ذكريات البيت القديم،،، والحارة القديمة

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
8,725
الحلول
4
نقاط التفاعل
14,502
النقاط
2,156
الجنس
ذكر
السلام عليكم

cachet.gif
أهلا وسهلا ڨربو كي جيتو

EoHQrl_XUAADzVi.jpg


كان لجدي وجدتي في الحارة القديمة بيت طيني عتيق وأنيق سقفه من الخشب الملبس بالطبن والاغصان مرفوع باعمدة غليضة يزدحم بها البيت حتى في وسطه لاتهمها جمالية المكان بقدر ما يهمها صموده قدر الامكان وبئر صغيرة مغطاة عند المدخل تعلوها ( قربة) صنعت من شعر جدي ناعم معلقة باحكام لطالما أرعبتني ومطبخ كبير يسكنه في الزاوية ( شميني= مدخنة ) كنت اعتبره مدخلا يسلكه العفاريت و الجان وجرار وأواني قصدير وفخار ومناديل وقصعات وكثير من الرزم وملا أعرف في الأدراج ،، وبهو صغير مفروش بالحلفة وزرابي مزخرفة ووسائد حمراء وخضراء كأنها بستان تصنعها جدتي باتقان يزين البهو جدران مطلية بالجير الابيض والازرق بانصاف ولوحة فنية تحكي فروسية ابوزيد الهلالي سيف وغزال وحصان وتتدلى منها يد تتوسطها عين شاخصة عرفت انها ( خمسة ) تحرص بنية ذلك الزمان المكان وعمل فني آخر في الزاوية مفتول بسنابل قمح لم افهم معناه للان،، وسلم صخري يصعدك للسطح حيث المكان فسيح لا زجاج نوافذ ولا حدود جدران يحبسك المنظرعند الشروق وحين الغروب لزمان منظر واحة النخيل المنشغلة باخبار الطير والفراش والحيوان وسلسلة جبلية صماء تطل على الوادي الممتد بلاحسبان،،، كان السطح ورشة جدتي للانتاج والاستهلاك ولتجفيف انواع الفاكهة والخضر والنباتات ونشر الكسكس قبل حلول رمضان وفيه كذلك تتبادل اطباق الأكل وأخبار اليوم و الأمس مع الجيران.

غرفة جدي في آخر الرواق تبعث على الرهبة والانبهار كل الأثاث بالخشب الاحمر العتيق المنقوش باسراف و السرير كان يبدو مرتفعا بعدة أمتار او لاني كنت صغيرا مشاغبا اكافح لتسلقه والقفز فوقه باصرار،، خزانة صغيرة موصدة باحكام كأن فيها كنوزا وأسرار ومرآة بايطار مذهب على احدى الجدران مشط ومقص وقصاصة مزينة بآية الكرسي والمعوذتان ،، وصندوق حديدي في الركن مزخرف بالأشكال و الازهار وسبحة بجانب جدي وقميص مرتب وعمامة ذهبية فاخرة تنتظر الآذان وعصى منحوتة بقبضة جلد ومصحف قرآن.

كان او لايزال لكل واحد منا بيت في الماضي يحتضن براءته وشقاوته و يسع طفولته و سذاجته ، وبقي ذلك البيت ذكرى تعانق أشواقنا لبدايات نشأة أفكارنا وتصرفاتنا وفي كل زاوية و رواق قصة وحادثة محفورة على جدران الاعماق وفي كل غرفة وجلسة وضحكة وهمسة أناس أحببناهم وارتمينا في احضانهم أو تفاديناهم وأرعبتنا جديتهم وهيبتهم أجداد واعمام وعمات واخوال وخالات وجيران حوتهم تلك البيوت واستقبلونا على عتبات ابوابها بالقبل والعناق والأحضان.

هل تتذكر ذلك البيت القديم غرفه وسراديبه وحواشيه وكل ماكان يحلوا الركض والقفز والاختباء فيه ...

