- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,277
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,506
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
في سنة 1998
كنا نجتمع كل ليلة مع أبناء العمومة كلهم في بيت العم علي
كنا حوالي العشرة
نتفرق الى مجموعات صغيرة
مجموعة تعشق الرياضة و اخرى السياسة و مجموعة تهوى المغامرات او تبحث عنها
و هناك مجموعة من الفتيات كلهن بنات العمومة في زاوية الصالون الكبير يتحدثن عن المسلسل
و الطبخ و احيانا يتهامسن لتعلوا ضحكاتهن ثم تصرخ عليهم زوجة العم علي ياااتل احشمو
كل ليلة كنا نجتمع الى منتصف الليل و احيانا نبيت هناك فالبيت واسع و فيه غرف كثيرة
كل ابوابها في الحوش او في الساحة التي تتوسط البيت
في احدى الليالي لا اعرف كيف فتحنا النقاش عن الجن و الغول
فنحن نسمي بعضعها بالكاركاندو و بعضها بحمار الليل او التصاوير
تتسيد الجلسة هته الليلة زوجة العم لتروي لنا قصصا حدثت للعائلة في زمن الستينات و السبعينات
حيث كان اغلب البدو عندنا بين الفقر و الجهل
تحكي لنا و تقول ان الغول الذي يطارد البشر في الليل موجود في الفيرمة تاع جدي
و بالضبط في الدار البرانية
و هي غرفة الضيوف عندنا في الفيرمة و سميت بالدار البرانية لأن بابها و نافذتها في ظهر الفيرمة
بعيدة عن بقية الابواب و النوافذ حتى لا يسمع الضيوف كلام النساء و الصبيان
تصمر الجميع في مكانه و حل السكون و خشعت الاصوات فلا تسمع إلا همسا
الكاركاندو كان عبارة عن أمرأة تلبس الابيض تحمل الكثير من السلاسل و الاغلال
كانوا يسمعونها كل ليلة و هي تمشي
ذهابا و إيابا حول الدار البرانية كأنها تحرس شيئا ـ تواصل زوجة العم علي حديثها
ـ هل رأيتم الكاركاندو و هل رآه أحد منكم ـ سأل احد
ـ نعم نعم رآه عمكم عبدالقادر عدة مرات
و كان يخبرنا بما يرى كلما كان يقوم بجولة تفقدية ليلا للزريبة و النعاج و الفيرمة
كان يرى أمرأة تلبس البياض و تجر السلاسل و الاغلال
لكنه كان يتحاشى الذهاب نحوها
و كلما رآها يسمي الله و يبتعد
حتى الكاركاندو كان لا يوذي عمكم لانه كان حاملا لكتاب الله و رجل صالح
أما حمار الليل تواصل زوجة العم سرد قصتها
فمكانه الواد قرب شجرات اللوز العتيقة
حمار الليل كان دوره أن يجعل كل من يمشي في الواد يفقده تركيزه
و يفقد الطريق فبدلا ان يمشي باتجاه مقصده , هذا حمار الليل يجعله يسلك اتجاها مخالفا
و لا يعرف من أين يسلك حتى يطلع الفجر يجد السائر نفسه في مكان بعيد عن بيته او مزرعته
حمار الليل تقول زوجة العم عبارة عن خيالات و ظلال تتشكل كما تشاء
على شكل رجل او امرأة او دابة او صبي او أي شيء تجعل الساري او الذي يمشي ليلا يتبعها دون شعور
كالتنويم المغناطيسي
آآآه هل تتذكرين الشموع التي كانت تضاء ليلا في قبة مولى عبدالقادر ـ هنا تتحدث ابنة العم و كانت كبيرة في السن
مخضرمة عاشت زمن الموقد و الكانون و الشوميني و زمن الغاز و الكهربا
نعم نعم تقطعها مديرة الجلسة هته الليلة زوجة العم
قبة مولى عبدالقادر هي أيضا كانت فيها امور هكذا في بعض الليالي كنا نرى فيها الشموع
تضاء ليلا و كنا نسمع صوت الدف كأنها الحضرة و غناء و صراخ و أرجل تضرب الارض
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ لم اذكر القصص كاملة لأنها قد تثير الذعر او لأنها قد تكون من الخيال المتوارث
بين اهل قبيلتنا ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـ هنا كان لزاما علي التدخل حتى أزيل الذعر الذي أصاب الجميع في المجلس
فلا الرياضي عاد قادرا على الذهاب الى المرحاض و لا السياسي أصبح قادرا على تغيير مكانه
فضلا عن تغيير المجتمع او غيرها من الشعارات ههههههه الكل مذعور و شاخص
و انا الوحيد الذي أميل نوعا ما إلى التدين عكس بقية الجالسين فجلهم
يحب اللهو و التدخين و لا يحافظون على الصلوات
ـ احسنهم قرا كتاب الجغرافيا تاع السنة الثالثة ابتدائي هههههه
ذكرتهم بالآيات و الأحاديث و ان صوت الآذان كفيل بطرد الغيلان و هم الجن ان تغولوا ليلا
و بانوا للناس ـ حدثتهم عن علم النفس و كيف يمكن للانسان ان يتخيل صورا و اشكالا
حتى انه قد يسمع اصواتا ـ حاولت ان اعيد للرجال بعضا من رجولتهم التي فقدوها هته الليلة هههههه
اما بنات العم فلا داعي للحديث عنهن هههههه
حدثتهم ببعض قصص السيرة عن هكذا احوال و انها قد تقع و هي من النوادر
حدثتهم ان الاصل في الجن الخوف من البشر و ليس العكس
هكذا حدثتهم كما حدثتكم انتم اهل اللمة اللي راكم خايفين الآن هههههههه
و في كلامي حتى ازيل خوفهم رفعت التحدي امام الجميع
و قلت لهم انا مستعد ان اذهب الى الفيرمة ليلا و انام في الدار البرانية
و اذهب الى قبة مولى عبدالقادر
و ان اضع لكم علامات حتى تعرفوا ان هته الامور راحت و ذهبت بسبب الاذان و القرآن و التحصينات
و الاضواء و و و و و
تحديتهم جميعا
و في اثناء هته الحماسة مني
تكلم احد ابناء العمومة يا سيدي راك كوراج كبير و انا راح أضعك امام أمر واقع
قلت له كيف ذالك
إلتفت الى بعض من الجالسين و هم جماعة المغامرات و البحث عن الثراء
و تهامسوا لثوان ثم أردف قائلا ـ نعرف مكانا فيه كنز و نحن خائفون من الحراس من الجن
و نراك أنسب واحد لتذهب مع الحكيم للحفر عن الكنز الذي تحرسه الجن
يتبع ,,,,,,,,,,, في الجزء القادم
طبعا حسب رغبتكم هههههه أهل اللمة
آخر تعديل بواسطة المشرف: