السلام عليكم
أهلا وسهلا ڨربو كي جيتو
كان لجدي وجدتي في الحارة القديمة بيت طيني عتيق وأنيق سقفه من الخشب الملبس بالطبن والاغصان مرفوع باعمدة غليضة يزدحم بها البيت حتى في وسطه لاتهمها جمالية المكان بقدر ما يهمها صموده قدر الامكان وبئر صغيرة مغطاة عند المدخل تعلوها ( قربة) صنعت من شعر جدي ناعم معلقة باحكام لطالما أرعبتني ومطبخ كبير يسكنه في الزاوية ( شميني= مدخنة ) كنت اعتبره مدخلا يسلكه العفاريت و الجان وجرار وأواني قصدير وفخار ومناديل وقصعات وكثير من الرزم وملا أعرف في الأدراج ،، وبهو صغير مفروش بالحلفة وزرابي مزخرفة ووسائد حمراء وخضراء كأنها بستان تصنعها جدتي باتقان يزين البهو جدران مطلية بالجير الابيض والازرق بانصاف ولوحة فنية تحكي فروسية ابوزيد الهلالي سيف وغزال وحصان وتتدلى منها يد تتوسطها عين شاخصة عرفت انها ( خمسة ) تحرص بنية ذلك الزمان المكان وعمل فني آخر في الزاوية مفتول بسنابل قمح لم افهم معناه للان،، وسلم صخري يصعدك للسطح حيث المكان فسيح لا زجاج نوافذ ولا حدود جدران يحبسك المنظرعند الشروق وحين الغروب لزمان منظر واحة النخيل المنشغلة باخبار الطير والفراش والحيوان وسلسلة جبلية صماء تطل على الوادي الممتد بلاحسبان،،، كان السطح ورشة جدتي للانتاج والاستهلاك ولتجفيف انواع الفاكهة والخضر والنباتات ونشر الكسكس قبل حلول رمضان وفيه كذلك تتبادل اطباق الأكل وأخبار اليوم و الأمس مع الجيران.
غرفة جدي في آخر الرواق تبعث على الرهبة والانبهار كل الأثاث بالخشب الاحمر العتيق المنقوش باسراف و السرير كان يبدو مرتفعا بعدة أمتار او لاني كنت صغيرا مشاغبا اكافح لتسلقه والقفز فوقه باصرار،، خزانة صغيرة موصدة باحكام كأن فيها كنوزا وأسرار ومرآة بايطار مذهب على احدى الجدران مشط ومقص وقصاصة مزينة بآية الكرسي والمعوذتان ،، وصندوق حديدي في الركن مزخرف بالأشكال و الازهار وسبحة بجانب جدي وقميص مرتب وعمامة ذهبية فاخرة تنتظر الآذان وعصى منحوتة بقبضة جلد ومصحف قرآن.
كان او لايزال لكل واحد منا بيت في الماضي يحتضن براءته وشقاوته و يسع طفولته و سذاجته ، وبقي ذلك البيت ذكرى تعانق أشواقنا لبدايات نشأة أفكارنا وتصرفاتنا وفي كل زاوية و رواق قصة وحادثة محفورة على جدران الاعماق وفي كل غرفة وجلسة وضحكة وهمسة أناس أحببناهم وارتمينا في احضانهم أو تفاديناهم وأرعبتنا جديتهم وهيبتهم أجداد واعمام وعمات واخوال وخالات وجيران حوتهم تلك البيوت واستقبلونا على عتبات ابوابها بالقبل والعناق والأحضان.
هل تتذكر ذلك البيت القديم غرفه وسراديبه وحواشيه وكل ماكان يحلوا الركض والقفز والاختباء فيه ...
إحكي لنا عنه وعن قاطنيه وذكرياتك فيه.
أهلا وسهلا ڨربو كي جيتو
كان لجدي وجدتي في الحارة القديمة بيت طيني عتيق وأنيق سقفه من الخشب الملبس بالطبن والاغصان مرفوع باعمدة غليضة يزدحم بها البيت حتى في وسطه لاتهمها جمالية المكان بقدر ما يهمها صموده قدر الامكان وبئر صغيرة مغطاة عند المدخل تعلوها ( قربة) صنعت من شعر جدي ناعم معلقة باحكام لطالما أرعبتني ومطبخ كبير يسكنه في الزاوية ( شميني= مدخنة ) كنت اعتبره مدخلا يسلكه العفاريت و الجان وجرار وأواني قصدير وفخار ومناديل وقصعات وكثير من الرزم وملا أعرف في الأدراج ،، وبهو صغير مفروش بالحلفة وزرابي مزخرفة ووسائد حمراء وخضراء كأنها بستان تصنعها جدتي باتقان يزين البهو جدران مطلية بالجير الابيض والازرق بانصاف ولوحة فنية تحكي فروسية ابوزيد الهلالي سيف وغزال وحصان وتتدلى منها يد تتوسطها عين شاخصة عرفت انها ( خمسة ) تحرص بنية ذلك الزمان المكان وعمل فني آخر في الزاوية مفتول بسنابل قمح لم افهم معناه للان،، وسلم صخري يصعدك للسطح حيث المكان فسيح لا زجاج نوافذ ولا حدود جدران يحبسك المنظرعند الشروق وحين الغروب لزمان منظر واحة النخيل المنشغلة باخبار الطير والفراش والحيوان وسلسلة جبلية صماء تطل على الوادي الممتد بلاحسبان،،، كان السطح ورشة جدتي للانتاج والاستهلاك ولتجفيف انواع الفاكهة والخضر والنباتات ونشر الكسكس قبل حلول رمضان وفيه كذلك تتبادل اطباق الأكل وأخبار اليوم و الأمس مع الجيران.
غرفة جدي في آخر الرواق تبعث على الرهبة والانبهار كل الأثاث بالخشب الاحمر العتيق المنقوش باسراف و السرير كان يبدو مرتفعا بعدة أمتار او لاني كنت صغيرا مشاغبا اكافح لتسلقه والقفز فوقه باصرار،، خزانة صغيرة موصدة باحكام كأن فيها كنوزا وأسرار ومرآة بايطار مذهب على احدى الجدران مشط ومقص وقصاصة مزينة بآية الكرسي والمعوذتان ،، وصندوق حديدي في الركن مزخرف بالأشكال و الازهار وسبحة بجانب جدي وقميص مرتب وعمامة ذهبية فاخرة تنتظر الآذان وعصى منحوتة بقبضة جلد ومصحف قرآن.
كان او لايزال لكل واحد منا بيت في الماضي يحتضن براءته وشقاوته و يسع طفولته و سذاجته ، وبقي ذلك البيت ذكرى تعانق أشواقنا لبدايات نشأة أفكارنا وتصرفاتنا وفي كل زاوية و رواق قصة وحادثة محفورة على جدران الاعماق وفي كل غرفة وجلسة وضحكة وهمسة أناس أحببناهم وارتمينا في احضانهم أو تفاديناهم وأرعبتنا جديتهم وهيبتهم أجداد واعمام وعمات واخوال وخالات وجيران حوتهم تلك البيوت واستقبلونا على عتبات ابوابها بالقبل والعناق والأحضان.
هل تتذكر ذلك البيت القديم غرفه وسراديبه وحواشيه وكل ماكان يحلوا الركض والقفز والاختباء فيه ...
إحكي لنا عنه وعن قاطنيه وذكرياتك فيه.
آخر تعديل بواسطة المشرف: