كنت أتصفح اللمة كالمعتاد فإذا بي أفاجأ في الإعلانات عن موقع للزواج الإسلامي ، لربما لم أره من قبل أم كنت أتجاهله لكن هذه المرة بحثت عنه وأردت التأكد من أن من يقصدون مثل هذه المواقع مغفلين ، يظنون أن الزواج بيدهم !!
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36)
يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا(فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا)يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدى والرشاد.
وذكر أن هذه الآية نـزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على فتاه زيد بن حارثة، فامتنعت من إنكاحه نفسها، ثم حينما سمعت بما أنزله الله رضت بعد ذلك .
فالله أمر أن تؤتى البيوت من أبوابها لا بهذا الشكل الذي يضر أكثر مما ينفع !
وكأن الناس قد عميت ، ألهاته الدرجة تتسولون الزواج من الناس والله إن سألته قادر أن يعطيك في رمشة عين ، الله بجلال قدره قال " سل تعطى " كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام .
المسلم يؤمن أنه لا راحة للقلب، ولا سكينة للنفس إلا بالتسليم، وتفويض الأمور للحكيم الخبير الذي خلقها ويعلم ما يصلحها، ولا سعادة للروح إلا إذا أدارت دفة حياتها بإحسان ظنها بربها؛ فالأرزاق محفوظة ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كاملًا غير منقوص .
إن الزواج ليس هدفا مجردًا، وإنما الهدف الحقيقي الذي يحرص الإنسان على تحقيقه: ما بعد الزواج من الاستقرار والتوافق ليكون كل منهما خير لباس لشريكه.
هذه تساؤلات عابرة فقط؛ وإلا فحروفي القادمة ستناقش عبارة: "الزواج ليس قسمة ونصيب وإنما هذا من الموروثات الخاطئة!" مستندة على الأدلة المعاصرة و المضادة لقاعدة د. بشير.
إحدى صديقاتي استمرت خطوبتها سبعة أشهر وقبل عقد قرانها بأسبوع يأذن الله بفسخ الخطوبة، فيسمع أحد قرابتهم ممن يبحث عن زوجة بالخبر ويتقدم لها. ما بين فسخ خطوبتها وبين خطوبتها الجديدة إلا ثمانٍ وأربعين ساعة فقط، ويُعقد قرانها بنفس اليوم المحدد مع خطيبها السابق، وترتدي نفس الفستان الذي أعدته لخطوبتها السابقة، وبنفس ترتيبات الاحتفال، إلا أن الزوج مختلف!
بعد سنة من زواجها تقول: لا زلت أشعر وكأني في حلم كيف جرت تلك الأحداث!
ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {وَرَبّك يَخْلُق مَا يَشَاء وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَة} [القصص :68].
أخبرتني إحداهن أن أخاها الوسيم بل شديد الجمال كما تنعته، الذي أرهقهم تعنته في اختيار شريكة حياته، فكان يريدها بطول عارضة الأزياء الفلانية، ولون بشرة المغنية الفلانية، ورسمة عين الممثلة الفلانية، وهلم جرا من التفصيل، ولم يبقَ بيت عندهم حسناوات ممن يعرفون إلا وطرقوا بابه، وبعد الرؤية الشرعية يرفض مع أنهن ملكات جمال وبنفس المواصفات التي اشترطها، وبعد جهد في البحث والسؤال ذُكرت لهم فتاة، فأحرج النساء من الذهاب لرؤيتها لكثرة ما دخلوا من البيوت، وطلبوا منه أن يذهب فإن أعجبته، كان ذلك مسوغا لذهابهم، فذهب وأعجب بها، وحين ذهب النساء لرؤيتها تفاجئن! لأنها لا تملك صفة واحدة مما اشترط!
عندما سألوه: هل رأيتها جيدًا؟!
أجابهم: أجمل ما رأت عيني! ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49].
وتلك تقدم لها شاب فرفضته؛ لأنه يصغرها بعام، وبعد أشهر لم ييأس أعاد الكرة وتقدم مرة أخرى فرُدّ، ثم بعد أشهر أعاد الكرة، وبعد معارك إقناعية استخارت ووافقت؛ لأنه رزقها المكتوب، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب، فلا مانع لِما أعطى سبحانه.
وأخرى تقدم لخطبتها أحد المشاهير الذين كانت تتابعهم بإعجاب ففرحت واستبشرت واعتبرته من أعظم النعم، وأجل المنن أن تكون زوجة لمن يوافقها في اهتماماتها وأفكارها وطموحاتها، إلا أن أهلها رفضوا هذه الزيجة لانعدام تكافؤ النسب، وباءت جميع المحاولات في إقناعهم بالفشل، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب، ولا معطي لما منع سبحانه.
وذاك شاب كانت قصته غريبة، وهبه الله كل مقومات الزوج المطلوب فجُمِع له بين الدين والخلق والوسامة والثراء والمركز الرفيع والحسب الشريف، وكلما تقدم لفتاة يُرد، فمضغ خيبة تميزه الذي لم يشفع له بحسن ظنه بربه، وفرَّ من قدر الله إلى قدر الله، وبعد طول انتظار أذن الله له بالزواج، وكم من شاب أقل منه في كل المعطيات والهبات، بل بعضهم لا يملك بيتًا ولا وظيفة ولا سيارة ومن أول أو ثاني باب يطرقه يسهل الله زواجه، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {وكُلُّ شَىءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد :8] دقيق، وعلم محيط، وحكمة بالغة.. فلا يغرك العطاء ولا يهولنك المنع. ثم إن المؤمن لا يؤتى الزوجة الصالحة بسعيه بل بتقواه !فهل الزواج الآن قسمة ونصيب أم قرارك
اللهم أوتد هذا القلب على ما ترضى
أقمه حيث ترضى أمته حين ترضى
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36)
يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا(فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا)يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدى والرشاد.
