مجبرا على النظام الداخلي لمواصلة الدراسة
حينها كنت أحس أن كل هته الأوضاع المحيطة بي ربما ستجعلني أصاب بالجنون في اي لحظة
فلا يكاد يمر يوم حتى تسمع عن عملية ذبح او قتل
سئمت الدراسة و مللتها فكنت أهرب من القسم لأتوجه إلى المدرج أو أخرج إلى المقهى
في المدرج كنت ألتقي مع طلبة من الأقسام الأخرى و كانوا أكبر مني سنا و ثقافة
و بينما هم يراجعون دروسهم كنت أنا جالسا عند النافذة أرقب تلاميذ التربية البدنية في فناء الثانوية
ليستمر الوضع هكذا لمدة من الزمن
حتى أصبحت زميلا ملازما للمدرج و كانوا تقريبا نفس التلاميذ المجتهدين المواضبين على الدروس و المراجعة
تعودوا علي و كانوا يشاركوني أحاديثهم الخارجية البعيدة عن الدراسة طبعا الثقافية و الرياضية و السياسية
و اصبح بيني و بينهم مودة و رحمة ,
و كنت مناقشا شرسا و مدافعا عن رأيي بالحجج و كنت متقنا لفن الأقناع و السرد
و كنا جدا مثقفين و الأحاديث بيننا شيقة ممتعة نطالع كل أنواع الكتب و الثقافات و الفنون
كانت بيننا فتاة بيضاء شقراء ذات عيون خضراء جمالها لا يوصف و أنوثتها فائقة
لا تتحدث كثيرا و ربما تبتسم مرة في اليوم . و كانت ابتسامتها كالقمر ليلة البدر
و مع مرور الزمن و بينما التلاميذ المجتهدون مركزين على دراستهم و أنا جالس قرب النافذة
و عقلي يضرب يمنة و يسرة و أفكاري متزاحمة و همومي تخنقني و غيضي يقتلني
إذ بي أسمع صوتا أنثويا رقيقا حزينا .. هل تسمح لي بالجلوس قربك يا الامين
في تلك اللحظة و كأن أحدهم أخرجني من عالم إلى عالم آخر و كنت شارد الذهن تماما
و لم اصدق ان هذا الصوت يعنيني و كأنني اول مرة أسمع إسمي ينطق بهته الأنوثة المبهرة
و في لحظة رجع إلي عقلي أحسست أن هناك جسدا قريبا من كتفي يكاد يلمسني
و شممت رائحة عطر فرنسي يعيد الأنفاس و لا يعيدها
فالتفت فإذا هي الشقراء نفسها تسألني و تستأذن الجلوس قربي
فأذنت لها و أنا لا أكاد أصدق ما تراه عينايا
هل هي حورية أم بشر أم ملاك أم كائن مخلوق آخر
فتلعثم لساني و لم يعرف الحديث إلى لساني مسلكا
و تأملت وجهها للحظات حتى خجلت و طأطأت رأسها
و أنا في نفسي أقول هل أنا في علم أم حلم
................
و لكي أكسر حاجز الخجل الذي أصابني سألتها
الطقس و كأنه بارد هذا اليوم
فأجابت أي نعم إنه بارد برودة دماء البشر أو أقل
كان جوابها غريبا فسألتها لماذا
فأجابت لقد سألت التلاميذ عنك و عن حالك فلم يجبني أحد و أنت جار لهم منذ زمن
و أردفت ما بك يا الامين و لماذا أنت تجلس كل يوم في نفس المكان و في نفس الهيئة
و تراقب النافذة و كأنك تنتظر أحدا . و لماذا أنت لا تدرس و لماذا أنت هارب من قسمك
ما سبب حزنك و ما سبب الدموع التي أراها تكاد تسقط و يمنعها كبرياؤك
تنهدت طويلا و أخذت نفسا عميقا
و أجبتها أريد ترك الدراسة فهذا المكان يجعلنا أجن
فقالت هون عليك يا الأمين و هات قصتك و احكي لي لعلك ترتاح إذا فضفضت
سكت لبرهة و سألتها و أنت من تكونين لست من هته المنطقة حتى انك لست طالبة في الثانوية
قالت قصتي طويلة و لا أحد يعرفها و لما يأتي الوقت المناسب سأحكيها لك
المهم هون عليك يا الامين و إذا أردت أن تفضفض أنا مستعدة لسماعك
بعدها اخذنا أحاديث جانبية و بدأنا في الأحاديث عن الأوضاع و السياسة
و بدأ حاجز الصمت و الخجل بيننا يزول
حتى جعلتها تضحك و تقهقه ( تعرفوننا أهل البادية نحب المزاح و النكت )
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
,,,,,,,,,,,,
فعلا فلقد توالت اللقاءات و تسلسلت
و تعودنا على تلك الصداقة , فوجدت من يستمع لي و يتعايش مع ما احس به من فرح و حزن
