- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,703
- نقاط التفاعل
- 28,176
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
حثّت الشّريعة الإسلامية الغرّاء على المحافظة على صحّة الأبدان، والوقاية من الأمراض وممّا يكون سببًا في هلاك الإنسان، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
إنّ النّاظر بعين الاستبصار في تعاليم ديننا الحنيف، يجد أنّ الشّريعة الإسلامية قد تناولت موضوع الوقاية الصحية في الإسلام بشكل دقيق ومفصّل في جملة من الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة الشّريفة، حيث اهتمَّ المنهج الإسلامي منذ بداية نزوله بتوعية المسلمين لكلّ ما فيه الخير لدينهم ودنياهم؛ فأمرهم بالعلم وحضَّ عليه، ورغَّبهم في استخدام هذا العلم في إصلاح كلّ جوانب الحياة.
ومن أهمّ هذه المجالات الّتي أبدع فيها المنهج الإسلامي، مجال الوقاية من الأمراض؛ فقد ظهر فيه بجلاء حرص الإسلام ليس فقط على الأمّة الإسلامية ولكن على عموم الإنسانية؛ فإنّ الأمراض إذا انتشرت في مجتمع فإنّها لا تخصُّ دينًا دون دين، ولا تختار عنصرًا دون عنصر، ولكنّها تؤثّر سلبًا على حياة العموم من النّاس. وعليه، فقد جاء الإسلام بمنهج معجز؛ فيه سلامة الجسد والنّفس والمجتمع والبيئة ككلّ.
وللطبّ الوقائي ارتباط وثيق بثقافة المجتمع ودينه، والتّعاليم الإسلامية غنية بالقيم الوقائية. وهذه التّوجيهات الّتي عرفها الطب الحديث مؤخّرًا أمر بها الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعلها جزءًا من الدّين؛ حيث يحثّ الدّين الإسلامي على النّظافة. ولكن للأسف يجهل الكثير من المسلمين هذه التعاليم ويعملون عكسها تمامًا؛ ولذا فهم يعانون من هذه الأمراض ويجلبونها لأنفسهم ومجتمعاتهم بسوء تصرّفاتهم.
ومن أهمّ ما يجب أن يحرص عليه المسلم المحافظة على نظافته الشّخصية، فالطّهارة والنّظافة هي الأصل في حياة المسلم، قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وأثنى الله على المتطهّرين، فقال: {فِيهِ رِجَالٌ يُّحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا}، وجعل الشّرط الأساسي لصحّة الصّلاة الوضوء فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.
وقال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في حثّه على النّظافة والاغتسال: “لو أنّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء...” الحديث.
كما جعل الإسلام طهارة البدن شرطًا لدخول الإسلام والنّظافة شرطًا لأداء أهمّ أركانه وهي الصّلاة كما في قوله صلّى الله عليه وسلّم: “لولا أن أشُقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك قبل كلّ صلاة”.
وقد أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالتّنزُّه من قذارة البول والغائط، وشدَّد في ذلك حتّى إنه مرَّ على قبرين؛ فقال لأصحابه يُحدّثهم عن صاحبي هذين القبرين، وذلك كما روى ابن عبّاس رضي الله عنه: “إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ”.
وضرورة الاهتمام بنظافة الغذاء والأواني والطعام والأيدي والملابس والطريق ومصادر المياه، فقال صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله تعالى طيّب يحبّ الطيّب، نظيف يحبّ النظافة، كريم يحبّ الكرم، جواد يحبّ الجود؛ فنظّفوا أفنيتكم، ولا تشبّهوا باليهود”. وقال: “بورك في طعام غسل قبله وغسل بعده”، وكذلك في حثّه أصحابه على غسل أيديهم بعد الاستيقاظ من النّوم حين قال: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتّى يغسلها ثلاثًا، فإنّ أحدكم لا يدري أين باتت يده..”.