وذكر أن هذه الآية نـزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على فتاه زيد بن حارثة، فامتنعت من إنكاحه نفسها، ثم حينما سمعت بما أنزله الله رضت بعد ذلك .
فالله أمر أن تؤتى البيوت من أبوابها لا بهذا الشكل الذي يضر أكثر مما ينفع !
وكأن الناس قد عميت ، ألهاته الدرجة تتسولون الزواج من الناس والله إن سألته قادر أن يعطيك في رمشة عين ، الله بجلال قدره قال " سل تعطى " كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام .
المسلم يؤمن أنه لا راحة للقلب، ولا سكينة للنفس إلا بالتسليم، وتفويض الأمور للحكيم الخبير الذي خلقها ويعلم ما يصلحها، ولا سعادة للروح إلا إذا أدارت دفة حياتها بإحسان ظنها بربها؛ فالأرزاق محفوظة ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كاملًا غير منقوص .
إن الزواج ليس هدفا مجردًا، وإنما الهدف الحقيقي الذي يحرص الإنسان على تحقيقه: ما بعد الزواج من الاستقرار والتوافق ليكون كل منهما خير لباس لشريكه.
هذه تساؤلات عابرة فقط؛ وإلا فحروفي القادمة ستناقش عبارة: "الزواج ليس قسمة ونصيب وإنما هذا من الموروثات الخاطئة!" مستندة على الأدلة المعاصرة و المضادة لقاعدة د. بشير.
إحدى صديقاتي استمرت خطوبتها سبعة أشهر وقبل عقد قرانها بأسبوع يأذن الله بفسخ الخطوبة، فيسمع أحد قرابتهم ممن يبحث عن زوجة بالخبر ويتقدم لها. ما بين فسخ خطوبتها وبين خطوبتها الجديدة إلا ثمانٍ وأربعين ساعة فقط، ويُعقد قرانها بنفس اليوم المحدد مع خطيبها السابق، وترتدي نفس الفستان الذي أعدته لخطوبتها السابقة، وبنفس ترتيبات الاحتفال، إلا أن الزوج مختلف!
بعد سنة من زواجها تقول: لا زلت أشعر وكأني في حلم كيف جرت تلك الأحداث!
ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {وَرَبّك يَخْلُق مَا يَشَاء وَيَخْتَار مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَة} [القصص :68].
أخبرتني إحداهن أن أخاها الوسيم بل شديد الجمال كما تنعته، الذي أرهقهم تعنته في اختيار شريكة حياته، فكان يريدها بطول عارضة الأزياء الفلانية، ولون بشرة المغنية الفلانية، ورسمة عين الممثلة الفلانية، وهلم جرا من التفصيل، ولم يبقَ بيت عندهم حسناوات ممن يعرفون إلا وطرقوا بابه، وبعد الرؤية الشرعية يرفض مع أنهن ملكات جمال وبنفس المواصفات التي اشترطها، وبعد جهد في البحث والسؤال ذُكرت لهم فتاة، فأحرج النساء من الذهاب لرؤيتها لكثرة ما دخلوا من البيوت، وطلبوا منه أن يذهب فإن أعجبته، كان ذلك مسوغا لذهابهم، فذهب وأعجب بها، وحين ذهب النساء لرؤيتها تفاجئن! لأنها لا تملك صفة واحدة مما اشترط!
عندما سألوه: هل رأيتها جيدًا؟!
أجابهم: أجمل ما رأت عيني! ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49].
وتلك تقدم لها شاب فرفضته؛ لأنه يصغرها بعام، وبعد أشهر لم ييأس أعاد الكرة وتقدم مرة أخرى فرُدّ، ثم بعد أشهر أعاد الكرة، وبعد معارك إقناعية استخارت ووافقت؛ لأنه رزقها المكتوب، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب، فلا مانع لِما أعطى سبحانه.
وأخرى تقدم لخطبتها أحد المشاهير الذين كانت تتابعهم بإعجاب ففرحت واستبشرت واعتبرته من أعظم النعم، وأجل المنن أن تكون زوجة لمن يوافقها في اهتماماتها وأفكارها وطموحاتها، إلا أن أهلها رفضوا هذه الزيجة لانعدام تكافؤ النسب، وباءت جميع المحاولات في إقناعهم بالفشل، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب، ولا معطي لما منع سبحانه.
وذاك شاب كانت قصته غريبة، وهبه الله كل مقومات الزوج المطلوب فجُمِع له بين الدين والخلق والوسامة والثراء والمركز الرفيع والحسب الشريف، وكلما تقدم لفتاة يُرد، فمضغ خيبة تميزه الذي لم يشفع له بحسن ظنه بربه، وفرَّ من قدر الله إلى قدر الله، وبعد طول انتظار أذن الله له بالزواج، وكم من شاب أقل منه في كل المعطيات والهبات، بل بعضهم لا يملك بيتًا ولا وظيفة ولا سيارة ومن أول أو ثاني باب يطرقه يسهل الله زواجه، ليربينا الله أن الزواج قسمة ونصيب: {وكُلُّ شَىءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد :8] دقيق، وعلم محيط، وحكمة بالغة.. فلا يغرك العطاء ولا يهولنك المنع. ثم إن المؤمن لا يؤتى الزوجة الصالحة بسعيه بل بتقواه !فهل الزواج الآن قسمة ونصيب أم قرارك
اللهم أوتد هذا القلب على ما ترضى
أقمه حيث ترضى أمته حين ترضى