و لا أخفيكم ان بدأت أغار عليها , لأنها كانت فاااتنة شقراء و مميزة و جالبة للأنظار
فأمرتها بالحجاب و في اليوم الموالي جاءت و هي تضع خمارا على رأسها '( يعني نص حجاب )
و اصبحت مواضبة على المصحف و على الصلاة
و مع الوقت أصبحت الثقة و الصراحة أهم ما يربطنا فأفصحت عن سرها
فهي من عائلة ذات أصول إسبانية ( جد أبيها إسباني ) و انها تسكن في ولاية أخرى و والدها له منصب و جاه و ثراء
و خوفا على عائلته من الوضع الذي كانت تعيشه البلاد أضطر أن يأتي بهم ثلاث أيام في الاسبوع إلى منطقتنا
,,,,,,,,,,,,,,,,
و في احد الأيام وجدتني أمزح مع زميلة لي فاحمر وجهها غضبا و تغيرت ملامحها
و عاملت تلك الفتاة بقسوة و لما غادرت الفتات قالت لي
بصريح العبارة الامين أنا أغار عليك انت ملكي أنا وحدي
أحسست بشيء غريب من انا حتى أستطيع كسب قلب هته الفاتنة الشقراء
أحسست بسعادة بااالغة الله وحده وحده يعلمها
و قلت في نفسي هذا الملاك ملكي انا بل و يغار علــي , يا له من حظ جاء لينسيني جرح عايشة
لا أنسى ان الثانوية كلها أصبحت تتحدث عني . فتلك الشقراء متيمة بحب الامين
.............
في النظام الداخلي في المساء يجد التلميذ نفسه في حالة فراغ رهيب خصوصا الذين لا يهتمون بالدراسة كحالي
في ذالك الوقت كنت أذهب إلى المصلى أو الملعب
فكنت أجلس مع بعض الملتزمين دينيا
طبعا عندهم علم مع من اجلس
طلبوا مني أن أتوقف عن مخالطتها و الجلوس إليها و ان هذا الامر محرم شرعا
حتى أن أحدهم قال لي إنها فاسقة و قال عندي معلومات عنها فلقد راسلتني و أراني رسالة بخط يدها
فأضطربت و تجمدت و حزنت و تذكرت قصة عايشة
و في اليوم الموالي و بينما هي تتقدم نحوي بابتسامتها البريئة الطفولية
لم اعرف كيف فصفعتها و قلت لها أنت فاااسقة
فتجمدت في مكانها و قالت كلمة لم أنساها .. لقد جرحتي بالكلمة ( تقصد كلمة الفاسقة ) أما الصفعة فأمرها عادي
في تلك اللحظة أحسست بسوء عملي و ندمت .. يالامين ماذا دهاك و ماذا قلت و ماذا فعلت
ندمت لكن بعد فوات الأوان لقد ترجيتها أن تستمع إلي فقط و لتسمع عذري لكن بلا جدوى
قالت كلمة و احدة يا الامين أنت بالنسبة لي إنتهيت
لقد حاولت و حاولت و بكل الطرق لكن يبدوا أن خطئي فادح
...............
مشت الايام و كنت أراها من بعيد و كانت كل يوم تؤكد لي خلقها العالي و معدنها الاصيل
فبدأت بحفظ القرآن و إلتزمت المكتبة و الكتب الدينية
أما أنا فبقيت اندب حظي
.............
جاء آخر يوم في العام الدراسي و أنا في الحافلة متجها إلى بلدتي
رأيتها تخرج من مكتبة و هي تلبس كامل الحجاب الشرعي و تحمل مصحفا من الحجم الكبير
فزادها حجابها جمالا إلى جمالها و أصبحت أكثر فتونا من ذي قبل
يا الامين اي خطأ أرتكبت و اي جرم أقترفت و كيف لك أن تقسوا على هكذا ملاك
لكن هي الأقدام و مشيئة الجبار و هو طبعنا أهل البادية العصبية و العجلة
فلمت نفسي بنفسي
................
توقفت عن الدراسة و مضت السنون و تزوجت و نسيت أمر الشقراء او تناسيته
و وجدت زوجة أقرت عيني فأحببتها أيما حب
و ذات يوم و أنا في إدارة أقوم ببعض المعاملات إلتقيت صدفة بصديقتها
فسألتني عن أحوالي و سألتها عن أهلها و إخوانها
ثم افترقنا لتناديني الامين انت لم تسأل عن فلانة
ضحكت لما أسأل عنها و السنون طويلة و كل واحد راح في طريق و أنا الآن متزوج و عندي بنتين
فقالت المسكينة الآن مريضة مرض نفسي و هي تعتزل كل الناس
سألتها كيف فقالت المسكينة الآن مطلقة و مصابة بصدمة
لماذا لا تتحدث معها و هي تعزك كثيرا
و الله و دون تفكير أعطيتها رقمي و افترقنا مع رجاء الشفاء للشقراء
..........................