والإسلام يدعو إلى نظافة البيئة المحيطة بالإنسان حيث دعا إلى مكافحة الحشرات النّاقلة للأمراض وإلى نظافة مصادر المياه وإلى نظافة المسكن والشّارع، ولم يترك الإسلام صغيرة أو كبيرة في نظافة البيئة إلّا وأكّد عليها، ولو طبّق المسلمون هذه التعاليم لكانوا أصحاب أنظف وأطهر مظهر بين كافة الأمم.
كما وضع الإسلام قاعدة في التّعامل مع المرض الوبائي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا سمعتم بالطّاعون بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه”.
وحثّ الإسلام كذلك على العلاج الوقائي والتّحصينات الوقائية، ولا يعتبر ذلك هروبًا من قضاء الله، فقد جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسأله: يا رسول الله أرأيت في رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “بل هي من قدر الله”.
ودعا الإسلام إلى الاستعانة بالطبيب لمعرفة المرض ووصف العلاج، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تداووا عباد الله فإنّ الله تعالى لم يضع داء إلّا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم”.
وحثّ الإسلام على عزل المريض بمرض معدي في البيت أو المستشفى، وعلى عدم اختلاطه بالأصحاء حتّى لا تنتقل إليهم العدوى، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يوردنَ مُمض على مصح” أي لا يدخل المريض على الأصحاء فينقل إليهم العدوى. وقد سنّ الإسلام مبدأ الحجر الصحي وعزل المريض الّذي لا يُرجى شفاؤه عن النّاس، وهذا مثال في تغليب العقل على العاطفة والمنطق العلمي على المجاملات “كلّم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين”.
كما يجب التّذكير بدور الدولة وبخاصة الوزارات المعنية (الصحة والبيئة والزراعة والاقتصاد والصناعة..) في مراقبة الأمراض ومنع ظهور الأوبئة أو انتشارها، وأنّ مسؤوليتها عظيمة في هذا، فعلى عاتقها تقع مهمّة التّأكيد على الالتزام بالضّوابط الصحية في الزراعة ونظافة المحيط وحثّ المجتمع على العيش وفق القواعد الصحية في جميع جوانب الحياة ليعيش الفرد سالمًا معافى.
إنّ النّاظر بعين الاستبصار في تعاليم ديننا الحنيف، يجد أنّ الشّريعة الإسلامية قد تناولت موضوع الوقاية الصحية في الإسلام بشكل دقيق ومفصّل في جملة من الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة الشّريفة، حيث اهتمَّ المنهج الإسلامي منذ بداية نزوله بتوعية المسلمين لكلّ ما فيه الخير لدينهم ودنياهم؛ فأمرهم بالعلم وحضَّ عليه، ورغَّبهم في استخدام هذا العلم في إصلاح كلّ جوانب الحياة.
ومن أهمّ هذه المجالات الّتي أبدع فيها المنهج الإسلامي، مجال الوقاية من الأمراض؛ فقد ظهر فيه بجلاء حرص الإسلام ليس فقط على الأمّة الإسلامية ولكن على عموم الإنسانية؛ فإنّ الأمراض إذا انتشرت في مجتمع فإنّها لا تخصُّ دينًا دون دين، ولا تختار عنصرًا دون عنصر، ولكنّها تؤثّر سلبًا على حياة العموم من النّاس. وعليه، فقد جاء الإسلام بمنهج معجز؛ فيه سلامة الجسد والنّفس والمجتمع والبيئة ككلّ.
وللطبّ الوقائي ارتباط وثيق بثقافة المجتمع ودينه، والتّعاليم الإسلامية غنية بالقيم الوقائية. وهذه التّوجيهات الّتي عرفها الطب الحديث مؤخّرًا أمر بها الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعلها جزءًا من الدّين؛ حيث يحثّ الدّين الإسلامي على النّظافة. ولكن للأسف يجهل الكثير من المسلمين هذه التعاليم ويعملون عكسها تمامًا؛ ولذا فهم يعانون من هذه الأمراض ويجلبونها لأنفسهم ومجتمعاتهم بسوء تصرّفاتهم.