إحكي لنا عنه وعن قاطنيه وذكرياتك فيه.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
منزل جدتي القديم من اجمل الذكريات الى قلبي ، كم اشتاق اليه اتمنى ان نعود اليه في يوم من الايام ، الابواب البنيه الخشبية المتشققة قصيرة القامة، جدران البيت من طين يحبس الهواء البارد وتكمن فيه برودة في الصيف غير طبيعية، بني غامق، الغرف كلها متلاصقة وصغيرة وغرفة الجلوس فيها جلسة عربية لونها بني وفيها تداخلات من الذهبي، كان شكلها مريح ويلفت النظر، عندما اتذكر غرفة الجلوس تراودني ذكرى لا أنساها ما حييت، عندما كنت في السادسة من عمري كنت اجلس في غرفة جدتي أشاهد التلفاز برنامج طفولي أتابعه كل يوم الساعة السابعة مساءً
آه كلما تذكرت منزل جدتي القديم أحن إليه وتدمع عيني بلا شعور. ذكريات الطفولة وطفولتي كلها عشتها في ذاك المنزل الذي بات مجرد حلم لانهم بمجرد وفاة جدتي رحمها الله هدم اخوالي البيت وشيدو مكانه محل لبيع قطع الغيار
طفولتي فيه وأصدقائي فيه أصبحت لا أحب التطور، أكره فكرة الهدم لأنهم يهدمون الذكريات والمشاعر معهم

وها أنا اليوم كسيرة الخاطر بهذا التقدم والتطور صحيح أنه شيء جميل لا أعترض بتاتاً لكن لماذا سلبوا منا أجمل ذكرياتنا؟ وأجمل بيت؟، البيت الذي ترعرعت فيه في طفولتي الآن أصبح مجرد محل يدوسون عليه وكأنهم يدوسون على قلبي بكل لحظه، بيت جدتي العزيز سامحني انت الوحيد الذي أستطيع أن اقول إنك تعرفني وكذلك غرفة جدتي هناك سامحيني ووسادتي الجميلة تعرفني أكثر من أي شخص في حياتي
 
اجمل الامكان كان ولا يزال
من اقدم المنازل هناا لايزال يحافظ على شموخه والاصالة تفرض نفسها في المكان الازهار المحيطة والاشجار تزيده رونقااا لا خفيكم نغمات العصافير والانواع الكثيرة من الطيور عندما يلوح من هناك تراه وكانه الوحيد في هذا العالم بهوه مزين يغير زينته من ذاته رائحة الاعشاب تلطف سيدة المكان عندما تضع يدك على الباب يفتح لوحده
لااتمكن من وصف ذلك شعور غرفه ذات الاثاث العتيق الصامد وكانك في متحف فعلا بعض الافرشة حتى الارضية سبحان الله مختلفة للاسف لم اسكن فيه ولكن ذكريات تعتليه كل مرة نزورو المكان وكاننا اول مرة نزوره
وكان اهل المكان لايزالون فيه البئر الاشجار ظلالها برودة المكان حتى في حر الصيف


ربي يجيب الخير
 
ماشاء الله عليك اخي فريد والله من جمال سردك لوصف البيت شعرت كأنني اعيش فيه ياله من بيت جميل تحلو فيه الذكريات الجميله خاصة تلك القربه التي يجي ماءها حلو المذاق ..
الف شكر لك على هذا الطرح المميز ..
 
الف شكر لك على هذا الطرح المميز ..
ندكر في بيتنا القديم انا العائلة كل يوم زورنا فيه و كان نلهو نلعب فيه للباح و الازعاج للكبار
 
كم أحببت منزل جدك العرييييق وكيف لا يكون كذلك وهو أحد بيوت بوسعادة الأصيلة!

أما عن بيت جدي القديم هو بيت بني من عهد فرنسا.. لما تفتح الباب تجد بستانا كبيرا بجهتين على اليمين شجرتا تين كبيرتان غصونها متلاصقة وشاهقة.. في وسط تلك الجذوع أضع ارجوحتي من حبل متين وضعها لي أبي لألعب هناك..
وباقيها أزهار جميلة على اليسار تجد شجرة ليمون تثمر طيلة الفصول.. شجرتا زعرور
وأزهار ..تربة خصبة وأزهار وورود

وفي الوسط رواق واسع...
في فصل الخريف كانت تلك الأوراق تتساقط وأمي تقوم بجمعها.. تلك الرائحة رائحة الأوراق لاأنساها أبدا...

ثم تمشي تجد رواقا آخر تدخل للحوش الكبير
تجد المطبخ على اليمين ببناء وتفصيل قديم كانت أمي تزينه بشراشف أنيقة...

ثم تجد الغرف التي تطل على الحوش كبيرة وواسعة وبسيطة... الصالون ..غرفة للنساء وغرفة للاطفال....
وعن الحوش وحكاياته.. كانت امي وعماتي يتجمعن عنده للحديث والسهر...

بيت عريق قديم جميل...
غير ان ذلك البيت تم بيعه بسرعة وبسعر منخفض لان اعمامي ارادوا التخلص منه بسرعة...
كان في موقع رائع لو تركوه لكان حقه اكثر اليوم... وانتهى حلم بيتنا العتيق
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top