و في إحدى الليالي و انا جالس في غرفتي وصلتني رسالة
ففتحت الهاتف فإذا به رسالة من الشقراء هذا رقمي إتصل بي
فاضطربت و حزنت و سعدت حزنت ليس الآن وقتها و انا متزوج و أحب زوجتي
و سعدت لا أعرف لماذا ممكن طبع الرجال هكذا و الله لا أعلم
ترددت كثيرا ثم اتصلت بها و أول ما فتحت سمعت صوت موسيقى حزينة في غرفتها
و قالت أرجوك لا تصفعني و انتظر ما سأقول لك
و واصلت الحديث أعرف أنك متزوج و لا أريد شيئا
فضحكت لترد إييييييييييي الامين مازالت ضحكتك هي نفسها و لم تتغير
سألتني عن عملي و أهلي
ثم اخبرتني انها وقع معها أجهاض بسبب زوجها و انها هي من طلبت الخلع و حصلت عليه
و أخبرتني انها اعتزلت المجتمع و كرهت كل الدنيا و تركت الصلاة و... و .............
......................
و بعد عدة إتصالات رجعت إلى حياتها الطبيعية و رجعت إلى ضحكتها و إبتسامتها
لكن الكارثة أنها تعلقت بي
و أنا كنت حزينا من اجل زوجتي التي كانت تثق بي فطلبتها بالتوقف عن مهاتفتي
لكنها لم تتوقف بل عرضت علــي أن تكون لي زوجة ثانية
بل عرضت علي عملا و مسكنا و سيارة يعني هته ممتلكاتها
كنت ألتفت إلى فقري فأقول هته فرصتي و لما التفت إلى زوجتي التي أحببتها و تحبني فأرفض
زوجتي أغلى شيء عندي و معها بنتايا
لاحظت زوجتي اضطرابي فحست أن أمر قد أصابني
فأصرت و استحلفتني بالله ان أخبرها
و كيف لي إخبارها و كيف سأقول لها أنا أفكر بالزواج من أخرى أو أنا أتكلم مع صديقتي القديمة
أضطرب حالي و امري و بدى الحزن على ملامحي و ارهقني السهر و التفكير
و في أحد الليالي و بعد صلاة العشاء أخبرت القيم أني أريد أصلي ركعات في المسجد و طلبت منه غلق الباب
و إطفاء المصابيح
فبقيت في المسجد و حدي فقلت يااالله أنا في بيتك و امري قد أضطرب
و هاهي زوجتي حبيبتي و روحي و عشقي و هيامي و نبض قلبي اصدق من صادقت و أطهر من عرفت
و انقى من خالطت و أطيب من ريح المسك و ارق من نسمة الهوا و هناك مال و سيارة و سكن و ثراء و أنا الذي عشت طول حياتي فقيرا
فأين المفر إلى الحبيبة أم إلى الدنيا و الثراء
فصليت القيام و دعوت ربي أن يخلصني مما أنا فيه و نمت في المسجد حتى الصبح
و صليت الاستخارة و بعدها قذف الله في قلبي أمرا ..............
فقررت أن أقطع علاقتي بالشقراء و ان أتقي الله في زوجتي
و سبحان الله في تلك اللحظة يرن هاتفي
و اول ما سمعت ـ الشقراء تقول ـ الامين راه جايني خاطب هل أقبل أم أنتظرك
كأنها اللحظة المنقذة كأنه الماء البارد او كأنه الأمل بالنجاة من خطر وشيك بأقل الخسارات
الحمد لله جات من عندها ..............
هي فرصتي لأافض الشراكة و اتخلص من ورطة مزينة بالحب و العشق الذي لا ذنب لي فيه
فصارحتها أني احب زوجتي و لا أقدر على الزواج منها حتى و إن أعطتني كل اموال الدنيا
و طلبت أن تقبل إن جاءها أبن الحلال و تنسى الامين
لأن الامين قلبه أصبح ملكا لأخرى بعقد يستمر طول الحياة
قلبي لزوجتي و هي سلطانته و لن أغيرها و لو اتو لي بالقمر عن يميني و بالشمس عن يساري
على أن أتركها لن أتركها حتى يفرق الموت بيننا
افترقنا مرة اخرى و الى الابد و الى الابد
لا اعرف هل انا ذنبها ام هي حسنتي
لا اعرف هل خذلتها ام قراري كان صائبا
حتى و ان لم يكن صائبا كان قراري منطقيا من اجلها و من اجل زوجتي
ايتها الشفراء لا اعرف أين أنت و هل فعلا كان هناك خاطب ام انك اخترتي الحل المشرف للجميع
اعتذر ربما اخطاء او ربما القدر او ربما هي حلقة من حلقات انا مملكة الاحزان
..................
الامين محمد
آخر تعديل بواسطة المشرف: