ربما الجميع لاحظ وشاهد بعضا من لقطات صورت لأطفال صغار وفتيان يتكلمون ويعبرون عن أوضاعهم المختلفة أو يتصرفون تصرفات متنوعة وقد نالت عباراتهم ومشاهدهم انتباه وشهرة وبروز عبر عدة وسائل اعلام ومنصات تواصل.
حتى أني استغربت لاستغرابهم مما هو من المفروض والواجب ان يكون عليه اي مسلم سواء كان صغيرا او كبيرا. يعني لهذه الدرجة اصبحنا نتعجب من الكلام عن الخبزة الحلال ومن التعامل بلطف وشفقة ومن مد يد العون والتكافل ونراه تصرفا نادرا وحتى قديم الطراز. ممكن ربما أوعز السبب لشيوع وطغيان ما نعيشه في هذا الزمان من انحطاط و انسلاخ وانحراف وضياع.
لست في صدد الحديث عن الاساليب والاهداف المتنوعة في التعامل مع هذه الحالات سواء من الاعلام او السلطات او افراد طفيليين. ولكن أود التطرق بمعيتكم والتركيز على العبرة والحكمة والمعنى الاكثر قيمة واهمية الظاهرة على العفوية والتلقائية التي ميزت هذه المشاهد والتصريحات وميزت أصحابها.
التربية السليمة المغروسة والمنقوشة في مخيلة وباطن عقل الطفل والقناعة الراسخة المتجذرة الملقنة بأفضلية الحلال عن الحرام وأفضلية الاخلاق الحسنة عن التفسخ والانحلال وبين السبيل المستقيمة عن الانحراف والانجرار نحو دركات ومتاهات الافات والاضرار والمخاطر الاجتماعية عموما.
وبعيدا عن التصنع والتبجح والكذب والتحايل والخداع و خوض الطرق الملتوية يعيش الصدق والصراحة جنبا الى جنب مع العفوية والتلقائية لدى أشخاص جعل الله في كلامهم عبرة ومثالا وقدوة حسنى للمقلدين المنبطحين ولمن سلك طريقا منحرفا أو اتخذ من النصب والحيلة والخداع والشر وسيلة لخدمة اغراض او اهداف او غايات مادية بنسبة أكبر.
ومنها نأخذ الدرس والتوجيه المثالي كأولياء لنعمل على ترسيخ وتجذير كل القيم الحميدة والعادات والعبادات السليمة المستقاة من ديننا الحنيف تعظيمها وترسيخها وتجذيرها ونقشها على قلوب الاطفال ذكورا واناث حتى تبرز وتظهر وتتجلى بعفوية وتلقائية في مظهرهم وحين تكلمهم وعند تعاملهم وتصرفهم في مواقف الحياة العديدة.
بدل تعليمهم التحايل والتلاعب على المعلم في المدرسة وعلى الجار في الشارع وعلى البائع او الشاري وحتى على أبوهم او أمهم أو اخوتهم داخل المنزل وبدل ترسيخ نظرية اللجوء الى الحرام حتى لاتموت بالحلال وتفخيم الشرور عموما وجعلها أفضل طريقة للعيش برخاء وسخاء واحترام ومهابة وتقدير.
في السابق لتعرف حقيقة أمر ما تلجئ لعفوية طفل لتتبين والان الطفل تسأله يلهو ويسرح بك في السحاب ثم يعود بك ويدوخك بمدى قدرته على التحايل والكذب وكل هذه البراعة ممن أخذها وعمن درسها ؟! اذا لم يكن له قدوة ومدرب في البيت او خارجه.
وربي يجيب الخير لينا وليكم.