ومن أهمّ ما يجب أن يحرص عليه المسلم المحافظة على نظافته الشّخصية، فالطّهارة والنّظافة هي الأصل في حياة المسلم، قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وأثنى الله على المتطهّرين، فقال: {فِيهِ رِجَالٌ يُّحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا}، وجعل الشّرط الأساسي لصحّة الصّلاة الوضوء فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.
وقال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في حثّه على النّظافة والاغتسال: “لو أنّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء...” الحديث.
كما جعل الإسلام طهارة البدن شرطًا لدخول الإسلام والنّظافة شرطًا لأداء أهمّ أركانه وهي الصّلاة كما في قوله صلّى الله عليه وسلّم: “لولا أن أشُقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك قبل كلّ صلاة”.
وقد أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالتّنزُّه من قذارة البول والغائط، وشدَّد في ذلك حتّى إنه مرَّ على قبرين؛ فقال لأصحابه يُحدّثهم عن صاحبي هذين القبرين، وذلك كما روى ابن عبّاس رضي الله عنه: “إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ”.
وضرورة الاهتمام بنظافة الغذاء والأواني والطعام والأيدي والملابس والطريق ومصادر المياه، فقال صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله تعالى طيّب يحبّ الطيّب، نظيف يحبّ النظافة، كريم يحبّ الكرم، جواد يحبّ الجود؛ فنظّفوا أفنيتكم، ولا تشبّهوا باليهود”. وقال: “بورك في طعام غسل قبله وغسل بعده”، وكذلك في حثّه أصحابه على غسل أيديهم بعد الاستيقاظ من النّوم حين قال: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتّى يغسلها ثلاثًا، فإنّ أحدكم لا يدري أين باتت يده..”.
والإسلام يدعو إلى نظافة البيئة المحيطة بالإنسان حيث دعا إلى مكافحة الحشرات النّاقلة للأمراض وإلى نظافة مصادر المياه وإلى نظافة المسكن والشّارع، ولم يترك الإسلام صغيرة أو كبيرة في نظافة البيئة إلّا وأكّد عليها، ولو طبّق المسلمون هذه التعاليم لكانوا أصحاب أنظف وأطهر مظهر بين كافة الأمم.
كما وضع الإسلام قاعدة في التّعامل مع المرض الوبائي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا سمعتم بالطّاعون بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه”.
وحثّ الإسلام كذلك على العلاج الوقائي والتّحصينات الوقائية، ولا يعتبر ذلك هروبًا من قضاء الله، فقد جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسأله: يا رسول الله أرأيت في رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “بل هي من قدر الله”.
ودعا الإسلام إلى الاستعانة بالطبيب لمعرفة المرض ووصف العلاج، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تداووا عباد الله فإنّ الله تعالى لم يضع داء إلّا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم”.
وحثّ الإسلام على عزل المريض بمرض معدي في البيت أو المستشفى، وعلى عدم اختلاطه بالأصحاء حتّى لا تنتقل إليهم العدوى، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يوردنَ مُمض على مصح” أي لا يدخل المريض على الأصحاء فينقل إليهم العدوى. وقد سنّ الإسلام مبدأ الحجر الصحي وعزل المريض الّذي لا يُرجى شفاؤه عن النّاس، وهذا مثال في تغليب العقل على العاطفة والمنطق العلمي على المجاملات “كلّم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين”.
كما يجب التّذكير بدور الدولة وبخاصة الوزارات المعنية (الصحة والبيئة والزراعة والاقتصاد والصناعة..) في مراقبة الأمراض ومنع ظهور الأوبئة أو انتشارها، وأنّ مسؤوليتها عظيمة في هذا، فعلى عاتقها تقع مهمّة التّأكيد على الالتزام بالضّوابط الصحية في الزراعة ونظافة المحيط وحثّ المجتمع على العيش وفق القواعد الصحية في جميع جوانب الحياة ليعيش الفرد سالمًا معافى.